مجلة المقتبس/العدد 22/سير العلم

مجلة المقتبس/العدد 22/سير العلم

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 11 - 1907



حقيقةالسجن

كتب السيد هاملتون من رجال ادارة سجن مقاطعة مشيغأن في الولايات المتحدة فصلا في (مجلة العالم الكبيرة) وصف فيه هذا السجن الذي هو مثال السجون الحقيقية التي يراد منها أن يجد الناس فيها ما يسيرون معه بعد مغادرتهم اياها على محور الاستقامة ويتركون ما الفوه مما يخالف ارتكابه القانون ويهدد اركان النظام والسلام ويجعلهم أعضاء اشلاء في جسيم الأمة قال: يقيم بين جدران هذا السجن سبعمائة نفس من اسواء سكان المقاطعة خلالاً وهم مع هذا يعاملون على الجملة بشفقة ولهم في سجنهم الحرية التامة. وبما أنهم يعودون الأخلاق الكريمة فمن الممكن أن يبلغوا ويسمموا بنفوسهم إلى مراتب الأمانة والاستقامة. ولا يسمح بجلد المذنبين في هذا السجن ويؤذن لهم بعد ظهر كل سبت بالتنزه احراراً مدة ساعة في ارض خضراء كثيرة الكلاء وإذ كان هذا الأمتياز الذي يناله المجرمون عرضة للالغاء إن نشأ عنه سواء فالمسجونون انفسهم يبالغون في الاحتراس من وقوع ما يؤخذ عليهم وعلى هذا فليس في السجن أكثر من ثلاثين حارساً وجميعهم لا يحملون بايديهم غير العصي فقط.

ولا يسمح لهم بحمل اسلحة نارية داخل السجن وتعرف المسجونين بسيمأهم والبستهم فمن كان حسن الخلال يلبس رداء ازرق ومن لم يزل تحت التدريب على ذلك يلبس كسوة رمادية غير أن أولئك المذنبين الذين لم يصلحوا لقبول ذلك وقد جردوا من جميع الأمتيازات التي ينالها الآخرون فهم يلبسون اردية خاصة بهم مخططة. ويبقى السجين محبوساً ولا يطلق من سجنه حتى تصبح أخلاقه شفيعة بنيله ذلك. ويشترط قبل مبارحته السجن أن يتعرف إلى احد يتكفل بان يبحث له عن عمل يحترف به ويراقبه ويسوغ للسجناء أن يتكلموا في السجن في خلال عملهم ولايجوز لهم أن يضعوا في غرفهم آلات الطرب وتأتي في الغالب جمعيات التمثيل التي تزور المدينة إلى السجن فتمثل القصص على المسرح اللطيف الصغير الذي بناه المجرمون فيه. وهذه المعاملة بالشفقة والرحمة هي الوسيلة الوحيدة التي تتبع في هذا السجن من زمن قديم. ولقد شوهد أن التهذيب بالعنف والرهبة مهما سهل أمره فهو مضر للغاية ومميت لشعور من يعنى بتأديبه وتهذيبه.

انقراض الطيور

ينقرض في الغالب كل سنة نوع او عدة أنواع من الحيوانات والطيور وهذا الانقراض أخذ في الزيادة والاسراع. وقد قال السيد ادورد فيفإن من مقال نشر في (جريدة شامبر) الإنكليزية إنه كان في جزيرة سانت توماس من جزر الهند الغربية أربعة عشر نوعاً من أنواع الطيور منذ قرن فإنقرض إلى الآن منها ثمانية أنواع ومكث في أفريقيا الغاغة حتى سنة 1875 ثم انقرض وانقرضت معه عدة أنواع من طيور أخرى. وبادت من جزائر المحيط الهندي عدة أنواع من طيور ثمينة القدر وقد انقرض الدود في القرن السابع عشر وغاب عن الانظار الجاموس الأميركاني تقريباً من أمريكيا الشمالية.

فظائع الحرب

انشأ السيد كارل شوروز مقالاً بليغاً في إحدى المجلات الإنكليزية تكلم فيه عن وقعة جتسبرج وقد رأينا أن ننشر شيئاً مما كتبه في وصف ما يراه الناظر يميدان أن القتال في اليوم الثاني لحدوث إحدى الوقائع قال: لا اقبح ولا ابشع من النظر إلى جثث القتلى في ساحة الحرب وقد لبثوا يوماً او أكثر قبل أن يذوقوا حتفهم عرضة لا شعة الشمس الحرقة والهواء الحار. وقد تنكرت سحنتهم فإنتفخت وجوههم وانصبغت بالسواد وبرزت اعينهم وصارت ثابتة في مكانها لا تتحرك وتبدلت هيئتهم حتى بعدوا عن أن يميزوا يعرفوا وقد انفرد بعضهم وبقي غيرهم مرتبين صفوفاً ووقع آخرون بعضهم على بعض فكانوا اكواماً. بدت على آخرين هيئة من يريد الراحة بالصلح وقد رفعت ايدي فريق منهم. وظهر آخرون في صورة الجلوس. وأخذ نفير يركعون. وبقي بعضهم ينبش الأرض باظفاره. وقد تشوه كثيرون تشوهاً منكراً بينا كأنت الحروب شديدة الوطيس وملك المنون يرفرف فوق الرؤوس.

امتلأت الديار ومجالس الحيوانات والمزارع بالانين ووضعت النضائد في فضاء الأرض ومكث الجراحون واكمامهم مرفوعة إلى مرأفقهم. وسواعدهم المكشوفة وكذلك وزراتهم الكتانية مخضبة بالدماء وهم - الا قليلا - قابضون على اسلحتهم باسنانهم يبنا يكونون مهتمين بمداواة جريح راقد فوق المنضدة او على مكان آخر او تكون ايديهم مشتغلة بعمل وهناك من خلفهم برك الدماء وبجانبها اكوام من السواعد والارجل المقطوعة مما يزيد ارتفاعه في بعض الاحيان عن قامة الإنسان!

الجريح راقد على المنضدة وهو غالباً يصيح مما يقاسيه من الالم فيخفف إليه الجراح ويفحص بسرعة جرحه ثم يشرع في بتر العضو الذي يؤذيه ويشير إلى الخدم بالاستعداد لاحضار آخر. فيخرج سلاحه من (بين اسنانه) التي كان قابضا عليه بها حين كانت يداه مشغولة ويمسحه يخفة مرة او مرتين في (وزرته) الملطخة بالدم ثم يبدأ بالبتر. فإذا انتهى من عمله نظر إلى خلفه وتنهد كثيراً صادراً من اعماق فؤاده ثم نادى (غيره). . . . .

ويلفت نظرك أن ترى الجراح - وقد مضى عليه زمن طويل وهو يشتغل - نازعاً سلاحه من يده قائلاً والدموع الغزيرة تنهمل من عينيه أنه لم يعمل عمله بثبات فإن يشاهده تعجز عن رؤيته طاقة البشر. وترى كثيرين ممن جرحوا من المجاهدين يتحملون الأمهم وهم سكوت بجلد وسكون وجبنهم متجعدة واعينهم دامية. ثم يصل إلى أذنيك صدى انين من فؤاد كليم واصوات من الالم منكرة تشق الفضاء وصريخ يائس قانط يقول (ايها اللورد. . . ايها اللورد) او (دعني اموت) ثم تسمع اصواتا ضئيلة تردد وتقول: (امي. . .!) او (أبي. . . .!) او (وطني. . .!)

رعاية الاطفال

اسس السيد جرانشرعام 1903 بباريز جمعية دعاها (جمعية وقاية الاطفال من داء السل) والعمل الذي تقوم به هذه الجمعية هوأنها تبحث عن الاطفال المصأبين بهذا الداء ثم تأخذهم وترسل بهم إلى المزارع وهناك يعيشون في الهواء الطلق مع اسرات الفلاحين يعودهم جماعة من الأطباء تنتخبهم الجمعية. وقد أنشئت مدرستان بفرنسا خارج المدن حيث يكون الهواء خالصاً نقياً فيدرس فيها التلاميذ المرضى ممن لا يوأفقهم هواء المدن وهناك يعالجهم الأطباء. والآن يعملون في إنشاء مثل هذه المدارس في ألمانيا حيث رأى الدكتور بندكس إنشاء مدارس الغابات وأول مدرسة منها فتحت أبوابها سنة 1904 وكانت نتيجتها مرضية. ويتعلم في هذه المدرسة التلاميذ الرقيق والمزاج المصابون بالسل. ونظامها أن يذهب إليها التلاميذ كل يوم صباحاً في الساعة السابعة ونصف تقريباً مشاة على اقدامهم أو في المركبات الكهربائية فإذا بلغوها تنأولوا في الحال حساء سخيناً وقطعة من الخبز. وبعد أن يدرسوا الدرس الأول يتنأولون قدحاً من اللبن وشيئاً من الخبز أيضاً. اما طعام الغذاء فيتألف من اللحم والبقول والبطاطا. وهم كذلك يتنأولون عند الساعة الرابعة بعد الظهيرة لبناً وخبزاً. اما اجرة التعليم فالأغنياء ملزمون بدفعها عن أولادهم. وأبناء الفقراء تدفع (البلدية) نفقاتهم. هذا وقد شيدت ملاجئ صحية كثيرة لاغلب البلاد الألمانية في الغابات يقضي فيها نهارهم من تمكنت منهم العلل والأمراض.

الطعام الصحي

كتبت السيدةك. ايرل في العدد الأخير من مجلة (الشرق والغرب) الإنكليزية مقالة صحية موضوعها (الطعام الصحي) صرحت بانها تذكر فيها ما يحصل به الإنسان على القوة والصحةقالت:

احدث اكتشاف هارفي لدورة الدم انقلاباً عظيما في العلوم الطبية واني اعتقد أنه سيأتي يوم لا ينكير احد فيه النظرية الطبية الجديدة وهي أن كثرة وجود الحامض البولي في الجسد يسبب الضعف وهذه الحال سواء في كل مناخ وهواء. وأرى أن الطعام الذي يخرج الحوامض البولية من الانسجة والعضلات والمفأصل يسهل شفاء المصأبين بداء النقرس أو المفأصل أو المصأبين بالأم عصبية.

ويكفي أن يتناول الإنسأن الطعام في اليوم ثلاث مرات. وخير لمن يجب أن يغير دائماً الاطعمة التي يتنأولها ساعات الاكل أن يسير على النظام الآتي: -

أولا: الشاي والقهوة وحساء اللحم - تبدل بأنواع للبن والحليب والماء وحساء مع اللبن -

ثانياً: طعام الصباح - تبدل بالثريد والخبز المحمص والبقسماط وحبوب الدقيق ونحو 100\ 133 درهم لبن وشيء من البندق

ثالثاً: ما يتناول بين طعام الصباح يبدلأن الخبز المحمص والبقسماط وحبوب الدقيق والطعام

وطعام الظهيرة: - المركب (طعام يتكون من البيض والدقيق واللبن وغيرها) ومائة درهم من اللبن واوقية انجليزية من الجبن

رابعاً: طعام الظهيرة: - يبدلان بالخبز المقدد والبقسماط وحبوب الدقيق والطعام المركب وصفحة من الجبن ومائة درهم من اللبن

قالت الكاتبة: ومن أهم البواعث التي تسبب القابلية للاكل أن يكون الإنسان تعباناً اويكون قد عمل شيئاً نشط به جسمه.

الهجرة الطليانية

كتب أحدهم في مجلة المسائل الدولية الاستعمارية الفرنسوية مقإلا في هجرة الطليان جاء فيه انها تزيد سنة عن سنة ويؤخذ من الاحصاآت الرسمية أن عدد المهاجرين سنوياً بين سنة1895 - 1900 كان حوالي ثلثمائة الف فأصبح من سنة 1901 - إلى 1904 نصف مليون كل سنة وارتقى سنة 1906 إلى 787977 مهاجراً ومعظمهم من الفلاحين والمهاجرون من الذكور على نسبة 81 في المئة و19 من الاناث والمهاجرون في الأكثر هم سكان الجنوب وينزلون أميركيا كما يهاجر سكان شمالي إيطاليا إلى اقطار أوروبا فقط ليغتنوا فيها. وقد بحث علماء الاجتماع من الطليان في نفع الهجرة لبلادهم او عدمها ولم يبنوا لهم رأياً بعد.

وشوهد ناس من أهل الطبقة الوسطى اباعوا اراضيهم وانقلبوا إلى بلاد أخرى يرتاشون فيها ويتأثلون وهذا ما ينسب إلى قلة التناسب المتزايد بين وسائط الحياة التي تقل وحاجيتها المتكأثرة. ومن الأسباب التي ذكروها في مضمار الهجرة أن عدد العجزة في إيطاليا خف عن ذي قبل ولكن لم تعد تنمو سكان البلاد في العشر سنين الأخيرة على نسبة نموها من قبل وذكروا من حسناتهم أنه قل عدد البطالين وارتفعت أسعار ايجار الاراضي وترقت أثمانها بما جاء به بعض المهاجرين لدن عودتهم إلى بلادهم من الأموال كما زادت ثروة إيطاليا بما يغدق عليها ابناؤها المهاجرون من مهاجرهم. قد جاء في ذاك التقرير أن للهجرة يداً في إيطاليا منذ ثلاثين سنة في ارتقاء إيطاليا الاقتصادي وهو مادة ارتقائها التجاري

اجتياز البحار

يتحدثون الأن في الاندية الصناعية والعلمية في اجتياز المسافة بين أوروبا والولايات المتحدة في اربعة أيام. وقد ادعى مهندس أميركي أنه يقطع في باخرة جديدة انشأها حديثاً ثلاثين عقدة في الساعة وكانت باخرتأن ألمانيتان وهما من آخر طراز يقطعان 23 عقدة.

ولم تكن البواخر تقطع لأول اختراعها سوى 9 عقدة في الساعة ثم تدرجت حتى وصلت إلى 23 عقدة وهاهي اليوم قد بلغت او كادت الثلاثين على أن المسافة تجتاز بين أمريكيا وأوروبا في خمسة أيام وبضع ساعات. أما الباخرة الجديدة فتحمل من عشرين إلى ثلاثين ألف طن وآلتها بقوة ثلاثين الف حصان ووزن الآلة المحركة يبلغ مائتي طن وإذا أضيف إليه عداد الغاز فيكون خمسمائة طن ويقتضي 850طناً من زيت البترول الخام لاجتياز مسافة مائتي ميل ما عدا الوقود ولا يخرج منه دخان.

اوراق السفر

رأى بعض الباحثين أن عمال السكك الحديدية يأخذون الاوراق من المسافرين ليقطعوها ويعيدوها إليهم وربما احبوا العجلة فقطعوها بريقهم مما لا يخلو من نقل الأمراض ورأوا أن أحسن طريقة في هذا الباب هي التي سارت عليها بعض شركات السكك الحديد في سويسرا فإنها تجعل الاوراق اضبارة واحدة وتقطعها كما تقطع الطوابع بادنى مس اليد.

المدارس في مصر

احصى مدير الاحصائيات في مصر عدد المدارس الوطنية والأجنبية في هذا القطر فكانت 200مدرسة مصرية فيها 47534 من البنين و3897 من البنات و 20 إنكليزية فيها 1415 تلميذاً و 120 أميركية فيها 7044 تلميذا و2053 تلميذة و 9 نمساوية فيها 881 تلميذا و550 تلميذة ومدرستان هولانديتأن فيها 142 تلميذا و36 تلميذة و 85 مدرسة فرنسوية فيها 8645 تلميذا و 7140 تلميذة وأربع مدارس ألمانية فيها 233 تلميذا و446 تلميذة و29 يونانية فيها 3108 تلاميذ و1363 تلميذة و 35 ايطالية وفيها 2314 تلميذا و 2338 تلميذة ومدرسة روسية واحدة فيها 475 تلميذاً.

وصية للعلم

اوصى ألماني بمئة ألف مارك لينفق ريعها على تلميذ ذكي من المدارس العثمانية العالية ينجز دروسه في ألمانيا.

جماجم المصريين

ظهر الأستاذ اليوت سميث معلم التشريح في مدرسة الطب بالقاهرة من البحث في المومياء المصرية أن جماجم قدماء المصريين كانت رقيقة وأن القسم الخارجي منها هو على الجملة من النحافة على مايعجب منه الناظر على أن تجويف الجمجمة لم يصب بمرض ولا تظهر فيه نحافة حيث كأنت العضلات. وقد شاهد ذلك في أهل السلالة الرابعة إلى أهل السلالة الرابعة عشر خاصة ولم يجدها فيمن كان قبلهم او بعدهم وقد تبين ممأقام به الأستاذ ماسبروغيره من علماء الأثار المصرية من الحفريات انأهل الطبقات العالية في الأمة المصرية كانوا يضعون على رؤوسهم شعوراً مستعارة فنسب العلماء نحافة رؤوسهم لثقل تلك الشعور وذلك لأن الأستاذ اليوت سميث لم يشاهد هذا الضعف إلا في جماجم أهل الغنى والثرى. من تلك السلائل ولا يقدح في ذلك ماألفه الفلاحات من حمل أشياء ثقيلة على رؤوسهن على أن جماجمهن سالمة من العيوب فإن الضعط الموقت لايؤثر في الجماجم كما يؤثر الضغط الدائم من مثل الشعور وغيرها. والمسألة ما برحت موضع النطر.

خارطة الولايات المتحدة

شرعت حكومة الولايات المتحدة في رسم مصور لتلك البلاد لم يعيد مثله حتى الآن في رسم الأرض فأخذت كل ولاية تقيس وتمسح وتذكر ما جد من القرى والدساكر والمدن ويقولون أن حكومة الاسكا تجتهد من وراء الغاية في رسم بلادها لتضمها إلى خارطة تلك البلاد مع أن القسم الأعظم منها لم يكشف بعد. وناهيك بما يقضي ذلك من النفقات في بلاد هي مساحتها كأوروبا أو أكثرويقال أن هذا العمل يكلف أمريكا مليوني فرنك أي من 75 إلى 100 فرنك في كل كيلو متر مربع ولا ينجز قبل سنة 1909

التعليم في فرنسا

تنفق فرنسا على التعليم العالي في ست عشرة كلية ثلاثة عشر مليونا وثمانمائة الف فرنك وقد كان مجموع الطلبة في هذه المدارس الجامعة سنة 1906 - 35670 تلميذاً وزاد منذ عشر سنين نحو عشرة آلاف طالب وكان الأساتذة إذ ذاك 591 فصاروا الان 800

الرخص والعلم

لئن ارتفعت أثمأن الحاجيات منذ خمسين سنة لكثرة النقود فقد كان من تأثير العلم أن ارخص كثيراً من المواد الصناعية بفضل إدخال التحسين على ادواتها فنزل سعر المتر الواحد من المرايا نحو الثلثين ونزل سعر الحامض الكبرتي إلى النصف والصودا إلى ثلاثة ارباع وقد استفادت الزراعة والصناعة من هذا الرخص فائدة كبرى.

نساء اليابان والألمان منذ عهد غير بعيد تضاعف عدد مدارس الاناث في اليابأن فأصبح المتخرجات منها يتعاطين التدريس أو المحاماة أو الكتابة. وانك لتجد في جميع أمهات المدن اليابانية اندية للنساء وقد أخذ بعضهن ينشرن في طوكيو الآن جريدة سمينها (المرأة في القرن العشرين) تتولى ادارتها (اوتا ايمي) الكاتبة الاشتراكية المشهورة التي أحكمت الإنكليزية كما أحكمت لغتها فصارت الصحف الأميركية تتلقى مقالاتها بالقبول كما تتلقى مقالات كبار الكتاب من الإنكليز. وما برح النساء في ألمانيا يطالبن بقبول البنات المتعلمات في العشر كليات الألمانية التي سدلت حتى الآن أبوابها في وجوه البنات وقصرت تعليمها على البنين والغالب انهن ينلن بغينهن كمانلتها في كليات بافاريا مثل كلية مونيخ وارلانجن وفي دوقية باد ككلية فريبورغ وهايدلبرغ وتوبيغ وفي امارة تورنغ ككلية اينا وفي امارة ساكس ككلية ليبسيك. وقد طلب 160أستاذا من أساتذة الكليات الألمانية إلى الحكومة أن تسمح بحرية الدخول للبنات في مدارس الصبيان. وينقسم الطالبات في ألمانيا إلى طالبات طب وطالبات فلفسة وطالبات علم اصول اللغات وطالبات تاريخ. فمتى يطلب نساؤنا يا ترى حقوقهن من التعليم الابتدائي المنظم فقط.

الشعب النظيف

يرى الدكتور ماتينيون وهو ممن أقام مدة في الشرق الأقصى أن النظافة عندأبناء يابان كادت أن تكون من الإيمان فيرى الياباني أن الاستحمالم كل يوم من الضروريات كتناوله قدح الأرز. وقد أثبتت الحرب الروسية اليابانية الأخيرة شدة تعلق هذه الأمة بالنظافة فكان الجند في معسكراتهم يستعملون جراراً صينية كبرى من افخار المطلي يجعلونها تحت الأرض ويتخذونها مستحماً لهم. ولكل جندي في جعبته فرشة لتنظيف أسنانه وذرور لها لأن الياباني يعنى بأسنانه كل العناية ويتمضمض مرات عديدة في اليوم. وقد عجب الأطباء الأوربيون من تنطيع اليابانون في النظافة إلى هذا الحد كما ثبت لهم أن من كل خمسة جنود من الوربيين يموت أبعة من الأمراض وواحد قتلاً أما من أبناء يابان فإن في خمسة قتلى موت واحدمنهم من الأمراض.