مجلة الرسالة/العدد 647/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 647/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 647
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 26 - 11 - 1945



على هامش الأدب الحجازي:

تفضل الأستاذ الفاضل حسن عبد الله القرشي فأثنى على كلماتي المتواضعة التي نشرتها غي مجلة الرسالة الغراء في موضوع (الأدب الحجازي)، فنعتها بعمق البحث وطلاوة العرض، وهو تفضل منه أعتده فخراً ولا ينهض بحقه شكري.

ولعل الأستاذ الكريم قد أدرك مما كتبت أنني معجب بنهضة الشعر الحجازي، فقد ذكرت في غير موضع أن نهضته توشك أن تكون طفرة، وان كثيرا من الشعراء قد استطاعوا أن يجمعوا بين المعنى السامي والأسلوب الرصين، وهي مرتبة لا تتهيأ للأمم في نهضاتها إلا بعد الزمن الطويل والدرس المستمر.

وقد كان في وسعى أن اقتصر على هذا القدر من التقريظ والثناء، لولا حرصي على تصوير حياة الشعر تصويراً يلم نواحيه ويبرز معالمه، ليتمثل لقراءة العربية واضحاً جلياً؛ فأشرت في موجز من القول إلى أن بعض الأشعار ينقصها جمال الأسلوب وحسن الرصف، مع ما فيها من براعة في المعنى وتصرف في الاغراض، واعتقد أن مثل هذا النقد الهين لا يغض من سمو الشعراء، ولا يضع من أقدارهم بعد الذي فصلته من براعتهم وبينته منفضلهم، وحسبهم أن أعلام الشعراء في كل عصر من عصور الأدب لم يسلموا من النقد والتجريح.

على أنني معترف مع هذا بأن الشعر الذي جادت به قرائحهم أبان الحرب الحاضرة لم يصلني منه إلا القليل، وأرجو أن يوفقوا قريبا لطبع أشعارهم في دواوين يستمتع بها إخوانهم العرب في سائر الأقطار، وعندئذ أسجل لهم معجباً فخوراً في كتابي (تاريخ الأدب الحجازي) ما بدا في أشعارهم من كمال وجمال - وأن كان هذا الإعجاب لم يفتني فيما كتبت إلى الآن

وأنا بعد هذا كله موقن - مع الأستاذ القرشي - بوثبة الشعر الحجازي، متفائل له بمستقبل مرموق بعد الذي عرفته من أن شباب الحجاز يمتازون بالذكاء النادر والخيال الخصب والأمل الفسيح.

وإلى أخي الأستاذ حسن عبد الله القرشي جزيل شكري وجميل تقديري.

أحمد أبو بكر إبراهيم

مكتبة الكيلاني للأطفال:

(رأى سمو سيف الإسلام الأمير الجليل: عبد الله نجل جلالة الإمام يحيى: ملك اليمن)

الحمد لله رب العالمين

حضرة الأديب الكبير العلامة الأستاذ كامل الكيلاني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد، فقد اطلعنا على مؤلفاتكم القيمة النفيسة في تعليم الأطفال فإذا هي مكتبة برأسها تستحق التقدير

وأني اعتقد أن الاستفادة بها في كل بلد عربي، وكل قطر إسلامي، أمر نافع جداً، لسهولة أسلوبها، وإتقان وضعها، وفصاحتها التي يستفيد التلميذ منها بالتدرج الشيء الكثير في اللغة. وسنقتني منها كمية يستفيد بها الأولاد في البلد

بارك الله فيكم، وزادكم علماً، ونفع بكم

عبد الله ابن أمير المؤمنين

سيف الإسلام

الطهر الخائن لشكسبير من رواية (كما تهواه أنت)

طهارة بعض الناس حربٌ عليهمُ ... وفضلهم خصم لهم وغريمُ

وأنت من الأطهار، والطُّهْرُ خائنٌ ... ينمُّ كما نمَّتْ عليك خُصومْ

كامل الكيلاني

1 - هو عبد الله بن عمر:

عبد الله الذي أراد أن ينزل في قبر أبي بكر، فقال له عمر: كفيت، ليس ابن أبي بكر كما قال هيكل، ولا ابن الزبير كما ظن السحار (وبريد العدد 645)، بل هو ابن عمركما في كتاب (أبو بكر الصديق) ص 266

وهذا الكتاب المطبوع في دمشق سنة 1353 وقد نفذت نسخه وأخوه (عمر بن الخطاب) وهو في 800 صفحة بلغت مصادره 170، وما فيه فقرة إلا وقد عزيت إلى صفحتها من مصدرها، هما أوثق المراجع وأجمعها في سيرة العمرين، ولولا أن أمدح نفسي لقلت: إنه لم يؤلف في بابهما مثلهما، ولكن مطبوعاتنا في الشام لاحظ لها في مصر. . .

2 - زناه فحده:

ذكرني ما قال أستاذنا النشاشيبي في العدد 645 بالمثل المشهور عند الفقهاء (زناه فحده)، وفيه شاهد للأستاذ في أنها زناه لا زاناه، وهو بعد مثل لمن يشرح كتاباً فيحرف الأصل، ويقول المؤلف ما لم يقل، ثم يعلق عليه التعليقات، ويشرح الشروح.

علي الطنطاوي

هل هي جرها شرك كما يراها الرافعي رحمه الله:

عرض إمام العربية الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي في تحقيقاته الفريدة لكتاب إرشاد الأريب إلى قول مجنون أبي عامر:

كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو يراح

قطاة غرها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح

فآثر حفظه الله رواية (عزها شرك) التي رويت في الكامل والحماسة والأغاني على رواية (غرها) وقد كنت جنحت للأخذ برواية الكامل وغيره منذ أربع عشرة سنة، ثم رأيت الاستئناس برأي الأديب الكبير مصطفى الرافعي رحمه الله فبعثت إليه بكتاب قلت فيه: إلا يصح أن نصحح غرها بعزها؟ فأجب طيب الله ثراه بقوله:

(. . . أما تصحيح غرها بعزها فلا قيمة له، لأن الشرك لا ينصب للقطاة إلا وهو يغليها، إذ لا ينصب إلا لصيدها! فليس هناك شرك لا يعزها. ويخيل لي أن صواب الكلمة جرها لأن الشاعر يقول: فأمست تجاذبه، ويقول قبل ذلك:

كأن القلب ليلة قيل يغدي ... بليلى العامرية أو يراح

فكأن ذكر الرحيل يجر قلبه جرا فكيف بالرحيل نفسه؟ وجرها تجعل المعنى أقوى وأفخم.

وأكثر النساخ حين ينسخون يعطون الكتاب لمن يملى عليهم، ومن السهل جداً انخداع السمع في جرها فيسمعها الناسخ غرها؛ ومثل هذا يقع في التحريف كثيراً، ومنه الكلمة التي انتقدتها على العقاد في ابن الرومي (فرأى رجل مضطرب العقل جاهلا) أملاها المملي (ذاهلا) فسمعها الناسخ جاهلا وكتبها كذلك. . .)

وإنا نعرض ما رآه الرافعي رضي الله عنه من الصواب لهذه الكلمة ليرى الأدباء فيه رأيهم.

ولحجة العربي النشاشيبي - بهذه المناسبة - تحيتنا الطيبة وتقديرنا العظيم لما يبذله من جهد في سبيل لغة العرب، وما يمدها به كل يوم من غزير أدبه، ومخزون تحصيله، وواسع اطلاعه.

محمود أبو رية

ذكرى الشاعرين:

نقرأ في المجلات بين الفينة والفينة مقطوعة لشاعر النيل حافظ إبراهيم ينشرها العاثر عليها على أنها من شعره الضائع، إذ ليست في ديوانه المطبوع.

وأخر ما رأينا من ذلك مقطوعة عن الهرم نشرت في الرسالة (العدد 639) عثر عليها ناشرها منقولة عن بعض الصحف القديمة.

فاستغربت أن يخلو منها الديوان مع أن مرتبه الذكر في جملة المصادر التي رجع إليها كتاب (ذكري الشاعرين) وهو مصدر قيم عن حافظ وشوقي فيه أشتات شعرهما الحديث وبحوث الأدباء ودراسات الكتاب عنهما ومراثي الشعراء فيهما. والمقطوعة المذكورة هي في الصفحة (290) من (ذكري الشاعرين).

ونحن إذ نلفت الأنظار إلى هذا المصدر القيم لا يسعنا إلا شكر تلك الجهود الكريمة التي بذلها الأستاذ المدقق أحمد عبيد في جمع المواد وتنسيقها وضبطها فجاء كتابه متقناً حافلا بالمتعة والفائدة فجزاه الله خيراً.

(دمشق)

(س)