مجلة الرسالة/العدد 736/من وراء المنظار

مجلة الرسالة/العدد 736/من وراء المنظار



شيخ وشيخ

هاأنذا في الريف أضع على أنفي منظار القرية، وقد تركت فوق مكتبي في (الرسالة) منظار القاهرة حتى أعود إليه بعد حين. وكان أول ما وقع عليه في القرية منظاري الجديد بعض ما صنع هذان الشيخان في ضحى يوم من أيام رمضان.

أما أولهما فشيخ من حيث الاصطلاح والملبس، فقد لبث في الأزهر من عمره سنين ولا يزال في القرية يضع على رأسه عمامة هي كل حجته على العلم والورع وإن كانت بعض وسائله إلى المال والشبع. وأما ثانيهما فشيخ من حيث العمر فقد تخطى السبعين منذ سنتين وبعض سنة كما ذكر لي حين حدثني عن سنه. . .

جلست أمام داري عند مخرج القرية إلى الحقول وأنا أعجب كيف يغدو الفلاحون إلى أعمالهم صابرين، وقد قضى الصوم والحر على كل ما كان من نشاط في بدني فما أتحرك لكي أبقى في الظل إلا في مشقة وجهد. وبينما كنت أتفكر في أمر هؤلاء المساكين إذ أقبل على أحدهم فسلم وجلس القرفصاء إلى جانب كرسي وأسند إلى الحائط ظهره، ونظرت إليه فإذا هو من فرط نحوله وشحوبه أشبه شيء بعود الذرة جف فاغتدى عوداً من الحطب.

وتكلم فقال: (لن ينقذني من الشيخ فلان إلا أنت؛ فقد اضطرتني الحاجة إلى أن أقترض منه منذ شهرين جنيهين ونصف جنيه على أن أعطيه وفاء لديني أردباً كاملاً من القمح الجديد. ولما كنت أستطيع أن أبيع الأردب اليوم بخمسة جنيهات فقد ألححت عليه أن يأخذ ثلاثة جنيهات؛ ولكنه تمسك بأردب القمح كاملاً. وها هي ذي ثلاثة جنيهات ونصف أرجو منك أن تتوسط لدى الشيخ ليقبلها) ومد الرجل إلى يده بالنقود وهي ترتعش، ولمحت في وجهه من السخط المكظوم ما زاده بؤساً على بؤس. . . ولكنني أخذت منه قيمة الدين ورددت إليه جنيهاً، فنظر إلي دهشاً وسكت.

ومضيت إلى الشيخ وفي خاطري خيال (شايلوك) يهودي شكسبير، وسلمت وقلت إن فلاناً ذو عسرة؛ وقد توسل إلي أن أؤدي عنه ما عليه لك من دين. ومددت إليه يدي بجنيهين ونصف جنيه فحسب. فما إن عدها حتى اصفر وجهه وتكره لي كأني أشتمه، ثم أخذته حيرة من أمره وتمتم وعبس وتأنف ودس المال في جيبه وهو يلعن هؤلاء الفلاحين الذي لا أمانة لهم ولا عهد ولا ذمة. وتعجبت أو تظاهرت بالتعجب وقلت متجاهلاً، وهاهو ذا دينه يؤدي إليك. فنظر إلي نظرة كلها لؤم وخبث يتبين ما إذا كنت أعلم شيئاً من قصة أردب القمح. ثم تركته في غيظه وألمه ينتفض انتفاضة من لدغته عقرب ويقسم أغلظ القسم أن لن يعين أحداً من هؤلاء الفلاحين ناكري الجميل بعد اليوم. . .

ومررت أثناء عودتي بدار عم محمد النجار فأبصرته في مدخل الدار وبين يديه أدوات عمله وبعض أشياء من الخشب كان يصلحها؛ فسلمت على الشيخ فنهض للقائي في خفة ودعاني إلى الجلوس، فجلست بجانبه على حصيرة وهو يكرر في بشاشة وترحاب قوله (رمضان كريم) وإنه ليعلم أني أحبه كما أعلم أنه يحبني ويأنس إليّ؛ وقلما رآه أحد من القرية يقبل على امرئ أو يهش له كما يقبل عليّ ويهش لي، وذلك أن هذا النجار الشيخ على فاقته الشديدة يظن الظنون بمن يراهم أكبر منه قدراً أو أكثر منه مالاً لأنه يكره أشد الكره أن يتكبر عليه أحد مهما بلغ من جاهه أو ثرائه، والويل كل الويل لمن يغلظ له في القول من أعيان القرية فإنه عند ذاك ينقلب من شيخ وديع هادئ إلى نمر شرس هائج لا يخيفه شيء، وقد أحس الشيخ أني أكبره وأحب حديثه فخفض لي جناحه وبسط لي مودته.

ونظرت إلى وجهه المسنون وإلى عينيه البراقتين وهو يصلح بعض أدوات الزراعة وكأنما يزداد هذا المحيا بشاشة ونضرة كلما علت بصاحبه السن، ولو أراد أن يعتذر إلي من عدم انصرافه عن العمل احتفاء بي كما كان ينبغي في رأيه فقال إنه يصلح هذه الأشياء الزراعية الصغيرة بغير أجر في رمضان من كل عام ليغنم الثواب مضاعفاً على الصوم، وهو لا يحب أن يخلف الوعد، فعما قليل سيأتي أصحاب هذه الأدوات لأخذها؛ وأثنيت عليه ما وسعني الثناء، فقال إنه يحمد الله على العافية وأنه يرى أعظم أنعم الله عليه أنه لم يقف مرة واحدة موقف الحاجة من أحد، وأنه لا يذكر لأي امرئ يداً عليه حتى أولاده الأربعة الذين يعيشون كل في داره عيشة هي أوسع من عيشته. ونظر إلي مبتسماً وقال: إن خير ما أدعو لك به وأنا أحبك أن يديم الله عليك العافية وألا تحتاج يوماً إلى إنسان. . .

وبينما كان يتحدث إلى النجار وهو يصلح تلك الأدوات الزراعية إذ دخل عليه رجل فسلم وقال: يا عم محمد. . . علمت أنك تبيع فجلك المزروع في جهة كيت فجئت لأشتريه. . . وتفكر النجار الشيخ قليلاً وقال: كم تدفع ثمناً له؟ فقال الرجل: ستة جنيهات. فنظر إليه النجار وقال انتظر قليلاً. وطلب النجار إلى أحد المارة أن يرسل فاطمة بائعة الفجل، فلما حضرت قال لها، هذا الرجل يشتري الفجل بستة جنيهات وقد بعته لك، فما رأيك هل تبيعينه إياه؟ لقد صرت صاحبته وليس لي فيه شيء وإن لم أقبض منك ثمنه بعد. فقالت المرأة بعته إياه. وتناول النجار الجنيهات الستة، فأخذ منها أربعة هي ما أتفق مع المرأة عليه ثمناً لفجله ودفع لها جنيهين. . .

وازداد في قلبي قدر هذا النجار الشيخ، وظللت لحظة أقلب نظري في محياه الأبلج السمح وهو منكب على أدوات الزراع يصلحها في نشاط وهمة؛ وانصرفت وأنا أدير في رأسي قصة القمح وقصة الفجل، أو قصة الشيخ الذي تعلم ويأكل الربا أضعافاً مضاعفة، وقصة النجار الذي لم يعرف غير أدوات نجارته ويتصدق بعمله على الزراع في رمضان ويأبى أن يكون وقد أربى على السبعين كلاً على إنسان.

الخفيف

(أدب العروبة في الميزان)

للأستاذ علي متولي صلاح

ما حق الأدب على الدولة؟ وما ينبغي أن تقوم الدولة به للأدب من نصر ومعونة وتأييد؟ ذلك هو السؤال الذي نبدأ به كلامنا عن (أدب العروبة) الذي أخرجته للناس جماعة (أدباء العروبة) التي تنعقد رياستها للوزير الأديب الشاعر الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة باشا.

نحسب أنه قد مضى الزمن الذي كان الأدب فيه في نظر البعض نافلة لا ضرورة إليها، وترفاً لا تدعو إليه حاجة، وأبهة وبلهنية يزجي بهما الفراغ!

نعم، عرفت الدول وعرف الناس أن الأدب لسان الكون وتعبيره، وترجمانه وتفسيره، وأن الناس شعروا قبل أن يتكلموا، وتغنوا قبل أن ينطقوا!

وعرفت الدول وعرف الناس أن الحياة لن تكون - إن هي خلت من الأدب - إلا بيداء مجهل، وصحراء لافحة، وجحيماً لا ظل فيه ولا ماء!

عرفت الدول وعرف الناس ذلك وصار الكلام فيه معاداً مكرراً فهل أدت الدولة ما لهذا الأدب من حق؟ وهل قامت بما ينبغي له من واجب؟ عندما نهض الوزير الأديب الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة باشا بإنشاء هذه الجماعة العاملة ورعايتها - ولأول مرة فيما أعلم ينهض وزير قائم في الحكم برياسة جماعة أدبية - شاعت حولها الشائعات، وكثرت التخرصات والتقولات، وقالوا: وزير يستخدم مرافق الدولة ويستغل منشآتها لمنفعة جماعة هو رئيسها!

وقالوا: لقد انتفعت هذه الجماعة بسبل المواصلات يستعملها أفرادها بغير الجعل المقرر والأجر المرسوم!

وقالوا لقد أضفى الوزير على أفرادها الفراغ الشامل والتحلل الكامل من واجب (الوظيفة)، وآثرهم بالدرجات والعلاوات ينعمون بها ويرفلون في واسع رزقها! وقالوا انتفعت بالإذاعة تسير معها حيث تسير، وتمضي معها أنى تمضي!

وأنا أفترض أن كل ذلك قد وقع، بل قد وقع في صورة كريمة مسرفة، وأتساءل بعد ذلك: هل أدت الدولة ما للأدب عليها من حق؟ وهل قامت الدولة بما ينبغي أن تقوم به له من نصر ومعونة وتأييد! والجواب الذي لا جواب سواه عندي هو (لا). . . ذلك أن للأدب على الدولة حقاً أخطر من هذا كله، وأجل من ذلك كله. . . إن على الدولة أن تعين الأدباء بالمال تعفيهم به من تكاليف العيش وضرورات الحياة ليفرغوا للأدب وللفن. . . وإن على الدولة أن تريح الأدباء (الموظفين) من أعباء وظائفهم الثقيلة التي تقتطع أعمارهم وتقتل مواهبهم وتميت أرواحهم، أو على الأقل أن تجعلهم فيما ينبغي لهم من أعمال تتفق وميولهم وتمكنهم من الإنتاج الأدبي النافع، فلا يعيش الأستاذ مصطفى صادق الرافعي حياته في زاوية من زوايا محكمة طنطا! ولا يقضي الأستاذ محمود عماد عمره في ركن منزو من أركان وزارة الأوقاف!

وإن على الدولة أن تبتاع ما ينتج الأدباء من مؤلفات بأثمان طيبة كريمة وتنشرها على الناس غذاء لأرواحهم وعقولهم فترفع بذلك الذوق العام، وتربي ملكة تذوق الفن الرفيع بين أفراد الشعب، وتباعد بينهم وبين الأدب الرخيص المائع الذي يسري في نفوسهم سماً وميوعة وانحلالاً. .

وإن على الدولة أن تيسر للأدباء سبل الانتقال لا في أرجاء بلادهم فقط بل غي البلاد الأخرى وبخاصة البلاد العربية الشقيقة ليستزيدوا من أدبها ويتعرفوا إلى إخوانهم الأدباء فيها ليكونوا سفراء الفن والحق والجمال إلى أبنائها. . .

إن على الدولة للأدب أن تفعل له هذا وأكثر من هذا، وإن الأدباء لحرّيون منها بالعناية والرعاية والالتفات، فإذا نهض وزير أديب يعرف حقوق الأدب ببعض هذا الذي يجب على الدولة أن تنهض به، صاح به الصائحون من كل جانب، ورفعوا عقائرهم يضجون بالشكوى من المال المضيع، والاستغلال القبيح، والظلم الفادح!

إن هذا الوزير الأديب نهض كريماً مشكوراً يؤلف جماعة منهاجها (أن تعمل على نهضة الأدب بإيقاظ الذهن العربي وحسن توجيهه لأبعد آفاق المجد والسؤدد وتشجيع نوابغ المفكرين النابهين من رجال القلم، وتجد في توثيق الأواصر بين الأدباء في مصر ثم توثيقها بينهم وبين أدباء العالم العربي والجامعة لا تحتكر الأدب العربي بل هي تغتبط وتبتهج بكل من يدعون للنهوض به أفراداً كانوا أو جماعات وتمد يدها مخلصة لكل جمعية تنحو نحوها وتسير على نهجها بعيدة عن السياسة والحربية بعدها عن الأغراض الذاتية، وجمع حوله طائفة من كرام الأدباء والشعراء لهم نشاط ملحوظ وآثار عديدة ومشاركة خصبة في الأدب والفن؛ وأقاموا عدة مهرجانات أدبية لمناسبات قومية ووطنية وأدبية صرخ فيها شعراؤهم، وخطب فيها خطباؤهم. فاستوى ذلك كله كتاباً سموه (أدب العروبة) كان مجموع نتاجهم في عام!

هذا الكتاب هو ما نقدم للحديث عنه بهذا الكلام، ونحن - في كلمات متعاقبة - عارضون هذا الكتاب عرضاً عادلاً منزهاً عن الهوى، ناقدون ما احتواه نقداً مبرأً من الغرض ودخائل النفوس، لنجلو للناس بذلك آثار أول جماعة أدبية في مصر يرأسها وزير قائم، وأديب حاكم، لم تشغله حكومته الالتفات الكريم إلى الأدب والأدباء.

علي متولي صلاح

أشواق على السين:

في الربيع

للأستاذ محيي الدين صابر

(رف فجر، وتندت أرض، وتحركت حبة، وهبط عصفور. . . وعبرت نسمة. . .

وأنصت شاعر!!)

رفَّ فجرٌ تعثر النور والعط ... ر عليهِ كأنه مخمور!

شرقت صفحتاه بالشمس والظل ... يغني نور ويرقص نور

والأماني في أفقه يتواث ... بنَ كما خفَّ في الربُّى عصفور

والأغاني في معبر النسم السا ... رب، همس مصبغ مسحور

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

وتندت أرض وأرعشها الِخص ... ب ابتعاثاً كأنه محموم!

زخرت بالحياة، وامتلأت دف ... ئاً كما تحمل السلاف الكروم

واستفاقت، تناغم الفجر فاندا ... ح حنين في صدرها مكتوم

وسرى من فؤادها العاشق البك ... ر، حديث معطر منغوم!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

وصحت حبة، ودغدَغ جفني ... ها ظلام من حولها مرطوب!

فاستجاشت تستلفت النور فارفض ... خيال في ذاتها، مشبوب!!

واستطالت في الأفق، فهي حياة ... وظلال مصبوغة وطبوب!

بين أفنانها أهازيج. . . منهن ... شفاه مخمورة وقلوب!!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... دَ حياة، يمتد فيها الربيع!

واستوى. بلبل على غصن رخ ... و. . فهزته خشعة وسجود

نشوة كله. . . وفي العش دنيا ... زحمت أفقها الرؤى ووجود!

منشد كله لهاة إذا غنى ... وحلم فوق الربى ممدود!!

وهو كالنور كله في جناح ... ين: انطلاق ومتبحة وشرود!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... دَ حياة، يمتد فيها الربيع!

شهد الغصن أنه راقص الحس ... فيصغي في نشوة أو يميل

ملأت نفسه على العش نجوى ... قصة بها غرام. . . جميل. . .

قصة العش كل حين، وفي كل ... مكان. . . على الحياة دليل!!

في جناح الفراش، أو وجنة الزهر، ومن حيث للرعاة سبيلُ! إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

وسرت نسمة تسرب فيها ... جدول فضَّ ذاته. . . أو غدير!

جرجرت نفسها على الزهر في كل ... رباة. . . فوقفة أو عبور.!

لملمت كل خاطر وخيال هو في المرْ ... ج. دافق مفجور. .!

ومشت تنقل الحياة على كلّ ... طريق فكله معمورُ. . .!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

وتلاقت. . . مواكِب: فحبيب ... ينثر الشوق في يديه حبيب!!

وغريب مشى الحنين. . بعطفي ... هـ خشوعاً يأسو هواء غريب!

إنها صحوة الحياة. . . ففيها ... كل معنى من روحها مسكوب

هكذا عاد في الروابي حديثٌ ... كلما آبت الروابي يؤوب.!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

وعلى صخرة تجللها العش ... ب على الدرب شاعر مسكين!

عبرته الرعاة. . فهي تغني ... من بعيد كما استدارت ظنون

وهو، والناي في يديه، وفي عي ... نيه جوع وفي الضلوع حنين

ظامئ الحس للحياة وللنو ... ر وللغيب وهو فيه دفين.!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي - د حياة، يمتد فيها الربيع!

أيها الضاربون في وحشة اللي ... ل. . . أماناً، فللصباح رجوع!

أيها الراكبون في وَقدة البي ... د. . . احتمالاً. قد أمكم ينبوع!

أيها الراجفون في غضبة البح ... ر. . . سلاماً، فللرياح هجوع

أيها الصاعدون قد دنت للقم ... ة بشرى، غداً يجيء الجميع!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

هكذا يطلق الربيعُ المعاني ... وهي في قبضة الشتاء تنوح. . .

رُبَّ معنى يستنبت النور منه ... وهو معنى بين الظلامِ جريح!

كلُّ شيء يهتز من رعشة الحس ... وينساب بين جنبيه روح.!

ومشت يقظة تلفت فيها ... ملء روحيها الربى والسفوح! إنه البعث راجفاً، ينفضُ القي ... د حياة، يمتد فيها الربيع!

هكذا تجمع الحياة. . . معانيها. . . ... وينمو من القديم. . . جديد. .!

أبداً تصعد الحياة فما تنف ... عك صيرورة لها وصعود. . .

إنها رغبة تضج بجنبيها. . . وَش ... وق يلح فيه الخلود. . .،

وامتداد. . . وليس فيه حدود. . . ... وانطلاق وما عليه قيود. . .!

إنه البعث راجفاً، ينفض القي - دَ حياة، يمتدُّ فيها الربيع!

(باريس)

محيي الدين صابر

السوربون