مجلة المقتبس/العدد 29/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس/العدد 29/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس - العدد 29
سير العلم والاجتماع
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 6 - 1908



لغات العالم

أحصي عدد المتكلمين باللغات الرئيسية في العالم فكان المتكلمون بالإنكليزية 136 مليوناً من البشر أي 27 بالمئة من مجموع سكان العالم والمتكلمون بالألمانية 83 ملوناً أي 16 في المئة. ويتكلم الصينية 14 في المئة والمتكلمون بالإفرنسية 28 مليونا (كذا يجيء عدد المتكلمين باللغات الأخرى فتجيء الروسية والعربية والإيطالية والإسبانية والهولندية).

جهنم الحروب

كتب أحد أطباء نيويورك مقالاً يصف فيه الأمراض الكثيرة التي تسطو على أجسام المتحاربين أكثر من أدوات القتال وأسلحة النزال فأثبت أنه مات في الحرب الروسية العثمانية ثمانون ألفاً بالأوبئة على حين لم يمت سوى عشرين ألفاً مجروحين وأنه هلك في حرب الرقيق في الولايات المتحدة أربعمائة ألف بالأمراض على حين هلك مئة ألف في القتال وأهلك المرض في حرب جنوبي أفريقية عشرة أضعاف ما أهلك المدفع وكان معظم الأسباب التي دعت إلى كثرة الهالكين في الحرب الإسبانية الأميركية قلة العناية الطبية على العكس في الحرب الروسية اليابانية فإن اليابانيين لم يفقد منهم سوى سبعة وعشرين ألفاً في المستشفيات لقاء سبعة وخمسين ألفاً قضوا في ساحة الوغى.

مصور الزمن

أسست ألمانيا منذ سنة 1906 ديواناً خاصاً تنقل إليه من أطراف الإمبراطورية الألمانية أخبار الجو والهواء فيؤلف بينها وينشرها في نشرة توزع في أطراف البلاد كما تنشر الأنباء البرقية المهمة وتوزع خاصة على الجرائد وبذلك يتيسر للفلاحين أن يعرفوا أحوال الجو يوماً فيوماً.

بريد الهند

سينتقل بريد الهند عما قريب من البر ليكون أقصد في الوقت منه عن طريق البحر فتتصل لندرا بكلكوتا بالسكك الحديدية عن طريق فرسوفيا في بولونيا فيسافر هذا الخط من كلكوتا حيث تصل صادرات أستراليا بالسفن إلى مدينة دهلي فقندهار فهرات فكوتشكا فسمرقند فمرو فكراسنوفودسك فباكو فكييف ففارسوفيا فبرلين فكالي فلندرا وغندما تصل الركاب والبضائع إلى كراسنوفودسك تنقل على سفن سريعة إلى العدوة الثانية من باكو.

السخاء الأميركي

بلغ ما جاد به الكرماء من الأميركان سنة 1907 على العلم والتربية 354 مليون فرنك وما جادوا به على المعاهد الدينية 41 مليوناً وما منحوه للمتاحف ودور الكتب 100 مليون ولا شك أن هذا السخاء متناسب مع تلك الثروة الهائلة.

مبرة مصرية

وقف مصطفى بك الجوربجي عشرة منازل في كفر الزيات في الوجه البحري لمدرستيه اللتين أنشأهما بماله وبلغ ما أنفق على تشييدهما نحو خمسة آلاف جنيه فلهما الآن إيراد سنوي يربي على ألف جنيه كما أنشأ مدرستين في بريد ووقف عليهما أملاكاً تعيشان به.

ناد للمعارف

تبرع الأمير يوسف كمال بألف ومائتي متر في المنيرة إحدى أحياء القاهرة لينشأ فيها ناد للمعارف يختلف إليه أهل العلم وطلابه وجاد لإنشائه بألفي جنيه وبمكتبة عربية وإفرنجية وهذه المنحة لا تقل عن ثمانية آلاف جنيه.

رواج الكتب

معدل ما يبع سنوياً من كتب شكسبير الشاعر الإنكليزي ثلاثة ملايين نسخة ومن غريب ما يدل على رواج الكتب في ألمانيا أن إحدى جرائد ليبزيك الأسبوعية ستحتفل في أكتوبر المقبل بمرور السنة الخامسة والعشرين على تأسيسها فوضع مديرها ثلاثين ألف مارك جائزة لمن يكتب أحسن رواية ومعلوم أنه إذا لم يكن موقناً بالرواج ما جاد هذا الجود المحمود على أرباب الأقلام والذين يحكمون في الجائزة بعض كبار النقاد من أدباء الألمان.

السلك البرقي النظار

يجرب أحدهم معدن السالانيوم بأن يجعله يتأثر بالنور فإذا تمت تجاربه كما يريد أصبح الإنسان يخاطب صديقه على لسان البرق وهو يراه ويسمعه.

بسطة العيش

افتتح مؤخراً ناد للنساء في نيويورك ليس له مثيل في أندية الأرض ببذخه بل برخاء الحياة فيه فإن كل شيء فيه حتى المائدة وما يتبعها تدار بواسطة الكهربائية ففيه غرف باردة توضع فيها الفراء وقد جعلت حشوات المواضع التي تناط بها الثياب من خشب تقتل رائحته العث.

ديون الممالك

تزيد ديون الممالك أوروبية يوماً عن يوم فدين فرنسا أكثر من جميع الممالك فهي مدينة بتسعة وعشرين ملياراً من الفرنكات وتجيء بعدها روسيا تبلغ ديونها 23 ملياراًُ ودين ألمانيا 21 ملياراً ودين بريطانيا 19 ودين إيطاليا 13 ودين النمسا 10 مليارات ودين إسبانيا9.

مدراس الفلاة

فتحت في مدينة شارتونبرغ في ألمانيا منذ بضع سنين في الضواحي أشبه بأن تكون مدارس تشتغل في العطلة المدرسية فهي لا تفتح إلا سبعة أشهر في السنة فقط وتقبل البنين والبنات وتعلمهم معاً كل ما يلزمهم لقاء قرشين في النهار ويأكلون بها ويشربون فيركبون الترامواي الساعة السادسة صباحاً ويعودون بهم في المساء وأكثر الأولاد من الفقراء والغالب أن بعض مدن ألمانيا وغيرها ستنسج على منوال هذه المدرسة.

حركة العالم التجارية

أحصي مجموع الحركة التجارية والبحرية في العالم مدة العشر سنين الأخيرة فكان مجموع صادرات ألمانيا ووارداتها 11603000000 فرنك سنة 1897 فبلغت سنة 1906 18222000000 وأنفقت وزارة البحرية لحماية هذه الحركة سنة 97 ـ 109400000 فرنك وبلغ ما أنفقته سنة 1906 ـ 331300000 فرنك وكان مجموع حركة الصادرات والواردات معاً في فرنسا سنة 1897 ـ 10782150000 فرنك وأنفقت بحريتها 265250000 فرنك وبلغ مجموع تلك الحركة فيها سنة 1906 ـ 44800750000 فرنك وما أنفقته البحرية في تلك السنة 4123525000 فرنك وبلغ مجموع تجارة إنكلترا سنة 97 ـ 25304725000 فرنك وارتقى سنة 1906 إلى 47656900000 وكان مجموع نفقاتها البحرية سنة 1897 ـ 556775000 فأصبحت سنة 1906 ـ 839375000 وبذلك تبين أن التجارة الألمانية تضاعفت في عشر سنين في حين نفقاتها البحرية زادت ثلاثة أضعاف وأن إنكلترا كانت سنة 1897 تنفق على بحريتها خمس مرات ما تنفقه ألمانيا ولكنها في سنة 1906 لم تنفق في هذا السبيل بالنسبة إلا ثلاثة أضعاف ما كانت تنفقه فزادت من ثم نفقاتها البحرية خمسين في المئة على حين زادت نفقات ألمانيا ثلاثمائة في المئة ولا يزال النمو في ألمانياتزايد وأي زيادة كل سنة.