مجلة الرسالة/العدد 961/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 961/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 03 - 12 - 1951



على طلقات المدافع:

قرأت القصيدة الجميلة التي نشرها الأستاذ الألمعي محمد عبد الغني حسن بالعدد الأخير من مجلة الرسالة تحت عنوان (على طلقات المدافع) وقد أعجبت بإشراقها الناصع، ودفاعها البليغ عن صمت الشعراء، ولما كنت أعهد شاعرنا المبدع ناقدا دقيقا يعني بتصحيح الأوضاع الخاطئة، رأيت أن أوجه إليه هذا التعقيب البريء.

لقد لاحظت أن الشاعر لم يلتزم القواعد العروضية في شعره، إذ أنه

نوع العروض في السطور الأولى تنويعا مخلا، فجاء بها تارة على

وزن (فاعلا) وتارة على وزن (فاعلاتن) ومن المقرر أن العروض

تلزم واحدة إلا عند التصريع فتتبع الضرب، ولكن الشاعر لا يسير

على هذا الرأي فبينما هو يقول جاعلا العروض على وزن (فاعلا)

أطلقوا المدافع من معقله ... واملأوا الجو دخانا وقتاما

القناة اليوم من روعها ... بالخطوب السود غدرا وانتقاما

أطلق الغاصب فيها طبعه ... كوحوش الغاب فرسا واهتضاما

إذا هو يقول جاعلا العروض على وزن فاعلاتن

قد شبعنا يا أخي فيكم نداء ... وشعبنا ي أخي فيكم كلاما

هذه الأقوال لا تحمي شهيدا ... من ضحايا الحق أو تشفى أواما

الكلام اليوم لا يحمي حقوقا ... والبيان اليوم لا يرعي الذماما

وأمثال هذه الأبيات من النوعين كثير في القصيدة مما يؤدي إلى الانكسار وخروجها عن القواعد الصحيحة

فما رأى الشاعر المبدع والناقد الألمعي الدقيق؟

محمد رجب البيومي

حول الاستعمار الثقافي: في رأيي أنه لا استعمار في الثقافة كما ينادي بذلك الأستاذ المعداوي في حديثة عن (موقفنا من الاستعمار الثقافي) بالعدد (960) وكما نادى به الأستاذ عباس خضر في عدد سابق من الرسالة الزهراء، فلسنا في دراستنا للغات ومنها الإنجليزية مقهورين عل إرادتنا. ولا أفهم أن تتركها إلى حين ثم نعود إليها بعد (متفضلين) ثم لا أفهم للغة الألمانية أو الروسية أو الفرنسية فضلا على الإنجليزية، وكلها شعوب استعمارية لا خير من ورائها لشعوب الشرق،. هي ولا شك عاطفة وطنية يشكران عليها، ولكنها لا تمنعنا من التسلح ضد المستعمر الغاصب ومن ذلك حذق لغته لتكون مخلبا نزهق به روحه بجوار التسلح المادي والأدبي، ولا علينا من الظروف التي أملت علينا تعلمها. فالوعي قد نضج، واختلطت كراهية الإنجليز بدماء الشعب، وهب الجميع يمحون وصمة الاستعمار. . لم يأخذني العجب حين سمعت هذا النداء من تلاميذنا في المدارس الثانوية، فقد صدروا في ذلك عن عقيدة نفسية تخلفت عند أكثرهم من رسوبهم في امتحانها، لأنهم لم يكدوا ذهنا ولم يقرحوا جفنا في سبيل تحصيلها. . وإني أسائل الأستاذين الفاضلين هل سيبدأن فيمحوانها من صدريهما! أم أن هذه حماسة وطنية يشكران عليها. . . فقط

محمد محمد الأبشبهي

(نسبة أبيات)

أطلعت في العدد 960 من مجلة الرسالة الغراء على مقال للأستاذ كامل السوافيري تحت عنوان (أدب الثورة والكفاح) نسب فيه الأبيات الآتية إلى الأستاذ ميخائيل نعيمة:

أخي ما الصبر أن الصبر كفران وخذلان

أخي ما نحن بالأحرار لكن نحن عبدان

لقد ضاقت بنا الأوطان ما للعبد أوطان

أخي ما السجن هل في السجن ألام وحرمان

وهل يجري مع الأحرار قضبان وسجان

سوانا يرهب القضبان أو تثنيه جدران

إذا كنا شرارات فنحن اليوم بركان والحق أنها للشاعر كمال الحقوقي من قصيدته (إصرار) التي نشرها في أول عدد يناير من مجلة (أم درمان) سنة 1946

أما أبيات مخائيل نعيمة فهي:

أخي أن ضج بعد الحرب غربي بأعماله

وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله

فلا تهزج لمن سادوا ولا تشمت بمن داتا

بل اركع صامتا مثلي بقلب خاشع دام

لنبكي حظ موتانا الخ

هذه الأبيات تجدها في ديوان (همس الجفون) تحت عنوان (أخي) ومعذرة للأستاذ فإن وحدة الموسيقى والثورة في القصيدتين هي أوقعته في هذه الهفوة وللأستاذ إعجابي وتقديري.

أبوه حمد حسب الّله