مجلة الرسالة/العدد 650/الشعر يحتفل بأميره

مجلة الرسالة/العدد 650/الشعر يحتفل بأميره

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 12 - 1945



في مساء يوم السبت الثامن من شهر ديسمبر، أشرفت دار الوزير الشاعر الكاتب السمح إبراهيم دسوقي أباظة باشا عميد الأسرة الأباظية بألمع الكواكب المصرية في الحكم والسياسة والأدب والعلم والفن والصحافة إجابة لدعوة معاليه، ليحتفلوا بمجد الشاعر العظيم عزيز أباظة باشا صاحب (أبيات حائرة)، ومؤلف المأساتين الشعريتين (قيس ولبنى) و (العباسة) ولم تشهد القاهرة المثقفة على كثرة ما شهدت داراً أحفل بالفضل وأحفى بالفضلاء، ولا حفلة أروع بالأدب وأجمع للأدباء، من هذه الدار وهذه الحفلة

كانت الدار دار الأباظية، والحفلة حفلة الأدب، فلا غرابة أن يجتمع فيهما ما لم يجتمع في غيرهما كم ملائكة البيان وشياطين الشعر

كان مطلع الإشراف الشعري في هذه الحفلة أبياتاً من أرق الشعر وأبلغه لمعالي صاحب الدعوة في شكر مولانا (الفاروق) ألقتهما طفلته الأديبة (كوثر) بصوتها العذب، ومنطقها الرائع، ولهجتها الفصيحة، منها:

أدام الله (فاروقاً) ... بفيض الخير من كفه

فقد فاض على الأسر ... ة ما ترجوه من عطفه

وعذراً إن بدا ضعفي ... وعجزي عن مدى وصفه

ثم تلاها أخوها الأديب الشاعر ثروت أباظة فألقى قصيدة من نظمه؛ وتتابع الشعراء والخطباء بعدهما على المنصة، فنوهوا بمجد الشاعر، وشادوا بفضل الداعي، وهتفوا (الفاروق)، كان أولهم لأستاذ العقاد، وأخرهم الأستاذ الكاشف، وفيما بينهما فيض من الشعر العاطفي الجميل، وتدفق على ألسنة النابهين من شعراء الشباب، ذكرونا بشعراء الحضرة في قصر الصاحب ببغداد، ثم نهض للشكر صاحب السعادة الشاعر المحتفل به فارتجل خطبة من النمط العالي في الأداء والإلقاء دلت على أن موهبته الخطابية تناقش موهبته الشعرية في استحقاق التكريم ثم كان مسك الختام قبلة أخوية قوية من معالي الزير إلى سعادة المدير أجملت كل ما قيل في هذه الحفلة الرائعة الجامعة من معاني الإعجاب والإكرام والحب. . . وفيما يلي ثلاث قصائد مما أنشد في هذا الحفل تعطيك نموذجاً من سائر ما قيل.