مجلة الرسالة/العدد 778/الأدب والفن في أسبوع
مجلة الرسالة/العدد 778/الأدب والفنّ في أسبوع
شاعر يتبرع بجائزته لفلسطين:
كان الأستاذ إلياس فرحات من الفائزين في مسابقة الشعر التي أجراها مجمع فؤاد الأول للغة العربية هذا العام، وهو عربي مهاجر يقيم في البرازيل، وقد فاز بجائزة قدرها سبعون جنيها لم ترسل إليه بعد.
وأخيراً تلقى المجمع كتاباً من الأستاذ إلياس يبلغه فيه أنه متبرع بجائزته لصالح فلسطين ويرجو تحويلها إلى جامعة الدول العربية لضمها إلى الأموال التي يكتتب بها فيما يختص بفلسطين، ويقول الأستاذ في كتابه إن هذا المبلغ هو كل ما يملك من مال.
رسالة الكاتب:
أذاعت محطة لندن العربية يوم الخميس الماضي، حديثاً للدكتور طه حسين بك في (رسالة الكاتب) بدأه بقوله: وسئل الجاحظ عن رسالة الكاتب ما هي وكيف يقوم بها، لدهش لهذا السؤال وما فهمه، وليس الجاحظ وحده، بل لو وجه نفس السؤال إلى معاصريه ومن قبله من كتاب العرب واليونان والرومان وغيرهم لكان موقفهم منه نفس الموقف، وذلك لأن الكتابة في تلك العصور لم تكن إلا مظهراً من مظاهر التفكير العقلي، لا تكلف فيها، ولا احتياج إلى سؤال وجواب، والقراء لم يكونوا في حالة تهيئهم لمثل هذا السؤال، ولم يكونوا يشعرون إلا بالحاجة إلى قراءة ما يكتب الكاتب، لا يسألون عن مهمته ومنهجه وما إلى ذلك. إنما يلقي السؤال عن مهمة الكاتب حين تتقدم الحياة الفنية وتتعقد الصلات بين الكاتب والقراء، وحين تصبح الحياة نوعا من الترف، وحين يكثر الكتاب وتتنوع مذاهبهم ويختلف تناولهم لنواحي الحياة المتعددة المعقدة؛ وقد كان الكتاب القدماء قلة وكان إنشاؤهم على قدر الحاجة العقلية الطبيعية، أما الآن فقد كثر الإنتاج وأصبح زائداً على حاجة الحياة الإنسانية في العصر الحديث، وتعقدت الصلة بين الكاتب والقارئ تعقدا شديداً، فصار القارئ يسأل الكاتب: ماذا يكتب وما هي مهمته؟ وصار الكاتب يسأل القارئ عما يريد أن يقرأ وما يجب أن يكتب له.
ثم قال الدكتور طه: والآن أجيب عن السؤال باعتباري كاتباً يكتب، ويشعر أن له صلات بقرائه، ويشعر أيضاً بما توجبه هذه الصلات من التبعات. مهمة الكاتب أن يحقق نفسه أولا، بمعنى أنه يكتب ما يصور نفسه وشخصه وآراءه في الحياة، فالكاتب شخص مستقل له طريقته في التفكير، وله طريقته في الحكم على الأشياء، وله طريقته في التصوير والتعبير؛ والكاتب الحر يكتب ما تمليه عليه حريته لا يفكر في رضاء القارئ ولا سخطه
وهنا أمر ثان لا ينبغي أن يغفله الكاتب، وهو أنه لا يكتب لنفسه وحدها، وإنما يكتب ليقرأه الناس، فهو أداة اجتماعية إلى جانب كونه إنساناً حراً، فبالحرية والتضامن الاجتماعي يستطيع أن يحقق شخصيته ثم يكون أداة نافعة في البيئة التي يعيش فيها، وهذه البيئة قد تكون ضيقة جداً، وقد تتسع قليلا، وقد تتسع كثيراً. فالكاتب الذي يكتب في الفلسفة مثلا إنما يكتب لنظرائه الفلاسفة وبيئتهم محدودة، والكاتب الذي يكتب في المسائل الأدبية والفنية بيئته أوسع، والكاتب الذي يكتب للجمهور الضخم يكتب في حياة الناس ويتصل بمنافعهم المختلفة؛ وهو على كل حال يجب أن يكون نافعاً فيما يكتب، ويجب أن يفكر فيمن يكتب لهم وفي صلاته بهم. ولا ينبغي أن يحصر فكره في هؤلاء الذين يقرءونه الآن، بل يجب أن ينظر إلى من يأتي بعدهم من الأجيال. فمهمة الكاتب تحقيق شخصيته وأن يكون أداة نافعة للبيئة الاجتماعية التي لا يحدها زمان ولا مكان.
أناشيد الجهاد:
اهتمت الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، بإعداد طائفة من الأناشيد العربية المناسبة للحالة الحاضرة؛ وقد فرغت من إقرار أربعة أناشيد سترسلها إلى إدارة الإذاعة المصرية لإذاعتها ثم تبعث بها أيضاً إلى الإذاعات العربية الأخرى.
وأول هذه الأناشيد نشيد مطلعه:
أشرق الفجر فسيروا في ضيائه ... ودعا الحق فهبوا لندائه
إنه وحي السماء.
إنه صوت الإباء.
للإخاء للعلاء.
وهو من تأليف الأستاذ محمد مجذوب مدرس الأدب والعربية بتجهيزي البنين والبنات بطرسوس (سوريا) وهو الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الأناشيد التي نظمتها الإدارة الثقافية: وكان هذا النشيد قد لحن في القاهرة فجاء تلحينه غير موفق، ورئي إرساله إلى ضباط الموسيقى بالدرك اللبناني لتلحينه ولا يزل هناك.
والنشيد الثاني، وهو الفائز بالجائزة الثانية في المسابقة، للأستاذ محمد مرسي مسلم المدرس بمدرسة الرمل الابتدائية للبنات بالإسكندرية، وأوله:
إننا العرب الكرام عرشنا ... فوق أبراج السماء
شرقنا مهد السلام مجدنا ... فيه معقود اللواء
وقد لحنه معهد الموسيقى:
والنشيد الثالث للأستاذ حسن أحمد باكثير، وأوله:
قد بدأنا الكفاح ... وشحذنا الرماح
وامتشقنا السلاح ... وملأنا البطاح
بجيوش العرب ... نحن نحن العرب
وقد لحن هذا النشيد قسم الموسيقى بالجامعة الشعبية كما لحنه معهد الموسيقى. ومما يذكر أن صاحبه تبرع به لفلسطين فلم يأخذ عنه جائزة.
والنشيد الرابع وضعه الأستاذ الصاوي شعلان بناء على طلب الإدارة الثقافية، وقد لحنه معهد الموسيقى، وأوله:
إلى المجد هيا شعوب العرب ... إلى نهضة صبحها قد أنار
لنا في العروبة أعلى نسب ... يتوج بالنور شمس النهار
الاذاعة المسكينة:
كتب الأستاذ محمد الأسمر بجريدة (الزمان) يلفت نظر المشرفين على الإذاعة المصرية إلى قراءة أحد قارئي القرآن بها آيات من سورة البقرة أولها (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) ذاهبا إلى أن قراءة هذه الآيات لا تناسب الظروف والملابسات الحاضرة. . . إلى أن قال: (لقد كانت الإذاعة فيما أذاعته صباح أمس من القرآن الكريم مثل المقرئ الذي جاءوا به ليقرأ في حفل زواج ما تيسر من القرآن فقرأ قوله تعالى: (الطلاق مرتان).
والقارئ العادي حين يقرأ هذه الكلام يظن أن في القرآن الكريم ما يؤيد قضية اليهود في فلسطين وأن قارئ القرآن بالإذاعة تلا الآيات التي هي في صالح اليهود، وكان إدارة الإذاعة عن ذلك من الغافلين!! وعليها بعد ذلك أن تراقب قراءة القرآن حتى لا يذع منها ما يمس سلامة الجيش في هذه الظروف العصيبة!!.
أما الآيات الكريمة فحاشاها أن تتضمن شيئاً من ذلك، وإنما هي - على عكس ذلك - تتضمن تخاذل اليهود في القتال ومخالفاتهم لنبيهم. وأما الإذاعة فهي مسكينة دائماً. . . مسكينة فيما تأنيه ويؤخذ عليها فعلا، ومسكينة في ابتلائها بمن يريد أن يدلي بدلوه في مؤاخذتها ولو بغير حق. .
الدول العربية في مؤتمر اليونسكو:
ألفت لجنة في وزارة المعارف برياسة الأستاذ شفيق غربال بك وكيل الوزارة، للنظر في موضوع اشتراك مصر في مؤتمر هيئة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الذي سيعقد بلبنان في أواخر هذا الصيف. والمفهوم أن لجاناً مماثلة بوزارات المعارف في الدول العربية تنظر في هذا الموضوع، على أن ترسل كل هذه اللجان تقاريرها إلى اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية التي تعمل على توحيد وجهة النظر العربية في المؤتمر ووضع خطة مشتركة، وستجتمع اللجنة الثقافية لهذا الغرض بالإسكندرية في 21 أغسطس القادم.
ترشيح فارس الخوري لرياسة اليونسكو:
أذاعت وكالة الأنباء العربية من دمشق أن وزير المعارف السورية صرح بأن الحكومة رشحت دولة فارس الخوري بك لرياسة مؤسسة الثقافة والتعليم والاجتماع في هيئة الأمم المتحدة ليكون خلفاً للأستاذ هكسلي عندما تنتهي مدة رياسته وأن الدول العربية وبعض الدول رشحت دولته لهذا المنصب الكبير.
ولا شك أن الأستاذ فارس الخوري أهل لهذه الرياسة، فهو رجل عالمي ممتاز باتساع ثقافته وومضات فكره، وأن توليته هذا المنصب تعد للبلاد العربية كسباً كبيراً.
ومما يذكر بجانب ذلك أن ساسة الدول الاستعمارية في هيئة الأمم المتحدة أصبحوا يضيقون به لما دأب عليه من تفنيد سياستهم وفضح أساليبهم بقوة حجته وببانه الناصع الساخر. وكم يودون أن يتخلصوا منه، ولعلهم واجدون في رياسته للهيئة الثقافية متنفساً لصعدائهم. . .
دراسات عالمية في التربية:
ورد على وزارة المعارف في هيئة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أنها قررت إقامة دراسات صيفية للتربية يحضرها مربون تندبهم وزارات المعارف في بلاد الدول الأعضاء، وذلك بغية أن ترفع هذه الدراسات مستوى التربية والتعليم في أنحاء العالم، وأن تكون - إلى ما يلابسها من اجتماع المربين من مختلف الدول - وسيلة إلى توثيق الصلات وزيادة التفاهم الدولي.
وقد قررت وزارة المعارف ندب الآنسة رمزية الغريب لحضور الدراسات الخاصة بموضوع (تربية المعلمين) والتي ستكون في لندن من منتصف يولية إلى 25 أغسطس سنة 1948، وندب السيدة إحسان العابد لحضور الدراسات الخاصة بموضوع (تزويد النشء بمعلومات وافية عن هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة) والتي ستكون في (لأيك سكسس) من 7 يولية إلى 18 أغسطس سنة 1948.
التنويه الأدبي:
اجتمعت لجنة الأدب بمجمع فؤاد الأول للغة العربية ونظرت في موضوع التنويه بالكتب الأدبية، وانتهت إلى ما يلي.
1 - تؤلف لجان من أعضاء المجمع في أكتوبر من كل عام لكل فرع من فروع الأدب من شعر وقصص وبحوث ودراسات أدبية ولغوية الخ. ويكون من وظيفة كل لجنة تتبع ما يصدر في العالم العربي من كتب تتصل بموضوع التنويه وقراءتها، وتقديم تقرير عنها للجنة العامة للأدب ثم لمجلس المجمع.
2 - يقتصر عمل كل لجنة على ما يصدر من الكتب في هذه الموضوعات في العالم السابق، على أن تنظر مع ذلك في الكتب التي قدمت إليها فعلا.
3 - في ضوء تقارير اللجان الفرعية تتخذ لجنة الأدب قرارها فيما يصح أن ينوه به.
4 - لا تكون الكتب المترجمة موضعاً للبحث والقراءة والتنويه إلا إذا كان المترجم من أمهات الكتب العالمية التي تعود على العالم العربي بفائدة محققة وكان في ترجمته ما يضيف ثروة إلى اللغة العربية.
5 - يكون التنويه بالكتب فقط، لكن يجوز للجنة الأدب أن تقترح على المجالس التنويه بخير المؤلفين ذوي الآثار الأدبية الممتازة ممن خدم الأدب مدة طويلة فيستحق التقدير.
6 - ينص في قرار التنويه على أن ما تنوه به اللجنة هو خير ما قدم إليها لا خير الكتب الموجودة.
وقد عهد إلى الأستاذ محمود خلاف سكرتير لجنة الأدب، الاتصال بدور النشر والمكاتب والمجامع والهيئات العلمية وإدارة التسجيل الثقافي بوزارة المعارف، لجمع خير الكتب التي ظهرت في العالم العربي سنة 1947 - 1948.
من طرف المجالس:
كنا في ندوة الرسالة، وكان الحديث في ترجمة الآداب، وأن كثير ممن يتصدرن للترجمة لا يراعون الدقة فيها، فقال أحد الزملاء.
تصور أن أحد هؤلاء يقول في حوار برواية ترجمها عن الانجليزية: (أنت أكرم من حاتم يا لورد!)
العباس