مجلة الرسالة/العدد 790/ثلوج الوحدة

مجلة الرسالة/العدد 790/ثلوج الوحدة

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 08 - 1948



للأديب رشيد ياسين

(الى تلك السنوات التي قضيتها جاريا وراء مثل خادعة. . .

اسوق هذه اللعنة)

هلمي ينابيع المآسي وسمَّعي ... كياني، وشى عاصفاتك في دمى

وخلى وجودي في فم النار آهة ... وشكوى، على سمع المقادر، يرتمي

فيا رب مأساة يذيب لهيبها ... ثلوج سآماتى، ويمحو تبرمي

فأنسى شروري في مغاوز وحدتي ... وأحرق بلآهات صمتي على فمي!

مع الوحدة الخرساء عادت سذاجتي ... تكلف مغبون وصرخة ناقم

دفنت مراحي في تهاويل حكمتي ... وضيعت في صيد السراب تبسمي

وعشت يغشيني الضباب فلا أرى ... سوى أنجم تنقض في إثر أنجم

أسير فلا ظل لخطاي على الثرى ... وأشدو فلا ألقى صدى لترنمي

أدور على نفسي. وعيني كفيفة ... كدوامة يا هو بها لاعب عمى

وحولي وجوم في فؤادي له صدى ... وفوقي ركام من أسى وتندم

وفى مقلتي طيف من الشك حاطم ... تغذيه أشلاء اليقين المحطم

هلمي احرقي دنياي علىَ أهتدي ... إلى دربي الخافي بنار تألمي

وأوقد من ماصىَّ في فورة اللظى ... بخوراً على قبر الشباب المهدم

فيا رب مأساة يذيب لهيها ... ثلوج سآماتي ويمحو تبرمي

فأنسى شروري في مغاور وحدتي ... وأحرق بلآهات صمتي على فمي!

بغداد

رشيد ياسين