مجلة الرسالة/العدد 985/رسالة الشعر

مجلة الرسالة/العدد 985/رسَالة الشِعر

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 05 - 1952



ديوان مجد الإسلام

نظم المرحوم الشاعر أحمد محرم

يقدمه الأستاذ إبراهيم عبد اللطيف نعيم

بريدة بن الحصيب وأصحابه يأتون بعده

وأتى بعده (بريدة) يرجو ... أن ينال الغنى، وكان فقيرا

يركب الليل والنهار ويطوي ال ... بيد غبراً سهولها والوعورا

في رجال من صحبه زعموا ال ... إغراء نصحاً، واستحسنوا التغريرا

آثروا الله والرسول ففازوا ... وارتضوها تجارة لن تبورا

أسلموا، وارتأى (بريدة) رأياً ... ألمعيا، وكان حرا غيورا

قال: ما ينبغي لمثل رسول الل ... هـ أن يألو البلاد ظهورا

كيف تمشي بلا لواء وقد أو ... تيت من ربك المقام الأثيرا؟

ليس لي من عمامتي ومن الرم ... ح عذيرا إذا التمست عذيرا

أخفقي يا عمامتي واعل يا رمح ... ي فقد خفت أن تعود كسيرا

ومشى باللواء بين يديه ... يتلقى السنا البهي فخورا

في خيمة أم معبد

ما حديث لأم معبد تستسقيه ظمآ النفوس عذبا نميرا؟

سائل (الشاة) كيف درت وكانت ... كزة الضرع لا ترجى الدرورا

بركات (السمح المؤمل) يقري ... أمم الأرض زائراً أو مزورا

مظهر الحق للنبوة سبحا ... نك ربا فرد الجلال قديرا

في قباء

يا (حياة النفوس) جئت (قباء) ... جيئة الروح تبعث المقبورا

أرفع (المسجد المبارك) واصنع ... للبرايا صنيعك المشكو معقل يعصم النفوس ويأبى ... أن يميل الهوى بها أو يجورا

أوصها بالصلاة فهي علاج ... أو سياج يذود عنها الشرورا

غرس الله دوحة الدين قدما ... وقضاها أرومة وجذورا

لو أردت النضار لم تحمل الأح ... جار، توهي القوي، وتحني الظهورا

أرأيت (ابن ياسر) كيف يبني؟ ... أرأيت المشيع الشميرا؟

أرأيت البناء يستبق القو ... م صعوداً، ويزدهيهم سؤورا

أرأيت الفحل الأبي جنيبا ... في يد الله، والهزبر الهصورا؟

ينصب النحر للحجارة والط ... ين، يغير الحلى، ويغري النحورا

ما بنى مثله على الدهر غر ... راح يبني (خورنقا) أو (سديرا)

يجد الحق في البناء حصونا ... ويرى الطير في البناء وكورا

حي بني عمرو بن عوف

(بورك الحي حيكم يا بني عم ... رو بن عوف، ولا يزل ممطورا)

كنت فيه الضيف الذي يغمز الأن ... فس والدور نعمة وحبورا

ما رأت مثلك الديار، ولا حي ... الك القوم في الضيوف نظيرا

كرهوا أن تبين عنهم، فقالوا ... إملالا أزمعت عنا المسيرا؟

قلت: بل (يثرب) انتويت وما أل ... فيت نفسي بغيرها مأمورا

قرية تأكل القرى وتريها ... كيف تلقى البلى، وتشكو الدثورا

طربت ناقتي إلى لا بتيها ... فدعوا رحلها، وخلوا الجريرا

رحمة الله والسلام عليكم ... (آل عوف) كبيركم، والصغيرا