مجلة الرسالة/العدد 781/الجنس والحضارة

مجلة الرسالة/العدد 781/الجنس والحضارة

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 06 - 1948



للأستاذ عبد العزيز جادو

لقد كان قليلا ذلك الذي فهمناه عن اللاشعور وصلته بالأحلام، وعن الجنس وظواهره العقلية العجيبة قبل أن يبدأ سيجموند فرويد علمه العظيم. فلقد أوضحت دراسة التطور العلاقات التي بين كل المخلوقات الحية، وتماثل البناء التشريحي بين كثير من الأجناس. ولا يزال علم السيكولوجية يعوزه بعض استكشافات لتوطد أركانه نهائياً على أساس ثابت من قانون؛ وليتتبع النمو التدريجي للعقل من بسيط إلى مركب.

ومما يجدر بالذكر أن الدكتور بريور الذي عمل معه فرويد أول الأمر في (العلاجات الناطقة) لاحظ بعض أعراض شادة في حالة امرأة شابة عزاها إلى الهستيريا. وعجز عن إزالة هذه الأعراض باستخدام التنويم المغنطيسي، الذي كان يزاول فيما مضى بتوسع أكثر من الآن، وكان شائعاً إذ ذاك في صناعة الطب، وأخذت حالتها تزداد سوءاً. ولاحظ الدكتور بريور أن مريضته في حالات (ذهولها) تغمغم مع نفسها. فجعلها تكرر الكلمات التي تفوهت بها، وبهذه الطريقة علل الباعث على الفكر التي تسلطت على عقلها حتى توالدت. وكان الأثر لمنشأ هذه الأوهام والتخيلات التي تسلطت على الفتاة هو في الواقع وجود (الدوافع المخبوءة) الشركة في مظاهر اللاشعور التي تفوق الحصر في علاقاتها بالحياة اليومية وبالحالات العقلية المرضية.

وعاد فرويد، الذي كان يدرس في ذات الوقت على العالم الشهير شاركوت - إلى فينا ليلتقي بالدكتور بريور، الذي كان يستعمل حينذاك (طريقة المسهل وظهر لفرويد أن بريور لم يفهم تماماً علاقة هذه الطريقة بالسيكولوجية العلاجية، فأقنعه بإتمام أبحاثها في الإجراءات التي ابتكرها حديثاً، ومع ذلك فقد أضاع بريور بعض حماسته بخصوصها.

ولم تتزعزع ثقة فرويد في كشفه ولم تغتر همته. فواصلا استقصاءاتها مدة من الزمن تراءى لها في نهايتها إقامة الدليل على قيمة كشفها، وانتهيا إلى النتيجة بأن العاطفة المحبوسة في مريض إذا ما عوقت في طريقها إلى الإفلات الصريح، فإنها تتحول إلى أعراض شاذة، إما فيزيقية وإما عقلية. وبملاحظة مرضاهما في عيادتهما، وجدا أن الأعراض كثيراً ما يكون لها صلة ببعض حادثات في حياتهم. وقادهما هذا إلى الاعتقاد بأ الاختبارات المرضية كانت تتعلق بأخرى قبلها، وتلك التي كانت قبلها ليست في حاجة إلى الباثولوجية في طبيعتها؛ وأن التجارب التي سبقتها زودت المصادفة الباثولوجية الأخيرة بخلق عقلي. وبعد أن تعاون فرويد وبريور معاً مدة من الزمن في هذه الملاحظات والتجارب انفصلا أحدهما عن الآخر فقد دب الخلاف إذ لعب الجنس دوره في تكوين العصاب وهكذا مضى فرويد قدماً بمفرده ثم نشر تطبيقاً عملياً من نتاج مجهوده. بسماحة لمريضه أن يتكلم بكل ما يدور بخلده، وبعد ملاحظة بالغة منتهاها في الدقة، اقتنع بأن أي شيء يحدث للمريض له صلة مباشرة أو غير مباشرة (بجرح) ما في لا شعوره.

وفي عام 1895 ألقى فرويد أولى محاضراته عن اكتشافاته، التي قدر لها أن تكون بشيراً بميلاد التحليل النفساني. ولقد تبعه باديء الرأي ثلاثة نفر من الوسط الطبي هم أدلر وستيكل وسادجر ولكن في سنة 1900 بدأ يانج وثلة صغيرة من أتباعه الفيزقيين، يستعملن الطريقة الفرويدية بعيادة طلب الأمراض العقلية في زيوريخ. وبعد ثمانية أعوام، وبناء على دعوة يانج قام أول مؤتمر لمدرسة الفيزيقيين هذه في سالزبورج.

عند ذلك أخذ الطلبةٍ الجادون ذوو الضمير الحي يدخلون الميدان أفواجاً. وظهرت المؤلفات الفكرية والانتقادية تحمل طابعي مقدرة المدرسة وحمية الرائد. ومن ميدان علم النفس العلاجي انتشر علم التحليل النفساني، وامتد إلى ميادين علم الأساطير والحواديت - وبدأت تظهر الشروح التي تعوزها التفسيرات السيكولوجية، وبدأت تطغى على أساطير الجنس البشري وخرافاته. واتضح أن رغبات السلالة البشرية التي كانت تتوق إلى الرضى خلال العصور جاء وصفها في الخرافات والأساطير، وأنه إذا فهم الشخص المفتاح السري الذي يمده به التحليل النفساني لأمكنه أن يفسر معنى كل تلك القصص القديمة. فقد قال علماء التحليل النفساني أن عواطف البشر لونها فنان أعمى على لوحة من الفكر.

ومن المعروف قطعاً لدى علماء الأنثربولوجيا أن الرمز لعب دوراً هاماً في الإنتاج البدائي لعقل الإنسان. بل إن طريقتنا اليوم في التعبير عن الفكر قائمة على أساس صورة من الرمزية؛ فالمهندس الذي يتصور تجويف مدخنة، والموسيقى الذي يوفق السيمفونيات السماوية، والفنان الأديب، كل أولئك يستعملون الرموز كثيراً. وقد أشار أندريه تريدون في أحد مؤلفاته إلى أن: (لغة جميع الشعوب رمزية، ودائماً ما يفرض الإنسان في كلامه مقارنات بين مظاهر ثابتة في الطبيعة واجزاء من جسم الإنسان. فنحن نتكلم عن فم النهر أو الكهف؛ وعن مهاد الأرض أو جوفها أو بطنها؛ وعن قمة الجبل أو سفحه. ونقول إن في البطاطس عيوناً؛ وأن اللون دافئ، وحقائق جافة، وأننا نشم رائحة التعب وغير ذلك.

كيف دخلت هذه التعبيرات في كلامنا، وكيف سبر علماء التحليل النفساني صلتها بأسس تفكيرنا؟. . لن نحتاج إلى كبير عناء لنعرف أن هناك معنى عميقاً وراء كل هذا اللف في كلامنا. إن علاقة ما، ليست معروفة إلى الآن، كانت متوثقة بين عناصر ثابتة موجودة في اللغة وهي الفكرة البدائية عند بني الإنسان.

والإنسان يملك في داخل نفسه اتجاهين: يوصف أحدهما بالمتقارب أو المائل نحو المركز والآخر بعيد أو منحرف عن المركز الأول يميل إلى نقله إلى الأمام؛ والآخر يظهر رغبة صريحة للرجوع إلى حالة بدائية. ونرى هذا الاتجاه، مثلا، في البناء التشريحي للانسان حيث تثابر أحياناً بعض أعضاء جرثومية ثابتة على النمو، يشيع التعب العظيم في الإنسان. ولقد سرد ميشنكوف في مؤلفه القيم (طبيعة الإنسان) أمثلة كثيرة عن النشاز الموجود في تشريح الإنسان، وهل يمكننا أن نشير إلى (النشاز) في بنائه العقلي أيضاً؟ أن نيتشه الذي سبق علماء التحليل النفساني، تنبأ بكثير من كشوفهم، فذكر في أحد مؤلفاته: (في نومنا، وفي أحلامنا، نمر بجميع فكر البشرية القديمة. وأعني بهذا أن الإنسان يدرك في أحلامه ما أدركه أثناء حالات اليقظة منذ آلاف السنين. فالحلم يرجع بنا إلى حالات قديمة من التهذيب الإنساني، ويقدم لنا الوسيلة لنفهمها بطريقة أجدى وأحسن. أبدى هذه الملاحظة أخيراً علماء النفس المشتغلين بالفروض الحديثة التي أظهرتها نظريات فرويد وحسنتها، كما أنها الملاحظة قررت ما لهذا الفيلسوف الشهير من بُعد نظر ونفاذ بصيرة.

لا يخفى أن لك شخص دافعاً جنسياً يطالب بإرضاء رغباته. وإذا لم يقدم له هذا الإرضاء بوسيلة سوية فإن الميل إلى الرغبة يكون في حل من التسرب من أضعف نقطة في خط التقييد. وإذا لم يتم هذا أيضاً، فهناك تسليم من العقل لما يسميه علماء التحليل النفساني بالتعالي أو التسامي. هذا لأن الرغبة تتسرب من خلال قنوات لا يستعملها العقل لمنفعته حين تكون الرغبة قادرة على الإرضاء بطريقة اعتيادية. ومن قوانين الطبيعة أن القوة تميل إلى قهر العوامل المكبوتة في بيئتها بغضِّ النظر عما تكون عليه هذه العوامل. وليس من قوة في الطبيعة أعظم ولا أكثر أهمية - حسب الترتيب البيولوجي للأشياء - من الدوافع الجنسي.

يقول العالم النفساني المعروف كوريات (إن الفكر اللاشعورية موجودة وفعَّالة في الفرد العادي كما هي في المريض بالأعصاب. والفكر اللاشعورية أو الآراء غالباً ما تظل هكذا، لأن قوة يطلق عليها المقاومة تمنعها من أن تصير شعورية. وعمل الكبت كثيراً ما يلتقي بالفشل وعدم التوفيق، لأن الدافع المكبوت الرغبات والعقد النفسية تواصل البقاء في اللاشعور ومن ثم تبعث إلى الشعور بديلا متنكراً في هيئة أعراض عصبية). حينما ينقضي النهار وما فيه من مؤثرات، يدخل الفرد في دولة النوم، فتتسلل الرغبات اللاشعورية لتمثل دورها في هيئة حلم. ولكن هنا، كما في حالة اليقظة، يكون الرقيب مُتنبهاً يقظاً، وبالتالي تسدل على المشهد ستار الرمزية لتخفي طبيعة الرغبات الواقعية التي تعلن عن نفسها.

وفي هذا الصدد كتب أحد تلامذة فرويد التقدير الآتي: (إن الرقيب هو الذي يجبر الأحلام على اتخاذ لغة الرمزية الغامضة لكي يكفل إمكان ترتيب رواية المادة الجنسية في الأحلام. فإذا أقنع الشخص نفسه بفائدة الرمزية العظيمة في ترتيب رواية المادة الجنسية في الأحلام، لابد أن يصطدم بالسؤال عما إذا كان كثير من هذه الرموز تبدو كأنها حروف اختزال بمعنى ثابت لكل الحالات. ويجب أن نلاحظ بهذه المناسبة أن هذه الرمزية لا تتعلق بالأحلام فحسب، ولكنها تتعلق أيضاً بفكر لا شعورية لأناس، وإنها لكائنة في (الحوادث) والأساطير وفي الأمثال السائرة وفي الحكم المأثورة وفي النكات كوجودها في الأحلام. ومن بين هذه الرموز المستعملة أشياء كثيرة تعني بانتظام الشيء ذاته؛ وفوق هذا، وفي الغالب، فإن الفهم العام والنشاط الجم إنما يعتمد على عقلية هذه المخلوقات)

ولكل جيل دستوره الخاص بمعاملته وعاداته، وفكره، وآدابه، وقِيَمه، الخ. . وهذه كلها تلقي قيودها على الفرد وعلى رغباته. وإذن فكل جيل بنوع ما، يمكن أن يقال إن له مرتبته اللاشعورية. والجماعة لا تنفك تغير البيئة على الدوام لأن الفرد يضطرها أن تختار وترتب لنفسها المقاييس التي لا يمكن عملها دائماً له ليعيش لها. والفرد إذ يحاط بسور من القمع الذي تسببه الجماعة، لا يسمح له بالتحدث في هذا البحث الحيوي بالطريقة الصريحة التي يعالج بها أي موضوع آخر ذي أهمية لوجوده. ولا يخرج الأمر كله عن كونه تحريماً ومن هنا ينشأ الإحساس بأنه لابد من وجود شيء قبيح يختص به. وهكذا ترقي المرتبة في اللاشعور - مرتبة الكتب. وقد تبدو كلها واضحة في الظاهر. والفرد يدور حول واجبه اليومي ولا يُظهر أي أعراض لطبيعته الجنسية. ولكن، في أعماق عقله توجد شخصية تختلف تمام الاختلاف عن التي تظهر سطحياً

ولقد أوضحت تقصيات علماء الأمراض العقلية كل هذا بمهارة فائقة. ولوحظ مرة تلو أن السيدات الفضليات اللاتي يعانين هيئة معينة من الانحراف العقلي يتفوهن بسباب عنيف وفحش شديد. والنساء الخليعات، من جهة أخرى، اللائى يعانين نفس هيئة المرض بالذات لا يمكنهن إظهار هذا العرض بالصيغة التي تظهرها أخواتهن الأحسن منهن. والصورة الواضحة للكبت ونتيجته تؤثر على بعض الأنواع.

ودراسة مذهب الروحيين يمدنا بالدليل الأول عن المادة. فالإنسان القديم يعتقد أن له نفساً أو روحاً تحرك حياته على هذه البسيطة. وتنتقل هذه الروح بعد الممات إلى دائرة أو بيئة أخرى لتبقى موجودة ككيل مستقل. وما كان الجسم إلا مجرد مسكن للنفس، وكان ينظر إليها كمخلوق ممتاز. ولم يكن هناك بالتأكيد أي فهم لتأثير الجسم على العقل كما هو معروف في هذا الزمن.

ويأتي الإنسان بالتدريج ليكبِرّ نفسه كي تحيط بأشياء لا حياة لها. ويعتقد بأن لكل شيء روحاً. فالريح الصاخبة التي تثور في الغابات فتحطم كل ما يصادفها في طريقها لها روح والنسيم العليل الذي يسلم جسمه لنوم مريح فيه روح ولن الإنسان في الوقت ذاته يعتقد أن هناك وراء الحياة جميعها تكمن قوة غامضة - التكوين الجنس - فمد رغباته الجنسية واحساساته إلى أشيائه المؤلهة. والانفعالات البشرية في الطبيعة، كيفما تكن، كانت محجوبة فوق الآلهة. وبعد مدة من الزمن أصبح الجنس الصيغة الأصلية لعبادة الإنسان وعقيدته. وكان هذا في حال من الشعور الاجتماعي في كثير أو قليل من الصفاء. وأصبح الجنس قبيحاً بظهور الحياة المعقدة، أو كما اصطلح على تسميتها الحضارة. والإنسان المجرد بالنسبة إلى الطبيعة يبدو أقل الأجناس بالنسبة لانحطاط الفكر ولكنه أسماها في الوظيفة.

والإنسان اللاشعوري يظل مخلوقاً طبيعياً. فهو يعبر عن رغباته سواء سُمح له بذلك أم لم يسمح. والطريقة التي يعبر بها عن ذلك تتوقف على مقدار التحديدات التي تفرضها عليه البيئة. وهو يرى جاذبية سرية لدافعه الجنسي في أشكال وفي أبنية أشياء كثيرة في بيئته كما تعود أن يرى حين كان همجياً. وإنه ليختبر صنفاً من الإرضاء الجنسي بتفرسه فيه وترك أفكاره تجول كما تريد. وبعض عوامل البيئة كالقصص الفكاهة والصور الفنية التي من طراز معين، خلقت بصراحة لهذا الميل الذي يميل إليه الإنسان، وإنها تقدم المنفذ لبعض النماذج المكبوتة.

فالإعلان مثلا له جاذبية على المشاهد أساسها الروابط الجنسية. وإعلانات الحائط الكبيرة والرسوم التي تعلن عن المنتجات التجارية، بمظهرها ذي الرونق الزاهي لنساء نصف عاريات، يرسم بجلاء ووضوح أن الإنسان سينظر إلى شيء يفتنه جنسياً، أسرع وأطول مما ينظر إلى أي شيء آخر ليست فيه هذه المزايا. والإنسان يرغب، بوعي أو بغير وهي، في إطالة لذته الجنسية. والدافع الجنسي بفطرته سيتمسك بأي شيء يساعده في هذا الاتجاه. فهو راقد في طبيعة الإنسان ذاتها للسعي وراء اللذة والعمل على اجتناب الألم.

وإطالة الحب بوساطة العنصر الروحي أشار إليها الفيلسوف كنت بقوله: (وعلى قدر سرعة الذهن في النشاط، فهو لا يتواني عن بذلك تأثيره أيضاً في الميحط الجنسي. وسرعان ما اكتشف الإنسان أن منبه الجنس الذي اعتمد في الحيوانات على مجرد دافع دوري غالباً ما يكون وقتياً، كان في حالته الخاصة مقتدراً على الإطالة، وفي الغالب على الزيادة والكثرة بواسطة قوة التخيل).

ونجد أن الرغبة تتحقق في شكل رمزي لا في الأحلام فقط، سواء أحلام النوم أو أحلام اليقظة، ولكن في الشعر والموسيقى والفن والأدب، الخ. . .

والحياة في طريقها السريع لتكون أكثر تعقيداً، وسرعة الحياة الحديثة تجبر الإنسان على تنظيم نشاطه اليومي بالنسبة للزمن الذي تسمح به بيئته. فمركبات الترام المزدحمة، والمطاعم، والملاهي، والحوانيت والشوارع، تشهد على ازدياد السرعة التي جلبتها الحضارة الحديثة ملايين الأنفس تسير قطعانا ضمن الحدود الضيقة بالمدينة. وهذه الحاجة التي تتطلبها السرعة المجنونة ترقى في عقولنا هيولية غامضة وبلاد اليونان لم تنجب مفكريها العظام إلا لأنها منحت سكانها وقتاً للراحة، هذا الوقت الذي يعد من المستلزمات التي لا تقدر قيمتها لكل نفس فنانة.

وفي أثناء كل هذه السرعة وكل هذا التزاحم، كيفما يكن، تعمل الجنسية صامتة على التأثير في الإنسان والضغط عليه وإقناعه، وحثه طوال حياته. ولكن الإنسان لا يعير كل هذا أي التفات. فهو جد مشغول بالعوامل الموضوعية في بيئته، هذه العوامل التي هي، بعد كل هذا، أكثر وضوحاً وأكثر أهمية في نظره، وفي بعض الأحيان تكشف الجنسية عن نفسها مع نسمات الصيف الرقيقة، وفي أحيان أخرى، مع عواصف الشتاء الهوجاء. ولكننا في كل الحالات نتعامل مع المادة نفسها - اللبيدو. وأعمال اللبيدو لا تخضع للتأثير مع مرور الزمن. هذا التأثير الذمي أصبحنا نعرفه الآن وندريه بواسطة استقصاءاتنا السيكولوجية.

عبد العزيز جادو