مجلة الرسالة/العدد 84/الكتب
مجلة الرسالة/العدد 84/الكتب
على عتبة الأمومة
تأليف الدكتور مصطفى الخالدي
ليس هذا الكتاب كما يتبادر الى الذهن كتاب طب وضع للأطباء، بل
هو كتاب من كتب الثقافة العامة، وضع لكل شابة وشاب، ألفه الدكتور
الخالدي، الأستاذ في فن التوليد والأمراض النسائية في جماعة بيروت
الأمريكية، ويقع في مائتي صفحة كبيرة، متقن الطبع، جميل السبك،
متين الورق
وقبل أن أحدث القارئ عن مباحث هذا الكتاب النافع، أشير الى ناحية فيه قد عظم إعجابي بها: ذلك أن الدكتور المؤلف قد بلغ حداً فائقاً من المهارة في تقديم المسائل العلمية والفنية الى عامة القراء، مما جعل كتابه في متناول كل قاريء، يفهمه في غير عسر، بل يقبل عليه في شغف ولذة، هذا الى ما احتوى عليه من صور دقيقة واضحة، تبين أجزاء البحث، ومنها عدد يتعلق بناحية الجمال والعاطفة دون أن يبعد عن المقصد الذي يسعى إليه المؤلف، إذ كان محوره بيان الأمومة السعيدة والطفولة السعيدة
وينبغي أيضاً أن أشير الى الأسلوب الذي نهجه الدكتور، فهو أسلوب من حدد موضوعه ورسم جزيئاته في نفسه، وتبين غايته منه، فاستطاع أن يكون سهل الأداء قريب المأخذ، بعيد المرمى، مما يتفق مع طبيعة هذا الكتاب وموضوعه الدقيق
والكتاب بعد ذلك مزيج من العلم والعاطفة، فموضوعه الإرشاد في ضوء القواعد والأصول، وغايته إسعاد الأم والأبناء، مع الشعور دائماً (بأن المحيط الذي سيخدمه هذا الكتاب هو محيطنا الشرقي الذي يقدس الشرق والحياء الجنسي، فلا تخجل من قراءته العذراء، ولا يجد القارئ طي صفحاته إلا كل ما يخص على اتخاذ المثل العليا في الحياة غاية لسعادة الأمومة والحياة)
افتتح المؤلف كتابه، بتلك الأسطورة الهندية الشهيرة في خلق المرأة، ثم قدم لبحثه في كلمة أشار فيها الى تسلط الأوهام والخرافات على كثير من العقول فيما يتعلق بأمر الحمل والولادة بسبب الجهل، مؤدياً قوله ببعض الحوادث التي صادفته وبعض الإحصاءات التي اطلع عليها
بعد ذلك أورد كلمة في الانقسام الخلوي وتكوين الجنين، ثم شرح في دقة وسهولة الأعضاء التناسلية في المرأة، وما يطرأ عليها في سن البلوغ، وتكلم عن الاشتراكات إبان الحمل، وعن الولادة والنفاس والطفل الوليد، وما يجب اتخاذه من وسائل العناية أثناء الحمل والولادة وعقب ذلك، وأختتم موضوعه الخطير بفصل ممتع في الغريزة الجنسية، وبيان بعض الأمراض، وبعض المسائل التي تشغل بال الإنسان في شبابه، ثم بكلمة رقيقة حصيفة الى المتزوجين ومن هم على أهبة الزواج
وإني لأشكر الدكتور المؤلف، معترفاً له بجميله هذا، فلقد استمتعت بقراءة هذا الكتاب واحببته حباً عظيماً، يدعوني الى أن أتقدم الى القراء بخالص النصح عسى ألا تفوتهم قراءة هذا الأثر النافع الجميل
مرآة النساء
تأليف الأستاذ محمد كمال الدين الأدهمي
يطلب من مكتبة صبيح بميدان الأزهر ثمنه ثمانية قروش عدا أجرة البريد
يقع هذا الكتاب في مائتين وأربعين صفحة من القطع المتوسط، ألفه الأستاذ الشيخ محمد كمال الدين الأدهمي بقلم المحفوظات التاريخية بديوان جلالة الملك، وقد جمع فيه كثيراً مما ذكر قديماً وحديثاً عن المرأة في جميع نواحي حياتها، فأورد بعض ما قيل في مدح النساء والدعوة إلى الرفق بهن، وبعض ما ذكر فيهن على لسان الشعراء والأدباء واوصاف المرأة الصالحة ومسلكها كربة بيتها، ومقاييس الجمال النسوي ومباريات الجمال وأدب المرأة ومبلغ علمها، وعناية الإسلام بشؤونها، وما جاء في الشريعة عنها من الأوصاف، مع ذكر تراجم الكثيرات من شهيرات النساء كالسيدة عائشة رضي الله عنها وكأم هارون الرشيد وقطر الندى وشجرة الدر، وعائشة التيمورية
كذلكتعرض الأستاذ لمسألة الحجاب والسفور وما قيل في هذا الباب في الشرع وما ثار فيه من جدال بين المفكرين والكتاب
فأنت ترى أن الكتاب أشبه بالجمع منه بالتأليف على أن لكل عمل ثوابه إذا كانت وجهته لخير الصالح العام، وإنك لن تعدم في مطالعة هذا الكتاب الاستمتاع بما ورد في شتى الكتب عن النساء من طرف أدبية ومن بحوث مفيدة، وقد انتظم الكثير منها بين دفتيه، ولعل القارئ حين يطالعه ينفتح له كثير من الموضوعات الجديرة بالبحث فيما يتعلق بالمرأة الشرقية في نهضتها الحالية، وبعين له من أوجه البحث ما نحن في أشد الحاجة إليه.
وإني لأشكر للأستاذ الأدهمي ما بذل من مجهود وما توخى من خير
الخفيف
القصص المدرسية
قال الأساتذة: سعيد العريان، وأميندويدار، ومحمود زهران مؤلفو هذه القصص المدرسية:
(ليس من شك في أن الطفل بطبعه ولوع بالقصة؛ وأن الأدب العربي على سعته وغناه يكاد يخلو من القصة السهلة التي يستطيع الطفل أن يقرأها في رغبة وشوق. فبينما نرى الآداب الأجنبية حافلة بكل ما يجذب الطفل ويحبب إليه القراءة والمطالعة، نجد الأدب العربي يكاد يخلو جملة من (أدب الطفل)؛ وبينما الطفل الأجنبي يتلقى أكثر معلوماته عن الحياة في أسلوب (القصة) الجذاب - نرى الطفل العربي يتلقى أكثر مسائل العلم في أسلوب جاف، وطريقة لا تلائم طبيعته المرحة
ولاشك أن المدرسين أكثر إحساساً بهذه الحقيقة، واشد شعوراً بحاجة الطفل العربي إلى أدب سهل يشوقه ويجذبه، ويوافق نزعته وميله. هذا الشعور الذي دفعنا إلى أن نحاول سد هذا الفراغ، بوضع قصص سهلة تلائم طبع الطفل وتتمشى مع روحه، فبدأنا بوضع سلسلة من القصص، سميناها: (القصص المدرسية)
ورمينا فيها إلى الأغراض الآتية:
(1) - أن تكون وسيلة إلى تعليم الانشاء؛ فجعلنا أسلوبها سائغاًُمفهوماً، لا يبعد من الفصحى، ولا يتدنى إلى لغو العامية؛ وحاولنا بسبيل ذلك أن نقرب بين اللغة التي يتكلمها التلميذ، والعربية التي يتعلمها؛ فأبقينا على كلمة عامية لها في العربية أصل يؤيدها، غير وانين في التنقيب والبحث في كتب اللغة عن كل كلمة في مظانها ووضعنا تحت عين التلميذ نماذج من جيد الانشاء، مبثوثة في تضاعيف القصة، مفرقة في حواشي الكلام ليسهل على التلميذ تناولها من غير أن يشعر بسأم المتعلم؛ فلا يكاد يأني على القصة حتى يكون قد اجتمع له من فصيح الكلام قدر يعنيه على تجويد المحادثة والإنشاء
(2) - وأن تكون وسيلة الى تهذيب الطفل؛ لذلك عنينا بأن يكون موضوع قصصنا غير بعيد من جو التلميذ، بحيث يسهل عليه تصوره ومتابعته بخياله، وبحيث يتهيأ له أن يعرف الطريق الى الرجولة الفاضلة من غير أن يلتوي عليه السبيل
(3) - وأن تكون وسيلة الى تسليته؛ ولهذا حاولنا ما استطعنا أن نجعلها جذابة في كل شيء؛ صغيرة الحجم، يستطيع الطفل أن يضعها في جيبه ليقرأ فيها متى وأنى شاء، مشكولة، ليمكن التلاميذ قراءتها بغير معاناة؛ جميلة مصورة، زاهية اللون، لتدعو الطفل إليها بمنظرها الجميل، كما جعلناها رخيصة الثمن، ليكون في طاقة كل تلميذ أن يحصل عليها، طيبين نفساً بما نبذل من وقت ومال وراحة في سبيل الغرض الذي ننشده؛ فان أفلحنا في الوصول إليه فذاك حسبنا، وإلا فإننا ماضون في طريقنا دائبون على تكميل كل نقص نراه أو يلفتنا إليه الناصحون)
وقد نشر الأساتذة الفضلاء قصتهم الطفلية الأولى وهي (مُدمس أكسفورد) تقع في 54 صحيفة، مشكولة كلها بالشكل الكامل. وموضوعها جذاب طلي. يصل بنفسه الى أعماق نفس التلميذ، ويجمع له بين القراءة والتفصح والتهذيب ويرمي بهمته الى بعيد، ويسمو بعواطفه الى أعلى
وقد ختمت هذه القصة باستخراج سبعة موضوعات إنشائية منها، مبينة في آخرها، ليكتب فيها التلميذ الصغير؛ فكانت القصة بذلك جامعة بين القراءة والكتابة، محققة لأغراض الأساتذة المعلمين
وثمن كل قصة خمسة مليمات، وتطلب من إدارتها بطنطا