مجلة المقتبس/العدد 45/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس/العدد 45/سير العلم والاجتماع

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 11 - 1909



ضخام الأجسام

قالوا إن الأصحاء من ضخام الأجسام هم أسعد حالاً من النحاف وأن السمين يسعد أسرته وزوجته أكثر من الهزيل فلا يهتم بالجزئيات كالنحيف ويساعد زوجه في الأمور البيتية أما الهزيل فإنه في الأغلب يعتقد أن أعباء الأمة عليه وأنها تهلك إذا لم يساعدها ويفكر لها. وقد نصحت المجلة التي نعرب عنها لكل فتاة تريد أن تحيا حياة طيبة مع زوجها أن تختاره من السمان حتى يكون لها خير كفوء ولا ينغص عليها عيشها كما يخشى أن ينغصه النحيف.

أصل المظلات

كانت المظلات مستعملة عند الفرس والأشوريين والمصريين والرومانيين وبقيت زمناً دليل القوة والعظمة في كل قطر ولم ينتشر استعمال المظلات في أوربا إلا سنة 1680 وفيها انتشر استعمال المظلات للمطر فكانوا يؤجرونها للمارة من الساحات والجسور ثم كثر استعمال المظلات وابتذلت ولكنها لم تتغير عن حالتها بل كان ينظر فيها إلى اللطافة وجمال قماشها وحسن قبضتها.

أقدم شجرة

في جزيرة كوس من شاطئ آسيا الصغرى قامت إلى اليوم أقدم شجرة في العالم وهي دلبة اقرأ في ظلها ابقراط مؤسس الطب تلامذته وإذ كانت قديمة حتى في ذاك الزمن فلا يتيسر أن يقال عمرها الآن أقل من ألفين وخمسمائة سنة ومحيط جذعها عشرة أمتار ولا تزال أغصانها كل ربيع تغطى بالورق وقد أنشئت لها دعائم من القرميد ليجعل عليها أكبر أغصانها.

ممثلو الفرنسيس

من أعظم دور التمثيل في فرنسا الأوبرا والأوبراكوميك في باريز فالأولى تأخذ من الحكومة ثمانمائة ألف فرنك إعانة سنوية والثانية ثلثمائة ألف ومع ذلك لا تكاد تجد في ميزانيتها زيادة كبرى في الدخل عن الخرج لانهما يدفعان رواتب باهظة للمثلين والممثلات. فتدفع الأوبرا للمسيو الفارز 2200 فرنك كل ليلة أي 128 ألفاً عن 64 ليلة في السنة وتدفع لغيره من الممثلين رواتب تختلف في السنة بين 85 ألفاً إلى 30 ألفاً وعن كل ليلة يغني فيها كاروزو عشرة آلاف فرنك وتتناول كل من العقيلة مارغريت كاري والآنسة شنال أربعة آلاف فرنك في الشهر وهكذا لا يقل راتب الممثلة أو الممثل في الأوبراكوميك عن ألف فرنك في الشهر.

التدخين

قالت مجلة الحياة البيتة بمناسبة الضريبة التي وضعتها ألمانيا على أنواع الدخان أن فرنسا أيضاً تفكر في وضع ضريبة ولكن عَلَى الدخان الجيد تبيع بما قيمته 505، 988، 900 فرنك في السنة وإن عادة التدخين تضر بالأحداث كثيراً كما أن التدخين لا يضر الضرر البليغ الذي يتصوره بعضهم فإن ملايين من البشر يدخنون ولا شيء يصيبهم سوى إنفاق دراهمهم وأن كثيراً من الفلاسفة والعلماء والشعراء لا يدخنون ومنهم من يدخنون وإن فرنسا تحسن صنعاً لو أعطت الحق لكل وطني أن يقبض عَلَى كل صبي يراه يدخن لما في ذلك من الضرر عَلَى جسمه كما أن في انكلترا يحق لكل انكليزي أن يأخذ بتلابيب كل صبي يسير على هواه ويعمد إلى الكسل ولا يستعمل في العمل الصالح قواه.

سقوط الشعر

اخترعوا في ألمانيا دواءً بسيطاً لمنع الشعر من السقوط وذلك بأن تأخذ مائتا غرام من جذع القراص (قريص) وتسحقه سحقاً جيداً وتغلى في لتر ماء ونحو نصف لتر من الخل الجيد ويصفق هذا المحلول فيفرك كل يوم محل الشعر.

الصحافة

قالت مجلة النجاح ما مثاله معرباً: عرَّف لاروس في معجمه أن الصحافي هو الذي يشتغل بتحرير جريدة وهذا التعريف لا يخلو من إبهام وغموض وذلك أن الواجب عَلَى الصحافي أن ينظر في جملة ما يتحتم عليه النظر فيه من الرسائل الواردة عَلَى إدارته وينظمها بحسب الأحوال الداخلية وأن يسارع في عمله ويكون مستعداً ابداً لإملاء الفراغ الذي يقضي عليه أحياناً أن يملأه لأن للجريدة وقتاً معيناً تصدر فيه ولا مناص من تأخيره. فالمطلوب منه شيءٌ كثير أكثر مما يطلب من غيره من أرباب الصناعات ما عدا الطاهي فإن صناعة الطبخ أشبه بصناعة الجرائد من عدة وجوه فيطلب إلى الطابخ أشياء كثيرة كما يطلب من الصحافي ووجه الشبه بينهما لا يخلو من فروق فإن الأول يغذي الأجسام والثاني يغذي العقول والفرق بينهما أن عدد من يقضى عَلَى الطاهي إطعامهم محدود أما عدد من يغذيهم الصحافي فكثير جداً قد يبلغ مئات الألوف.

ثم إن للصحافي جمهوراً كبيراً من الحانقين ممن لا يعرفون للشفقة معنى ولا يقيمون للرأفة وزناً وأعني بهم من يعتقدون أنهم يحسنون معرفة كل شيء أكثر من غيرهم فالصحافي يقاسي الأمرَّين من أهل هذه الفئة.

يأتي الصحافي في الصباح إلى مكتبه فيجد أمامه بريده يغطي منضدة التحرير وفيها أدلة عَلَى قلة حظوته من الناس فمنهم من يكتب إليه ليتك تعنى عناية كبرى بأحوال المجلس البلدي وآخر يقول له: كفَّ عن مراقبة كل ما يحدث في البلدية وثالث يقول له إن السياسة لا تهمني فإذا أنت لم تعن كثيراً بالحوادث المحلية اضطر إلى الاشتراك بجريدة غير جريدتك ورابع يقول له العكس ويريده على أن يكثر من مؤازريه في المسائل السياسية والابتعاد عن سفاف أخبار المدينة. ومنهم من يقول لماذا لا تكثر من نشر الشعر فمتى عزمت عَلَى النشر فأنا أقدم لك قطعاً من شعري ومنهم من ينتقد نشر الجريدة للنمر الرابحة في اليانصيب ويوعز إلى صاحبها أن يستعيض عنها يوم لا شيء له يملأ به فراغه بقطعة من رواية يجعلها رفرفاً للجريدة ومنهم من يأمر محرر الجريدة أن يحذف بالمرة صفحة من تلك القصص الغرامية التي لا فائدة منها.

وهكذا يدرس الصحافي رأي قرائه من أحكامهم عَلَى مقالاته وأخباره والأنكى من ذلك أن بعضهم يوجهون هذا النقد إلى مديري الجرائد وأصحابها وهؤلاء يعتقدون أن أقل نقد يوجه إلى جريدتهم يوقف رواجها وربما يقصر حبل أجلها ويقضي عَلَى الصحافي إذ ذاك أن يفهم صاحب الجريدة وهناك المصيبة لأنه يكون في الأكثر من رجال المال فقط ولا يهمه سواه.

ولا تنتهي آلام الصحافي بخروجه من غرفة التحرير بل أنه إذا دخل محل قهوة ليستريح لا يلبث أن يراه بعض من يعرفونه فيحومون حوله معتقدين أن الفرصة قد حانت لنصحه ويأخذون في نقد العدد الصادر ذاك النهار فإذا لم يسلم لهم بانتقادهم يزيد إلى أعدائه أعداءً.

وبعد فإن الأرض لا يحرثها إلا الفلاح والجنود لا يقودها إلا ضابط والشعور لا يقصها ويزينها إلا الحلاق ولكن الجريدة يعرف كل الناس أن تكتبها وتنتقدها. نعم الجريدة يحسن تحريرها كل طالب في مدرسة وكل فتى شاب وكل قاعد في قهوة وكل معجب برأيه سخيف في عقله إلا الصحافي فكأن كل القراء يخلقون والقلم وراءَ آذانهم.

وهناك شؤون من مؤلمات الصحافي تعوق القرائح عن جريها وأعني بذلك إذا اخطأ ذات يوم وحمل عَلََى أحدهم فعندما تقام عليه القضية حتى إذا عاد بغضب الله عليه ويسجن فلا يرثى له أحد. وللصحافة حسنات ولكنها قليلة جداً وذلك إن اعتقاد الصحافي يكون في الأكثر أن يخدم الحضارة ويعد العقول ولكنه كثيراً ما يضطر أن يكتب غير ما يعتقد بحسب الحال ومع أن راتبه قليل ولا يجد في الجرائد إلا عدداً قليلاً تدفع رواتب حسنة للصحافي فالقسم الأعظم منها يدفع في السنة لرئيس التحرير من 2400 فرنك إلى 6000 فرنك ومن الجرائد ما يستغني عن المحررين ومع كل هذا فإن الصحافة مرغوب فيها كثيراً بما حوت من الظواهر والمظاهر ولأن كل من خانهم الحظ فلم يقدروا أن يعتاشوا في صناعة أخرى يرون من أنفسهم الكفاءة لإنشاء الجرائد

الحصاد في العالم

في هر كانون الثاني يبدأ الحصاد في معظم مقاطعات اوستراليا ويشرع بنقل الغلات الجديدة في البحار كما يبدأ بالحصاد في الشهر في كل من زيلندا الجديدة وشيلي وبعض أقطار أمريكا الجنوبية. ويبدأ الحصاد في شهر شباط في مصر والهند ويبقى إلى أواخر آذار وفي نيسان يبتدأ بالحصاد في سورية وقبرص وعَلَى شواطئ مصر وكوبا والمكسيك وإيران وآسيا الصغرى وفي أيار تحصد الغلات في آسيا الوسطى وإيران وآسيا الصغرى والجزائر وسورية ومركش وتكساس وفلوريدا والصين واليابان وفي حزيران تحصد الغلات في كليفورنيا واريغون والولايات الجنوبية من أمريكا الشمالية واسبانيا والبرتغال وايطاليا والمجر والروم ايلي وروسيا الجنوبية وممالك الطونة وجنوبي فرنسا واليونان وصقلية وكانتوكي وكانساس وكولورادو وغيرها. وفي شهر تموز يشرع في العادة بالحصاد في ولايات الجنوب الشرقي والوسطى من انكلترا ويدوم في اوريغون ونبراسكا ومينوستا وايوا وايلينوا وانديانا ومشيغان واوهيو وانكلترا الجديدة ونيويورك وفرجينيا وكندا العليا وفرنسا وألمانيا والنمسا وايطاليا وسويسرا والمجر وبولونيا ويدوم الحصاد في شهر آب في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبلجيك وهولاندة ومانيتوبا وكندا السفلى وألمانيا وبولونيا. وفي أيلول يشرع بالحصاد في ايكوسيا من بلاد الانكليز وأمريكا والسويد وشمالي روسيا وبعض فرنسا أيضاً وفي تشرين الأول يحصدون الحنطة والقرطمان في ايكوسيا والذرة في أمريكا وفي تشرين الثاني يشرعون بالحصاد في جنوبي افريقية (بلاد الراس وغيرها) وبيرو وشمالي اوستراليا وفي كانون الأول يشرع بالحصاد في ولايات لابلاتا وشيلي واوستراليا الجنوبية.

تقويم الهواء

إذا رأيت الكواكب في الصيف تتلألأ وهي كثيرة فهي إشارة إلى صفاء الجو وفي الشتاء علامة عَلَى البرد. فإذا فقدت لمعانها بدون أن تظهر السماء غائمة فذلك إشارة إلى المطر. ولمعان ضوء القمر دليل عَلَى الصحو وإذا أحاطت به الهالة البيضاء فدليل المطر. متى سطت الشمس عند الشروق طاردة أمامها الأبخرة البيضاء التي تبدو عند الفجر فذلك إشارة عَلَى أن اليوم مصح ومتى أشرقت الشمس وبدا معها في الأفق ضوء أصفر محاط بالضباب فذلك علامة المطر ومتى غابت وبدا معها لون ذهبي قليل الحمرة والسماء صافية الأديم فذلك إشارة إلى وجود الهواء وإذا اخترقت أشعتها السحاب عند الغروب وبدت في باقات مستطيلة تتماس بعضها مع بعض فذلك إشارة المطر. والسحاب الذي يقرب من الأرض بعد المطر يدل عَلَى الصحو والسحاب الذي يشبه كبب الثلج علامة الهواء في الصيف والثلج في الشتاء والسحاب الغليظ الأسود الذي يبدو في صورة منحدرات وجبال إشارة إلى العواصف والضباب الذي يحدث خلال الصحو ويرتفع تاركاً وراءه سحباً دليل رداءة الهواء ويشعر الهواء الشمالي والشمال الشرقي والشرقي والجنوب الشرقي بصفاء الجو وهواء الشمال الغربي والغربي ولا سيما الجنوب الغربي والجنوبي يؤذن بالمطر. وضباب الصيف الذي يبدو صباحاً يبشر بصحو النهار والضباب الذي يرتفع بدلاً من أن يتساقط ندى يدل أبداً عَلَى المطر والضباب الذي يبدو في الوقت الرديء يدل عَلَى أن الصحو قريب وضباب الخريف مقدمة للجليد الأول ومتى أخذ البط يقفز ذات اليمين وذات الشمال في الصحو صائحاً وغائصاً في الماء وتمرغ الدجاج في التراب وطار السنونو محوماً عَلَى سطح الماء فلك أن تحكم بأن المطر لا يلبث أن يهطل.

البقول والأخلاق يعرف الناس التأثير المضر الذي ينشأ من الإكثار من القتاء. والبصل ما زال منذ بدء العالم يبعث متناوله عَلَى الشفقة ومن يأكلونه فجاً تجد دمعتهم قريبة من مآقيهم والجزر يقوي في الطفل غريزة السلب والكراث يدمث الخلق ويكثر في متناوله الصبر ويجعله كفؤاً للعمل في الزراعة والفجل الأسود يولد السويداء وعَلَى نحاف الأجسام أن يتوقوا تناول البطاطا لأنها سلُّ الهزالى. ومن أراد تقوية عقله فعليه أن يتناول الثوم. ومن أحب السبانخ يتطال إلى المناصب العالية. ومن أكثر من العدس قوي فيه الميل إلى البحث المجهري والأرز يكثر منه البحارة والجرجير يمنع القرعة أما اللوبيا البيضاء فقد قال زولا أنها نافعة لمن يطيرون في المناطيد.

جمال الأصقاع

جمال كل صقع اليوم مورد ثروة لأهله. عرف السويسريون هذه الحقيقة وقدروا ما خصت يد الصانع بلادهم به من بهيج المناظر وجيد الماء والهواء فتوفروا عَلَى تهيئة أسباب الراحة في جبالهم وأوديتهم وسهولهم وبحيراتهم وأنهارهم فقد كان سكان سويسرا سنة 1889: 2، 933، 300 وكان يلحق الفرد منهم من الثروة 72 فرنكاً ونصف ومابرح عدد السائحين الذين يأتون يزيد حتى بلغ عدد من زاروها سنة 1899 مليونين ونصفاً وعدل ما تركه كل واحد منهم من الربح 98 فرنكاً فارتفعت ثروة كل فرد أواخر سنة 1899 إلى 152 فرنكاً ونصف. وهكذا بعد أن كانت هذه البلاد من أفقر بلاد العالم أصبحت من أغناها لأنها من أجملها. ثم أن لسويسرا من معاملها مورد ثروة آخر فقد بان بالإحصاء أنها تخرج كل سنة 917 مليون فرنك من مصنوعاتها عَلَى أن جمال أقاليمها هو أهم مورد لغناها. ولذلك تراها تنشيءُ كل يوم العمارات الجديدة التي تستوفي فيها شروط الراحة والرفاهية فلا يلبث المال الذي يدخل تلك الفنادق أن يتسرب إلى جيوب الفلاحين في أصغر قرية. وفي الفنادق السويسرية من أنواع البذخ ومعدات الحضارة مالا تكاد تجد مثله في نيس ومونتيكارلو وقد كان عدد أعضاء جمعية أرباب الفنادق السويسرية سنة 1900 828 عضواً ولها 65، 220 سريراً للسياح وتصدر باسمها جرائد وتنشر صور بلاد سويسرا الجميلة عَلَى جدران العالم المتمدن وتفرق بالألوان كتباً تدل السائح عَلَى ما في سويسرا من مظاهر الراحة والظرف والصحة. ولو أحذت سورية هذا المثال لما أتت بضع سنين إلا وهي من أغنى أقطار الأرض.

تقويم العيد

السنة عند الصينيين 360 يوماً تنقسم إلى أثني عشر شهراً وينقسم اليوم إلى 96 جزءاً والأعياد كثيرة عندهم وأكثرها أعياد الطبيعة والدين ففي شهر كانون الثاني عيد العذراء الصينية وفي أيار عيد حامية العميان. والعمى من أعظم أمراض مملكة ابن السماءِ. وفي شهر أيلول عيد الحصاد وعيد الزراعة وعيد الرعد وفي كانون الأول عيد ولادة فيلسوفهم كونفوشيوس وعيد الهم بوذا.

عمر الإنسان

يقول أحد علماء الألمان أنك إذا فرضت مالك في الحياة فجعلته 86 سنة وقسمت الباقي عَلَى اثنين يكون الحاصل ما بقي لك من سني الحياة. ويقول عالم بلجيكي أن خمسة في كل واحد يعيشون وفي سن الخامسة 119 من الألف وفي العاشرة يبلغون 512 وفي الخامسة عشرة 347 وفي العشرين 207 وفي الخامسة والعشرين 156 وفي الثلاثين 129 وفي الخامسة والثلاثين 97 وفي الأربعين 78 ويقول أن كل ألف رجل عمر الواحد منهم ستون 559 يعمرون السبعين و120 يبلغون الثمانين و17 إلى التسعين وأربعة فقط يبلغون سن المئة من كل ألف شخص عمر الواحد منهم تسعون.

مدارس الصناع

لكل صناعة في الغرب مدرسة خاصة بها فعدد تلامذة المدارس الصناعية في فرنسا 22 ألفاً ومثل هذا القدر عدد تلامذة المدارس الصناعية أيضاً في الدانيمرك وأهلها مليونان ونصف في حين أن أهل فرنسا نحو أربعين مليوناً وفي الدنيمرك 121 مدرسة صناعية و57 مدرسة تجارية وعدد تلامذة مدارس الصناعات والتجارة في ألمانيا 329، 656 تلميذاً تصرف عليهم في السنة ثلاثين مليون فرنك ما عدا الإعانات الأدبية والمادية التي لا تزال تنهال عليها وكان عدد تلامذة المدارس التجارية في بروسيا فقط سنة 1903 ثلاثين ألفاً وهذه المدارس إجبارية. ولسويسرا مدارس مدارس كثيرة للصناعات المختلفة ومدارس زوريخ وجنيف يضرب بها المثل بكثرتها وإتقانها ولليابان 38 مدرسة للصناعة فيها أربعة آلاف طالب وفي مدارسها الزراعية 62 ألف طالب وفي مدارسها التجارية 13 ألف طالب ومدارس المعامل خاصة بصنع الزهور الصناعية والتطريز وليس من تلميذ في المدارس الصناعية في السابعة من عمره إلا وهو يعرف بصور زهرة أو حشرة أو غصناً ولا عجب من ثم إذا زادت تجارة يابان زيادة كبرى فكانت تجارتها الخارجية سنة 1897 986 ملون فرنك فأصبحت سنة 1906 مليارين و195 مليون فرنك.

التكاليف أو الضرائب

قالت مجلة الاقتصاديين الفرنسوية ما ملخصه: من القواعد الاقتصادية المعروفة أن يكون أبناء الوطن الواحد سواءً في تحمل الضرائب شركاء في الغرم كما هم شركاء في الغنم وأن الضرائب يجب أن تفرض بحيث لا تقف حاجزاً دون حرية التجارة والضرائب مخصصة للخدم العامة في الأمة. كانت البضائع ولا سيما الغلات إذا أريد نقلها في أوربا منذ قرن وربع من إقليم إلى إقليم تراقب أنواع المراقبة وتؤخذ من أصحابها عدة رسوم ولكن رجال الاقتصاد تغلبوا عَلَى رجال السياسة وأبطلوا بالتدريج في أوقات مختلفة هذه العراقيل في التجارة علماً منهم بأن التجارة ليست سرقة كما يقول بعضهم بل هي مقايضة عن تراضٍ بين البائع والشاري ولأن التضامن الذي كان أول من قال به آدم سميث شيخ الاقتصاديين هو صورة من صور تقسيم الأعمال يستلزم الاخصاء في الكفاءات والتنويع في الحاجات فإذا ساءت مثلاً زراعة القطن في الولايات المتحدة تقف في الحال معامل لانكشير في انكلترا.

إبان الاقتصاديون منزلة قاعدة العرض والطلب من عالم المعاملات لأنها ميزان المقايضات بين الأمم وهي من الضروريات التي لا تستغني عنها دولة. قال كسني من الاقتصاديين أن تجار غيرنا من الأمم هم كتجارنا أبناء وطننا فدل بهذا القول عَلَى فائدة المنافسة التجارية وأشار إلى التشبث بها ما أمكن والمنافسة اليوم من أعظم العوامل الأدبية في المدنية الغربية. وأن الخطر العظيم الذي ينالها هو الاستعاضة عن المنافسة الاقتصادية بالمنافسة السياسية. لا جرم أن الاقتصاديين ترددوا بشأن أجرة العامل ولكنهم توصلوا إلى أن فرض الأجور هو عبارة عن وفاق للمقايضة وأن الأجرة لا تؤدي عن العمل بل في مقابل ما تنتجه وينشأ من أثرها وأن صاحب العمل يؤدي للعامل سلفة من أجرته وأن المتبايعين هم الذين يؤدون أجور العملة كما يؤدون الضرائب والمكوس والمبتاعون هم الناس أجمعون.

أما الاختلاف بين رأس المال والعمل فليس في الحقيقة إلا اختلافاً بين المنفق الذي يهمه أن يرى أسعار الأسواق متدنية ما أمكن وبين العامل الذي يقبض أجرته ويرمي برفع الأجور وتنقيص ساعات العمل إلى زيادة قيمة ما يعود عليه.

ولم يفتأ الاقتصاديون يحاربون كل من يقصدون إحداث قيم مصنعة بما يدبرونه من الوسائط السياسية والإدارية والشرعية أو يعمدون إلى استعمال الشدة والقسوة في انفاذ ما يريدون سواءٌ كان بوضع الضرائب أو الاعتصابات أو برفع سعر الفائدة في الافتراض أو برفع سعر السلعة الفلانية أو قيمة الشيء الفلاني ثم زيادة سعر الحنطة بوضع رسوم الجمارك عليها وخفض قيمة الخبز إلى أقل من سعر الحنطة مادته الأولية بوضع رسوم البلدية عليه.

إن الإحسان والرفق بالضعفاء يزيدان في شقاء البائسين ويكثران من عدد المحاويج والمعوزين. فالاقتصاديون يوجدون الأسباب للقضاء عَلَى الشقاء من أصله بدلاً من أن يعمدوا إلى صوغ جمل محزنة مبكية كما يفعل من يجمعون الصدقات ليستدروا بأعمالهم أموال المحسنين ولذلك يوصف الاقتصاديون بكزازة الأيدي وأولئك المحسنون بسباطتها.

حارب الاقتصاديون الامتيازات في كل مكان واثبتوا ما يحق لكل عامل أن يتناوله من عمله ورسموا له جزاءً يساوي أتعابه ولقد ابان آدم سميث كيف أن من يبحثون عن منفعتهم الخاصة يضمنون النجاح العام. ولا يستطيع مالك رأس المال أن ينتفع به إلا بأحد وجهين إما ان يستعمله في أمور تأتي بربح أو أن يقرضه لأناس يستخرجون منه أرباحاً يعطون لقاءها فائدة ولا يأتي رأس المال بربح إلا عَلَى شرط أن يلقى به للاستثمار أو أن يصرف في سد حاجة ويدفع عنها ما يقابلها وأجرة رأس المال هي في الحقيقة مقياس الانتفاع من استخدامه.

قال الاقتصاديون: أن عَلَى المرءِ تبعة عمله فلا تعتبر الحكومات أداة بسيطة وآلة صماء فالرق والعبودية ممنوعة وحرية العمل أشرف من الاستعباد فيه وإن العامل إذا عمل مدفوعاً بعامل الربح يعمل أكثر مما إذا عمل مكرهاً وأثبتوا أن لا شيءَ بلا مقابل ولكل عمل ثمن وأجرة. وإن المسائل الاقتصادية تتجلى بالربح والخسارة وهناك العيار الذي قلما يختلف مما ليس لغيرها من المسائل. فالافراد يعملون ويقتصدون لأن الحكومات لا تخضع لناموس الربح والخسارة بل تنفق جزافاً وتسرف إسرافاً. ورجال الحكومات والبلديات في العالم يقدرون فائدة أعمالهم ببعض الآراء الوطنية والسياسية والدينية والصحية والإدارية والشخصية فقد كان الناس في القديم عندما كانوا ينهكون بوضع الضرائب يتعزون بأن ما يؤخذ منهم يعود عليهم حتى قال فولتير في القاموس الفلسفي أن ملك انكلترا يأخذ كل سنة مليون ليرة انكليزية وهذا المليون يعود برمته بإنفاقه له عَلَى أمته ولكن الاقتصاديين ردوا هذه الأوهام وقالوا أن الخراج يستولي عَلَى كل شيء من الدخل والخرج والوفر ولرؤوس أموال أرباب الأملاك والمباشرين للأعمال الكبرى والعامل وأن هاته الطبقات لو توفر لها ما تقاضته منهم الدولة لتنفقه عَلَى الموظفين والجند لكانوا هم أيضاً أنفقوه ولتيسر لهم أن يقتصدوا منه جانباً ينفقونه في تحسين أراضيهم وأعمالهم وربما كان للعامل من هذا الوفر رأس مال له ولا يزال إلى اليوم أناس ممن يزعمون أنهم عَلَى شيءٍ من العلم والتجارب يقولون في الأعمال الغير المثمرة وماذا يضر ذلك ما دام المال ينتقل من يد إلى أخرى. يقولون هذا وهم لا يدركون أن الأموال التي تصرف في أعمال عامة لا فائدة منها مثل الطرق البحرية بل هي ملقاة في المياه وضائعة ضياعاً لايرجى معه رجعة وأن الإسراف في هذا المال يقلل من رؤوس الأموال الموجودة كما يقللها الحريق والغريق.

يقتصد الاقتصاديون من مال الحكومة لأن مالها هو مال المكلفين. قالوا أن الخراج والجباية الباهظة تقضي عَلَى نشاط العاملين. فالعثماني لا يعمل متى علم أن الباشا سيسلبه ما ظهر من أرباحه. الخراج لم يغن قط أمة وإن أحسن الكرم الذي تعطف به حكومة عَلَى محكومين أن تتناول من المكلفين أقل ما يمكنها من الجباية والوزائع. والمكلفون هم العالم أجمع. ولذلك قال كبار الاقتصاديين أن الحكومة في اسبانيا هي الجرح النغار في جسم البلاد.

قال الاقتصادي شارل دونويه أن الحكومة هي المغنية في الحقيقة ونفس الأمر. وليس معنى هذا أنها هي التي تصنع المصنوعات بل لأنها تحمي الصانع في صناعته وتزيد في تأمينه وراحته فإذا حصلت أرباحه وقدرتها عَلَى ما يجب من الاعتدال يقوم غيره من أرباب الاقتدار ويجمعون رؤوس أموال ويحسنون الزراعة. فإغناء الحكومة هو توزيعها الثروة في الناس عَلَى نصاب العدل وذلك لأن الحكومة كما قال المشار إليه إذا ارتفعت حمايتها ولم تمد جناح أمنها عَلَى ما يجب تفقد الثروات قيمتها الحقيقية وتنقطع القوى المنتجة عن الإنتاج وتصاب بالانحلال والخمول وعَلَى العكس إذا نشرت الأمن فإنها تزيد قيم جميع الخيرات وتزيد جماع القوى نشاطاً ومضاءً وإخصاباً وكلما ارتقى الأمن والثقة يزيد النجاح وكلما زاد النجاح يزيد الناس رغبة في رفع أعلام الأمن ويرون الحاجة أكثر ما تكون مساساً إليه.

فالحاجة إلى الراحة أعظم من الحاجة إلى نشر كلمة المدنية ورفع شأنها والناس يتقاضون عدلاً سريعاً خالصاً تراعى فيه الحرية مع التشدد في المحافظة عَلَى النظام والراحة حتى لا ينغص أحد في استعمال قواه وما تملك يداه والواجب أن تكون هذه الراحة باقية عامة وأن لا يكدر من يصرفون قواهم ورؤوس أموالهم في المشاريع في مقايضتهم وأعمالهم مثال ذلك أن ألمانيا تضرب الضرائب عَلَى القمح واللحم لتغري بذلك كبار أرباب الأملاك وتوطد أقدام الفلاحين في قراهم.

فتأخذ منهم جنداً قوياً تقابل به الجند الذي تدعوه إلى حمل السلاح من فستفاليا وولاية رين وهم أهل صناعة يدفعون لها الضرائب التي تعدل بها القوى في الانتخابات.

والحكومة المجرية تريد أن نشئ صناعات لتهيء عملاً لمن لا عمل له من الفلاحين الذين يتكاثر عددهم اليوم بعد اليوم لتحول بذلك دونهم ودون الهجرة. والاقتصاديون يبحثون عن عامة الوسائط التي يراد بها معاونة العلم على نجاحه والصناعة عَلَى الترقي وللزيادة في تنقل الناس والبضائع والأموال قائلين أن صاحب رأس المال يحتاج إلى أمرين الحرية ليستخدم رأس ماله فيما يعود عليه بفائدة أكثر وللأمن لينال ثمرة رأس ماله فإذا أخطأ الحرية يضطر في الغالب أن يضع رأس ماله في أعمال قليلة الربح وربما يؤدي به ذلك إلى الخراب وإذا أعوزه الأمن يبحث لا عن الموارد النافعة له أي عن أنفعها له ولغيره بل ينقل رأس ماله إلى مكان آخر أو لا يستعمله إلا في أمور محدودة.

علائم الموت

فقدان العقل والشعور والإحساس في الجلد ووقوف التنفس والدم وغؤور العينين هي العلائم التي تثبت الموت ولكن هذه الإشارات قد تخطئ. وقد أبان أحدهم مؤخراً طريقة لمعرفة الميت ممن لم يزل فيه نسيس من الحياة لا ينتظر معها تفسخ الجثة حتى يتحقق ذهاب الروح منها وهي أن يجعل المائت في هواء غير متحرك ويوجه أحد أعضائه إلى الأرض ويرسل عليه نار تمس طرف الجلد مساً خفيفاً فتنفخ الجلد بعد ثوان انتفاخاً يسمع صوته ويكشط هذا الانتفاخ مكاناً من الجلد كالقرش وتنقبض بقايا البشرة المكشوطة حوالي المكان المحروق ولكن بدون سائل. وإذا جرب ذلك في شخص حي تحدث في بشرته بثرة ذات مادة مائية لا بثرة غازية كما في شخص ميت وعليه فإن البثرة الغازية لا تنشأ إلا بعد وقوف مجرى الدم وبذلك يتحقق موت الشخص.

أفضل الغذاء

من المسائل الصعبة اختيار أفضل الغذاء فقد قال علماء الفرنجة أن لحم الخنزير إذا أكثر منه الإنسان تسود الدنيا في عينيه وعَلَى العكس في مستعمل لحم البقر فإنه يورثه قوة ونشاط. والظاهر عَلَى ما قالوا أن لحم الخروف أشبه بلحم الخنزير أما لحم العجل فمن خواصه أن يسلبك القليل من النشاط الذي فيك. والزبدة واللبن الحليب تجود بتناولها صحة النساء. ومتى أكثرنا من تناول الزبدة تورثنا كسلاً وعَلَى رجال الأدب وأرباب الأقلام والصناعات النفيسة وكل من يصرفون من دقائق الدماغ كثيراً أن يكثروا من تناول التفاح وأن يجتنبوا البطاطا فإنها كالزبدة تورثهم الكسل. ومن الغريب أن لحم الحمام هو أتعب اللحوم للمعدة والجسم حتى أن أحد الانكليز تراهن مع أحدهم عَلَى أن يتناول لحم الحمام ثلاثين يوماً فلم تمض عشرة أيام حتى عراه العياء وطلب أن يطعم شيئاً من المرق.

النوام

تقول مجلة المطالعات البيتية أن مرض النوم أو النوام الذي اكتشفه العلماء عند بعض الشعوب في أواسط افريقية ليس من الأمراض الحديثة إذا نظرنا إلى الحوادث المشابهة له التي أوردها قدماء المؤلفين فقد نص علينا بلينوس القديم أن الفتى ايبمنيدس نام ذات يوم في كهف سبعاً وخمسين سنة بدون أن يستيقظ وأنه بعد أن انتبه من نومه عاش إلى سن المئة والخامسة والسبعين. وليس بلينوس هو الوحيد في بابه فهناك السبعة نيام في افسيس (أصحاب الكهف) الذين لم ينجوا من الموت خلال الاضطهادات التي وقعت عَلَى المسيحيين بأمر دسيوس إلا باعتصابهم في مغاور ناموا فيها 196 سنة عَلَى ما يؤكدون. وهذا النوم أشبه بداءِ النقطة ولكنه لا يشبه النوام الذي تكلم عنه سوانينوس من فيرون في كتابه وصف بلاد المسكوب قال أنه يوجد شعب يسكن لوكوموريكو وهي ناحية واقعة فيما وراء بلاد السارماتيين فيظهرون أنهم ماتوا منذ اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين الأول كالضفادع لشدة البرد القارس في بلادهم وفي اليوم الرابع والعشرين من شهر نيسان يستيقظون وتعود إليهم حياتهم ولسكان هذه البلاد صلات مع الأمم المجاورة وهم يدخرون عندما يقرب نومهم السنوي مؤونتهم من الطعام فيأتي جيرانهم عند ذاك يبحثون عنهم تاركين بضائع وميرة عَلَى سبيل المقايضة بثمن متساوٍ ومتى عادت إلى اللوكوموزيكيين حياتهم يطالبون بحقوقهم إذا لم يجدوا المقايضة متناسبة وتثور بينهم خصومات ربما أدت إلى حروب بين هاته الشعوب المسكويية. وما ندري إذا كان هذا الشعب لم يوجد له أثر إلا في مخيلة الكاتب الإيطالي أو أنه اختلطوا عليه مع اليرابيع التي ترقد في الشتاء.

رماد الإنسان

يقول الأميركان أن المرء يبلغ غاية الصحة في سن الأربعين ويقدرون ثمن الرجل الشجاع الذكي العامل بألفي ليرة أما الكيماويون فيقدرون أن ثلثي جسم الإنسان مؤلف من ماء ممزوج بسموم فنطفتنا تساوي ألوفاً من بيض الدجاج والهيدروجين الذي فينا يكفي لنفخ منطاد غير قليل وإذا أضيف إليه الكربون يتأتى أن يضاءَ به شارع طوله خمسمائة متر طوال الليل ففي أحشائنا ما يساوي 19 فرنكاً من غاز الاستصباح وفي هذا الكربون مادة كبيرة للتصوير يستخرج منها 780 دزينة من جيد أقلام الرصاص فإذا قطعت رجل إنسان يستطيع أن يستخرج منها مادة قلم الرصاص تكفيه لكتابته ما دام حياً. وفي الإنسان مادة فوسفورية تكفي لبل 820 ألف من الثقاب أي عود الكبريت وفيه من المواد الدهنية ما يكفي لعمل عشر دزينات من الشمع الجيد اللهم إذا استخدمناها لعمل الحساء وهذا يتأتى لنا تمليحه بالملح الذي تحويه أنسجتنا وهو نحو عشرين ملعقة.

ضمان الأغلاط

في الغرب شركات لضمان العقارات من الحريق وضمان الأسرات من موت أبيها وضمان الغلات من البرد وضمان السفن من الأنواء وضمان الأجسام من العوارض وها قد أسس الألمان اليوم شركة لضمان الإنسان من غلط يرتكبه موظفو البرق في كلمة أو كلمات تؤدي إلى تحريف الرسائل البرقية تضرر بذلك صاحبها أو لم يتضرر.

الأجراس أعظم أجراس الكنائس في العالم جرس كنيسة الثالوث في موسكو وزنه 67083 كيلو غراماً وجرس بلدة موسكو 65 ألف كيلو غرام والجرس الإمبراطوري في كولونيا زنته 28 ألف وجرس السفوايارد في باريز وزنه 16888 وجرس عمانويل في كنيسة نوتردام في باريز 12000 وجرس سيدة الحماية في مرسيليا 8044 وجرس كليمان في جنيف وهو من الفضة وزنه 2070 كيلوغراماً.

العدد المشؤم

يتشاءم عامة الإفرنج من العدد 13 وهذا التشاؤم كان قبل الميلاد عنوان الموت فكان العدد 13 في ورق اللعب الذي يستعمله أهل بوهيميا للتنبوء عن المستقبل عبارة عن هيكل عظام مسلح بمنجل ولهذا الرمز أثر عند بعض اليهود فلا يلفظ به عامتهم ويسمح لكبار حاخاماتهم أن يذكروه مرة في السنة. والعدد 13 هو العدد المقدس عند أهل المكسيك وقبائل يوكاتان إذ كان في بلادهم ثلاث عشرة حية تعبد وتمجد. وللعدد المذكور شأن في الأساطير النروجية وغيرها.

نبات يضيء

كل يوم يكتشف علماء النبات خواص لم تكن معروفة لبعض النباتات فبالامس اكتشفوا نباتاً يتغذى باللحوم ونباتاً يطير كالمنطاد والطيارة الهوائية واليوم اكتشفوا في برازيل في مقاطعة سان جواكيم من أعمال ولاية سان باولو نباتاً يضيء كالكهرباء أو كمصابيح الغاز والبترول والشموع ويسميه أهل تلك البلاد نبات الأوربية ويتنافسون فيه فيجعلونه في أصاصي وأواني ويزينون به القصور فيظل أياما يبعث نوراً يكفي لأن يطالع المطالع به جريدة وكتاباً. قالوا أنه من فصيلة النباتات التي لا زهر لها وإن كان لا يشبه الفطر.

غابة عظيمة

في شاطئ العاج إحدى مستعمرات فرنسا في افريقية غابة مساحتها 125 ألف كيلومتر مربع لم تمسها يد بشر وفيها من أنواع الحراج والنبات من 1500 إلى 2000 نوع منها خمسون نوعاً يبلغ علو شجرها خمسين متراً وجذعها من متر إلى مترين ونصف وعدد الأشجار التي يبلغ طولها من 25 إلى 40 متراً من 150 إلى 200 وهناك من أنواع الأشجار أغربها وفي ظلالها من النباتات أدهشها ومن جملتها المطاط والنخيل الذي يستخرج منه الزيت.