مجلة الرسالة/العدد 640/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 640/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 640
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 10 - 1945



جواب (الرسالة) عن الرسالة

في عددنا الماضي نشرنا (الرسالة) التي تفضل بتبليغها صديقنا الأستاذ العقاد عن بعض إخواننا الأدباء في فلسطين؛ وهم - كما علمت - يعتبون على (الرسالة) أنها تضن على قصائدهم وفصولهم بالنشر والتنويه. ومثل هذا العتب طالما تردد على بعض الأفواه في سائر البلاد العربية، وفي مصر نفسها؛ فالرسالة هناك متهمة بإيثار مصر، وهي هنا متهمة بالإيثار على مصر. وفي التهمتين - علم الله - مباينة لوجه الحق، ومماراة في حقيقة الواقع.

ولعل الذين يتولون كبرهما من الأدباء هم الذين لم تسعد (الرسالة) بتسجيل آثارهم لأسباب ليس منها الصلة الشخصية ولا الأثرة الإقليمية على أي حال

ٍولقد كان بحسب (الرسالة) في الاحتجاج لنفسها أن ترجو المتهمين أن يفتحوا عيونهم على مجلداتها العشرين ليروا أسماء كتاب العرب في جميع بلاد العرب مسجلة بالحق فهارسها الحافلة؛ ولكن عاتب فلسطين الفاضل لا يريد أن يرى إلا اسمه؛ فإذا رأى أسماء: النشاشيبي وطوقان وحمدان ورشدان ومخلص، حسبها من أسماء الدلتا أو الصعيد، وأكرم بها لو كانت!

إن (الرسالة) بشهادة الواقع مجلة الأدب العربي في جميع أقطاره. لا تؤثر قائلا على قائل إلا لإجادته، ولا تنشر مقالا دون مقال إلا لجودته. لها مستوى لا تنزل عنه، ومقياس لا تتسامح فيه. هي لذلك لا تؤمن بتشجيع الضعيف، ولا تقول بمجاملة القوي. في سبيل هذا المبدأ السليم القويم تعرضت لمكاره الحق، من جفاء الكريم وسفه اللئيم وصلف المغتر. و (الرسالة) بعد ذلك تشهد الله وتقسم به أنها في مدى حياتها الصحفية لم تغفل أدباً يستأهل النشر، ولا أديباً يستحق التنويه.

من قصص جحا للأطفال

2 - نشيد النوم

للأستاذ كامل كيلان (صفحة محتارة من المخطوط الجحوي النفيس الذي عثرت عليه، ولعله مكتوب بخط صاحبه (أبي الغصن عبد الله دجين بن ثابت) الملقب بجحا أو بخط أحد معاصريه:

(. . . اعتذر (دجين بن ثابت) لضيفه (أبي شعشع) عن حقارة البيت الذي ضيفه فيه، ولكن (أبا شعشع) قال له: (إن القليل الذي يبذله الفقير خير من الكثير الذي يبذله الغني. لأن الأول يجود بما يحتاج إليه ولا يستغني عنه، على حين يجود الآخر بما لا يحس فقدانه، ولا يبالي ضياعه).

وما زال (دجين) وصاحبه يسمران حتى قضيا من الليل أكثره، ثم بسط النوم على المدينة جناحيه الكبيرين، فاستسلما للرقاد هانئين، وقد أنستهما لذة الكرى ما مر بهما من أحداث الزمن ومصائبه، ومدهشات الدهر وعجائبه.

وأعدت (ربابة) حزماً من قش الذرة لينام عليها صاحب الدار وضيفه الذي أشتعل رأسه شيباً فأكسبه ذلك مهابة وجلالا. ثم أقامت لولديها (جحوان) و (جحية) أرجوحة جيء بها من بلاد الهند، كانا يستعملانها في أسفارهما ورحلاتهما، فأسرع الطفلان إليهما ليناما فيها.

ولو رأيتهما لخيل إليك لوفرة نشاطهما وصغر جسميهما، أنك ترى قردين صغيرين وقد اشتبكت أذرعهما ليندمجا في الأرجوحة الصغيرة حتى تتسع لنومهما.

واستأذنت (زبيدة) جارتها في الذهاب إلى بيتها. ثم جلست (ربابة) على خشبة صغيرة أمام الأرجوحة وظلت تهزها في رفق وانتظام، وتغني طفليها بصوت يفيض حناناً وحباً:

ناما - حبيبيَّ - ناما ... واستقبلا الأحلاما

نورا وحُسنْا ورَوْضا ... مُعَطَّراً بساماً

تخايَلَ الوردُ عُجْباً ... وفتَّح الأكماما

والطير أنشد لحناً ... فأبدع الأنْغاما

ناما هنيئاً، وقوما ... معي إذا الطير قاما

عيشا بأسعد عيش ... رَغادَةً وسلاما

سنين عشراً، وزيدا ... عاما، وتسعين عاماً

ونصف عام، وشهراً ... ونصف شهر تماما

وبعده أُسبوع ... نزيده أياماً وساعة من نهار ... تَسرُّ قوماً كراماً

تَتْلُو دقائق عشرا ... هناءةً وابتساما

زادت ثوانِيَ خمساً ... فاغتنماها اغتناما

وأَتْبِعاها ثلاثا ... ثوالثاً، ثم ناما

وعلى هذه الأغنية الجميلة نام الطفلان، ثم نامت (ربابة) على أثرهما، ونام كل من في الدار.

عبد الله جحا

(وفق الأصل)

كامل كيلاني

رابطة الأدباء:

اجتمع أعضاء رابطة الأدباء وتم انتخاب الدكتور إبراهيم ناجي رئيساً، والأساتذة: وديع فلسطين وكيلا، وخليل جرجس خليل سكرتيراً عاماً، ومصطفى محمد مصطفى أميناً للصندوق، والدكتور محمد يسري أحمد، وسليمان ندا عضوين في مجلس الإدارة.

أما حضرات الأدباء الذين اتصلوا بالرئيس من قبل فينبغي أن يتوجهوا بطلبات الانضمام من جديد إلى سكرتير الرابطة، ص: ب 463 القاهرة.

مجلة الكاتب المصري

صدر العدد الشهري الأول من مجلة (الكاتب المصري) التي تصدر عن (دار الكاتب المصري بالقاهرة)، ويرأس تحريرها الدكتور طه حسين بك. والعدد متقن التحرير، مونق الطبع، متوسط الحجم، يقع في مائة وثمان وعشرين صفحة اشتملت على أربع عشر مقالة لصفوة من أعيان الأدب نذكر منها: (الأدب العربي بين أمسه وغده) لصاحب العزة رئيس التحرير، و (تكافؤ الفرصة) لصاحب السعادة نجيب الهلالي باشا، و (الخلق في الفن) للأستاذ توفيق الحكيم، و (القنبلة الذرية وانعدام الذرة) للدكتور محمد محمود غالي. . . فنرحب بالزميلة الكريمة، ونرجو لها حسن التوفيق واطراد التقدم مجلد السوادي:

رخصت وزارة الداخلية لزميلنا الكاتب المعروف الأستاذ محمد السوادي مدير شركة الصحافة المستقلة وناقد البلاغ البرلماني بإصدار مجلة سياسية أسبوعية مصورة باسم (مجلة السوادي)

وقد قررت الشركة أن تبدأ بإصدار أول عدد من هذه المجلة في صباح الاثنين 15 أكتوبر إن شاء الله وإصدار أختها (مجلة الخبر) بعد صدور الأولى بوقت قصير.

في قصة (لؤلؤة الحب)

قرأت في (الرسالة) قصة (لؤلؤة الحب) للكاتب الإنكليزي هـ. ج ويلز ترجمة الأستاذ عيسى حليم؛ فلفت نظري أن في ترجمة الجملة الأخيرة خطأ غير سياق القصة. فقد جاء فيها:

(وأخيراً. . تكلم مشيراً إلى (لؤلؤة الحب) وقال: اهدموها!. . .)

ويفهم من ذلك أن الأمير الهندي عجز عن بناء شيء يليق بعظمة التابوت المحتوي على رفاة زوجته. بينما الأصل وترجمته كما يلي:

(وأخيراً. . . قال مشيراً إلى التابوت: أزيلوا هذا الشيء!) ومعنى ذلك أن الأمير بعد أن مارس فن البناء وألم بجميع فروعه من هندسة وزخرف طوال السنوات العديدة التي تم فيها بناء (لؤلؤة الحب). . . طغى حبه للؤلؤة الحب على حبه لزوجته ورفاتها البالية، ورأى أن بقاء التابوت وسط هذا البناء الفخم نشوز لا يقبله الذوق السليم. . . وشتان ما بين النهايتين.

(الموصل)

الدكتور عبد الهادي القاعاتي

تصويب

وقع في الفقرة الأخيرة من مقال العلامة النشاشيبي المنشور في العدد الماضي خطآن مطبعيان نصححهما فيما يأتي: الخطأالصواب

ولو بعثت (فلويير) ولو بعث

وحذق العربية لأضافولو حذق العربية لأضاف