مجلة الرسالة/العدد 797/حكم من أحكام الله!

مجلة الرسالة/العدد 797/حكم من أحكام الله!

ملاحظات: بتاريخ: 11 - 10 - 1948


قضى القضاء العراقي العسكري العادل بالقتل شنقاً وبغرامة مقدارها خمسة ملايين دينار، على فقيدها الربا، وشهيد الخيانة، وعميد الصهيونية، وعهيد الشيوعية، وسليل شيلوك، وصهر شرتوك، ومالك القناطير المقنطرة من العروض والذهب في البصرة، وصاحب الملاين المصدرة من النار والحديد إلى تل أبيب، المأسوف على حياته، الخواجة شفيق عدس؛ لأنه فر بالعراق الذي نشأ ورباه، ثم أمنه ورعاه، ثم رفهه وأغناه فاشترى بما نال من كرمه وأدخر من نعمه ألوف الأطنان من مختلف السلاح والعتاد وأرسلها خفية إلى أوغاد اليهود في فلسطين ليقتلوا بها إخوانه في الوطن وأعوانه على الثراء؛ فكان هذا القضاء وحياً من قضاء الله، وكان هذا الحكم هدياً من ضياء العدل، صفق له الوطنية، واغتبطت به العروبة، وتمنى كل قطر من الأقطار التي منيت باليهودية الماكرة والصهيونية الغادرة أن يحكم كل قاض بمثله على كل يهودي يقف بين يديه وقفة المجرم. واليهودية هي الصهيونية محتجبة أو سافرة، والصهيونية هي الفوضوية محتشمة أو داعرة. إذا عنيت باليهودية أقبح ما تعلم من مساوئ الدناءة والنذالة والإباحية والعصبية، فإنك تعني بالصهيونية أسوأ ما تفهم من معاني للشيوعية والرأسمالية والنازية والفاشية.

أقسم بالله جهد اليمين ما شفى صدري وأرضي وجداني كهذا الحكم الحازم الحاسم. فلعله يوقظ في قضائنا الرءوف الرحيم شعور القسوة العادلة على مجرمي هذا الجنس العجيب الذي تحدى كرامة الإنسانية منذ تحملت اوزاره هذه الدار، وأعتقد أنه هو وحده شعب الله المختار.

لم يبق في مصر ضمير يهودي لم يخن مصر؛ ولم يبق في مصر قلب

يهودي لم يهو إلى إسرائيل؛ ولم يبق في مصر مال (يهودي) لم

يحارب في فلسطين؛ وتقبض حكومتنا القادرة اليقظى على الكفار

الفجار من سلالة يهوذا الذي باع المسيح بدوانق معدودة، وفي نفوسهم

نية الخيانة، وفي أيديهم أداة الجناية، وفي بيوتهم مادة العدوان، فتنزلهم

المعتقل على الرحب والسعة، وتكفل لأموالهم وأهليهم الأمان والدعة.

فإذاعجبت أن ترى اللئيم الممعن في لؤمه يكرم، والظلوم المفحش في

ظلمه يرحم، حاولوا أن يخففوا من عجبك بدعواهم أن لليهودي

المصري رعاية المواطن، ولليهودي الأجنبي حق الإنسان؛ كأنهم

يريدون أن يقولوا إن اليهودي يشارك المصري في وطن، أو يشارك

الآدمي في جنس!!.

لا، يا سادة! إن اليهودي لا يعرف وطناً غير صهيون، ولا يألف جنساً غير يهوذا، فمن يزعم غير ذلك فليسأل كل أمة في الأرض وكل عصر في التاريخ، ماذا جنت اليهودية على الإنسانية. ألم يكن لها في كل ثورة وقود من الدسائس والاضاليل؟ ألم يكن لها في كل عقيدة مفسدة من البدع والأباطيل؟ ألم يكن لها في كل دولة جاسوسية تؤرث العداء والحرب؟ ألم يكن لها في كل أمة أسواق تنشر الغلاء والكرب؟ ألم يكن لها في كل مدينة (حارة) تشيع الفحش والفجر؟ ألم يكن لها في كل صحافة لسان يذيع البذاء والهجر؟

قولوا بلى، كان لهم كل أولئك؛ ولكن الله أوعدهم ووعدنا أن يحبط أعمالهم، ويبطش آمالهم، ويديم إذلالهم، فحققوا وعيد الله ووعده بمثل هذا الحكم، واتقوا يوماً يجوز أن يتولى الشيطان فيه أمر الأرض، فيجعل لهم القضاء عليكم، فيقيموا لكم محاكم كمحاكم التفتيش، ويومئذ لا يجدر بالعربي الأبي أن يعيش!.

أحمد حسن الزيات