مجلة الرسالة/العدد 957/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 957/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 11 - 1951



هو سماع الحديث. لا سماع الغناء:

يعثر الإنسان أحياناُ أثناء مطالعاته على أشياء تستدعي النقد أو تستوجب التصحيح فيتجاوزها. ولا يعني بها لأنه إذا تولى نقد أو تصحيح كل ما يعثر عليه فإنه لا يجد من الوقت ما يسعه، ومن هدوء البال ما يعنيه. وقد ينشط أحياناً فينهض لبيان ما يجد من خطأ وبخاصة عندما يقف على أمر لا يصح السكوت عليه أو الإغفاء عنه

ومن ذلك أني كنت أقرأ في الجزء الثاني من كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ الذي خرج بتحقيق وشرح الأستاذ الفاضل عبد السلام هارون فإذا بي أجد في الصفحة 322 من هذا الجزء: (وقال ابن عون: أدركت ثلاثة يتشددون في السماع، وثلاثة لا يتساهلون، فالحسن والشعبي والنخعي، وأما الذين يتشددون محمد بن سيرين والقاسم ابن محمد ورجاء بن حيوه)

وقد حسب الأستاذ هارون أن السماع في هذا الجزء هو سماع الأغاني! فآثر كلمة (المغاني) بالمعجمة التي وجدها في بعض نسخ الأصول؛ على لفظها بالمهملة التي جاءت بأصول أخرى، وأخذ يفسرها على ما ظن تفسيراً لا أدري إن كان يرضي أئمة اللغة أم يغضبهم!

فقال في شرح الكلمة (المغاني جمع مغنى مصدر ميمي من غنى يغني! ل والتيمورية. المعاني بالمهملة تحريف) أي أن هذه الكلمة قد جاءت في نسخة مكتبة كوبرلي والنسخة التيمورية بالمهملة والذي قال عنه الأستاذ أنه تخريف هو الصحيح، وأن صحة الكلمة المعاني بالمهملة كما جاءت بهاتين النسختين، والسماع هو السماع الحديث النبوي لا سماع الأغاني

وقد جاءت عبارة ابن عون هذه لأن نقل حديث رسول الله على حقيقة لفظه أو بمعناه كان موضع خلاف بين الصحابة ثم امتد هذا الخلاف إلى التابعين ومن بعدهم فكان من الصحابة الذين يجوزون رواية الحديث بالمعنى: على وابن عباس وأنس وجماعة معهم، وكان الذي يمنع ذلك ابن عمر، أما التابعون فكان الذين يتشددون في رواية الحديث على لفظه، محمد بن سيرين والقاسم بن محمد ورجاء بن حيوة، والذين يتساهلون في ذلك الحسن والشعبي والنخفي، ومن هنا جاءت كلمة ابن عون التي رواها الجاحظ هذا وللأستاذ هارون خالص تقديري لعنايته بتراثنا الدبي ونشره، وبخاصة لنشره آثار شيخنا الجاحظ وعنايته بتحقيقها وشرحها

المنصورة

محمود أبو ريه

الأستاذ الناصري ولسان العرب:

نشرت الرسالة في العدد 955 ص 1215 من السنة التاسعة عشرة رداً للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري ارتكب فيه خطأين وفاته أمران

فالخطأ الأول أنه ذكر مؤلف لسان العرب باسم ابن منصور (بالصاد المهملة) الأندلسي، والصواب أنه ابن منظور بالظاء المعجمة، ولم ينسب إلى الأندلس ولكنه إفريقي الأصل مصري المولد والوفاة، ولذا ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة باسم محمد ابن مكرم الأنصاري الإفريقي ثم المصري

والخطأ الثاني أنه قال عن ابن منظور أنه أقدم مؤلفي المعاجم بعد ابن دريد المتوفى سنة321. مع أن ابن منظور نفسه ذكر في مقدمة مؤلفة لسان العرب في الجزء الأول ص 2، 3 أنه جمع مؤلفه لسان العرب من الأصول الآتية:

أ - تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري المتوفى سنة 370 والتهذيب لا يزال مخطوطاً

ب - المحكم لابن سيده - بكسر المهملة وسكون آخر الحروف وفتح الدال المهملة بهدها هاء ساكنة المتوفى سنة 458 - ولا يزال مخطوطاً - أما مؤلفة الآخر المخصص فطبع في بولاق في 17 سفرا بين سنة 1316 وسنة 1321

ج - صحاح الجوهري المتوفى سنة 393 - والصحاح طبع في بولاق سنة 1292 في جزء ين

ء - حواشي ابن برى المتوفى سنة 582

هـ - النهاية في غريب الحديث لابن الأثير المحدث المتوفى سنة 606 وهو شقيق المؤرخ المتوفى سنة 620. والنهاية طبعت في مصر سنة 1322 في أربعة أجزاء

هذا ما ذكره ابن منظور وفي ترجمته زيدت الجمهرة لابن دريد. والجمهرة طبعت في الهند في ثلاثة أجزاء والرابع للفهارس بين سنة 1344 وسنة 1352 - فالقول بأن مؤلف لسان العرب هو أقدم مؤلفي المعاجم بعد ابن دريد قول خاطئ يرده ابن منظور نفسه في صدر مؤلفه

وأول الأمرين - أنه قدم تاج العروس في الذكر على القاموس وذكرهما بطريقة توهم انفصالهما. وكان الأولى أن يقول: ذكر الفيروزبادي المتوفى سنة 817 في القاموس كذا وذكر الزبيدي في شرحه على القاموس المسمى تاج العروس كذا وكذا

والثني أنه ذكر عن مختار الصحاح ما يل على أنه فرع للسان العرب مع أن الرازي المتوفى سنة 760 اختاره من صحاح الجوهري الذي هو أحد أصول لسان العرب كما سلف الذكر وراعى في اختياره ألفاظ القرآن العزيز واجتناب عويص اللغة وعربيها، كما حرص على اختيار ألفاظ الأحاديث النبوية، فهو على صغره جليل الفائدة جزيل النفع ويعتبر تهذيباً لصحاح الجوهري. فالمختار من أصول اللغة وإن صغر حجمه. لذا أرجو تفضلكم بنشر هذا

عبد السلام النجار

كلام مردود:

يقول الأستاذ الناصري مخاطباً الأستاذ سيد قطب (قرأت تعقيبك على مقال السيد سامي أمين، فاستغربت من كاتب كبير له مكانة في العالم العربي أن يتصدى للرد على أديب لم نسمع به عدا هذه المرة) وهذا كلام مردو، إذ أن أدباءنا الكبار أساتذة مرشدون، ومن واجبهم أن يسعفوا القراء بالتوجيه والتصويب، ثم ما معنى قول الكاتب (لم نسمع به عدا هذه المرة!!) أفيعتقد أن النشر المطبعي أساس (أولى) للنقاش العلمي بين الأدباء!! أفلا يعلم أن كثيراً ممن ينشرون القصائد والمقالات، بالصحف والمجلات، يقابلون بالإعراض والاستخفاف؟! على أني سمعت بالسيد سامي أمين قبل ذلك بمجلة الثقافة الغراء، أفيكون هذا وحده شفيعه لدى الناصري فيبيح للأستاذ قطب ن يرد عليه بما شاء!!

هذا وفي تعقيب الناصري - على قصره - أخطاء نحوية وإملائية وذوقية نكشف عن بعضها للقراء 1 - يقول الكاتب (لأنك أثبت أنك وأخوك!) والصواب وأخاك

2 - ويقول (وأرجو أن لا تكون في المستقبل إلا في المكان المرموق) وهو تركيب متهافت، ولا يستقيم إلا بحذف النفي والاستثناء، وبه خطأ إملائي، وصوابه إلا تكون

3 - ويقول (وأما عن آرائك في النقد فيكفي أن تكون صاحب كتاب العادلة الاجتماعية في القرآن) وكتاب العدالى الاجتماعية في الإسلام لا يمت إلى النقد الأدبي بسبب من الأسباب

(وبعد) فهل للأستاذ الناصري أن يصحح أخطاءه قبل أن يتعقب الكتاب

(الرمل)

محمد رجب البيومي

1 - إيضاح:

أخذ على الأستاذ الكريم أحمد عبد اللطيف بدر المدرس بثانوية بور سعيد، في العدد (951) من الرسالة بعض المآخذ، وأنا بعد شكري له على تنبيهي أود أن أذكره بأنني ما كنت أود عندما تكلمت عن بيت أبي نواس

عندها صاج حبيبي يا معلم، لا أعود أن أذكر البيت إلا من ناحية العروض، لذا فإن تنبيهه لي كان في محله من ناحية القاعدة النحوية، أما قوله عن أنني أخطأت في كتابة (إن شاء الله) على هذه الصورة (إنشاء) فأرجو أن يعلم أن اندماج الحرف بالفعل جاء بسبب الطبع والتبعة في ذلك تقع على عاتق مصحح (الروفات) وأنا أعتذر له. .

2 - اعتذار:

أشكر للشاعر الرقيق الأستاذ عبد الرحيم عثمان صارو حسن ظنه بأخيه وأعتذر له لأنني لم أقرأ كلمة (قطف) بالتضعيف في حينه، لذا فقوله

وأهاً لأزهاري التي (قطفتهن) لتفرحي سالم من كل عيب عروضي، وأخيراً يسرني أن تكون هذه الكلمة بدء صداقة بيننا وله مني خالص الود لإعجاب

3 - ديوان (العاصي):

المرحوم أحمد العاصي شاعر مات في ريعان شبابه منتحراً سنة 1930م وقد طبع ديوانه سنة 1926هـ وبما أنني في صدد كتابة بحث مفصل عنه وقد كتبت إلى كثير من مكتبات القاهرة قلم أوفق للحصول على نسخة منه؛ أرجو من إخواني في مصر ومن جميع قراء الرسالة ممن يعثرون على هذا الديوان أن يبعثوا لي بنسخة منه بعنوان المدون أدناه. . وأنا على استعداد لإرسال ما يطلبون من ثمن. . . وله خالص شكري

بغداد - أمانة العاصمة

عبد القادر رشيد الناصري