مجلة الرسالة/العدد 938/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 938/البَرَيد الأَدَبِي

مجلة الرسالة - العدد 938
البَرَيد الأَدَبِي
ملاحظات: بتاريخ: 25 - 06 - 1951



ختان البنات بين الطب والإسلام:

منذ ثمانية أعوام نشرت الرسالة الزاهرة مقالاً لأحد الأطباء محبذاً عدم ختان البنات، مبيناً ضرر هذه العادة في نظره نافياً أنها من الإسلام أو أن لها أصلاً دينياً وقد عقب على المقال أحد الفضلاء مؤيداً تعقيبه بأحاديث نبوية وآراء الأئمة والفقهاء، ولم تنته هذه المشكلة إلى ناحية ترتاح لها النفوس في ذلك الحين.

وقد تجددت هذه المشكلة في أيامنا هذه، وقامت مجلة (الدكتور) باستطلاع آراء بعض الأطباء وجمعت أقوالهم في ملحق خاص مع عدد شهر مايو سنة 1951 وكلهم قد أيد عدم ختان البنات، بل إن بعضهم قد أظهر مدى ضرر هذه العادة في كثير من الحالات. . .

واستكمالاً لهذا البحث قامت مجلة (لواء الإسلام) مشكورة باستطلاع آراء كبار العلماء من رجال الأزهر في هذا الموضوع الخطير وكلهم كان له القدح المعلى في هذا الشأن بإظهار أن هذه العادة إسلامية بحتة، وقد أتى بحكم نفيسة على مشروعيتها ترتاح لها النفوس وتنشرح لها الصدور!

قال فضيلة المفتي (إن ختان الأنثى من شعار الإسلام وردت به السنة النبوية واتفقت كلمة فقهاء المسلمين وأئمتهم على مشروعيته، ومع اختلافهم في كونه واجباً أو سنة فإننا نختار للفتوى القول بسنته، ومع اختلافهم في كونه واجباً أو سنة فإننا نختار للفتوى القول بسنته لترجح سنده ووضوح وجهته والحكمة في مشروعية ما فيه من تلطيف الميل الجنسي في المرأة والاتجاه به إلى الاعتدال المحمود. . . إلى أن قال: أما آراء الأطباء مما نشر في مجلة الدكتور وغيرها من مضار ختان الأنثى فإنها آراء فردية لا نستند إلى أساس علمي متفق عليه، ولم تصبح نظرية علمية مقررة، وهم معترفون بأنه للآن لم يحصل اختبار للنساء المختلفات، وأن نسبة الإصابة بالسرطان في المختتنين من الرجال أقل منها في غير المختتنين.

وبعض هؤلاء الأطباء يرمي بصراحة إلى أن يعهد بعملية ختان الأنثى إلى الأطباء دون الخاتنات الجاهلات حتى تكون العملية سليمة مأمونة العواقب الصحية. . . إلى أن قال في ختام الفتوى وقد علمتنا التجارب أن الحوادث على طول الزمن تظهر لنا ما قد يخفى علين من حكمة الشارع فيما شرعه لنا من أحكام وهدانا إليه من سنن، والله يوفقنا جميعاً إلى سبل الرشاد. . .

ومما قاله فضيلة الأستاذ رئيس المحكمة العليا الشرعية:

. . . (ولا شك في أن ختان الأنثى على هذا الوجه - أي إزالة الجزء البارز فقط وإبقاء الجزء الكامن - يكسبها صحة في الجسم وجمالاً في الأنوثة وصيانة في الخلق ومناعة في العفة والشرف مع الإبقاء على الحساسية الجنسية بالقدر المناسب الذي لا شطط فيه. أما استئصال البظر من أساسه وإزالة الأغشية الداخلية بأسرها بالطريقة المتبعة عند الجهلة من أهل القرى فإن الشريعة الإسلامية لا تقرر وتعتبره بدعة مكروهة لما ينجم عنه من فقدان حساسية الأنوثة فقداناً تاماً قد يؤدي إلى الزهد في وسائل التناسل. ويتضح مما تقدم أنه لا وجه لاعتراض بعض الأطباء في ختان البنات بالطريقة الشرعية، ولا مبرر لاقتراحهم منعه منعاً مطلقاً: ولعل اعتراضهم منصب على ما تخيلوه من أن ختان البنات يجري على طريقة الجهلة من أهل الريف. .).

ومما قاله فضيلة الأستاذ الشيخ محمود شلتوت بعد أن وفي الموضوع حقه كسابقه: (هذا والشريعة تقرر مبدأ عاماً وهو: أنه متى ثبت بطريق البحث الدقيق - لا بطريق الآراء الوقتية التي تلقى تلبية لنزعة خاصة أو مجاراة لتقاليد قوم معينة - أن في أمر ما ضرراً صحياً أو فساد خلقياً وجب شرعاً منع العمل دفعاً للضرر أو الفساد، وإلى أن يثبت ذلك في ختان الأنثى فإن الأمر فيه على ما درج عليه الناس وتعودوه في ظل الشريعة الإسلامية وعلم رجال الشريعة من عهد النبوة إلى يومنا هذا. . .).

وبعد فقد كانت أقوال حضرات العلماء الأعلام حاسمة وشافية في هذه المشكلة حتى لا تثار ثانياً من جديد. وفقنا الله جميعاً إلى الصواب.

شطانوف

محمود منصور خضر

الشخصية المفروضة!

إن ما يقلق الوجدان المتحرر فرض بعض الناس ذواتهم متخذين من السماحة سماجة، ومن التواضع لجاجة، ومن الدعة ضعة!

والشخصية المفروضة ليس لها كيان يحدد وجودها، أو نطاق يرسم حدودها، فتتخذ من جهلها تجاهل سواها، وتدل على تفاهتها بسفاهتها!

والمجتمع مرزأ بتلك الشخصية البعيدة عن الصفاء النفسي، والسمو الشعوري، فهي قد تعرفك بسمتك، لكنها تستر المعرفة بتناسي فضلك، وتحاول أن توقع في وهمك أنك لست في حسابها، فتعمد إلى إيهامك، وتنطق اسمك من العجز إلى الصدر لتشعرك أنك مجهول في جهلة صفاقتها!. والشخصية المفروضة ناقصة، لأنها تريد السعي إلى إثبات الوجود وإكمال ما حرمته بأساليب السلوك الملتوية. . .

وإذا كان النفسيون يقولون: إن الشخصية مجموع ما في الشخص من صفات جسمية، وعقلية، وخلقية، فيتجه كل (ناقص) إلى بعض الصفات على طريقته الخاصة التي يزعج بها شعور الأحرار! والسبيل إلى مطاردة هذه الشخصية أن يحطم رأس غرورها حتى يستقيم أمرها؛ وتكون الصراحة الموجعة أداة التحطيم؛ فالبلة، والغفلة والثقل، والحمق. صفات هؤلاء المفروضين على الناس؛ فيجب أن نشعرهم بحقائق أنفسهم، ونقيدهم في قيود سخافتهم؛ ثم نرمي بهم مرمى الاستخفاف!

جاءني رجل طيب جهر الاسم ذو نشاط ملحوظ، وشكا إلى جفوة جاف جاهل جلف، يحاول أن يطمئن من قدره، لأن ظروف الحياة جعلته مفروضاً عليه؛ فكان رئيسه!

قلت: يا أخي!. لا عليك! دعه وشأنه. . . أرفض وجوده من الوجود فتجد شخصيته المفروضة مرفوضة!

بور سعيد

أحمد عبد اللطيف بدر

جمع معجم

وردت كلمة - معاجم - في مقال - إقرار كلمات محدثة - للأستاذ عباس خضر ص 560ع 232 الصادرة في 14 مايو سنة 1951 من هذه المجلة. بينما الأستاذ مصطفى جواد في ص 1553 عدد خاص أكتوبر سنة 1949، من مجلة - الكتاب - ذكر أن جمع معجم معاجم مثل مرسل ومراسيل، ومسند ومسانيد، ومنكر ومناكير، ومصعب ومصاعيب، وكل ما كان على مفعل بضم الميم، فهذا بانه، إلا إذا كان فيه لغتان.

بعد هذا أرجو أن أقف على رأي الأستاذ خضر فيما إذا كان يتلاقى مع الأستاذ جواد أو يفترق عنه في هذا الرأي

بغداد

أحمد الظاهر

وكيل وزارة الداخلية

هنات لغوية:

اشتملت قصة (اليتيم) للأستاذ عبد اللطيف الأرناؤوط في العدد (933) على هنات لغوية أوردها فيما يلي:

1 - (حتى كاد أن يهجر حياته). . الأكثر في مثل هذا التركيب أن تترك (أن). . . ففي التنزيل (وما كادوا يفعلون). . . سورة البقرة. . وقال ابن مالك:

وكونه بدون أن بعد عسى ... نزر. . وكاد. . الأمر فيه عكسا

2 - (يكرس وقته في سبيل وضع قصص). . . التكريس تأسيس البناء كما ورد في القاموس، وتجميع الشيء كما ورد في المصباح، وأكثر الظن أن الأستاذ الكاتب لم يقصد إلى واحد من هذين كما يدل سياق الحديث حيث يرمى إلى بذل الوقت وإنفاقه.

3 - (ويشكره على ما أصبغ عليه). الأكثر (ويشكر له). . . قال المصباح: (ويتعدى في الأكثر باللام) فيقال: (شكرت له) وربما تعدى بنفسه، فقال (شكرته) وأنكره الأصمعي في السعة، وقول الناس في القنوت: (نشكرك ولا نكفرك) لم يثبت في الرواية المنقولة عن عمر، على أن له وجهاً هو الازدواج). . أهو. . هذا كله، وقد سوى القاموس بين التعدية باللام وبغيرها. . . وللكاتب أن يختار الأكثر أو سواه.

4 - (فأحاطت عيشة هالة دكناء). . . الصواب (أحاطت بعيشه). . . في التنزيل: (وأحاط لديهم)، (ولا يحيطون به علماً)، (فقال أحطت بما لم تحط به)، (ولا يحيطون بشيء من علمه). . . وإلى غير هذه الآيات. . .

5 - (وسحقا لمن يرضخ لها). . أورد الأستاذ كلمة (يرضخ) بمعنى يخضع. . وليس كذلك. . فلها معان منها (يعطيه شيئاً ليس بالكثير)، (ويكسر)، ورضخ به الأرض جلده بها. .

6 - (ها هي عشرة فرنكات) الأولى (ها هي ذي). . بزيادة اسم إشارة.

7 - (واتركي الطفل هنا أقوم على حراسته). . الصواب (أقم) لأنه جواب الأمر فتحذف الواو لالتقائها ساكنة مع الميم الساكنة للجزم.

8 - (اقترح عملاً نقوم به سوية). . (سوية) معناها مستوية قال الله: (فتمثل لها بشراً سوياً) أي مستوياً قائماً، وإنني لأذكر أن (الرسالة) تناولت هذا البحث في عدد سابق وفيه أن (سويا وسوية) ليستا بمعنى (معاً) كما هو مرمي العبارة.

9 - (بكل سرور وامتنان). . . الامتنان تعداد النعم مثل (المن) وهو عكس ما يقصد إليه تعبير الأستاذ، والقصة فيما بعد ذلك لا يغض منها هذه الهنات الهينات، وللقصاص الكبير صادق المودة، وخالص التحية.

محمد محمد الأبشيهي

مدرس بيسيون الابتدائية