مجلة المقتبس/العدد 34/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس/العدد 34/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس - العدد 34
سير العلم والاجتماع
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 11 - 1908



بنات أميركا

أزهر تعليم البنات في الولايات المتحدة ففيها 179 مدرسة تضم وراء جدرانها 30 ألف طالبة يعلمهن 2600 معلم ومعلمة وينسب الفضل في تأسيس معظم هذه المدارس لعقائل وأوانس من ربات الخير جدن في هذا السبيل بملايين الريالات دفع إلى ذلك بعضهن دافع علمي وبعضهن دافع إنساني أو ديني أو مدني. قال بعض الاجتماعيين ومن عيوب هذه المدارس كثرة البذخ والإنفاق فيها حتى أنك لا تجد في المتخرجات من مدرسة ولسلي منذ خمس وعشرين سنة وعددهن إثنا عشر ألفاً سوى سبعمائة تعاطين مهنة الصحافة والتدريس والباقيات عانسان ينتظرن أن يتزوجن من رجل غني.

وفرة الأطباء

تشكو ألمانيا الآن من كثرة أطبائها ففيها بحسب التقرير الطبي السنوي 21416 طبيباً وفي بروسيا وحدها 19 ألف وفي فرنسا 20 ألفاً ومثلها في كل من إيطاليا وروسيا.

وعدد الأطباء في أوروبا 162334 طبيباً وعددهم في العالم كله 230 ألفاً قالت المجلة التي ذوي عنها والظاهر أن هذه الصناعة في أكثر البلاد لا تقوم بنفقة صاحبها.

أوقات الزواج

بحسب إحصاء أخير يتزوج الشبان في ألمانيا وفرنسا نحو السنة التاسعة والعشرين وفي الدانيمرك والسويد نحو الثلاثين ويتزوج الصربيون في الرابعة والعشرين وهم أسرع أعل أوروبا للزواج الباكر. أما أهل المشرق فأسرع بكثير إلى الزواج.

عناصر الولايات المتحدة

في هذه الولايات 15 مليون غريب ومعظمهم بقيت بينهم وبين أهلهم في أوروبا صلات مستحكمة فيرسلون إليهم بما يقتصدونه من المال ليعيشوا به وقد قدروا على وجه التقريب ما يخرج من مال أمريكا إلى أوروبا كل سنة بخمسين مليون جنيه تأخذ إيطاليا القسم الأعظم من المال فيصيبها 70 مليون دولار في السنة ويصيب النمسة 65 ويصيب بريطانيا العظمى 25 وروسيا 25 وألمانيا 15 مع أن في أميركا مليونين من الطليان وأربعة ملايين من الألمان ولعل الطليان يطول عليهم الأمد حتى ينسوا أهلهم كما ينسى الغريب أهله وخلانه إذا طال عهده بهم في العادة أو ينسونه.

المداواة بالجوع

قال الأستاذ كارنجتون من علماء النفس أن عامة الأمراض يتيسر شفائها بالجوع ومن رأيه أن جميع الأسقام على اختلاف أشكالها ونشوئها متشاكلة من حيث أسبابها وعللها وما عدا بعض الأوجاع الناتجة عن جراحات فإن أسباب الأمراض هي انحباس مواد لم تفرغ في التركيب الإنساني لانسداد المصارف الطبيعية أمامها. وما المرض نفسه إلا عمل يجري في الجسم لعمل هذا الدفع وعلى هذا فإذا أزيل السبب زال المسبب. والشياء الضارة تدخل الجسم من طريق الرئة باستنشاق هواء فاسد أو من طريق المعدة بتناول أو شرب ما يضر وينتج من ذلك بأنه ليس ثمة سوى واسطة واحدة لإخراج المواد الضارة ألا وهي إسقاط الفضلات.

فيقتضي ترك الرئتين والمعدة لتتخلص من تلقاء نفسها مما يعوقها أو يلقيها في خطر وليس ما نسميه مرضاً في الحقيقة سوى تنظيف طبيعي نقوم به ولا بد من فعله ومن الخطأ أن نعتقد أنه يجب مكافحة المرض بأدوية وعقاقير وغاية ما يجب علينا في تلك الحالة أن لا ندخل على الجسم مواد أخرى تزيد الكثافة فيه من حيث الهواء أو من حيث الغذاء.

وليس من سبيل إلى ذلك إلا بأن يدفع المرض عن المريض بأن لا يستنشق هواءاً فاسداً وأن يمتنع عن الأكل البتة. ولم يصف الأستاذ المشار إليه طريقته للأصحاء بل وصفها للمرضى فلا يتناول المريض طعاماً أياً كان نوعه فيقل فيه ثقل الرأس الذي يصحبه ثقل المعدة ويصبح بصره حاداً وسماعه أحد وذاكرته أحد فيشعر المريض بالتدريج بأن صحته أحسن.

أعمال الفلاسفة

سئل بعض الفلاسفة كيف يكتبون فقال تيودور ريبو من فلاسفة فرنسا أن يجمع المواد اللازمة ثم يستخرج منها الموضوع الذي يريده ولكنه بطيء في الإنشاء فلا يكاد يكتب أكثر من ساعة في اليوم وعلى العكس لا يفتأ يعمل عقله في النزهة والسكة الحديدية.

وقال الفرد فوليه الفيلسوف الفرنسوي أنه سريع الكتابة فإذا جمع معه الفكر يندفع يكتب ساعات طويلة ولكنه لا يحتمل حصر الذهن طويلاً فيسرع إلى مغادرة مقصورته ويسير في الخلاء ركضاً. ويكتب الفيلسوف هوفدنغ الألماني في أوقات متقطعة فيسهل عليه التأليف في الخريف والشتاء أكثر من الصيف والربيع وفي المدينة أكثر من الريف ولا يستطيع الفيلسوف كوميرز الألماني أن يكتب إلا إملاءً إذ يستطيل المسافة بين التفكر والكتابة.

الهند الإنكليزية

بلغت مساحة الهند مع عدن وجزائر أندمان ونيكوبار 4592505 كيلومترات مربعة وكان عدد سكانها 1906، 294361000 أي أن كل كيلومتر مربع 640 ساكناً وقد كان فيها 1881، 129941890 رجلاً و123951010 امرأة فأصبح فيها سنة 1901، 149902599 رجلاً و144389834 امرأة ولا يدخل في ذلك سكان عدن وجزائر أندمان ونيكو بار وهم 68683 بل تدخل فيها الممالك الوطنية وأكثر العناصر هناك العنصر الهندي وهو يبلغ 20735037 ثم المسلمون وعددهم 62420291 والبوذويون والجنيون 10808652 والمسيحيون 2918786 ومن هذا العدد العظيم 195666845 نسمة يتعاطون الزراعة و 17953230 من طبقة العملة في الأعمال الزراعية و45719645 يعيشون من الصناعة و7725737 من التجارة وفي الهند 78 مدينة يتجاوز سكان كل منها خمسين ألفاً منها 27 مدينة فيها زهاء مئة ألف وتسع مدن فيها مائتا ألف.

تحسين الأذواق

في أميركا مئات من أرباب النقد والأساتذة آلوا على أنفسهم أن يصرفوا أوقات فراغهم في تحسين أذواق الشعب وغرس الميل فيه إلى الفنون فيزورون خاصة المتاحف ويشرحون للزائرين من العامة ما يجهلونه ويتعرضون لحل سؤال كل من يسأل عن أمر غامض لم يفهمه فيذكرون للسائلين في بضع كلمات تاريخ الفن ويتوسعون في ذكر محاسن الأثر المعروض بحيث يفتح عيون الجاهلين. وفي المدارس ولاسيما الابتدائية منها يعرضون من المصورات وغيرها ما يربي في الأولاد ملكة الميل إلى الفنون والطرائف فيشركون غيرهم فيما تعلموه عند الحاجة. كل هذا يقوم به أهل أميركا لتكثير سواد النوابغ في الفنون الجميلة والصناعات النفيسة.

تماثيل قرطاجنية ظفر الباحثون في عرض البحر على سبعة كيلومترات من قرطاجنة بعدد عظيم من التماثيل المصنوعة من القلز وهذا الاكتشاف مهم لأنه يكشف القناع عن أشياء مجهولة في الحضارة القرطاجينية.

معدة غريبة

قدم أحد الأطباء لمؤتمر الجراحة الألماني معدة من أعجب المعد. وهي معدة رجل مريض استخرج منها 1670 قطعة من حديد مثل مسامير وكلابات وأسلاك وغيرها.

درس السعادة

قال أحد علماء الألمان في بحث له أن من أحب الاقتراب من معاهد السعادة يجب عليه أن يحسن كيف يستقي من مصادر الحياة الأربعة وهي السعادة الأخلاقية والسعادة العقلية مادة الشعور وسعادة الحواس وأن يكون حراً في باطنه أي يعرف كيف يتخلص من الأفكار والأوهام الموروثة. والتقوى والصلاح والإخلاص مصدر السعادة الحقيقية وعلى منن طالت بنفسه إلى بلوغها أن يهذب نفسه بنفسه.