مجلة الرسالة/العدد 687/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 687/البريد الأدبي
1 - قتيبة بن مسلم:
لمجلة (الرسالة) مكانة سامية في الأوساط العلمية في جميع البلاد
العربية، ولكتابها منزلة في النفوس لا تساميها منزلة غيرهم من
الكتاب. فإذا استعظم على أحدهم هفوة لسان طفيفة أو زلة قلم خفيفة؛
فذلك لما للقراء - على الرسالة الغراء وعلى كتابها - من الدالة، ولما
لتلك المجلة وأصحابها من الإجلال والإكبار في نفوس أولئك القراء.
ومن أولئك الكتاب الذين لكتاباتهم روعة قوية، وتأثير عميق في النفس: الأستاذ الجليل (على الطنطاوي) ولا أدل على ذلك من مقالة القيم المنشور في العددين 680 وتالية بعنوان: (من التاريخ الإسلامي - قضية سمرقند)، ولا ينقص من روعة ذلك المقال أن يفهم القارئ منه أن قتيبة بن مسلم الباهلي الفاتح العظيم؛ أدرك عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. خلاف ما يفهم من يفهم من مصادر التاريخ الصيحة التي تنص على أن قتيبة لم يدرك ذلك العهد، بل قتل في عهد سليمان بن عبد الملك.
(الرسالة): لقد سبق الأستاذ الطنطاوي فنبه إلى ذلك.
2 - أتاريخ صحيح أم خرافة؟!:
وهذا المربيالأستاذ الكبير كامل كيلاني يقول في عدد (الرسالة) 682: (منذ خمسة عسر قرنا تنقص عشرات قليلة من السنين ولد خرافة القاص العربي المخضرم الذي عاش في العصرين الجاهلي والإسلامي. . . وقد عاصر جحوان الصحابي جد أبي الغصن عبد الله دجين بن ثابت الملقب بجحا. . . وكانت أم جحا أم سليم بنت ملحان والدة مالك بن أنس راوية الحديث المعروف. . . ثم مضى القرن الأول ومضى معه خرافة ومعاصره. ثم جاء القرن الثاني فكان من مولوديه أبو الغصن عبد الله دجين بن ثابت الملقب بجحا). ولكن قوله هذا لا يؤثر في منزلته باعتباره أحد الأفذاذ الذين أسدوا للجيل الجديد منه عظمى مجسمة في كتبة القيمة النافعة (مكتبة الأطفال)، وإن فهم من ذلك القول مخالفة الحقائق الآتية: 1 - أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك الصحابي الجليل الذي خدم الرسول ﷺ عشر سنين. لا مالك ابن أنس الإمام المحدث المشهور صاحب كتاب (الموطأ) المتوفى سنة 179 هـ.
2 - أم سليم صحابية أدركت عهد الرسالة، وحضرت وقعة (حنين) وجرى لها فيها طريفة، وتوفيت في أول القرن الهجري الأول. فكيف تكون أم جحا خادمة لها، ثم تدرك القرن الثاني ويولد لها ابنها جحا فيه؟!
3 - كيف يعيش في القرن الأول الهجري ويعتبر مخضرما من ولد قبل ذلك القرن بمائة سنة أو أكثر؟!
(الطائف)
محمد الجاسر
حول صور سودانية:
قرأت أخيرا في (الرسالة) 680 للأستاذ حسان خضر مقالا عنوانه (صور سودانية) يقول فيه: (ليس التقاء النيل الأبيض بالأزرق عند الخرطوم كما يقول الجغرافيون وإنما هو أقرب إلى مدينة أم درمان وهو يبعد عن الخرطوم نحو (15كيلو)، ولو أنه كتب هذا ولم يتعرض للجغرافيين لقلنا إنه سهو.
إن المكان الذي يلتقى فيه النيلان والمسمى (بالمقرن) حيث الحدائق المشهورة يحد الخرطوم من شمالها الغربي وعنده تنتهي مدينة أم درمان في جنوبها الشرقي وليس هناك (كيلو) واحد يبعد (المقرن) من الخرطوم.
(كلا)
حسن أحمد البشير.