مجلة المقتبس/العدد 22/الميكروب

مجلة المقتبس/العدد 22/الميكروب

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 11 - 1907



اعتراض أهل المذهبين الكيماوي الطرآني على الحيويين

لم تزد الأيام والتجارب نذهب الحيويين الا تحقيقاً وثبوتاً. فبعد أن تقرر بانه إذا منع اختلاط الميكروب بالمواد الآلية المفعمة لن تحصل فيها ظواهر الحياة والاختمار حتى يرتفع الحجر عنها فيحدث الاختلاط عمداً كان ام سهواً كان الأولى والاجدر أن تتقرر هذه النتيجة بأن الميكروب لا يمكن تكونه من ذاته طرآيياً بل تتولد من آخر مشابه له جنسياً ولكن أهل الرأي الكيماوي اعترضوا بقولهم: إن جميع المواد القابلة للاختمار التي يعرضها المجربون للحرارة تتغير جوهرياً وتفقد الخميرة الكيماوية طبيعياً فيها فلم تعد تختمر. لأنهم يزعمون بأن الاختمار يحصل بواسطة خميرة كيماوية والحرارة تتلفها فيتعذر الاختمار. ومن ثم كانت تلك المواد عينها التي لم تعرض للحرارة تختمر لا محالة من دون الميكروب. وكذلك كان أصحاب أعراض التوليد الذاتي القائلون بأن الحرارة تغير المواد جوهرياً فيمتنع حصول الاختمار فيها وتولد الميكروب. هذا كان اصعب الاعتراضات حلاً لا جوهرياً لأنه دعا إلى ايجاد وسائط ومواد غير التي دارت عليها التجارب والأمتحانات ومن دون تعقيم بالحرارة.

ففتقت الحاجة للحيويين بان يعيدوا جميع التجارب ولكن على مواد عقيمة طبيعياً وذلك كالدم والحلييب والبول وعصير العنب الخ فإن هذه المواد السائلة إذا أخذت باحتراز ووضعت في الزجاجات ذوات الأنبوب المذكورة في الفصل السابق من دون أن يختلط بها او يلامسها الهواء الخارجي كانت تفي بالمقصود حق الايفاء. لان تلك المواد عرضت للتجربة ودامت في الزجاجات عقيمة لم يمسها الفساد. وبعضها لم يزل ولن يزال باقياً إلى ما شاء الله ذكراً انفيساً وشاهداً لتلك التجارب التي قطعت قول كل معترض معاند.

وجود الميكروب في الماء والهواء والتراب

أثبت الحيويون بان أنواع الميكروب موجودة ومنتشرة في المسكونة لأن المواد الصالحة للاختمار كلها تختمر لا محالة حيث وجدت إذا استوفت الشروط الملأزمة للحياة ولم تحجر عن الميكروب.

هذا دليل كاف وواضح على وجود الميكروب في كل مكان على سطح الأرض ومع ذ فإن العلماء اجهدوا قرائحهم لاثبات وجوده عيناً وفعلاً فيما يحيط بنا ويجاونا.

ففي سنة 1828 ابتدأ اهرنبرغ بفحص الماء والغبار فوجد فيها من الخلايا ما سماه بالانفزوار ومعناه خلايا مائية وسمأهم بعضهم بالنقاعيات. واظهر من بعده بوسنه وتندال وباستور بأن الهواء والماء والتراب وجميع ما يحيط بنا لا يخلو أبداً من الميكروب الذي يكون هباءً في الريح وسابحاً في الماء وملتصقاً بالأواني وجميع ما يستعمل فينتشر بواسطتها ويتساقط حيث اتفق له.

فالواقع منها على مايليق به ويصلح لمعاشه وساعدته الأحوال والشروط التي لا بد منها للحياة لم يلب أن تنتعش فيه الحياة فينمو ويتكأثر محولاً تلك المواد إلى حال أخرى يقال لنوع منها اختمار وللآخر ختر فتعفن. . . . فالحوأصل الآلية تكون أصلياً لا ميكروب فيها وهذا أنما ينتقل إليها بواسطة خارجية.

في أن الميكروب هو سبب الاختمار

لم يترك خصوم الحيويين وسيلة املوا منها بعض الصواب في آرائهم ولم يتشبثوا بها. فمن بعد أن افحمهم برهان وجود الخلايا وتكونها بالتناسل الطبيعي ووجوب وجودها الحصول الاختمار في أي مادة كانت على الاطلاق وكذلك وجودها وانتشارها على وجه البسيطة قام من ادعى بان من ذلك كله لا ينتج بأن الميكروب هو بنفسه السبب الوحيد الملازم للاختمار لأنه لم يتبين باي نوع وكيف وما هي القوة الكامنة فيه تؤثر بالمواد الجامدة فتبدلها من حال إلى أخرى.

صرح (شوان) باديء بدء بان زيادة ظواهر الاختمار وقلتها تلازم نمو الخميرة وازديادها وقلتها وذلك لأن الخلايا تأخذ من المواد الصالحة لها ما ينفعها في غذائها ونموها وما لم تنتفع به يتكون منه الاكحول.

وقال كثيرون بعد شوان بذلك المبدأ ودافعوا عنه جهدهم ولكنه لما لم يسند إلى تجارب وبينات تدركها الحواس لم يكن كافياً للاقناع وعندها قام ابن بجدتها بل عذيقها المرّجب وجذيلها المحكك واعني به باستور وأثبت سنة 1857 أولا أن الاختمار يلازم جوهرياً حياة الخميرة ونموها وإن ظواهره كلها تتوقف على فعل الخلايا التي تنمو وتنشأ باتخاذها غذاء الأجزاء التي تتركب منها المواد الصالحة للاختمار. ومن اجل ذلك فباقتياتها بالمادة السكرية مثلاً لا تتحول هذه جميعها إلى الالكحول وحامض الكربونيك بل بجزء منها نحو خمس في المائة تتكون الخلايا نفسها. فكانت من ثم أجزاء المواد الاختمارية هي غذاء الخميرة وهذه تصرف الجزء الأصغر من ذلك لنموها وتكأثرها والأكبر يتحول بالاغتذاء إلى الالكحول وحامض الكربونيك.

ولما كان في تركيب الخلايا يدخل أيضاً جزء من الازوت والأملاح المعدنية ظن باستور في أول الأمر بانه لا بد من وجودها في المحلول المعدّ للاختمار لكي تنمو الخلايا وتحلل المادة السكرية.

واطلع بعد ذلك على أنه لا حاجة لذلك فإن الخلايا إن تنمو في المحلول السكري المحض بدون ازوت واملاح. على أن النموّ في هذه الحال يحصل أما من مادة ازوتية مذخورة في الخلايا نفسها او أن الخلايا الفتية تستفيد فيه من بقايا اسلافها. واطلع أيضاً بانه إذا جعل الخميرة وحدها في الماء الخالي عن السكر تصلح تلك البقايا موقتاً لان تكون غذاء تاماً تعيش عليه هذه الخلايا الفتية وتحولها إلى الالكحول وحامض الكربونيك: بمعنى أنه يحصل هنالك الاختمار من دون سكر وفي سنة 1870 اظهر باستور بأن الأجزاء الآزوتية الداخلة في غذاء الخلايا ليس من الواجب أن تكون من المواد الزلالية فإن الأملاح النشادرية تقوم مقامها في التغذية. والحأصل فإن المحلول المركب من جزء من الأملاح المذكورة والمعدنية ومن السكر يكون أصلح غذاء (مادة) للاختمار الالكحولي. تحقق كثيرون بعد باستور ذلك عملياً وأثبتوا بأن لي دخل للمواد الزلالية لحصول الاختمارونشوء الخلايا بخلاف ما ادعاه وفتئذ الكيماوي الشهير لببتيج.

واما غاز الاكسجين الذي يحتوي عليه الهواء وكان يظنه الأولون السبب الوحيد للاختمار فقد اظهر باستور أن الخلايا تجتذبه من الهواء بكثرة وتقذف حامض الكربونيك كما تفعل بقية الحيوانات وجاء بعده شتزمبرغ فابأن ذلك وأثبته أيضاً بأن الاختمار انما يتوقف على اغتذاء الخلايا وتنفسها الهواء لا على الاكسجين. ولما كان باستور قد اظهر من بعد ذلك بان بعض الميكروب لا يحب الاكسيجين ويعيش بدونه وبدون الماء سمى ذلك بالهوائي وهذا بغير الهوائي. وفي ذلك بحث طويل لا يساعدنا المجال على تفصيله. أن الاختمار هو فعل حيوي (فسيولوجي) وما عدا الادلة التي سبق بيانها الناتجة عن التجارب المختلفة واخصها تجارب شوان وباستور التي تثبت بأن الاختمار فعل حيوي نذكر أيضاً شواهد تؤيد بان جميع الظواهر التي تشاهد في الاختماروالتعفن وغيرها لا يمكن أن تكون الا فسيولوجية اعني افعالاً حيوية.

ومن ذلك أن زيادة الاختمار وقلته تكون في نسبة نمو الخلايا وتكأثرها في المحلول الاختماري وأن ذلك يتوقف أيضاً على حصول الحرارة المعتدلة في المكان والمحلول وأن المواد السامة التي توقف الافعال الحيوية في الحيوان والنبات او تخدرها كالكلورفوم والاثير وغيرها ولو جزءاً زهيداً منها توقف أيضاً فعل الخلايا وتعطل الاختمار.

وزد على ذلك مأعرف بالتحليل الكيماوي من أن الاختمار يبدل تبديلاً جوهرياً جميع المواد بنوع وكيفية لا يمكن حصولها الا بفاعل كيماوي له أعظم قوّة وتأثير. ولما كان في المحلول الاختماري لا يدخل شيء من ذلك فالتبدل فيه لا يمكن أن يسند الا إلى فعل حيوي.

أنواع الميكروب وتفصيلها

عرف من الميكروب أنواع كثيره مختلفة لكل منها شكل وخواص وطبائع وافعال تميزه عن غيره لا تقوم الا به. فإن ميكروب الاختمار الالكحولي مثلاً يختلف شكلاً وفعلاً وطبيعة عن الخلي واللبني وغيرها وميكروب الكوليرا ليس ميكروب الطاعون. وكذلك بقية الأمراض الميكروبية فإن لكل منها نوعاً خاصاً يمتاز ويختلف بعضه عن بعض اختلاف الأمراض. وقد عرض الأستاذ سديو في 11 إذار سنة 1878 على الجمعية العلمية الباريسية بان تسمى جميع دقائق الحيوان والنبات المحكي عنها بالميكروب ليكون لها اسم شامل لأنواعها. لأن الاسماء كانت قد كثرت وقتئذ لاكتشاف أجناس وأنواع مختلفة. لهذا صفات نباتية ولذاك حيوانية ولآخر بين بين حتى أن بعضهم اشار بأن يسمى بعالم الدقائق الحية ليمتاز عن عالمي الحيوان والنبات توفيراً لعناء التفصيل والتفريق ودفعاً للشذوذ عن القواعد المصطلح عليها لذلك العهد.

وفي بحثنا الآن عنها لا يفيدنا جدول أسمائها لأنه يبعدنا عن الموضوع ويشغلنا عن حكاية اكتشافها. ولما لم يكن من أنواع الميكروب ما يوجد طبيعياً وحده محضاً إلا في النادر من دون أن يكون مختلطاًمعه من نوع او أنواع أخرى اقتضى أن يوصل العلماء إلى تفصيله وتفريقه عن بعضه. فباستور هو أول من بين وجوب ذلك وإليه يعود الفضل في اكتشاف الواسطة وحل المشكلة.

فإنه أخذ من تلك الزجاجة نقطة خلطها في زجاجة ثانيةفمن هذه نقطة في ثالثة وهلم جراً إلى العاشرة بل أكثر. وجعل الزجاجات كلها في محل واحد فصار من بعد ذلك اعني لدى ظهور الاختمار في واحدة منها يفحصها ليرى نوع الميكروب الذي فيها. ففي اغلب الاحيان كان ميكروب الزجاجات الأخيرة من جنس واحد محض إذا أخذ منه وزرع في زجاجات معقمة لا يجني الا من ذلك الميكروب جنساً ونوعاً.

هذه الواسطة اعني تمييز الميكروب بعضه عن بعض واجتناء نوع محض منه صار عليها مدار علم الميكروب فتقدم ونجح واي نجاح.

ولا يخفى ما هنالك من الصعوبات وطول لانتظار وصرف الأموال الجزيلة مع طول الأناة والصبر فاخترع الأستاذ كوخ واسطة عوضاً عن السابق بيانها صار عليها التعويل عند جمهور العلماء لأنها قريبة المأخذ عاجلة النتيجة كفيلة بنجاحها وهي لا تكلف الا شيئاً قليلاًمن المصاريف ولولاها لما توصل لاقتباس علم الميكروب الا الخاصة من المعلمين واغنيائهم.

الاعتراضات

كان أصحاب مذهب التولد الذاتي في بادئ الأمر هم الا كثيرون ولهم الصوت الأعلى واليد الطولي والتصدر في المحافل العلمية فكانوا يعدون من خالفهم مبتدعاً ودخيلاً فيخذلونه بل يحرمون عليه حرية القول والعمل لا يضاح أفكاره والدفاع عن آرائه وعند ما كثر الحيويون واشتهرت آراؤهم المبينة على نتائج التجارب التي يراها ويقبلها كل ذي عقل سليم ولاسيما عند ما ظهر باستور وانتشرت أعماله وانتصر له كثيرون من العلماء اضطر أولئك إلى البروز إلى ميدان الجدال واذ لم تسعهم المكابرة واسكات الخصم ببينات دامغة املوا الانتصار عليه بمقاومته بسلاحه نفسه اعني بالتجربة والأمتحان فأصابتهم سهامهم وسلموا للحق واذعنوا له. لان اعتراضاتهم كانت اوهى من بيت العنكبوت: فمنهم من كان ادّعى أنه وجد بالتجربة بعض الاختمار من دون ميكروب وآخرون استشهدوا لاثبات زعمهم بحدوث التعفن في جوف جثث الموتى وفساد بيض الدجاج مع بقاء قشرها سالماً.

وكذلك حدوث الاختمار اللبني والخلي على الرغم من منع اختلاط الميكروب بسائلها العقيم. وادعى بعضهم بانهم حافظوا على الحبول بدقة وانتن مع ذلك. وكذلك انهم نقوا مواد الاختمار بالترشيح والتصفية ولم تبق كلها سالمة. وفي تلك الأحوال كلها كانوا اما يزعمون بانهم لم يجدوا أثراً للميكروب في جميع المواد التي أعدت للتجربة فينسون الاختمار والتعفن إلى فعل كيماوي واما يقولون بأن الميكروب وجد في جميعها على كثرة احترازهم منه فيستنتج الطرآئيون حجة صريحة على صحة التولد الذاتي. وقال بيشام أن التدرنات التي تشاهد في الحياة في بروتو بلاسم الخلايا التي يتركب منها جسم كل حي من نبات وحيوان تتجول إلى ميكروب بعد الممات.

ان سخافة تلك الاعتراضات كلها بينة فلم تزعزع رأي الحيويين بل زادته متانه ورسوخاً وسبب ضلالهم وخبطهم هو عدم تصديقهم بوجود الميكروب فلم يعبؤوا به ولم يتخذوا بحق وسائط التحرز من انسيابه فيما يجربونه سيما وانهم لم يردوا التوغل في علم الميكروب الذي كان يومئذ صعب المنال وهم يستهينون به.

الاختمار الكيماوي

ذكرنا فيما سبق بان بعض العلماء كانوا يعتبرون الاختمار فعلاً كيماوياً فكان ليبيح وحزبه منذ سنة 1829 يدعي بأن الخميرة هي مادة كيماوية بتحللها يحصل تحول السكر إلى الالكحول والحامض الكربونيك وحأولوا اثبات زعمهم ببينات مسندة كلها على مشابهة الاختمار بفعل بعض الأجسام وعناصرها كيماوياً. فعجزوا وبدل لييبيح سنة 1870 مدعاة وزعم بان وجود الخلايا في الاختمارانما يكون ثانوياً فهي تحدث مادة خاصة تسبب الاختمار كيماوياً وهذا لا يتوقف على الخلايا بل على المادة التي تفرزها فلو امكنا إذا بإحدى الوسائط افراز تلك المادة لتوصلنا إلى حصول الاختمار بها وحدها من دون الخلايا.

واستشهد بظواهر حيوية تضاهيها تشاهد في النبات والحيوان من الطبقة العليا وكذلك عند الإنسان وهي حصول التيسين والتربسين والميوزين والدياستاز وغيرها ومنفعتها لا تختلف عن الاختمار قطعياً فهي إذا خميرة كيماوية.

أن الحيويين لم ينكروا وجود الخميرة الكيماوية ولكنهم لم يسلموا بأن للنوعين فعلاً وتأثيراً متشابهين حقيقة. لأن الخمير الكيماوي يؤثر ويفعل بمجرد الاختلاط والملامسة وفعله تحليلي اعني أنه يفرق الأجزاء والعناصر بعضها عن بعض كفعل الحامض الكبريتي وغيره بالأجسام وكميته لا تزيد بل تنقض في الاختمار ويقتضي له أكثر من ستين درجة ليؤثروا الأثر الذي لا تعطله السموم الفسيولوجية. وأما الخميرة الميكروبية فتحول وتبدل ماهية المواد تحويلاً جوهرياً وكميتها ليست بمحدودة فإنها تجري حكمها مهما زادت اوقلت وهي تزيد او تنقص على نسبة كثرة الاختمار او قلته.

وفعلها يحصل بين (25 - 40) من درجة الحرارة ويتعطل تماماً إذا أضيفت إليه شيئ من السموم الفسيولوجية. فلا ملابسة إذا بين الاثنين واما في بعض المواقع التي يحدث فيها اختمار مختلط كيماوي وحيوي كما في التعفن فيجري الخميران حكمهما معاً فالكيماوي الناتج بعضه عن الميكروب يحلل بوجوده المواد فيتنأولها الحيوي ويغتذي بها فيحولها ويبدل ماهيتها تبديلاً جوهرياً فإذا أردنا من ثم أن نوأفق ليبيح وتقبل بأن التحلل الطارئ على العناصر في الاختمار يحصل عن اختلاط او معمعة عنصرية أشبه شيء بالخميرة وأن هذه لا يمكن حصولها الا بوجود الخلايا وحياتها واقتياتها فلا يعتبر حينئذ ليبيح معترضاً بل مؤيداً الرأي الحيويين.

وقصاري القول أن الحيويين بعد أن استمروا نحو خمسين سنة بين دفاع وهجوم ظفروا بجميع من عادأهم وعاندهم. وسلم بصحة آرائهم قابضر زمام العلم من جميع الأمم والملل. فتوطدت بينهم دعائم السلام وعلائق الاتفاق ونشرت راية الاتحاد والتعاضد لمحاربة العدو المضر من أنواع الميكروب بالاكتشاف على مكانته وحركاته وختلاته وخزانة فيمزقون حبائله ويخلصون الجنس البشري بل عالم الاحياء اجمع من حملاته وصولاته ويكسرون حدته وشوكته أبداً.