مجلة الرسالة/العدد 673/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 673/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 05 - 1946



في مقالة للأستاذ العقاد:

روى العلامة الأستاذ الشيخ المحترم عباس محمود العقاد في مقالته: (من الدعوة الهندية) في الرسالة الغراء 671: (وكل ما أدعيه أنني محدث) وقد ضبطت هذه اللفظة الأخيرة بكسر الدال وتشديدها - ولا ريب في أن ذلك تطبيع - ومقصود القائل، هو المحدث بفتح الدال وتشديدها. قال أبن الأثير في النهاية.

(قد كان في الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر أبن الخطاب. جاء في الحديث تفسيره أنهم المهملون، والملهم هو الذي يلقى في نفسه الشيء فيخبر به حدساً وفراسة، وهو نوع يختص به الله (عز وجل) من يشاء من عبادة الذين اصطفى مثل عمر، كأنهم حدثوا بشيء فقالوه).

والمروع - بفتح الواو وتشديدها - مثل المحدث. جاء في لسان العرب:

(وفي الحديث المرفوع أن في كل أمة محدثين ومروعين فإن يكن في هذه الأمة منهم أحد فهو عمر. المروع الذي ألقى في روعه الصواب والصدق وكذلك المحدث كأنه حدث بالحق الغائب فنطق به).

وقد رأى الشيخ المحترم أن (التسليم) هو للكلمة الفرنجية قائساً إياها - كما أوقن - على التهويد والتنصير والتمجيس. روى البخاري:

(ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. . .).

وفعل ذلك المصدر (سلم يسلم) ولهذا في العربية معان كثيرة ليس الحرف المختار للفرنجية منها، وإذا لم نسلم بما قال الأستاذ العقاد فماذا نقول؟. . .

السهمي

إلى الأستاذ أحمد حسين:

خذ - يا أخا العرب - غير مأمور هذا الخبر في الطلاق إن لم تكن قد رويته في كتابك (الزواج والمرأة) وهو حجة لك وفيه قضاء عدل:

(. . . عن عكرمة في رجل قال لغلامه: إن لم أجلدك مئة سوط فامرأتي طالق. قال: يجلد غلامه، ولا تطلق امرأته؛ هذه من خطوات الشيطان). ذكره (ابن داود في تفسيره) في لا تتبعوا خطوات الشيطان).

فلا طلاق إلا أمام القاضي من بعد فحص وبحث، وتذكير وتحذير، ونصح طويل، ولوم جميل. و (آخر الدواء الكي). هذا الذي يرضي النبي محمداً.

مسلم

الجامعة العربية تنشئ معهداً للفقه الإسلامي:

من المشروعات التي ستعرض على اللجنة القانونية لجامعة الدول العربية في شهر يوليو القادم إنشاء معهد للفقه الإسلامي تدرس فيه المذاهب الفقهية الإسلامية المختلفة، ومقارنة بعضها ببعض، ثم مقارنتها جميعاً بالقوانين الغربية الكبرى. والغرض من إنشاء هذا المعهد تهيئة جو مناسب لدراسة الفقه الإسلامي دراسة علمية حديثة تسير بهذا الفقه العظيم في طريق التطور الذي اختطه السلف الصالح من الفقهاء المتقدمين، حتى إذا تهيأت الأسباب أمكن أن يكون الفقه الإسلامي ركناً من الأركان التي تقوم عليها دراسة القانون المدني في العالم؛ وأمكن في الوقت ذاته أن يكون هذا الفقه مادة خصبة تستمد منها التشريعات الحديثة في دول الجامعة العربية. فهل تستطيع كلية الشريعة في الجامعة الأزهرية أن تضطلع بهذا المشروع الخطير لذي تقتضيه حال التطور الدائم في الأقطار العربية والإسلامية؟ إحدى اثنتين: إما أنها تستطيع، لأنها وحدها وريثة الفقهاء الأربعة، وإذن يكون إنشاء هذا المعهد من الفضول الذي يأخذ ولا يعطي، ويعدد ولا يوحد، وزيد ولا يفيد. وإما أنها لا تستطيع، لأن الذين ينهضون بهذا العبء يجب أن يكونوا فقهاء من طراز عبد العزيز فهمي، وعبد الحميد بدوي، وعبد الرزاق السنهوري، وإذن يكون رأي الأستاذ محمود الغمراوي محتاجاً إلى التعديل، حتى لا يتبدد تراث هذا المعهد الإسلامي الجليل.

التربية الدينية في المدارس:

أرسل صاحب المعالي الأستاذ محمد العشماوي باشا وزير المعارف إلى سعادة الأستاذ وكيل الوزارة الكتاب الآتي نصه:

(يهمني العناية بالتربية الدينية بالمدارس على اختلاف أنواعها ودرجاتها بالثقافة حسب مستوى التعليم، وأن يعني بجانب تعليم العبادات وتفهم روحها ومراميها بإحاطة الطلبة والطالبات علماً بمبادئ الدين الإسلامي في إصلاح النفوس والأجسام وتنظيم المجتمع وتنظيم العلاقات بين الأفراد والأمم على أساس من العدل والاستقامة والأمانة، وتعريف الطلبة بأبطال الإسلام تعريفاً يقوي فيهم روح التقدير للمثل العليا ويحفزهم إلى القدوة الحسنة.

وإني أرجو أن تعرض على اقتراحاً بتشكيل لجنة لهذا الغرض، يكون من المستحسن تشكيلها من الشيخ محمود شلتوت والشيخ حسن البنا وعميدي اللغة العربية بالوزارة لتقترح الخطة، والمنهج، والكتب المحققة لهذا الغرض حسب مراحل التعليم بعد بحث الوضع الحالي لدراسة الدين والثقافة الإسلامية، ويعرض مشروع قرار وزاري بذلك على وجه السرعة بعد الاتصال بحضرات الأعضاء من خارج الوزارة للاتفاق معهم على المساهمة في هذه المهمة.

الجوائز الملكية للعلوم والآداب والقانون:

أوشكت اللجنة الوزارية التي يرأسها صاحب المعالي وزير المعارف أن تفرغ من قواعد النظام الخاص بتوزيع جوائز صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد الأول.

ومما استقر الرأي عليه في ذلك أن يكون توزيع الجوائز الثلاث التي باسم المغفور له الملك فؤاد الأول في 27 إبريل من كل سنة تخليداً لذكرى وفاته، وهي ثلاثة آلاف جنيه، كل جائزة قيمتها ألف جنيه.

ويكون توزيع الجوائز الثلاث التي باسم صاحب الجلالة الملك فاروق الأول وهي على نفس النظام في يوم ذكرى عيد جلوسه السعيد. وهذه الجوائز توزع:

1 - لأحسن عمل أو إنتاج في العلوم.

2 - لأحسن عمل أو إنتاج في الآداب.

3 - لأحسن عمل أو إنتاج في القانون.

وقد سمعنا أن معالي وزير المعارف قد اقترح على اللجنة أن تخصص الوزارة من عندها جوائز أخرى لتشجيع العلوم والفنون فتقرر الأخذ بهذا المبدأ.

من شهادة الفرنج للإسلام: تلقى (مستر لايس) المفتش السابق للمدارس الإنجليزية بمصر دروساً في اللغة العربية على أستاذنا العلامة اللغوي الشيخ عبد القادر المبارك عضو المجمع العلمي بدمشق، وقرأ القرآن على أستاذنا العلامة المفسر الشيخ عبد الله العلمي. وقد سمعه الأستاذ المبارك يقول:

لسان العرب وتاريخ الإسلام يغنيان عن كل لسان وكل تاريخ، وما من حسنة في بلاد الفرنج إلا وأصلها من بلاد الإسلام، وما من سيئة في بلاد الإسلام إلا وأصلها من بلاد الفرنج.

فوزي محمد القباني

في الفقه المقارن:

أظهرت مكتبة الآداب بالجماميز الطبعة الرابعة لكتاب الميراث في الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية والوضعية، بعد أن أضاف إليه مؤلفه الأستاذ عبد المتعال الصعيدي المدرس بكلية اللغة العربية كثيراً من الزيادات والتنقيحات، فجاء في 152 صفحة من القطع المتوسط، وقد درس فيه الميراث في الشريعة الإسلامية بتفصيل، وبين فيه طريق حساب الإرث بالقواعد الحسابية الحديثة بعد بيانه بالقواعد القديمة، وذكر فيه جدول المواريث مع تحقيق الخلاف في واضعه.

ثم بين فيه بعد هذا المواريث عند قدماء المصريين، وعند الأمم الشرقية القديمة، وعند العرب في الجاهلية، وعند الأمة اليهودية، وعند قدماء اليونان وعند قدماء الرومان، وهذه هي أشهر الشرائع القديمة.

ثم بين فيه بعد هذا الأصول الحديثة للمواريث الوضعية، والميراث في القانون الفرنسي، والميراث عند الاشتراكيين، واكتفى بذكر الميراث في القانون الفرنسي عن ذكر الميراث في غيره من القوانين الحديثة؛ لأن هذه القوانين مستمدة من القانون الفرنسي، ولا تختلف عنه إلا قليلاً.

ثم ذكر فيه بعد هذا الموازنات بين الميراث في الشريعة الإسلامية والمواريث في هذه الشرائع، فانفتح بذلك باب جديد ظهر فيه أسرار عظيمة في الميراث الإسلامي، أظهرتها تلك الموازنات بينه وبين غيره بعد خفائها، وبينت أن ما جاء بها الإسلام في الميراث يوافق الأصول الحديثة الصحيحة للمواريث أكثر من المواريث الحديثة والقديمة، وأنه يكفل مراعاة ميل المورثين، والعدل بين الوراثة، والمحافظة على الجيل الجديد، أكثر من المواريث التي وضعت لها هذه الأصول.

وتلك أسرار جديدة لم تكن لتظهر في المواريث الإسلامية لو اقتصر في دراستها على الطريقة القديمة، لأنها تظهر فيها أحكاماً تعبدية لا يفقه لها حكمة إلا اختيار الشارع لها، وإيثاره لها على غيرها، كما جاءت صلاة الصبح ركعتين، وصلاة الظهر أربع ركعات، إلى غير هذا من الأحكام التعبدية.

وما أحوجنا في هذا العصر إلى دراسة أبواب الفقه الإسلامي كلها على هذه الطريقة الجديدة، ليعرف فضلها بالموازنة بينها وبين غيرها من الشرائع، وتظهر فيها أسرار جديدة تجذب الناس إليها، وتحملهم على تقديرها وإنصافها.

اقتراح:

كانت الرسالة تختم كل مجلد بفهرسين: فهرس لإعلام الكتاب وفهرس للموضوعات، ثم ضيقت الحرب صفحاتها، فتركت الأول واكتفت بالثاني.

والرسالة سجل الأدب الحديث لا يكاد يستغني عن الرجوع إليه متأدب ناشئ أو ناقد أديب. ولقد احتجت اليوم إلى النظر في مقالة أعرف موضوعها واسم صاحبها ولكني لا أعرف عنوانها بالضبط لأعود إليه في فهرس الموضوعات، فاضطررت للتفتيش عنها ساعتين كاملتين، ولو كان للإعلام فهرس لوجدتها في خمس دقائق.

فأنا اقترح على الرسالة أن تصل ما كان انقطع وتنظم فهرساً واحداً لإعلام الكتاب عن سني الحرب كلها يكون مكملاً للفهارس السابقة فتعظم فائدته ويجزل شكر القراء عليه. وأحسبه يكلف تعباً كثيراً ولا يأخذ من صفحات الرسالة أكثر من ست صفحات أو سبع، أو يتطوع أحد القراء بتنظيم هذا الفهرس وتقديمه للرسالة لتنشره باسمه وتكون عهدته عليه.

(دمشق)

أحد القراء

مهرجانات جامعة أدباء العروبة في الأقطار الشقيقة: اعتزمت جامعة أدباء العروبة أن تقيم مهرجانات أدبية في القدس ودمشق وبيروت تحقيقاً لغرضها الأسمى، وهو وحدة الفكر العربي والنهوض بالأدب ليحمل رسالة الإصلاح والبعث والتوجيه. وسيسافر أعضاء الجامعة برياسة معالي إبراهيم دسوقي أباظه باشا إلى الأقطار العربية في الأسبوع الأول من شهر يوليه القادم، وقد تبرع الأستاذ محمد عبد المنعم إبراهيم عضو الجامعة بسياراته لتقل حضرات المدعوين كما ستنزل الجامعة في ضيافته خلال هذه الرحلة.

وقد تألفت لجنة لإعداد هذه المهرجانات من حضرات الأساتذة الدكتور محمد وصفي، ومحمد عبد المنعم إبراهيم، وطه عبد الباقي سرور، وجميلة العلايلي، ومحمد عبد الوارث الصوفي، وعبد الله شمس الدين.

والجامعة تدعو أدباء العالم العربي للمساهمة في هذه الأسواق الأدبية الكبرى نظماً ونثراً، وترسل الكلمات إلى سكرتيرية الجامعة 196 شارع محمد علي بالقاهرة.

طه عبد الباقي سرور

السكرتير العام