مجلة الرسالة/العدد 874/أخاف أن أنسى. . .

|مؤلف= |باب= أخاف أن أنسى. . . |سابق=→ رسَالَة الشِّعر |لاحق= الأدب والفن في أسبُوع ← |ملاحظات= بتاريخ: 03 - 04 - 1950 }}


للأستاذ عمر النص

يد الأيام. . . كم أخشى ... على دنياي من غدرك

مضى الحلم. . ولم ينج ... سوى ماضي من أسرك

فما آثرت أن أطغي ... ولا تقت إلى سحرك

بل ارتحت إلى اليأس ... وقلت أفر من شرك

مضى الحلم. . . ولم تبق ... سوى ذكراه في نفسي

أخاف أخاف من يوم ... يميت فراغه حسي

واصحوا فوق أنقاض ... من الأوهام والحدس

تذل الزهو في حدقي ... وتلقى السم في كأسي!

تركت الأرض للناس ... ورحت أعيش في جرحي

فلم أرتح إلى ليل ... ولم أركن إلى صبح

يريد الدهر أن أنسى ... فهلا كف عن نصحي؟

وهل أبقى لي اليوم ... سوى الوحشة والقبح!

أخاف أخاف أن أنسى ... ويذهب رونق الماضي

وأن يستيقظ القلب ... على سأم وإرماض!

إذا ما هزه الشوق ... وأقبل بعد إعراض

تلفت يذكر الأمس ... فلم ير غير أنقاض!

أخاف أخاف أن يطوي ... ظلام اليأس ليلاتي

ويتركني على الأرض ... بلا ماض ولا آت

سليب العزم. . . أستجدي ... من الحرمان أبياتي

إذا ما أومأ الفجر. . . ... نثرت عليه فلذاتي!

أخاف أخاف من عيشي ... تؤود النفس أعباؤه

وتعصف بالذي أبني ... من الأحلام أنواؤه

إذا ما قلت: لن أنسى ... ولن يفلح إغراؤه رمت أشواكه كبدي ... وعاثت فيه أقذاؤه!

فديتك أيها القلب ... أأنت نراع من ذهرك؟

أأنت تخاف أن تنسى ... أأنت تشك في صبرك. .

لقد جد بك النأي ... فماذا كان من أمرك؟

وقد روعك الدهر ... فكاد يجن من كبرك!

فديتك أيها القلب ... فقد أذكيت بي البأسا

قهرت الغم. . . والأيا ... م. . والنسيان. . واليأسا

ورحت تجدد العهد ... ونحضن ذلك الأمسا

وكدت تستمر الدهر ... فكيف تخاف أن تنسى؟!

دمشق

عمر النص