مجلة الرسالة/العدد 952/الدولة والأدب في الاتحاد السوفيتي

مجلة الرسالة/العدد 952/الدولة والأدب في الاتحاد السوفيتي

مجلة الرسالة - العدد 952
الدولة والأدب في الاتحاد السوفيتي
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 10 - 1951


للأستاذ عمر حليق

هناك ظاهرة جديدة يلمسها المنتبه للإنتاج الفكري في الاتحاد السوفيتي فيما يصل إلى الأوساط الأدبية هنا في نيويورك من كتب ومجلات ومقتطفات تتعاون مع نشرها باللغة الإنجليزية المؤسسات العلمية الأمريكية والمعنيون بالشؤون الداخلية لروسيا السوفييتية تنويراً لأذهان الرأي العام عن اتجاهات الفكر الروسي المعاصر.

هذه الظاهرة الجديدة هي انتقاد المراجع السوفييتية الرسمية لما تعتقد بأنه (شعوبية) ألحت بطائفة من رجال الأدب والفن الروسي في معالجتهم لشؤون الحياة ونظرتهم إليها بين آن وآخر من زاوية لا تراعى مراعاة دقيقة إيديولوجية ماركس - لينين - ستالين التي هي عماد الفكر والحياة السوفييتي المعاصرة.

خذ مثلاً ما قالته جريدة (برافدا) لسان حال الحكومة الروسية الحاضرة في عدد 14 أغسطس 1951 في افتتاحية يقرؤها الملايين في مختلف اللغات الإقليمية التي تتكلم بها شعوب الاتحاد السوفييتي في شرقي أوروبا وشمال آسيا:

(الأدب والفن في روسيا يجب أن يقتديا بمبادئ الحزب الشيوعي الذي هو عماد العهد السوفييتي. والحزب (الشيوعي) لم يبخل بالجهد في إفهام الكتاب والفنانين بأن فكرة (الفن للفن) لا تتماشى مع المصلحة الجوهرية للنظام الشيوعي والعهد السوفييتي الذي حققت لروسيا هذه المكانة وهذه الرفعة.

(فالبيان الذي نشرته مؤخراً اللجنة المركزية للحزب الشيوعي يشرح بوضوح أن الأدب السوفييتي - وهو في الطليعة بين الآداب المعاصرة - يستند في أصوله إلى حقيقة واحدة وهي أن كل إنتاجه فكري لا يعالج صميم الحياة الشعبية ولا يلمس المصلحة الأساسية - عاطفية كانت أم سياسية أم اقتصادية - للكثرة من الشعب - كل إنتاج من هذا القبيل هو سوء اجتهاد:

(فهذه القصص والمسرحيات واللوحات والقطع الموسيقية التي أنتجها المبدعون خلال العهد السوفييتي ولاقت رواجاً شعبياً واسعاً لم تضمن هذا الرواج وهذه الرفعة إلا لأنها صاغت في القالب الفني ألواناً من الحياة الواقعية التي عاشها أبطال هذه الروائع الفنية في خضم التطور الاجتماعي الذي ألم بالحياة الروسية منذ أن اتخذت إيديولوجية ماركس - لينين - ستالين نبراساً لها.

(واستمر الأدب والفن في الاتحاد السوفييتي على هذه الصلة الوثيقة بالحياة الواقعية فحقق الفكر السوفيتي المعاصر ألواناً من الإبداع هو مدعاة للفخر. وهذا ما سأتوجب اليوم أن نشن حملة لا هوادة فيها على شذرات من الأدب والفن تسربت إلى الإنتاج السوفييتي الحديث فتجاهلت صلة الأدب والفن بالحياة اليومية وانساقت في خمرة (الفن للفن وحده). وهذه الخمرة برجوازية (رأسمالية) لا ترضى عنها إيديولوجية السوفييت. وأصبح لزاماً على هؤلاء (الشعوبيين) من الكتاب والفنانين أن يزيلوا الغشاوة عن عيونهم وأن يساهموا في دفع أذى هذه الخمرة البرجوازية). اهـ

ونشر الكاتب السوفييتي المعروف (ا. سوكوف) طعناً في هذه (الشعوبية) كراساً خص بالنقد فيه مجلتين أدبيتين حديثتين هما (ليننغراد) و (سفيرزا) وحلقات للإنتاج المسرحي في بعض المقاطعات السوفييتية الآسيوية وفي أوكرانيا.

قال سوكوف:

(ومن أبرز الإنتاج الفكري خلال الأعوام الخمسة الماضية (أعوام ما بعد الحرب) بين أدباء وفناني ولايات خوزستان وتركستان وأزبا كيستان وأذربيجان هو عزوفهم في قرض الشعر عن مواضع لا تمت إلى الحياة الشعبية السيارة والتفاتهم إلى نواح في الإنتاج الفني النثري صلتها بالحياة الواقعية صلة صادقة متينة.

وبرغم هذا الاتجاه القويم فإن السنوات الخمس الماضية قد شاهدت لوناً من الإنتاج الفني لا يليق بالفكر السوفييتي. ومثال ذلك القصص والمسرحيات التالية: (دخان الوطن) لسيمونوف و (حياة بكتوف) لسافر ونوف و (نهر النار) لخوزيفيكوف.

(والنقيصة التي تشترك فيها مثل هذه الأعمال الأدبية هي تجاهل واضعيها جوهر الحياة اليومية وانسياقهم في ألوان من التخيل لا يستمد قوته من تيار المعيشة في حياة الفرد والجماعة. حتى بعض المسرحيات الفنية كأوبريت (الحارس الشاب) يجب أن تراعي الحقائق التاريخية وجوهر الحياة اليومية مراعاتها للميزان الموسيقي والنغمة المنسجمة.

(هذا لون من الإبداع الفكري يجب أن يكون شديد الصلة بالحياة الواقعية، وكل نقد أو تقريظ للأدب والفن لا يراعي هذه الصلة بعد من قبيل الإهمال الذي لا يرضى عنه الأدب الحي. ولذلك فلا عذر لأندية الأدب والفن في أذربيجان وأرمينيا وأستونيا مثلاً أن تتجاهل هذه الحقيقة عندما تهاونت في انتقاء طائفة من المسرحيات والقصص والأوبرات الشعوبية التي ظهرت في الأسواق الأدبية هناك عزيزة آمنة.)

ويناصر هذا الأديب الروسي المعروف حملة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي على هذه (الشعوبية) في الأدب والفن، ولا يجد غرابة في أن تشن الصحافة الرسمية في روسيا حملتها على النقاد والحلقات الأدبية والفنية والعواصم والأقاليم. ويختار أديبنا هذا بالذات قصيدة للشاعر الأوكراني (سوسيدرا) عنوانها (أحب أوكرانيا) لاقت في مقاطعة أوكرانيا رواجاً وقبولاً حسناً. وأوكرانيا ولاية في روسيا الأوربية عرف أهلها بنزعتهم القومية المحلية وتعلقهم بها تعلقاً يعرفه كل مطلع على تاريخ الشعب الروسي.

وينتقد سوكوف حلقات الأدب في أوكرانيا لتركها هذه القصيدة تمر دون نقد يأخذ ببث الاعتبارات الإيديولوجية السوفييتية.

ثم يمضي سوكوف في استعراضه لاتجاهات الأدب السوفييتي الحديث فيقول (إنه وإن كان يحلو لنا أن نعترف بنجاح الأدباء والكتاب السوفييت نجاحاً لابد من الثناء عليه إلا أنه يجب علينا أن نعترف كذلك بأن الإنتاج الأدبي والفني في روسيا لم يصل بعد إلى الكمال ولم يستطع بعد أن يتكافأ مع عظمة النمو الصناعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي حققه عهد ستالين).

ويستشهد الكاتب بمأثرة للأديب الروسي الكبير (ماكسيم جوركي) فيقول (يطيب لنا - والحالة هذه - أن نستذكر نصيحة جوركي للأدباء الأحداث حين قال لهم: إذا كان للأدب أن يحقق ما عليه من مسؤولية للأمة فإن عليه أن يدرك الواجب الأساسي وينقذه في غير هوادة أو اعوجاج. هذا الواجب هو مراعاة الجد والدقة في دراسة صور الحياة الواقعية المعاصرة. حياة اليوم والساعة. وعلى الأدباء أن لا يقطعوا صلتهم بالحياة اليومية وأن يمعنوا في تصوير الحياة العاملة بأوسع معانيها في إطار الفن والإلهام.)

وقد تناولت كبرى مجلات الأدب الروسي (جتزيتا لترانوريا) هذه (الشعوبية) في بحوث عديدة بأقلام عدد من كبار الأدباء الروس كلها تنتقد موجة (الفن للفن وحده) التي تسربت إلى بعض الأوساط والحلقات الأوربية في ولايات روسيا الآسيوية والأوربية.

وهذا الاهتمام الزائد الذي واجهت به السلطات الروسية الرسمية هذه (الشعوبية) الطارئة مدفوع باليقظة الدقيقة التي تراقب بها حكومة ستالين اتجاهات الفكر في القارة السوفييتية.

وقد توافق أو تخالف مبدأ (الفن للفن وحده). فالجدل حول هذا الموضوع لم يخل منه تاريخ الآداب الإنسانية قديمها وحديثها. إنما المهم أن نتعرف على مركزية الفكر في الاتحاد السوفييتي ومبلغ الجد في حماسها لجعل إيديولوجية ماركس - لينين - ستالين شاملة لشتى نواحي النشاط الإنساني سواء أكان اقتصادياً أم سياسياً أم فنياً.

وليس المهم أن نستعرض هنا صلاح هذه المركزية الفكرية أو طلاحها، فلقد تقرر في العهد السوفييتي تسخير النشاط الإنساني بأسره لتحقيق الاشتراكية الماركسية الكاملة.

فإذا تقرر أن الإنتاج الاقتصادي مثلاً يجب أن يتماشى مع المبدأ الشيوعي المعروف (من كل بقدر ما يستطيع إلى كل حسب حاجته) فلا مفر من أن يتقرر كذلك توجيه الأدب والفن السوفييتي ليخدم ويحقق هذا المبدأ.

فإذا كان مقياس صلاح الأشياء في إيديولوجية السوفييت هو مبلغ نفعها للكثرة من الناس، فإن على المبدعين من الأدباء والشعراء والفنانين - والحالة هذه - أن يضعوا مصلحة الأيديولوجية السوفييتية ونظام الحياة الذي اختارته فوق (خمرة) الفن للفن وحده.

ونشاط المسؤولين في الاتحاد السوفييتي لمحاربة هذه (الشعوبية) لم يقتصر على توجيه النداءات وتذكير النقاد وحلقات الأدب والفن بعلاقة الأيديولوجية السوفييتية بالإنتاج الأدبي والفني. ففي عدد 18 أغسطس من جريدة برافدا افتتاحية تناولت الدور الذي يجب على بيوت النشر والطباعة في روسيا عمله لمحاربة هذه (الشعوبية) قالت برافدا:

(الواجب الرئيسي لدور النشر والطباعة في الاتحاد السوفييتي هو صيانة الأدب الرفيع في إطار المبادئ السوفييتية. فالكتب والمجلات يجب أن تستذكر دائماً مبادئ العهد السوفييتي وأسسه الفكرية. وكل انصراف عن هذه المبادئ يضر بالحياة السوفييتية، فيجب أن لا تطرح في الأسواق الروسية كتب وجلات لا تراعي طبيعة الكيان الاجتماعي والفكري للشعب السوفييتي وتراثه الأدبي والفني ومصلحة السياسة والاقتصاد والقومية.

(وإن من دواعي الأسف أن ينساق نفر من دور النشر في غمر الأسواق بإنتاج أدبي وفني لا يراعي هذه الحقائق. فإذا كانت الرغبة في ترويج الكتب وزيادة أعدادها هو الدافع لهذا الاتجاه فإن هذه الرغبة خاطئة. فالمهم في الإبداع الفني قيمة الكتاب لا عدد ما يباع منه. ويجب أن يكون الكتاب السوفييتي خير كتب العالم من حيث صدق الفكرة وروعة الفن وحيوية الأدب وصلته بالحياة الواقعية لا من حيث عدد ما يطبع منه.

(والدولة السوفييتية لا تشجع أصحاب دور النشر أن يتبعوا أساليب البرجوازيين الرأسماليين في ترويج الكتاب على أساس من خمرة الحس والشهرة وأهواء المرضى من أصحاب الثقافة المشوهة.)

ولفتت (برافدا) النظر إلى ضرورة تثقيف المسؤولين عن اختيار الكتب والمقالات في بيوت النشر الروسية وترقية أذواقهم الفنية في إطار الأيديولوجية السوفييتية، وتعرضت (برافدا) بالذات إلى مجلة (الفن) (اسكوستوفو) الروسية وقالت بأن بعض محرريها تعوزهم الثقافة الصادقة والذوق الفني الصحيح.

حتى اللغة وقواعد الصرف والنحو لم تخل من اهتمام الدولة السوفييتية إزاء هذه الظاهرة.

فقد نشر ستالين نفسه منذ بضعة أشهر فقط دراسة دقيقة في كراس عنوانه (الماركسية ومسألة اللغات) عالج فيها عاهل روسيا علاقة اللغة بالأيديولوجية السوفييتية من وجهة النظر الماركسية، وقال ستالين: (إن الفهم الصادق لقوانين التطور في لغات الشعوب أمر له أهمية خاصة لتحقيق الاشتراكية الكاملة.)

وقد شرح ستالين هذه القوانين فأشار إلى (ضرورة خلق ظروف وملابسات معينة تعجل نمو لغة موحدة في دولة كالاتحاد السوفييتي تضم عشرات اللغات واللهجات والثقافات المتباينة.

وهذا التباين في المقومات الثقافية لشعوب الاتحاد السوفييتي في قطاعاته الآسيوية والأوربية كان من أبرز ما اهتم به ستالين في مطلع حياته الفكرية، وكتابه عن (الماركسية ومشاكل القوميات) يسجل إدراك ستالين للمشاكل العاطفية وتباين مقومات الخلق القومي فيما وضعه البلشفيك من نظام لروسيا السوفييتية.

وستالين - ككل ماركسي واع - من أعداء القوميات لأنها في اعتقادهم تعرقل تحقيق الاشتراكية الكاملة في عالم تتشابك فيه المصالح الاقتصادية والسياسية ويتكل بعضها على بعض كما هو الحال في هذا الإقليم الواسع الذي يتألف منه اليوم الاتحاد السوفييتي.

ولكن آراء ستالين في مشاكل القومية لم تعمه عن مبلغ قوتها خصوصاً بعد هذه التجارب الطويلة التي خبرها أولو الأمر في روسيا في معالجتهم للقوميات المحلية في القطاعات الآسيوية والأوربية التي تشكل اليوم الدولة السوفييتية.

ولذلك فإنك تلمس في دراسة ستالين الجديدة عن (الماركسية ومسألة اللغات) تحويراً في بعض آرائه القديمة عن القوميات. وتدرك في ثنايا هذه الدراسة مناورة فكرية جديدة.

فستالين أصبح الآن يعتقد بأن تطور الشعب نحو الشيوعية الحق يمر في مرحلتين يتوازى ويتناسق فيهما هذا التطور.

الأولى - مرحلة قديمة بحتة تعبر الجماعة فيها عن مشاعرها وآمالها القومية المحلية في لغة الجماعة وثقافاتها القومية المحلية.

والثانية - مرحلة أعم اتساعاً تنمو فيها الفكرة (الإقليمية) أولاً ثم (العالية) بعد ذلك فتتسع الآفاق على نحو تفرضه العلاقات الإنسانية في عالم اتسعت فيه المواصلات الفكرية واحتكت فيه الثقافات والأفكار احتكاكاً متزايداً.

وهاتان المرحلتان تسيران متحاذيتين. ففي حين تنمو التعبيرات القومية في اللغات المحلية نمواً طبيعياً تنمو كذلك المرحلة الثانية (الإقليمية ثم العالمية) نمواً أشد قوة لأنها تهيمن على كثير من أوجه النشاط الإنساني في عالم يزداد احتكاك أجزائه يوماً بعد يوم، ويفرض على القوميات المحلية ضرورة الاندماج.

ولا يترك ستالين آراءه هذه في إطارها العام، وإنما يستدرج القارئ إلى الهدف الخاص الذي دفعه إلى معالجة مسألة اللغات.

ويشرح ستالين كيف أن الأيديولوجية السوفييتية قد حققت للقوميات المحلية في القطاعات والولايات الروسية المتباعدة فرصاً لتنمية لهجاتها ولغاتها الوطنية على مبادئ ماركس ولينين.

وفي رأي ستالين أن اللغة تنمو في اتجاهين:

اتجاه يعمل على زيادة المفردات والمصطلحات في اللغة المحلية ويزيد من ثروتها التقليدية بفضل التعبيرات الحديثة المستمدة من الحياة الاشتراكية الجديدة وما خلقته من تطور اجتماعي وصناعي وسياسي واقتصادي وثقافي.

أما الاتجاه الثاني فيعمل على توحيد هذه المفردات والمصطلحات والمشتقات والتعبيرات المستعارة في الحياة السوفييتية الجديدة بين مختلف اللغات القومية المحلية التي تعيش على النظام الأيديولوجي الجديد. ويجري هذا التوحيد في إطار قواعد نحوية وصرفية جديدة تشترك في اقتباسها هذه اللغات المحلية فتخلف فيما بينها تعبيراً مشتركاً، وبذلك تثبت دعائم النظام السوفييتي الجديد الذي وفر لها هذا التطور اللغوي.

ويقول ستالين أنه لولا توفر النظام اللغوي الجديد (أي الأيديولوجية السوفييتية) لما تيسر للغات المحلية أن تزيد ثروتها اللغوية من المفردات والمصطلحات والتعبيرات وقواعد الصرف والنحو المستحدثة، وستالين واثق من اليوم الذي يتم فيه تناسق هذه اللغات المحلية في إطار لغة الوطن الروسي الأكبر على أساس هذين الخطين اللذين شرحهما.

وستالين في دراسته الجديدة عن (الماركسية ومسألة اللغات) لا يقول بأفضلية لغة على أخرى بين لغات العالم الأكبر من حيث جمال اللفظ وسهولة النطق، وإنما يعتقد - استناداً إلى هذه الخطط التي شرحها - أن العالم سيأخذ في المراحل النهائية باللغة التي تحتوي على ذخيرة واسعة في المفردات والتعبيرات التي هي أقرب صلة بالحياة العملية الواقعية.

وهدف ستالين الرئيسي من بحثه هذا هو دعوة الكتاب والشعراء والفنانين السوفييت لأن يجعلوا تصويرهم للحياة أكثر تعبيراً عن الواقع حتى يضمنوا للغة الروسية مرونة وواقعية تحقق لها الفوز في سباق التفوق والسيادة بين لغات العالم.

وستالين في دعوته هذه يساهم شخصياً في محاربة هذه الظاهرة الجديدة في إنتاج روسيا الأدبي والفني في عالم ما بعد الحرب.

فالأيديولوجية السوفييتية لا ترضى عن مبدأ (الفن للفن وحده) وتعده من الأسباب التي تخدر الشعوب وتعمي قادة الفكر والدهماء فيها عن دقائق الحياة الواقعية ومشاكلها.

ولا تزال حملة المسؤولين الروس على هذه (الشعوبية) في الإنتاج الأدبي والفني على أشدها كما تشهد على ذلك ألوان الأدب والفن الروسي المعاصر التي تجد سبيلها إلى العالم الخارجي.

نيويورك عمر حليق