مجلة الرسالة/العدد 822/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 822/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 822
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 04 - 04 - 1949



حوله (مآخذ أربعة):

تفضل الأديب الطلعة سامي حسن حبشي - في العدد 819 من الرسالة الغراء - فشمل قصيدتي (شهرزاد) بثنائه الكريم ونقده الرفيق: ورأى في القصيدة مآخذ أربعة أخذها علي. وردى عليه كما يلي:

1 - ذهب الأخ الناقد في تفسيره لكلمة (مغنى) الواردة في البيت التالي:

(كأُسِك الفنُّ ... ومغناك أغاريدُ العصفوِر)

مذاهب، خرج منها بأنه لا وجه لاستعمالي هذه الكلمة في هذا المقام. أما أنا فأقول بأن كلمة (مغنى) - كما وردت في البيت - إنما قصدت بها المنزل: وليس المنزل مجرداً عرياناً، (أو الموضع الذي كان به أهلوه)، ولكنه المنزل الذي تدل عليه كلمة مغنى نفسها. وأظن أن الأديب الفاضل معي ومع المرحوم أمير البيان الأرسلاني حينما وجه هذه الكلمة - مغنى - توجيهاً خاصاً خرج من إلى أنها (منزل الأنس والطرب والهناء والسمر. أو هي باختصار نزل السامر). وعلى هذا يكون المعنى الذي رميتُ إليه: إن معناها - وهو موطن سمر شهرزاد وأنسها - أصبح أغرودة من أغاريد العصور، تلهم الشعراء والكتاب. إذ لا وجه للقول مطلقاً بأن معنى شهرزاد (بمعنى غناء) قد اصبح غناء العصور. . . إذ يرك المعنى ويسفّ جداً: فما كانت شهرزاد تغني أصلاً: وليس غناؤك هو الذي يدوي في أجواء العصور، وإنما الذي دوي هو سامرها وأصداء ذاك السامر!.

وكنت أرجو من أخي الناقد عدم الاتكاء على الزجال السيد بيرم التونسي؛ فهو الذي يغرف منا ومن مفاهيمنا.

2 - واعترض الناقد الفاضل على البيت التالي:

(ونداماك عشيق فاترُ اللحظ الكسير)، بقوله: كان الصواب أن يقول: ونديمك عشيق؛ أي أن يأتي بالمفرد دون الجمع!

وواضح هنا شيء من الإبهام لدى الأخ الناقد؛ لأنني عنيت تماماً اتجاهي حينما قلتُ: (ونداماك عشيق. . .): لأن الأبيات السابقة توضح هذا الاتجاه، إذ قلت:

ولياليكِ غرامٌ ... بين أحضان الدُّهوِ كأُسكِ الفنُ ... ومغناِك أغاريدُ العصفورِ

ونداماِك عشيقٌ ... فاترُ اللحظ الكسير. .)

فتلك الليالي، وتلك الكأس، وذاك السامر، بحاجة إلى ندامي لا إلى نديم. وقد جُمع أولئك الندامي فكانوا ذاك العشق (شهريار) الفاتر اللحظ الكسير! وواضح أن اللغة تقرني على ما ذهبت إليه، تأويلاً ودوت تأويل أيضاً.

3 - وأخذ علي حضرة الأخ الناقد قولي: (ورواء الدهر فأستلقاه خفاقي وثارا) ذهاباً منه إلى أن (أستلقي) إنما هي من (أستلقي على قفاه) - ولا معنى لها هنا) وأنا معه حقاً إن كانت استلقي بالمعنى الذي ذهب إليه. ولكن اللغة وحدها هي التي تقول بأن الاستفتاح بالسين والتاء إنما للدلالة على الطلب، قياساً على قولنا (رضي واسترضى، بكي واستبكى، غني واستغنى) ومن هذه الزاوية القياسية الصحيحة يتضح أنني كنت على صواب في هذا الاستعمال.

4 - أما المأخذ الأخير حول (السماء حيرى) فوجهة نظري أن كلٌّ جمع مؤنث، فعاملت الجمع معاملة الفرد والمؤنث.

وإنني في الختام أشكر للأخ الغالي هذه الفرصة التي جمعتني وإياه لتعارف على صفحات (الرسالة) الأم؛ وأنعم به من تعارف وأعظم بها من رسالة تؤديها (الرسالة).

دمشق

زهير مبرزا

سرقة قصة:

لم يستنكف الأستاذ عبد الله عبد الصمد البشير من أن ينقل قصة أمريكية مشهورة لكاتب أمريكي مشهور ثم يدعي أن الله قد وهبه مقدرة على كتابة القصة القصيرة. فلا يشير إلى كاتبها بكلمة واحدة بل وينشر القصة في مجلة الدنيا الجديدة عدد مارس الذي صدر أخيراً تحت عنوان (صانع السم).

أما القصة الأمريكية فهي راشيل وأما كاتبها فهو الكاتب الأمريكي ارسكين كالدويل وقد ظهرت هذه القصة في مجموعة من القصص الأمريكية القصيرة تحت عنوان ونشرت في كتاب رقمه 112 من سلسلة بنحوين وطبعت بالقاهرة إبان الحرب الماضية.

ولو أننا قرأنا راشيل وهي القصة الأمريكية لوجدنا مثالا رائعاً للقصة القصيرة تدل على أن هناك من الكتاب من يستطيع أن يخرج قصة قصيرة محبوكة مستوفية للشروط الفنية للقصة.

لقد استبدل الأستاذ عبد الله عبد الصمد البشير باسم راشيل في القصة الأمريكية سميحة في قصته المصرية، ثم أختصر القصة الأمريكية. فقصته ترجمة مختصرة للقصة الأمريكية. ولا يخفى هذا على قارئ القصة الأمريكية إذ أن النهاية والبداية في القصتين بل والأفكار فيها واحدة رغم الاختصار في القصة التي زعم المفضال عبد الله عبد الصمد البشير أنه كتبها.

لا ينبغي أن يمغط حق المؤلف فلا يذكر بينما يذكر اسم المترجم. إن حق الترجمة للمجلات والصحف معروف الأهمية، ولكن يجب عند تمصير القصة أو المقال أن تكتب كلمة للتعريف بمن كتبها قبل أن يعرف من مصرها.

شفيق أحمد عبد القادر

جامعة فؤاد الأول

الشهر والأشهار:

نشرت (الأهرام) الغراء كلمة تحت هذا العنوان جاء فيها: لا مانع من استعمال الفعلين (شهر) و (أشهر) على حد سواء استناداً لما ورد في (المنجد) وهو أشهر الأمر أظهره وصيره شهيراً اهـ

وأقول: لم يرد في المعاجم القديمة أشهره متعدياً أصلا، وإنما ورد فيها أشتهر بمعنى شهره.

وأخشى أن يقال: جاء في مستدرك شرح القاموس: ومن المجاز أشهرت فلاناً استخففت به وفضحته وجعلته شهرة. اهـ فأن هذا النص منقول عن أساس البلاغة، ونص عبارته كما جاء في طبيعته: ومن المجاز أشتهر فلاناً. . . الخ

ولكن جاء في (المغرب) للمطرزي من علماء القرن السادس أو السابع الهجري (538 - 161) ما نصه: واشهره بمعنى شهره غير ثبت اه. وقوله: غير ثبت أي ليس بحجة. وجاء في المصباح للفيومي من علماء القرن الثامن الهجري: وأما أشهر بالألف فغير منقول اه. ونقل صاحب المعيار هذا النص بدون تعليق. وهذا يدل على أن أشهره كان مستعملاً بمعنى شهره الثلاثي ولكنه مشكوك فيه. ولعلنا نظفر به في المخطوطات اللغوية القديمة فإن هذا الاستعمال المتواتر قد يكون موروثاً عن العرب.

علي حسن هلالي

بالمجمع اللغوي