مجلة الرسالة/العدد 869/صور من الحياة

مجلة الرسالة/العدد 869/صور من الحياة

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 02 - 1950



خاتمة قصة

للأستاذ عودة الخطيب

(كتب الأستاذ كامل محمود حبيب في الرسالة الغراء قصة امرأة خانت زوجها الذي أحبها، وحدب عليها، ولم يستمع لنصيحة أبيه الشيخ بها، وترك الأستاذ الفاضل بطل القصة هذا الزوج الخائب حائر النفس قلق الفؤاد، لا يستطيع أن يلقيها إلى الشارع مخافة أن يحرم أولاده الأمان والسعادة والراحة ولا يستطيع أن يستبقيها لديه وقد خالفت إلى غيره وطعنته في قلبه وشرفه وقد دعا الأستاذ إلى قراء الرسالة أن يبعثوا إلى هذا الحائر المعذب بأشعة من الرأي السديد والفكرة الصائبة، لعله يتبين على ضوئها الطريقة السليمة والخطة الحكيمة وقد رأيت أن أسهم في الحديث عن هذه القصة المؤثرة، فجعلت رأيي فيها خاتمة لها، فلعل بها تحل هذه العقدة العسيرة وينتهي هذا الصراع الأليم ولعلها بعد هذاترضي الأستاذ الفاضل كامل وقراء الرسالة الغراء.)

قال لي صاحبي: وعشت أياماً شداداً، أقاسي فيها حسرة الندم، ولذعة الألم، أنتجع مواطن الخلوة، وأتجرع مرارة الخيبة وانطويت على نفسي، وحرت في أمري، وعزفت عن الدنيا والناس وأصبحت حليف القلق والأسى، وكنت كلما رأيت عدوتي الخائنة يتفجر السخط في قلبي، ويخيم المقت على روحي. .

وكنت كلما رأيت أولادي، أحس بقلبي يكاد يختنق بأشجانه، وبروحي تكاد تفارق جسدي، فتلك عدوة لابد منها لهم. . . ولكن. . . . كيف لي بالاحتمال وأوحال العار تلطخ بيتي!. وإني لأرى كل شيء في البيت يثب ثائراً محذراً. . . ويلتاه!. إنها حليفة الشيطان الرجيم، وقطعة من نار الجحيم، فماذا أصنع؟!. ولم أهتد إلى الرأي السديد ولحجة الواضحة، وكنت كمن ألقي به في لجة صاخبة؛ وأمواج هائجة، وقد أثقلته النكبة، وأذهلته الصدمة، فزاغ بصره، وضاع صوابه، فرحت يا صاحبي - أصارع الهموم والأحزان، وأدرا عن نفسي هذا البلاء وأسعى إلى الخلاص دون أن أصل إلى الشاطئ. . . الشاطئ الذي يريحني من هذا القلق الشديد، والحيرة القاتلة، وينقذني من هذه اللجة الصاخبة التي غمرتني أمواجها فكدت اغرق بها. . . وكنت كلما خلوت إلى نفسي - وما أكثر ما أخلو أليها - أدير ف رأسي أفكاراً شتى، وتتنازعني آراء جمة، فتارة يدلي لي العقل بالرأي الصليب، والأمر الشديد، فيجزع قلبي وينهار. . وطوراً تترجم العاطفة عما في القلب من حنان ورقة. . فأكاد أستسلم للواقع رعاية للأولاد الأحبة، ووفاء للحب القديم، فيسخط العقل ويثور ويهدد. . وأنا - يا صاحبي - ميدان هذا الصراع، تنتهبني هذه الأفكار، وترس في روحي هذه الوساوس. . .

يقول لي القلب - وآه من هذا القلب - إنها - يا صاحبي - نجية نفسك، وترب روحك، وضياء بيتك ومهوى فؤادك،. . . أجل حبيبتي، أنا قلبك الرقيق الوفي. . ذقت معها مذ عرفتها أطيب ساعات العمر، وأحلى أيام الشباب، ألم تكن تحزن لحزنك وتفرح لفرحك، وتغمرك بحنانها وعطفها. وتشيع في روحك الأنس والنور، وفي بيتك السعادة والجمال. . أنسيت يوم التقيت بها في حديقة الأندلس، وكنت مهموم النفس، ضيق القلب، برما من الحياة وبالناس، تشعر بالحرمان يملأ عليك دنياك، والظلام يسد دروب حياتك. . فلما مدت يدها إليك لتصافحك، تبدل يأسك أملاً، وظلامك نوراً، وضيق نفسك رحابة وسعة ونشوة. . ورأيت في الزهر تلك الساعة معنى ابتسامتها الجميلة، وفي النهر الرائق صفاء روحها الوادعة. . أتذكر حين جلست بجانبها على ذلك المقعد الوثير، والنسيم الجميل يداعب صفحة النيل، ويهز أعطاف النخيل. . والشراع الحالم يشق الماء في رقة وهدوء. . لقد كانت يدها في يدك، وروحها تمازج روحك، حين قالت لك بلهجة الحلوة الساحرة: إني أشعر - يا حبيبي - بأن قلبي كهذا النهر وأنت الذي تداعبه وحدك، فيخفق لك حين تنشر عليه شراع قلبك وظلال روحك. فابتسمت وقلت: ولكن ما قيمة الشراع من غير هذا النهر!! وذهبتما معا في أحاديث عذبة، وعواطف رقيقة، أتذكر. . أتذكر. . أم أن نزوتهاالطائشة وخطيئتها الأخيرة. . . هذه السحابة السوداء الصغيرة، قد أخفت ورائها تلك الشمس الساطعة، وهاتيك الأنوار الزاهرة. . . وعفت على تلك الذكريات الحلوة، والساعات الممتعة. . . إنها يا صاحبي رغم كل شيء تحمل لك في قلبها الود الخالص، وتغمرك بالحب العميق. . . إنها رغم الخطيئة - حبيبتك وزوجتك، فلا تتركها للأيام، ولا تكن قاسياً في الانتقام، فقد انزلقت قدمها وكادت تهوي إلى العميق. . . إنها رغم الخطيئة - حبيبتك وزوجتك، فلا تتركها للأيام، ولا تكن قاسياً في الانتقام، فقد انزلقت قدمها وكادت تهوي إلى قرار سحيق. . . أفليس من المروءة والوفاء أن تمد يدك إليها، لتنقذها من الهلاك، وتخلصها من أنياب الذئاب. . . إنك إن صنعت هذا بها رفعتها من الحضيض المظلم الموحش، إلى دنيا من السمو والأنس والنور. . . وإن أنت ألقيت بها إلى الشارع فقد تركتها تهوي إلى قرار الجحيم. . . جحيم الشارع الذي لا يعرف للإنسانية والرحمة معنى. . . إنك بهذا تحطمها، فتتحطم معها وتحطم أولادك. . . فاستمع لندائي وأجب دعوتي فإني لك ناصح أمين. . . وأذكر - أخيراً - حبك الماضي، وأيامك الجميلة، وذكريات السعيدة. . . وأذكر أولادك، فلذات كبدك، وأشعة روحك. . . وعفت على تلك الذكريات الحلوة، والساعات الممتعة. . . إنها يا صاحبي رغم كل شيء تحمل لك في قلبها الود الخالص، وتغمرك بالحب العميق. . . إنها رغم الخطيئة - حبيبتك وزوجتك، فلا تتركها للأيام، ولا تكن قاسياً في الانتقام، فقد انزلقت قدمها وكادت تهوي إلى العميق. . . إنها رغم الخطيئة - حبيبتك وزوجتك، فلا تتركها للأيام، ولا تكن قاسياً في الانتقام، فقد انزلقت قدمها وكادت تهوي إلى قرار سحيق. . . أفليس من المروءة والوفاء أن تمد يدك إليها، لتنقذها من الهلاك، وتخلصها من أنياب الذئاب. . . إنك إن صنعت هذا بها رفعتها من الحضيض المظلم الموحش، إلى دنيا من السمو والأنس والنور. . . وإن أنت ألقيت بها إلى الشارع فقد تركتها تهوي إلى قرار الجحيم. . . جحيم الشارع الذي لا يعرف للإنسانية والرحمة معنى. . . إنك بهذا تحطمها، فتتحطم معها وتحطم أولادك. . . فاستمع لندائي رفعتها من الحضيض المظلم الموحش، إلى دنيا من السمو والأنس والنور. . . وإن أنت ألقيت بها إلى الشارع فقد تركتها تهوي إلى قرار الجحيم. . . جحيم الشارع الذي لا يعرف للإنسانية والرحمة معنى. . . إنك بهذا تحطمها، فتتحطم معها وتحطم أولادك. . . فاستمع لندائي وأجب دعوتي فإني لك ناصح أمين. . . وأذكر - أخيراً - حبك الماضي، وأيامك الجميلة، وذكريات السعيدة. . . وأذكر أولادك، فلذات كبدك، وأشعة روحك. . .

وسمعت - يا صاحبي - إلى صوت القلب، وأنا كاسف البال، حزين النفس، مشتت الفكر، ومثل أمامي بجراحه الدامية يذكرني بالماضي الجميل، والأيام الحلوة. . . فكدت أصغي إليه، وألبي ندائه، لولا أنه بدا لعيني ذلك الشبح الرهيب. . . شبح الخيانة. . . وهنا - يا صاحبي - رأيت العقل قد ضاق ذرعاً بفلسفة القلب فانطلق ساخطاً يزمجر فيقول: دع عنك كل هذا، وأسكت هذا الشيطان الذي ينفث سمومه على لسان القلب. . . ولا تكن خائر العزم جباناً. . . إن هذا البيت قد خلق ليكون جنة وارفة الظلال، مورقة الأفنان، تشيع فيها السعادة، وتغمرها الطمأنينة، ويملأ أرجائها الجمال. . . جمال الروح. . . وجمال القلب وصفاء النفس وطهارتها.

وهذه - زوجتك الخائنة - ليست إلا أفعى تخفي وراء هذا الملمس الناعم والثوب القشيب الملون، والرقة والهدوء - أنيابا حادة تقطر السم الزعاف. . . وقد جاءت لتجعل من جنتك هذه جحيما مظلماً يزخو بالشرور والآثام، ويمتلأ بالمردة والشياطين. . . أنها - لو أنعمت النظر - نار لاهبة أضرمها الشيطان بهذا الجسد الفائر، فاستحالت إلى إثم محرق. . . يلتهم الكرامة والشرف؛ ويبدد الراحة والأمان، ويحطم بقسوة وعنف هذا الأمل الذي عشت عليه زمناً طويلاً؛ ورنوت إليه منذ أمد بعيد. . . أجل - يا صاحبي - إنها تريد أن تلدغ شرفك الرفيع وتقوض عرشك المنيع، وتبدل الألفة والمودة والصفاء، بالمراوغة والنذالة والشقاء. . . فلا تتردد في طردها من جنتك، قبل أن تحفر أوكارها، وتميت ضحاياها. . . أن لك أولاداً تحبهم؛ وتسعى لخيرهم، وتبذل من نفسك لإسعادهم، فإن أنت تركتها في جنتك فقد حكمت على نفسك وأولادك بالشقاء الدائم، والعذاب الأليم، وهذا ما لا أرضاه لك ولا ترضاه لك كرامتك. فلا تبق هذه الأفعى - يا صاحبي - لئلا تلد لك الشقاء والعار والنار. . .

وأخيراً - يا صاحبي - مكثت أياما تنتهب نفسي الوساوس والهموم، وكدت أصعق من ثقل ما لقيت. وحرت في أمر هذا الصراع. . . الصراع العنيف بين القلب الوفي الرقيق يأبى - وهو يئن من جراحه - إلا أن يستعيد ذكريات أيام الصفاء، ليمحو بها ما نقش في النفس من غم وضيق وألم دفين. . . وبين العقل الذي يمسك بهذا القلب فيصهره وينهره ويصيح في وجهي تأثراً متمرداً: مالي أراك متردداً في تنفيذ وصيتي. . . وسماع رأيي. . . دعني أذكرك برأي أيبك ذلك الشيخ الذي عركته الأيام والتجارب فأدلى لك بالرأي الصواب حين قال لك: (فإذا لم تصلك بزجك صلات من القربى، ووشائج من الدم، عبثت بشرفك، وفرطت في كرامتك، وبددت ثمار كدك) قلت في لهفة (ولكني) قال (ولكنك تحب فتاتك ولا عجب فهي قد اغترتك عن نفسك، وخدعتك عن عقلك، وسحرتك عن صوابك؛ لأن المرأة المتعلمة كالثعلب تمكر بصاحبها حتى يقع في شباكها ثم لا تلبث أن تذيقه وبال غفلته وحمقه).

وهذه نبوءة أبيك قد تحققت، وأن الأيام لتثبت لك أنك ما زلت بحاجة إلى يد تساعدك، ورأي يعينك، وأب ينصح لك، ويشير عليك، وإن كنت قد تعلمت وتجاوزت طور اليفاعة إلى سن الشباب. لقد كان أبوك - يا صاحبي - بعيد النظر، سديد الرأي ينظر من خلال تجاربه الكثيرة، وشيخوخته الحكيمة. . . وقد خشي عليك أن تعصف بك عاصفة من مكرها وسحرها، وقد رأيته ليلة الزفاف، وراعتك منه هذه العبرات الحائرة في عينيه، وتلك الغلالة من الهم والضيق وقد كست وجهه.

قلت لنفسك (واعجبا! أفكان أبي الشيخ يرى بعيني تجاربه أن من تحت قدمي هاوية سحيقة أوشك أن أنزلق فأتردى فيها فلا يمسكني إلا القرار) أجل والله - يا صاحبي - إنه لذاك وقد كان أبوك يشفق عليك من هذا المصير السيئ، وهذا التردي الموبق، ألا فاعلم أن ما يراه الشيوخ بأبصارهم الكليلة، ونظراتهم المستاءة لا يصل إليه الشباب بأبصارهم الحادة، ونظراتهم السريعة، لأن على بصر الشيوخ - وإن كان ضعيفاً - نوراً من الحكمة الرزينة، والرأي السليم، والفكرة الصائبة. وعلى أبصار الشباب - وإن كانت حديدية قوية - غشاوة من فورة الطيش، وعبث القلب ونزوة الهوى.

قال لي صاحبي: وفي صباح، يوم قارص البرد ممطر، سمعت دقات خفيفة على الباب، فعجبت من هذا الطارق المبكر، الذي سابق الشمس في البكور فلم تلحقه، غير عابئ بهذا البرد الشديد والمطر الكثير، والرياح العاصفة. ولكنه - يا صاحبي. . . أبي قد جاء من القرية يزورني، ويطمئن على حالي، بعد أن انطوى على ألمه وأحزانه وقلقه من هذا الزواج الذي لم يرض به ولم يوافق عليه. أجل لقد فوجئت - يا صاحبي - بتلك الطلعة المهيبة وذلك الشيخ الوقور يخطو نحوي، مسلماً علي، يعانقني ويقبلني، وقد قرأ في وجهي ما أعاني في نفسي من قلق وأسى. فبادهني بالسؤال عن زوجتي؟! - آه ياويلتي. كيف أجيبه؟!. وماذا أقول؟!. أأقول. إنها. ولماذا أتردد!!. أليس هو أبي؟!. فلماذا اكتم عنه سري وأخفي عنه أمري؟!. فقلت والأسى يعقد لساني، والدمع يملأ مقلتي: إنها خائنة.

وذعر أبي، وأخذته رعدة، ورأيته قد أسند رأسه بذراعه، شأنه حين يفكر في أمر خطير وسكت. وخلت - يا صاحبي - أن الكون كله يشخص بأبصاره نحوي، ويحملق في دهشة وتساؤل، ويسخر مني ويهزأ بي، ورأيت في هذا الصمت خطابا مجلجلا يصدع الآذان ويرعب القلوب. ولما طلا هذا الصمت خلت أن قلبي يكاد يصعق وأن روحي تكاد تزهق، لولا أن أبي الشيخ قد أنقذني فرفع رأسه ونظر إلي نظرة حازمة صارمة يمازجها العطف والحنان. وقال: قلت لك - يا بني - وأعيد القول: (يا بني لست أخشى رأي الشباب في عقل الشيوخ.) أن المرأة - يا بني - لا تجد العقل إلا في الشارع) فدعها يا بني تجد هذا العقل الضائع. ولم أقل هذه المرة: (وهي تجده في العلم وفي المدرسة وفي الجامعة). ولكني قلت بمرارة وألم. وأولادي - يا أبي - إنهم أحبائي الأعزاء فكيف أقتل السعادة والأمان في قلوبهم؟!.

وهنا ثار أبي في وجهي قائلاً: إنهم أولادك أنت وتستطيع أن تكون لهم أبا وأما، ومثل هذا في الدنيا كثير، وأن الرجل الحق من يستطيع إن أصابه سهم من سهام الدهر، أن ينزعه بقوة وعزم، ثم يقف مرة أخرى ليكافح. فلا تترك للخور سبيلا إليك، فضمد جراحك ثم واجه الدهر بثبات وإيمان وصبر، دع الخائنة - يا بني - تلق جزاء خيانتها، فليس أقدر على سحق الإثم والشر من العقاب. وأولادك!. ماذا كنت تصنع لو أنها ماتت؟!. كنت سترضى بالقضاء النازل وتتدبر أمرك.

ألا فاعلم - يا بني - أن الخائنة ميتة في قاموس الدين والأخلاق والكرامة. ولكن حذار أن يعرف أولادك عن أمهم شيئاً في المستقبل - دعهم يعيشوا دائماً وإلى الأبد على جهل بتاريخها. لئلا تخدش كرامتهم، ويعيشوا أذلاء. فإن سألوك عنها فقل لهم: إن هذه الأرواح - جنود مجندة، فما تعارف ائتلف، وما تناكر اختلف، ويشاء حظ أبيكم أن لا يهتدي إلى الروح التي تأتلف إلى الأبد مع روحه، فكونوا أسعد حظاً منه، واستمعوا إلى نصيحتي، ولا تحيدوا عن مشورتي، ولا تخالفوا رأي شيخ كبير مثلي.) قالها أبي - يا صاحبي - والدمع يذرف من آماقيه. وعاد إلى صمته الطويل.

قال لي صاحبي: وهكذا كان فقد تركتها واستمعت إلى رأي الشيخ، وأسكت نوازع الهوى، وأعرضت عن ظلال الأيام وصدى الذكريات، أرى سعادتي بين عملي وأولادي وأردد دائماً قول أبي: (وهل تستطيع المرأة البرزة أن تحبس دم الشباب الفوار عن أن يصرخ في عروقها صرخات شيطانية وضيعة، حين تجلس إلى الرجل في غير رقبة ولا حذر؟!.)

القاهرة

عمر عودة الخطيب