مجلة الرسالة/العدد 79/البريد الادبي
مجلة الرسالة/العدد 79/البريد الادبي
هل تتدخل الدولة لحماية الآداب القومية؟
هل تمتد سياسة الحماية الى الآداب والفنون؟ أو بعبارة اخرى هل أضحى من الضروري أن تعامل الثمرات العقلية والفنية كما تعامل الصناعات والمحاصيل القومية، فتفرض لها قوانين خاصى لحمايتها من المنافسات الاجنبية؟ هذا موضوع يتناوله الجدل اليوم في فرنسا. والمعروف أن الادل الفرنسي في مقدمة الآداب العالمية قوة وازدهاؤاً؛ ولكن الدوائر الادبية والفنية في فرنسا أخذت تنظر بعين الجزع الى اشتداد المنافسة الاجنبية للأدب الفرنسي، والى طغيان سيل الثقافة والآداب الاجنبية في فرنسا، وقد نشرت جريدة (الجورنال) الباريزية مقالاً في هذا الموضوع بقلم الكاتب الفرنسي جاستون رجو رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين، يتساءل فيه عما إذا كان من الواجب أن تتقدم الحكومة لحماية الثمرات العقلية كما دعيت الى حماية القمح والنبيذ، ذلك أنك لاتكاد تفتح صحيفة يومة أو مجلة اسبوعية أو تشاهد واجهة مكتبة، أو إعلان مسرح، حتى ترى هنا قطعة ألمانية، وهناك قطعة انكليزية، أو اوبرا نمسوية، وهكذا في سائر نواحي الأدب والفن يتبوأ العنصر الأجنبي مكانته، وإذا كان التعاون العقلي هو شعار جميع الامم المتمدنة، فان ظروف العصر، ومصاعب الحياة الاقتصادية تجعل من المحتوم أن تأخذ الثمرات العقلية مكانتها اولاً , ان يعيش الكتاب المحليون
ويضرب مسيو راجو لذلك مثلاُ عملياً فيقول: إن القصة الفرنسية القصيرة التي يؤلفها كاتب فرنسي متوسط يدفع فيها إذا نشرت في مجلة أسبوعية كبيرة بين ألفين وثلاثة آلاف فرنك؛ ولكن القصة الأجنبية القصيرة المماثلة لها في النوع والقيمة يدفع فيها ألف فرنك فقط. ويبدو هذا الفرق بالاخص في الروايات والقطع الكبيرة؛ فان القطع المترجمة لاتساوي من حيث الاجر اكثر من ربع القطع الفرنسية، وقد اشتدت هذه المنافسة حتى أن قيم القطع المؤلفة قد انحط انحطاطاً كبيراً
وقد أثارت جمعية الكتاب هذا الموضوع الخطير وانتدبت لجنة لبحثه
ثم يقول مسيو راجو: اذا كانت الامور قد وصلت الى ها الحد، أفلا تدعو مصلحة الكتاب الحيوية الى التماس الحماية؟ وهل يكون تحقيق هذه الحماية بأصعب من حماية المزارعين؟ إن الادب الفرنسي من أكثر آداب العالم انتشاراً، وأشدها عرضة للترجمةوالاقتباس، وفرنسا في ذلك تتفوق في نسبة الصادر الى الوارد تفوقاً كبيراً. وفكرة الحماية تقتضي المساواة والتبادل، فاذا طبقت هذه الحماية فان انتشار الكتب والصحف والقطع الفرنسية يحد تحديداً شديداً. هذا من الناحية المادية ومن الناحية المعنوية يخشى من فكرة الحماية على نفوذ فرنسا الثقافي والأدبي؛ ذلك أن انكلترا وايطاليا تشجع كل منهما فكرة الترجمى والاقتباس من آدابهما الى اعظم حد توسلاً الى نشر النفوذ المعنوي حيثنا تنتشر الثقافة الانكليزية او الايطالية؛ والحد من هذ1االانتشار يصيب مصالح فرنسا المعنوية بضرر عظيم
وعلى هذا فان فوائد هذه الحماية ومضارها تتعادلان إذا صدرت من الحكومة. ولكن الحل الامثل هو أن تكون هذه الحماية اختيارية، وأن تصدر من الفرنسي إلى الفرنسي سواء في الانتاج والاستهلاك؛ فاذا كان شعار الفرنسيين (اقرأوا المؤلفات الفرنسيةّ! واطبعوا المؤلفات الفرنسية!) تحققن هذه الحماية على الوجه الاكمل دون أ، يتعرض التفكير الفرنسي للخصومة او الانكماش
نقول: فما قول كتابنا المصريين في ذلك؟
مذكرات الامبراكورة ماري لويز
ذكرنا في عدد سابق أن مجموعة ثمينة من خطابات نابليون إلى زوجة الامبراطورة ماري لويز عرضت للبيع في لندن، واشترتها الحكومة الفرنسية بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه؛ وقد بيعت في نفس الوقت مذكرات الامبرطورة ماري لويز مكتوبة بخطها، فاشترها أحد الهواة بمبلغ 490 جنيهاً، وهذه المذرات عبارة عن جريدة تبدأ مذ غادرت فينا في رحلة الغرس حتى استفرارها في باريس. فيها أخبار وحقائق غريبة عن علائق الامبراطور بزوجة الفتية؛ وتقول ماري لويز في اكثر من موضع إنها كانت تؤنب زوجها، وتدفعه أحياناً كما تدغع جندياً بسيطاً. وفي مكان آخر تصف رحلتها إلى البارجة الحربية (شارلمان) في ثغر شربور، وتقول إنها اضطرت أثناء طوفها بالسفينة غير مرة أن تشمر عن ساقيها وأنها سوف ترتدي في المستقبل (سروالاً) إذا ما أرادت أن تزور السفن الحربية
وبيع في نفس هذه الجلسة قرطان انت تتحلة بهما الامبراطورة جوزفين زوجة نابليون الاولى، أثناء حفلة تتويجها بمبلغ ألف وخمسمائة جنيه، ويبعت مجموعة من خابات نابليون إى الماريشال مكدونالد بمبلغ 190 جنيهاً
علم رياصي جديد
خطب الأستاذ أميل بوريل رئيس أاديمية العلوم الفرنسية والأستاذ بلية العلوم في الأكاديمية منوهاً بأهمية علم أو فرع رياضي جديد أدخل في برنامج الجامعات من شأنه أن يسهل البحث والدراية في بعض العلوم، وبالأخص في الاحصاء والاقتصاد السياسي والمسائل النقدية، والعلوم البيولوجية والطبيعية والفلكية، وهذا الفرع هو علم (تقدير الاحتمالات) وهو فرع له خطورته في الفكرة العلمية كلها. وسوف يجدد مسائل العلم والفلسفة الخالدة التي وضعها الفلاسفة اليونان، وبحثها علماء العصور والأجيال كلهاز وقد كان له شأن في تغيير فكرة (الجبر) الطبيعي
في تشيوسلوفايا
توفيت أخيراً في براج فنانة تشيكوسلافية عظيمة هي الآنسة زدنكا براوبرفا، وقد كانت من زعيمات التفكير والفن، ومن أرفع سيدات براج ثقافة وذكاء وسحراً، وهي ابنة سياي كبير كان نائباً في البرلمان النمسوي أيام الامبراطورية، ونشأت فنانة بالطبيعة وظهرت في التصوير بسرعة؛ وهي أول من أنشأ فن تصوير الكتب في تشيكوسلوفاكيا، ولم يكن بين فناني براج أقدر منها في إبراز الصور والمناظر القومية في روعة قوتها وتواحيها الشعرية؛ ولها فصول ورسائل قوية في تاريخ براج، وصور بديعة لمتاظرها، وكان لها أيضاً صلات وثيقة بدوائر باريس الفنية حيث تلقت تقافتها وتربيتها، وكانت فضلاً عن فنها وأدبها من زعيمات النهضة الوطنية في تشيكوسلوفاكيا، ومن زعيمات الحركة النسائية فيها
اورسمة العلم النمسوي
قرر رئيس الجمهورية النمسوية أن يمنح وسام الشرف للفنون والعلوم الى الدكتور اوزالد ريدلخ رئيس أكاديمية العلوم، والدكتور ايزلسبرج الجرح الأشهر، والدكتور فلاساك، والاستاذ فراتز سميث أستاذ الموسيقى والتمثيل بالاكاديمية الحكوةمية، والى الكاتبة الشهيرة انزيكا هاندل مازيثي، والى الدكتور هولسميستر المثال الكبير، والى الدكتور كارل شينهير الكاتب الاشهر
هذا وقد عقد احتفال رسمي فخم بهو أكاديمية العلوم، وقدمت فيه جائزة الفن النمسوي التي سبق أن أشرنا اليها الى الفائزين بها وهما الاستاذان هربرت بل وفالتر ربتر، وألقى الدكتور شوشنج رئيس الوزارة النمسوية بهذه المناسبة خطاباً نوه فيه بأهمية الفنون والفنانين في حياة الأمم
الكلمات العربية في اللغة الانكليزية
لما فرغت نسخ الطبعة الاخيرة من معجم وبستر الانكليزي المشهور دعت لجنة تنقيحه الدكتور فليب حتى الاستاذ المساعد للغات السامية في جامعة برنستن للاشتراك معها في تنقيح الالفاظ الانكليزية المأخوذة من لغت سامية في الطبعة الجديدة
وقد صدرت هذه الطبعة في أمريكا الآن بعد ما قضت لجنة التنقيح أكثر من ثماني سنوات في اعدادها
وفي الطبعة الجديدة من معجم وبستر ستمائة ألف لمة مأخوذة من اللغة العربية، منها 500 كلمة من الالفاظ المستعملة في التابة والأحاديث العادية، والنصف الاخر في الشؤون الفنية