مجلة الرسالة/العدد 794/القصص

مجلة الرسالة/العدد 794/القَصَصُ

ملاحظات: صفقة Une vente هي قصة قصيرة بقلم غي دو موباسان نشرت عام 1884. نشرت هذه الترجمة في العدد 794 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 20 سبتمبر 1948



صفقة!. .

للكاتب الفرنسي جي دي موباسان

بقلم الأستاذ مصطفى جميل مرسي

مثل المتهمان (سزار أزيدور برومنت) و (بروسبر نابليون كورنى) أمام محكمة جنايات (السين) لشروعهما عن عمد في قتل امرأة (برومنت) المتهم الأول!. . .

وزُجّ بهما في (قفص الاتهام) فراحاً يقلبان نظرات حائرة، ويرددان أنفاساً مضطربة. . . وكان كلاهما من أهل الريف.

وبدا (برومنت) ربعة قصير الذراعين والساقين. . . قاني الوجه مرصع الديباجتين بالبثور. . . وقد التصق رأسه الأكبس بجسده القميء الكروي. . . وما بينهما من عنق. . . وكان يقطن مدينة (كاشفيل - لا - جوبل) في ولاية (كريكتوت) ويقتات رزقه من رعاية (الخنازير) وإنمائها!. . .

أما (كورني) فرجل ضاوي الجسم غير فارغ القوام. . . يتدلى من كتفيه ذراعان مفرطان في الطوف. . . أشوه الوجه، أضجم الشدقين، أحول العينين. . . يرفل في كساء أزرق كالقميص، يطويه حتى الركبتين. . . وينسدل على جبينه العريض بعض شعيرات مصفرة اللون، تخلع على وجهه سمات بغيضة تعافها النفس ويمجها البصر. . .

وكان القوم يدعونه بالقس لما أوتيه من براعة في ترتيل الأناشيد بين جنبات الكنيسة. . . حتى هام به بعض الناس. . . في (كريكتوت)، وذابوا إعجاباً به وشغفاً بتسابيحه إلى الله! واستقرت في (منصة الشهادة) زوجة (برومنت) وهي فلاحة عجفاء بادية الهزال. . . تكاد أن تخر من الوهن، وتوشك أن تغرق في النوم. . . كانت واجفة واجمة لا تحرك ساكناً، وقد عقدت راحتيها في حجرها وراحت حدقتاها تدوران في بلاهة واضطراب. . . وتجلت في صفحة وجهها آيات من الجمود ودلائل من الخمود!. . . .

ابتدرها القاضي في صوت رفيق رقيق مستأنفاً مسعاه في التحقيق: -

(لقد أدركت - أيتها السيدة الفاضلة - أنهما اقتحما دارك. ثم ألقيا بك في (البرميل) المترع بالماء. . . فدعينا نلم بجلية الأمر في إسهاب. . . تكرمي بالوقوف). . .

فما إن همت قائمة، حتى لاحت في قبعتها كعمود شاهق، وطفقت تجأر بقصتها في صوت ترسله على مهل:

بينما كنت أقشر الفول. . . دلفا من الباب معاً. . . فحدثت نفسي (إن الشر يزمهر في عيونها. . . ما أقبلا إلا لسوء، وما أضمرا سوى الغدر. . . سأمسك حذري منهما) ومكثا يختلسان إلى نظرات شذراء. . . وعلى الأخص (كورني) الذي لا يفتأ يشوب الحول عينيه. . . فأحسست لمرآهما معاً بالكمد يخذني والحسرة تمضني فما كان أحدهما ممن يشرف المرء ويثير زهوه!.

ولم ألبث أن قلت لهما (ماذا وراءكما؟!) فما نبس أحدهما ببنت شفه، بل ظل سادراً في صمته. . . مما دفع الريبة إلى قلبي،

وهاج الظنون في نفسي!. . .)

فصاح (برومنت) المتهم في حرد وجفاء:

- (لقد كنت أترنح وأنا سليب الوعي!. . .) فألقى (كورني) بطرفه إلى شريكه في الإثم، وقال له فس صوت عميق كأنه عزيف الأرغن:

- (ما كنت مجانفاً للحق. . . لو قلت كلانا كان مترنحاً سليب الوعي!. . .)

فانتهره القاضي في عنف ودهشة:

- (أو تقولان أنكما كنتما ثملين مخمورين؟!. . .)

برومنت - (وهل في ذلك من حرج؟!. . .)

كورني - (إنه يقع لكل البشر!.)

فكظم القاضي غيظه، وهو يروم الشاهدة:

- (ناشدتك الله. . . صلي ما انقطع من روايتك. . . أيتها السيدة الفضلى!.) فعادت المرأة تقول في صوتها الأجش وهي ترسله في تؤدة وعلى مهل:

- (ثم سألني برومنت (هل لك في خمسة فرنكات؟!) فوافقته على سؤله. . . لأنك لم تعثر على خمسة فرنكات تحت كل أيكة تصادفها. . . فما لبث أن قال لي (هلمي معي. . . وسوف أريك ما تفعلين!. . .) ثم مضى حيناً. . . وعاد يدفع أمامه (البرميل) الضخم الذي نتلقى فيه ماء المطر. . . ثم أقامه في وسط المطبخ. . . وهو يقول (هلا تملئينه حتى الشفا بالماء).

فشمرت عن ساعد الجد، ولم آل جهداً ساعة، وأنا أسعى بالدلوين بينه وبين البحيرة أحمل مزيداً ومزيداً من الماء. . . فقد كان من الضخامة، حتى لكأنه بئر بعيد الغور. . .

أما هذان الزنيمان (برومنت) و (كورني) فقد مكثا طيلة الوقت يعبان في الخمر. . . ويملان الكأس تلو الكأس. . حتى لم أتمالك أن صحت فيهما (لكأنكما أكثر امتلاء بالخمر من هذا البرميل. .) فأجابني برومنت: لا تبالي بما نحن فيه. . وثابري على عملك أنت. . فلسوف يحين دورك. .) فلم أعره سمعاً. . لأني أعلم بما للخمر من عقبى تسل العقل من إدراكه، وتمنع النفس صوابها.

حتى إذا فاض (البرميل) بالماء. قلت (يا هذا. لقد فرغت من عملي) فناولني (كورني) خمسة فرنكات - كورني وليس برومنت يا صاحب السعادة. . إنه كورني الذي منحني أجري. . ولكن لم يلبث (برومنت) أن قال: (هل لك في خمس فرنكات أخرى!.) فقلت على الفور (نعم. .) حتى لا تفلت من أناملي هذه الفرصة الذهبية. . . فانثنى يقول (هيا انزعي ثيابك!. . .) فصحت فيه وفد أخذتني الدهشة والعجب (أنزع ثيابي؟!.) فأجابني (أجل) فسألته منكرة (أأفّضها كلها؟!) فقال (إن كان هذا يثير انزعاجك. . . فامسكي عليك قميصك. . . إنا لا نبغي نزاعاً. . .)

حسن. . . خمسة فرنكات قدر لا يستهان به. . فما على من بأس لو فادعت هذين السفيهين. فرفعت قبعتي من فوق رأسي. ثم خلعت دثاري. . وسللت قدمي من النعلين!. وحينئذ قال برومنت (ليس ثم داعي للخلاص من جواربك. . نحن قوم ورعون أولو تقي!.) فهتف كورني مرجفاً (أجل. . نحن قوم ورعون أولو تقي!.).

وهكذا قمت أمامهما على شبه من أمنا (حواء)!. فنهضا من جلستهما ترنحهما الخمر. وهما لا يكادان يثبتان على إقدامهما. عفواً يا صاحب السعادة. . قلت لهما (وماذا بعد؟!) فصاح برومنت (أو مستعد أنت؟!) فأجابه كورني (مستعد!).

ثم لم يلبث (برومت) إن امسكني من رأسي، وقبض كورني على قدمي. . . كالشاة التي تهيأ لغسلها!. فما أن هممت بالصياح، حتى زجرني (برومنت) في قسوة قائلاً (امسكي لسانك. . . أيتها المرأة الوقحة!.) ثم رفعاني في الهواء، وقذفا بي في (البرميل). . . فسرت في كياني قشعريرة جعلت الدم يضطرب في عروقي ويتصاعد دافقاً إلى رأسي. . . فتصطك أسناني وأحس الجمد يعتريني من ناصيتي حتى أخمصي!. .

وسمعت برومنت يقول (ولكن رأسها ما برح لا يغمره الماء. إن هذا يدخل في الحساب!.) فرد عليه كورنى (ضع رأسها إذن تحت الماء!.) فلم يلبث أن دفع رأسي في البرميل كمن يعمد إلى إغراقي. . . فاستشعرت الماء يتسرب إلى أنفى. . . وتراءى كأني أوشك أن اتخذ سبيلي إلى السماء!. .

وما أنفك يدفعني. . . حتى غمرني الماء. . . ثم خالجه الخوف فجأة، وساوره الندم، وراودته الرحمة. . . فعاد يرفعني قائلاً: - (هيا جففي جسدك، واخصفي عليك ثيابك. . . يا حقيبة من العظام. . .)

فلم أكد أثوب إلى نفسي وأتمالك مشاعري. . . حتى أطلقت لساقي الريح، وهرعت إلى (راعى الكنيسة) ذلك الرجل الطيب القلب الكريم النفس الوفي الخلق. . . فأعارني دثاراً من ثياب خادمه. . . وطفق يسرى عنى حتى أفرخ روعي!. . ثم انطلق يدعو صاحب الشرطة والسيد (شيكوت) النائب!. .

وعدنا أدراجنا جميعاً إلى الدار. . . فألقينا برومنت وكورنى يتقاتلان كزوج من الكباش!. . وكان برومنت يزمجر والغضب يتقد في عينيه (إن هذا وكس. . . لقد أخبرتك أنها ليست دون (المتر المكعب) لقد أسأنا العمل وأخطأنا الوسيلة!.)

فضج كورنى في حنق (بل أربعة من الدلاء الممتلئة. . . لا تبلغ نصف المتر المكعب. . . إنها حقيقة. . . لا تملك لها إنكاراً ولا تجد منها خلاصاً!. .) فدنا منهما صاحب الشرطة، وحال بينهما في صرامة. . . وما كنت أحير شيئاً!. .)

وتهالكت السيدة على مقعدها. . . فانفجرت في قاعة المحكمة عاصفة من الضحك. . . وتناظر المحلفون، وقد رفت على ثغورهم ابتسامات تحفها الرزانة. . . حتى إذا رانت السكينة وخيم الهدوء خاطب القاضي (كورنى) المتهم:

(يبدو أنك المحرض على هذه المكيدة التي تفيض شناعة وتدر خزياً. أو عندك من الدفاع ما تقدمه بين يدينا جلاء لما قارفته!) فهم (كورنى) على قدميه قائلا: (لقد كنا ثملين تبعث برأسينا الخمر!) فأجابه القاضي في رصانة وهدوء (إنى أعلم هذا صل حديثك!) - (مهلا!. . . سيواتيك ملا تعلم. . . حسن! لقد جاءني (برومنت) في تلك الصبيحة، ودعانى إلى كأس من شراب (البراندي). . . فجلست إليه وأفرغته في جوفي. . . وحفزني الأدب إلى أن أقابل فضله بمثله. . . فدعوت له بكأس آخر. . . فأجابني بكأس ثالث، فرددت عليه برابع. ودالت بيننا الخمر ودارت منا الرؤوس. . حتى انتصف ميزان النهار. . فإذا بنا مخموران نترنح من النشوة!. .

وطفق برومنت يجأر بالصياح. . فخالجني الأسف له وأحسست إشفاقاً عليه!. . . فسألته عن جلية أمره!. . . فقال (لابد لي من ألف فرنك قبل الثلاثاء!.) فانطويت على نفسي. بالطبع. بيد أنه شك غير طويل، ثم قال في مثل هدوئك وشبه وقارك يا سيدي: (سأبيعك زوجتي!.)

حسن. . . كنت ذاهب الوعي عاطل الرشد. . . وكانت زوجتي قد لبت داعي المنون. . فدار بخلدي - وهو مضطرب - أن من الخير أن استحوذ على آمراته. . ما كنت أدرى عنها شيئاً. . . ولكن الزوجة دائماً هى الزوجة. . . فأثنيت أسأله (وكيف تبيعها لي؟!) فتطمئن رأسه وهو يفكر، أو لعله خلع على ذاته سمات التفكير ومظاهر التدبير. . فالمرء إذا عانق الصهباء. . تبلبلت في ذهنه الآراء، وعاثت في جسده الأدواء.

ثم لم يلبث أن أشرق وجهه وانبسط جبينه وهو يقول: (سأبيعها لك بالمتر المكعب!.) فلم يأخذني الدهش، فما برحت نشوة الخمر تعربد بين جوانحي. . كما أنى استخدم المتر المكعب في تجارتي!. . . إن المتر المكعب يقدر بألف لتر. . . فوافقت هواه، بيد أن العقبة التي تنهض في سبيلنا. . هي الثمن، وهو رهين بما يتمخض عنه عديد الأمتار. . وعن لي أن أسأله:

- (وكم تود في المتر المكعب؟!.)

- (ألفى فرنك!. .)

فوثبت من مجلسي كأرنب مروع. . ولكن جال بخاطري أن ليس ثم في الوجود امرأة تجاوز في الكيل ثلاثمائة لتر!. .

قلت له: - (إنك على شطط فيما عرضت!.) فأجابني وهو يهز رأسه:

- (لا آخذ دون ذلك. . فإنها لخسارة تفدحني!.)

كان يساومني كأنه يبيعني إحدى خنازيره، وإنه لبارع قدير على بضاعته. . هه. . هه. . قلت له (: إن كانت شابة فتية فلسوف أغضى ولا أبالي. . أما إن كانت أخت عجز لطول ما أبليتها وأخلقت جدتها. . فما أدفع فيها سوى ألفاً وخمسمائة للمتر المكعب ولن تمس دانقاً مزيداً عليها أو ترضى؟) فارتفع صوته هادئاً رضيت!. هيا نتصافح. .)

فهززت يده شداً على العهد. . وانطلقت متأبطاً ذراعه. . لا بد للإنسان في زحمة الحياة الشقية وموكبها الصاخب أن يمد يد العون لأخيه الإنسان!. . بيد أني ما لبثت أن أغرقت في الحيرة وفاض بي الدهش!!. فانقلبت أسأله: (كيف تسعى لكيلها؟. وما هي بسائل!. . لسوف يعييننا أمرها!.).

فإبان لي عن خاطر ما كان يتجلى من عقل ثقلت عليه وطأة الخمر. وشاعت في صفائه شوائب الثمل. قال: (سآتي ببرميل. ونملأه حتى يطفح منه الماء. . ثم نضعها فيه. . ونقدر ما ينسكب من الماء. . فهو جرمها.) فهتفت في إعجاب: (إنه رأي سديد. وفكرة صائبة!. . ولكن كيف نقدر ما ينسكب من الماء، وما يتناثر من الرشاش؟. ولسنا له بحاصرين!).

فرماني بالغباء، ودعاني بالسخف. وأخبرني أن كل ما نفعله هو أن نملأ (البرميل) تارة أخرى. . بعد أن ننتشل امرأته، ثم نقدر ما نضيفه من الماء بعد ذلك!. إن كان عشرة دلاء فإن نظيرها متر مكعب!. أه. ليس ثم في الوجود أمرؤ أحدّ ذكاء وأمضي فطنة من هذا اللئيم، والخمر ناشبة في رأسه، جاثمة على عقله!. .

وصفوة القول. . . اتخذنا سبيلنا إلى بيته. . . فلما وقع طرفي على المرأة. . . رحت أحدق فيها وأنقضها ببصري في نظرات فاحصة. . . لم تكن على مسحة من الجمال. . . وهاهي ذي أمامكم. . . فنظروها. . وحدثت نفسي. . (لا عليك)!. . . سواء تفيض ملاحة وتسيل قبحاً. فإنهن يؤدين جميعاً الغاية المنشودة!. . .) أليس كذلك يا صاحب السعادة؟!. . . كما أنها كانت عجفاء ضامرة الجسد كأنها العصا اليابسة. . . فساورني خاطر (أنها لن تجاوز أربع لترات!. . .) إني خبير بهذه الأمور. . . فهي سر مهنتي!. . .

وقدمت لكم ما حدث. . لم نجردها من قميصها وجوربها، لما تعمر به قلوبنا من الورع، وما تزخر به نفوسنا من الحياء. . مع ما في ذلك من خسارة لي. . . فلما بارحت (البرميل). . . مرقت من بين أيدينا، وأطلقت لساقيها العنان تسابق الريح. . . فصحت مشدوهاً (وي؟. . . برومنت. . . إنها تفر منا؟. . .) فأجابني في صوت هادئ: (لا تحفل بأمرها. . . فلسوف تنكص على عقبيها سريعاً. . فأمسك بها لك في هوادة. . . دعنا نحسب النقص!. . .)

فلم تتجاوز الدلاء أربعاً. . ها. . ها. . ها. .!. .)

وانطلق السجين في ضحك يهزه هزاً عنيفاً. . حتى ربث على ظهره جنديه الحارس في رفق. . . فثاب إلى هدوئه وفاء إلى سكينته، ثم استأنف حديثه:

(وصفوة القول. . لم تأت الأمور على ما يشتهي برومنت، فصايحنا، ودوي صراخنا!. . ثم تعطلت لغة العلام، فأمسك كل من بتلابيب الآخر يروم ضربه، وطرحه على الأرض. . كنا سكارى. . . فحسبنا أن عراكنا سيدوم إلى يوم الحشد!. . . حتى فرق بيننا صاحب الشرطة. . وقبض على كل منا وزج به السجن. . وإني لأطالب بالتعويض عما لحقني!. .)

وارتد (كورني) إلى مقعده. . . فتهاوى عليه. . . وكان (برومنت) يومئ برأسه بين الفينة والفينة مؤيداً شريكه. . . معززاً لما جرى على لسانه.

وغاب المحلفون ساعة يقلبون الرأي في روية، ويهيئون الحكم عن سداد. . . وقد اكتنفتهم الحيرة. . . ثم أعلنوا للملأ براءة كلا السجينين. . . ولكنهم قرنوا ذلك بحد. . . هو أن الزواج رباط مقدس لا يبيح صفقات التجارة، ولا يحل فيه البيع والشراء!.

وانطلق (برومنت) إلى عش الزوجية، وزوجته في رفقته! وعاد (كورني) طليقاً إلى حانوته!. . .

(طنطا)

مصطفى جميل مرسي ï» ؟ Error

ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپط­ط© ï» ؟ Error

ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپط­ط©