مجلة الرسالة/العدد 651/إلى موعد 31 ديسمبر سنة 1944

مجلة الرسالة/العدد 651/إلى موعد 31 ديسمبر سنة 1944

مجلة الرسالة - العدد 651
إلى موعد 31 ديسمبر سنة 1944
ملاحظات: بتاريخ: 24 - 12 - 1945



للشاعر عبد الرحمن الخميسي

ليت يا موعد الحبيبة ما كن ... تَ، ولا درتَ في حساب زماني!

أين من عطرتْ أُويقاتك الحل ... وة في عالمي. . . وفي وجداني؟

أين من خلدتْ ثوانيكَ بالح ... ب، وزانتْ إذا حللت مكاني؟

أين من كنت تُشهد القدر العم ... لاق أنَّي بها نسيت كياني؟

وكأني على يديها. . . فؤاد ... عارمِ النبض، دائب الخفقان!

أين يا موعد الحبيبة من كن ... تَ بها تزدهي على الأزمان؟

كنت ألقاك زاهياً. . . يتباهى ... كل آن أتي على كل آن!

كل وقت من الزمان تمنى ... لو تريثتَ فيه بعض ثوان

كنت ألقاك وهي فيك عروس ... صاغها الله من نسيج الحنان

تثمل الأرض من دبيب خطاها ... وتموج الحياة بالألحان. . .!!

كنت ألقاك وهي فيك ملاك ... بعثته السماء في إنسان!

يعبق الجو حولها بالمسرا ... ت، وتطويك حافلا بالمعاني

كم تعجلتُ أن تمر الليالي ... كي أُلاقي لديك من تهواني!

كيف لم تأت والحبيبة في حي ... ن كما في اللقاء عودتماني؟!

جئتَ تستمهل الدقائق سعياً ... خشية أن تحل نهب الأوان

قيَّد الحرص أن تراها ثواني ... ك، وأرخى لها عنان الثواني

فتحاملن. . كاسفات. . بطاء. . ... وائدات في سيرهن أماني!

جئتَ يا موعد الحبيبة مربداً ... كئيباً تفيض بالأحزان!

أنت إن كنتَ قد حللت، فماذا ... عاقها أن تصير في أحضاني؟!

آه لو يرجع الزمان بك الآ ... ن إلى ساعة وراء الزمان!!

ساعة أخدع انتظاري بها عن ... قذفه باللهيب في أركاني

عقرب الساعة الذي قد تخطا ... ك إلى ما تلاك في الدوران

كلما دق دقة في المسير ان ... داح في مهجتي دوي الهوا كيف يا موعد الحبيبة ولي ... تَ، وألقيتني إلى أشجاني؟

كم تمنيتُ لو مضيتَ بعمري ... ضمن أوقاتك الغوالي الحسان

وجمتْ حولي الأريكة في الرو ... ض، وغامتْ بما ترى العينان!

وكأني بذلك المقعد الملتف بالعش ... ب، أقاموه من لقى الأغصان

شاطر القلب في التياعي فأبكى ... غردات الطيورْ. . . ثم بكاني!

وكأني به يسائلني عن ... ها، ولكن سدى يجيب لساني

كيف يخلو من وجهها الأسمر العذ ... ب ومن نور مقلتيها مكاني؟

هذه كعبتي. . . فأين التي أج ... ثو أُصلي لحسنها الفتان

هذه جلستي. . . ولكن إلى من ... بعدها، غير ذاهبات الأماني؟

أيها النسيم! أيها الأفق المخ ... ضل بالسحب وهي دمع قان!

أيها الروض! أيها الطير فوقي! ... أيها المَقعد الخضير الحاني!

كم سكرتم هنا بنجوى فؤادي ... نا، فصرتم سكراً على الأكوان

كم وعيتم هنا. . . أغاريد روحي ... نا الغريبين عن بني الإنسان!

كم ذهلنا هنا. . . عن الأبدان! ... وعدمنا شعورنا بالزمان!

وامحتْ حولنا من النظر الشا ... مل حتى شيات هذا المكان!

والتقيْنا في نشوة الحب روحاً ... واحداً يستلذ شرع التفاني!

واحترقنا في قبلة. . . طهرتنا ... ثم طارت بنا وراء الرعان

قبلة تمنح الخلود لحسي. . .! ... وتريني ما لا ترى العينان!

كم طفونا روحين، ثم بلغنا ... في لظاها قرارة البركان

أنا وحدي هنا. . . أُداهن أشوا ... قيَ أن ترحم الفؤاد العاني

بي حنين إلى البكاء مرير ... آه يا مقلتيّ لو تكِفان!

أيهذي الدموع. . يا قطرات الن ... فس بالشوق والأسى والحنان!

أنقذيني! ترقرقي في جفوني! ... أنت يا راحتي ويا سلواني!

عبد الرحمن الخميسي