مجلة الرسالة/العدد 984/الكتب

مجلة الرسالة/العدد 984/الكُتبُ

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 05 - 1952



الإنسان بين المادية والإسلام

تأليف الأستاذ محمد قطب

عرض وتعليق للأستاذ حسين عبد الفتاح سويفي

تتمة ما نشر في العدد الماضي

(المجتمع حاجة نفسية، تنبعث من نفس الفرد، من رغبة ملحة في ألا يعيش وحده، وسواء كان الخوف، والشعور بالوحشة أمام الحيوانات المفترسة، وقوى الطبيعة المجهولة، أو كانت المصلحة حين وجد كل فرد أنه يستطيع أن يدرك بالاشتراك مع غيره، ما لا يستطيع أن يدركه وحده، أو كانت غريزة الجنس، أو نزعة القطيع، فالنتيجة الأخيرة واحدة، وهي أن نزعة لا تقهر، هي التي أنشأت المجتمع من ضمير الفرد. . . . .

(وقد كان أمراً طبيعيا أن يكون المجتمع الأول في أضيق نطاق ممكن، وأبسط صورة ممكنة: أسرة: زوج وزوجة وأبناء. فتلك أول مجموعة يمكن أن تتغلب فيها نزعة الاجتماع، على النزعات الفردية المستقلة، وتخضعها لسلطانها بأي طريق. ومنذ تلك اللحظة، صارت الأسرة، هي الوحدة بدلا من الفرد، ومع أن الفرد ظل محتفظاً بكيانه، كشخصية مستقلة، إلا أنه، قد اكتسب في الوقت ذاته صفته الأخرى، كعضو في جماعة، ولم يعد في طوقه أن يحس أو يفكر أو يعمل إلا بصفتيه في آن واحد) هذه صورة يعرض عليك فيها حاجة الفرد إلى المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يمكن أن يكون مستقلا بذاته، غنيا بفرديته. تقابلها صورة أخرى حين يراد للفرد أن يخضع لنزعته الجماعية إلى آخر المدى، على حساب فرديته وذاتيته، في الدول الدكتاتورية أو الشيوعية.

(إن الإنسان في آفاقه العليا، كائن له إرادة حرة، وكيان مستقل، صحيح أن له إرادة يحدها الصالح العام، وكيانه المستقل، يخضع لقدر من الإشراف يتحقق به في النهاية صالح الفرد وذاته بتحقيق صالح المجموع، ولكن الفرد في المجتمع الحر له رأي في تكييف هذا الصالح العام، وفي طريقة تنفيذه. رأي حر يتشاور فيه الناس علانية، دون خوف من سلطان الدولة. . وتجسس الرقباء. . . . والفرد حر في مشاعره التي لا تؤذي غيره، يصوغها كما يشاء كيانه، وبنيته النفسية الخاصة، حر في فلسفته الشخصية التي ينظر بها إلى الحياة والكون في حدود الإطار الذي يتحرك فيه الجميع، متعاونين غير متصارعين، وحر في اختيار العمل الذي يناسبه ويشعر أنه ميسر له).

(وإن إنكار حق الفرد الممتاز في القيادة والتوجيه لجريمة مزدوجة، فهو أولا يبدد طاقة بشرية من نوع نادر ممتاز كان يمكن أن يستفيد بها المجموع لو أتيحت له الفرصة المناسبة، وهو كذلك يظلم هذا الفرد حين يعامله معاملة الأفراد العاديين، بدعوى المساواة المطلقة بين الجميع، فطالما أن الناس مختلفون في طاقاتهم الفردية، واستعداداتهم الجثمانية والفكرية والنفسية فدعوى المساواة المطلقة خرافة حمقاء)

وهذه صورة ثالثة للإنسان في وضعه السوي رسمها له الإسلام

(النظام الصالح هو الذي يوازن بين الفرد ومصالحه، وبين صفتيه المكونين له، كفرد مستقل، وعضو في جماعة، كما يوازن بين الجيل الواحد والأجيال المتعاقبة في نطاق الإنسانية الشاملة الرحيبة)

(إن مجرد الإسلام يعطي المسلم حصانة من الاعتداء على كرامته الإنسانية، وحقوقه البشرية، وأنه حين يكرم الفرد إنما يكرم المجتمع بأكمله)

وهل كان الفرد إلا ذرة في المجتمع الذي يعيش فيه؟

(لذلك يعني الإسلام عناية شديدة بكل فرد على حدة، لأنه الوحدة التي ينشأ المجتمع من اجتماعها بغيرها من الوحدات، واللبنة التي يقوم عليها البناء)

وحينما يتحدث عن الجريمة والعقاب، يقارن بين الأمم، التي تقدس حرية الفرد وتعتبر أن المجتمع هو المسئول عن جرائم أفراده، والأمم ذات النظم الجماعية (التي تبالغ في الحط من قيمة الفرد ولا تعترف له بكيان مستقل فتقسو تبعا لذلك في الحكم على جرائمه). والإسلام الذي يوائم بين الفرد والجماعة فلا يميل مع الفرد على حساب الجماعة. ولا مع الجماعة على حساب الفرد. وإليك قوله فيه

(أما الإسلام فله رأيه في الجريمة والعقاب، ينفرد به بين نظم الأرض، ويمسك فيه بميزان العدالة المطلقة بقدر ما يمكن أن يتحقق في دنيا البشر - فلا يسرف في تقديس حقوق الجماعة ولا يسرف في تقديس حقوق الفرد. . . . وذلك تبعا لنظريته المتوازنة التي ينظر بها إلى الناس، لا من واقعهم الأرضي المحدود ولا من زواياهم المتضاربة، بل ينظر إليهم من أعلى، من السماء، فيراهم كلهم في لحظة واحدة، بنظرة واحدة شاملة. . . فحينذاك لا يبدون فردا وجماعة منفصلين متقابلين، بل يبدون وشائج متصلة، وعلاقات متداخلة، لا يمكن فصل بعضها عن بعض)

(والإسلام لا ينظر للجريمة بعين الجماعة فحسب، بل يمسك الميزان من منتصفه، فينظر إليها كذلك وفي ذات الوقت بعين الفرد الذي تقع منه الجريمة.

فهو حين ينظر إليها بعين الجماعة فيقرر حقها، في حماية نفسها من الجريمة، ويفرض لذلك العقوبات، ينظر إليها كذلك بعين الفرد، فيرى مبرراته ودوافعه لارتكاب الجريمة، فيعترف بها، ويعطيها حقها الكامل من التقدير والرعاية، ويعمل على إزالة كل الدوافع المعقولة، قبل أن يفرض العقوبة)

وحينما يتعرض للمشكلة الجنسية، يتعرض تعرض الرجل الخبير بطبيعة الجسد؛ العليم بطبائع النفوس؛ فلا تفوته رغبة من رغبات الجسد، ولا نزعة من نزعات النفس، ولا رأي من الآراء إلا حلله ليأخذ منه الصواب؛ ويدع الخطأ أو يبدي رأيه المستقل حين لا يقنع برأي من الآراء. كل ذلك في أسلوب ساحر؛ وحساسية مرهفة، وشعور طلق رحيب، وعقل باحث منقب؛ يقتحم بك المادة فتشعر بحرارتها وثقلها؛ وينطلق بك طائراً في روحانية شفيفة، تجتاب الآفاق، وترتاد العوالم، فتسمع معه همس الحور في قصور النور، أو مناغاة الجنيات في عالمها المسحور.

استمع إليه حينما يبين العلاقات بين الجنسين في أسلوبه الشيق الطلي

(إن الرجل في حاجة إلى المرأة، والمرأة في حاجة إلى الرجل لشيء آخر غير ضرورة الجسد، ودفعة الغريزة، إن كلا منهما ليجد عند الآخر، وفي رحابه (مشاعر) نفسية. الألفة والحنان والود والتعاطف مشاعر لا يجدها في أي مكان آخر، لا يجدها الرجل كاملة عند الرجل، ولا المرأة عند المرأة.

(إن كلا من الجنسين في حاجة إلى فرد من الجنس الآخر، يلقي إليه نفسه كلها. مشاعرها، وأفكارها، وينكشف له عن كل أسراره الدفينة، ويتجاوب معه ويتعاطف، ويجد منه حافزا وعونا لمواجهة الحياة، وتبعاتها المختلفة.

(وإن الدنيا كلها لتنفتح لقلبين متحابين متآلفين، ولا تنفتح لقلب واحد محروم من الحب والعطف، مقطوع من الألفة العذبة، ولو كان أكبر قلب لأعظم إنسان، بل هو لن يكون قلبا كبيرا، وهو محروم من غذائه الطبيعي، الذي لا تنقضي الحاجة إليه.

(وتلك وقائع قد يتفنن الشعر في تصويرها، في عالم المثل والأحلام، ولكنها بغير شعر ولا فن، وقائع علمية تشهد بصحتها الحياة كلها منذ فجرها إلى اليوم)

الله. ماذا يمكن أن يقول قائل أروع من هذا. وهل في الشعر أو النثر ما يعادل هذه الروعة، التي تأسر الألباب، وتأخذ بمجامع القلوب؟!

ثم استمع إليه وهو يتحدث عن شعور الحرمان، لتحس معه أنت أيضاً بشعور الرجل المحروم من الطفل، أو المرأة المحرومة منه، وكيف تقابل طبيعة كل منهما هذا الحرمان.

(وقد يجد الرجل أحيانا عملا، أو فكرة يغرق فيها نفسه ليسكت هذا الهاتف الملح، والحنين الملهوف للطفل، ولكن المرأة ما أقسى حياتها بغير طفل؛ إن الطفل جزء من المرأة حقا ومجازا، جزء من جسدها تحمله، وتغذيه من دمائها، ثم من لبنها وهو، خلاصة دمها، وجزء كذلك من كيانها النفسي، بحيث تشعر أنها معطلة، أو ناقصة، أو عاجزة، إذا لم تأت بنسل)

وحينما يتحدث عن الإحساس الجنسي، يبين لك ألوانه ودرجاته، ألوانه بريشة الفنان المبدع، ودرجاته بمقاييس العاطفة الدقيقة، فيشعرك بحرارة الجسد حينما تتخلله الرغبات العارمة الحارة، وانطلاقات الروح حينما تتخلص من قيود المادة، وتنطلق في عالم الصفاء واللطف.

(هناك الشهوة العارمة التي تتمثل في الجسد الهائج، والجوارح الظامئة، والعيون التي تطل منها الرغبة الهائجة المجنونة.

وهناك الشهوة الهادئة المتدبرة، التي تعد العدة في ترتيب وأناة، حتى تظفر بما تريد على مهل ودون استعجال.

وهناك الأشواق الحارة الملتهبة، التي تنبع من الجسد، ولكنها تمر في طريقها على القلب فيصفيها من بعض ما بها من (العكارة) أو يعطيها قسطا من العاطفة تمتزج بصيحة الجسد الملهوف.

وهناك الأشواق الطائرة المرفرفة التي تنبعث من القلب، وقد تمر في طريقها على الجسد فيمنحها بعض لهيبه المحرق وقد يختلط بها بعض العكار ولكنها تظل محتفظة بكثير من الصفاء

وهناك إشراقة الروح الحالمة، وقد صفيت من العكار كله، وصارت صفاء مطلقا، لا يعرف الجسد، وإشعاعه لا تعرف القيود، تعشق الجمال خالصا حتى من الإطار الذي يصب فيه.

(وهناك ألوان أخرى لا تدركها الألفاظ، ولا يقدر عليها التعبير)

(وبين هذه الألوان المختلفة مئات من الأحاسيس، تشترك في الأصل ولكنها تختلف فيما بينها أشد الاختلاف.

فأي كسب للإنسانية في أن تقول مع القائلين (كله في النهاية جنس).

أرأيت كيف يتدرج بك من نيران الرغبة الملتهبة إلى أنوار الحب الطاهر الطائر البريء، وينقلك من لفح الجحيم، إلى نفح النعيم في خفة ورشاقة، وبراعة ولباقة، ودقة وأناقة.

وحينما يتحدث عن القيم العليا، ويسائل منكرا، أو يستفهم مستنكرا لما يقوله العلماء التجريبيون، يشعرك معه بالسخرية الحارة مما يقولون:

(هل القيم العليا كلها خرافة، والمشاعر النبيلة كلها أوهام؟!

(هل كانت عبثا كل دعوة الأنبياء والمصلحين، وكل محاولة لتهذيب الطبائع البشرية؟! وهؤلاء العظماء من كل لون وفي كل باب الذين ضحوا بمصالحهم لصالح الإنسانية، الذين استعصوا على دعاء الشيطان، واستمعوا لهاتف الضمير، الذين أقاموا أنفسهم مثلا رفيعة للعدل والنزاهة والرحمة والتعاطف، والاعتداد بالكرامة، والإيمان بالأفكار العليا والجهاد في سبيلها. هل كانوا كلهم خرافة؟!

أبو بكر، وعمر، وعلي، وأبو عبيدة، وأبو ذر، وعمر بن عبد العزيز. . . وأخناتون، وغاندي، وبوذا وغيرهم وغيرهم. . كلهم أوهام؟)

ثم انظر إليه بعد ذلك وهو يمزق تلك الصورة القذرة التي رسمها فرويد للإنسانية، ليلوث بها كل جميل في مشاعر البشر، ويهوى بالإنسانية إلى درك سحيق من الانحطاط والتردي، وكيف يرد عليه من نفس كلامه ويمسك بتلابيبه، ويضيق عليه الخناق حتى لا يستطيع جوابا.

(قتلت الإنسانية أباها الأول ليستمتع الأولاد بأمهم في شهوة جنس دنس مسعور، ولكنهم ما كادوا يصنعون ذلك ويرون أباهم جثة هامدة، حتى اعتراهم الندم على فعلتهم الآثمة)

وهنا يأخذ الرجل من لسانه كما يقول:

(من أين يأتي الشعور بالندم لهذه الحيوانات الهائجة، التي تتصرف بدافع الحيوان؟ من الذي أوحى إليهم أن عملهم هذا خطأ لا يجوز؟ إننا هنا أمام شعور إنساني يفرق بين الإنسان والحيوان.

فهذا الندم على الجريمة، يؤكد وجود الحاسة التي تفرق بين ما ينبغي، وما لا ينبغي أن يعمل، وبين ما هو خير، وما هو شر، حاسة تقدر قيما ذاتية للأعمال، بصرف النظر عن الدافع الغريزي الذي يدفع إليها)

هذه واحدة

(ثم نظر الأبناء فيما بينهم، فوجدوا أن أحداً منهم لن يفور بأمه، إلا إذا قتل الآخرين، وإذن فستنشأ معركة عنيفة، لا تؤدي إلى تحقيق المصلحة المنشودة، فاتفقوا بينهم على أن يتركوا أمهم لا يمسها أحد منهم، وينصرفوا راشدين متآخين بدلا من أن يقتتلوا فينقلبوا خاسرين)

(وهذه هي الثانية

(شعور إنساني آخر. شعور التآخي على مصلحة عامة، بدل الأنانية القاتلة والصراع المرذول)

وإنما ساق هذا القول من أقوال فرويد، ليبين أن الإنسانية في أوضاعها الأولى، يوم كانت على فطرتها: لم تهذبها تعاليم الرسل، ولا آراء المصلحين، ولا عقول المفكرين. كان فيها استعداد فطري، لأن تندم على الإثم، وأن تعمل على تحقيق النفع المشترك، وأن تنفر من التنازع والخصام.

وقبل أن أنتهي من هذه الكلمة، أحب أن ألفت النظر إلى أسلوب المؤلف اللاذع الساخر، حينما يريد أن يسخر برأي من الآراء أو يفند قولا. ولكنها السخرية التي تجري فيها الحكمة، ويظهر فيها الاتزان. ومع ذلك فهو يرغمك على أن تضحك، وتغرق في الضحك، مع أنك مع كتاب جاد رصين.

فانظر إليه وتخيل معه حالة البشرية، لو أنها نفذت كلها تعاليم المسيحية، واعتزلت في الصوامع والأديرة.

(أي كارثة كانت تصيب الإنسانية، لو أن الناس كلهم قد اعتزلوا في الصوامع والأديرة، فانقطعت الحياة بانقطاع النسل ووقف التقدم البشري كله بانصراف الرغبة عن الحياة الدنيا، إطاعة لأوامر السماء)

ثم استمع إليه، وهو يصور لك حالة المسيحيين داخل حدود الكنيسة، وحالتهم وهم بمنأى عنها.

(إذا كانت المسيحية لأسباب سياسية وتاريخية، قد انتشرت في رقعة كبيرة من الأرض، فإنها مع ذلك لم تطبق تطبيقا عمليا، وإنما بقيت في حدود الكنيسة، لا تبسط من ظلها على الأحياء إلا وهم خاشعون في صلاتهم، يسمعون التراتيل الساحرة، والصلوات المؤثرة، فإذا انطلقوا بعد ذلك إلى أعمالهم انطلقوا إليها بشرا لا مسيحيين، لا يدير أحدهم خده الأيسر لمن لطمه على خده الأيمن، ولا يقلع أحدهم عينه، ويلقيها عنه لأنها تعثره، ولا يرضى بأن يهلك عضوا واحدا من أعضائه، تكفيرا عن إثم من الآثام)

ثم اسمع إليه وهو يسخر من الشيوعيين الذين لا يرون للأخلاق قيمة ذاتية - إنما هي أشياء ابتدعها الرأسماليون - ولا يرون في الجريمة الجنسانية جريمة، لأنهم مضطرون، إلى إطلاق القطيع على سجيته. وإذن فأين الجريمة؟

(الجريمة الكبرى في الدولة الشيوعية، الجريمة التي تنشق لها السماء، وتنهد الجبال هدا، هي انتقاد النظام الشيوعي أو التعرض للإله الأكبر (بابا ستالين) أو أحد من الآلهة السابقين وخاصة الإله - لنين - تقدست أرواحهم ولهم الأسماء الحسنى - عند ذلك ينقضون جميعا على هذا المجرم الأثيم - فيسرعون به إلى المشنقة إن أرادوا به الرحمة أو ينفونه في ثلوج سيبريا إذا أريد له العذاب، وعندئذ تخرج الصحف الروسية مفاخرة مباهية، بأن الدولة قد قامت بحركة تطهير، لحماية النظام).

وفي الكتاب من هذه اللذعات كثير!

وبعد - فهذا الكتاب رحلة شائقة إلى ينابيع الحقيقة، وسفرة ميمونة إلى مناهل المعرفة. صاحبه شاعر بارع علاوة على أنه كاتب محقق، وبأسلوب الشاعر وتحقيق الكاتب أخرج هذا الكتاب.

حسين عبد الفتاح سويفي