مجلة الرسالة/العدد 986/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 986/البَريدُ الأدَبي
حول خطوط
عقب الأديب السوري الفاضل الأستاذ عفيف الحسيني على قصيدتي (خطوط) بكلمة نقد رقيقة، وشاها بما شاء له أدبه من جميل الشعور وجمال التعبير، ولقد رأيت أن أعقب على تعقيبه، بذكر وجهة نظري فيما أخذه حضرته على البيت:
حصير تقادم حتى يكاد. . . يخضر، يرجع عشباً نضير.
أنا لا أخالف الأستاذ في أن الحصير المتقادم يسود إذا كان في مكان رطب، ولكن ألا يرى معي أننا لو وضعنا كلاً من كلمتي (يسود ويخضر) في كفتي الميزان الذوقي لكانت الأخيرة أرجح وأسمح؟
ومعروف للجميع أن العرب يتخذون (الفعلين) طريقاً إلى معنى واحد هو شدة الاخضرار، ونكتفي بإيراد مثال من أدب القرآن الكريم في هذا الصدد: (ومن دونهما جنتان. . مدهامتان)، حيث عبر القرآن عن الحضرة الشديدة بالدهمة، وهي السواد الشديد، جرياً على المألوف من استعمال كل من الكلمتين في مكان الأخرى. .
ويقول الأستاذ الناقد عن البيت الآخر:
ويهرق معوله في تراب لياليه. . محتفراً رمسه
إنني لا أستطيع أن أتصور إهراق المعول في التراب. . وهنا أيضاً لا أستطيع أن أخالفه في استحالة إهراق المعول إهراقاً جدياً، ولكن ألا يرى حضرته أن الحركة الفعلية التي تصاحب المعول، من ارتفاع إلى انثناء إلى انخفاض، حتى يغيب في التراب. هذه الحركة أليست شبيهة بكل ما من شأنه أن يهرق محتواه كالكوب مثلاً؟ ولقد كان في مقدوري أن أعبر ب (يضرب) أو (يهوي بمعوله) مع الاحتفاظ باستقامة الوزن، وأداء المعنى، بل واكتمال الصورة أيضاً. لولا ما خيل لي من أن في هذا التعبير بالذات شيئاً مما يتساءل عنه الباحثون عن التجديد في الشعر الحديث، أما هذه الصداقة التي أبى الأستاذ الحسيني إلا أن يتوجني بها رغم ما رسمته (خطوط) من غرابة الخلقة، وشذوذ التكوين، فأنا أعتز بها، وأحرص عليها، وأعدها من حسنات الزمان الضنين علي.
محمد مفتاح الفيتو تصحيح في مقال فلسفة الموسيقى الشرقية
طالعت في عددي الرسالة 982، 983 مقالاً بقلم الأستاذ الفاضل السيد نقولا الحداد، فأشكر لكم اهتمامكم، وللكاتب المحترم فضله وجهده، ومع أن في المقال أخطاء لا تخفى على اللبيب، إلا أن هنالك ما يقتضي تصحيحه، فقد جاء بصفحة (498) في رأس جدول الأرقام الأولى كلمة (اهتزازات) والصواب (ذرات)، بمعنى أن العمود الأول هو الذرات الصوتية لدرجات السلم المعدل ذي الأربعة وعشرين ربعا، والعمود الثاني هو الذرات الصوتية لدرجات السلم التركي، التي توجد في عدادها درجات السلم العربي. وبناء على هذا التصحيح لا حاجة للعبارة التي وردت بعد الجدولين المذكورين مباشرة، إذ لا يخفى أن عدد اهتزازات أية درجة صوتية، هو ضعف اهتزازات قرارها، ونصف اهتزازات جوانبها.
دمشق
ميخائيل خليل الله ويردي
طريق شائك. . لا تفرشوه بالورود
من المآخذ التي نسجلها على كثير من صحفنا، اهتمامها البالغ بأنباء بعض الفنانات والراقصات، بنشر صورهن بأوضاع مختلفة، وكتابة الكثير عن أسفارهن، وتنقلاتهن من قطر إلى قطر، ووصف ما ترتديه كل منهن، من فاخر الثياب وما تقتنيه من حلي ومجوهرات، وما يهدى إليها في مختلف المناسبات من الهدايا القيمة. فهم بهذا يزينون لكثير من الفتيات الحياة التي تحياها هؤلاء الغانيات، وأخشى ما نخشاه أن تتأثر نفوس بعض الساذجات ممن تضيق بهن سبل العيش بما يقرأن ويشهدن، فيزين لهن الشيطان الفرار من الضيق إلى السعة، فتزل قدم بعد ثبوتها.
إننا نربأ بصحافتنا أن تهبط إلى هذا الدرك، والمفروض أن الصحافة رسالة سامية، لها أهداف نبيلة، هي توجيه النشء الوجهة القويمة، وتثقيفه الثقافة الصحيحة، وتلقينه المثل العليا، وتحبيب الفضائل إلى قلبه!
ونحن لا نحب أن تشيع هذه البدعة بين العذارى، فلا تزينوا لهن هذه الحياة، والطريق شائك محفوف بالأشواك. . فلا تفرشوه بالورود! عيسى متولي