مجلة المقتبس/العدد 5/سير العلم
مجلة المقتبس/العدد 5/سير العلم
مساكين المحترفين
ليس الفقر مختصاً بطبقة خاصة من الناس من سوقة وباعة ومزارعين وصناع بل قد عض ناب الفقر في الغرب أيضاً طبقة ممن يتعاطون المحاماة والتعليم والكتابة فقد بحث أحد الأمريكان فرأى أن أحسن طريقة لتلافي هذا الخطب النازل تغيير أساليب التربية فيدخل الأولاد أولاً مدارس ابتدائية إجبارية في السن التي يحظر عليهم فيها دخول المعامل ثم يدخلون المدارس الصناعية ولا تكون إجبارية ويبدأ التعليم بالحال بعد الخروج من المدرسة الابتدائية ويكون موجزاً. أما من يريدون التخرج في المحاماة والطب والهندسة فيبدأون بالدراسة ويداومون العمل طويلاً وتجد الدروس العالية لها مكاناً بين المدرسة الابتدائية والمدارس التجهيزية إلى اتخاذ الصنائع الحرة وتخف بذلك النفقات التي تنفقها الحكومات الآن ويكون التعليم خاصاً ويقضي التعليم الصناعي على الفقر والحاجة.
مدفع للبرد
معلوم أن البرد يضر كثيراً من المزروعات بنزوله عليها ناهيك بأن واحدتها قد تكون بحجم الجوزة. وقد فكر أحدهم في إيجاد مدفع يبدد شمل البرد إذا تجمع الجو ويدفع عاديته عن المزروعات والمغروسات ومازال مخترعه واسمه سيتجر يتوفر على إكمال مدفعه حتى وفق في العهد الأخير إلى وضع حلقة في داخل المدفع قطرها من 12 إلى 13 سنتيمتراً وبهذه الواسطة تمكن من قذف الهواء المضغوط بواسطة انفجار البارود بسرعة على أطراف الحلقة بقوة غريبة في القذف العلوي فيضطرب الجو بشدة في الطبقة التي يكون فيها البرد.
كتب الدنيا
أحصى أحد العارفين الكتب التي طبعت منذ اختراع الطباعة فقال أنه طبع منذ سنة 1450 إلى سنة 1536، 42 ألف مؤلف وطبع من سنة 1536 إلى 1636 قرابة 275 ألفاً ومن سنة 1636 إلى 1736، 1. 225. 000 ومن سنة 1736 إلى 1836، 1. 839. 960 فكان مجموع ما طبع إلى سنة 1836، 3. 681. 960 مصنفاً فلو فرض أنه طبع من كل كتاب ثلاثمائة نسخة فيكون مجموع ما طبعته مطابع العالم إلى سنة 1836، 3. 313.
764. 000
وأحصى أحد الأمريكان كتب الولايات المتحدة فقال أن في بيوتها 42. 000. 000 مجلد وعند علمائها وكتابها ومخترعيها 150. 000. 000 وعند كتبيها وطابعيها 60 مليوناً وفي خزائن كتبها العمومية 50 مليوناً وعند تلامذتها ثمانية ملايين وعلى تلك النسبة حسب ما في العالم من أسفار فكانت 3. 200. 000. 000
كليات الشعب بإسبانيا
نجحت الكليات التي أنشئت لعامة الشعب ممن لم تساعدهم الأيام على الدراسة في الكليات العالية في إسبانيا وهي تفتح مرتين في الأسبوع وتعلم علماً واحداً وليس التدريس فيها خاصاً بالأساتذة بل إن جماعة من أهل الأخصاء من طبيب ومهندس ومحام بل وتلميذ يلقون فيها على المستمعين من طلاب الاستفادة كل ما شاق وراق من الموضوعات.
كلية النساء في اليابان
أسس اليابان كلية جامعة في طوكيو سنة 1896 خصت بالنساء دون الرجال وغايتها تعليم اليابانيات ما يؤهلهن للعمل على ترقية الوطن ومدة الدراسة ثلاث سنين تنال الطالبة بعدها شهادة تنطق باقتدارها وكان عدد الطالبات سنة 1901 ثمانمائة طالبة وتقسم الدروس إلى ثلاثة فروع وهي الآداب اليابانية والآداب الإنكليزية والعلم والأدب وهذان العلمان يقسمان إلى فروع أهمها الاقتصاد السياسي والقانون المدني والفيسيولوجيا وتدبير المنزل والصحة. والمعلمات بأجمعهن من نساء يابان أو إنكلترا ويشترط أن لا يقل عمر الطالبة عن 17 سنة وتعيش هذه الكلية بالإعانات الخاصة ولا تدفع لها الحكومة في السنة غير ألفي يان (ريال ياباني).
أعظم شلال
كان الباحثون موقنين بأن أعظم شلال في العالم هو شلال نيكاراغا في أميركا أو شلال فكتوريا على نهر الزمبيز في إفريقية وقد اكتشفت الآن شلال ثالث يفوق الشلالين السابقين في كثرة ارتفاع مائه وهو شلال اينياسو القائم على نهر صغير المتدفق من نهر بارانا في البرازيل من جنوبي أميركا سعته 4734 متراً أي أنه بالقياس إلى شلال نيكاراغا ضعفان ونصف ويدفع في الساعة 940 مليون طن (الطن ألف كيلو غرام) من علو سبعين متراً وهو في غابة غبياء لم ينزلها بشر ولا رفع منها حجر ولا مدر ومساحتها لا تقل عن ألف وخمسمائة كيلومتر مأهولة من جهاتها الأربع.
باطية عجيبة
اخترع أحدهم باطية أو زجاجة تحفظ السوائل التي تملأ بها حارة كانت أو باردة وهي عبارة عن غطائين من الزجاج بينهما فراغ يطلى داخلهما فيمتنع الإشعاع وينفع هذا الاختراع الأطباء والجنود والصيادين والسائحين كما ينفع المرضى ممن يضطرون أن يتناولوا اللبن المغلي في أوقات معينة ومن يريدون تناول الأشربة حارة فيجد المرء متى أراد شيئاً من الشوكولاتا الحارة أو الشاي الساخن أو القهوة الحارة ويتيسر للمريض أخذ الماء المغلي متى أراد.
مخيم قديم
عثر منذ سنين في ضواحي مرفأ فارامبول من أعمال مقاطعة فكتوريا في أستراليا على آثار أقدام بشرية قديمة جداً وذلك في قطعة من الحجر الرملي فأخذت قطعة منه ودفعت لكلاتش أحد علماء الحيوانات والنباتات الأرضية (بالونتولوجست) ومن أساتذة كلية هايدلبرغ الألمانية فقال أنها آثار وجدت قبل التاريخ. ثم رحل بالذات إلى تلك البلاد ليحقق قوله بالبرهان. وقد نشر الآن خلاصة أبحاثه ويؤخذ منها أنه في عهد يرتقي إلى ألوف من السنين ما تألف به ذاك الحجر الرملي فقام عليه هذا المخيم وحوى أجناساً من البشر قبل التاريخ في أستراليا وأن هذه القارة وتاسمانية كانت جزءاً من القارة الجنوبية التي كانت تمتد إلى المحيط الهندي وتصل أستراليا بآسيا وإفريقية. فدل ذلك على أن الإنسان على الأرض أقدم بكثير مما يتوهمه بعضهم وربما رد عهده إلى مئات الألوف من السنين على ما يحققه العلم والبحث.
اختفاء بحيرة
الظاهر أن إفريقية الوسطى أخذت تنشف بطائحها وتجف مياهها بالتدريج والعناية وقد غابت عن الأنظار هذه الأيام بحيرة شيروا في الجنوب الشرقي من نياسا في إفريقية الوسطى وطولها 45 كيلومتراً وعمقها عشرون اكتشفت سنة 1869 وخفيت هذه السنة.
تلفون جديد التلفون وعربه بعضهم بالمقول معروف في هذه البلاد وقد توصل العلماء إلى اختراع نوه منه لا سلك له يستخدم إذا حدثت حوادث في الخطوط الحديدية أثناء سيرها وسينتقل من أميركا محل اختراعه إلى أوربا وغيرها فتوصل آلته بأي سلك كان.
السل البقري
قر الرأي أو كاد على أن السل قد ينقل بواسطة لبن حليب البقر إلى السليمين ممن يشربونه وقد كان ادعى الأستاذ بهرنغ لما نال منذ أربع سنين جائزة نوبل في استكهولم عاصمة الدانمارك جزاء اكتشافه مصلاً للخناق - أنه اكتشف طريقة أكيدة لتلقيح المصابة من البقر بالسل فثبت الآن دعواه وصحت. وطريقته هذه أن يحقن كل حيوان في الأعصاب مرتين في بضعة أسابيع وبمقادير معلومة من باشلس السل المأخوذ من المرضى من البشر.
حالة العلم الحاضر
هو كتاب ألفه اميل بيكارد أحد أعضاء المجمع العلمي في فرنسا ذكر فيه فصولاً في الجبر والرياضيات والفلك وعلم جر الأثقال والطبيعيات والكيمياء وعلم طبقات الأرض ومنافع الأعضاء والنبات والطب بقلم يشف عن سلاسة وتحقيق ولا يستقل به الأكبار أهل الأخصاء المحققين فكأن المؤلف وضع دائرة معارف يصعب على كثيرين أن يقوموا ببعض ما قام به هذا الفرد إذ أن الإجادة في هذه الموضوعات لا تتأتى إلا لمن وقفوا على الاشتغال أعمارهم وصرفوا في البحث ليلهم ونهارهم قام بهذا العمل العظيم وهو من مشاهير الرياضيين وجعل بين تلك العلوم المختلفة صلة تتجلى منها حالتها اليوم.
ومما قال أن العلوم الطبيعية آخذة لهذا العهد أن تتكيف بصورة رياضية وليست الطبيعيات والكيمياء فقط بل العلوم الطبيعية بأجمعها وإن تكن هذه مختلفة عن تلك من هذه الوجهة فعلم الحياة (بيولوجيا) الحاضر مثلاً آخذ بوضع مبدأ مسلم به من أن الحادثات الحيوية تؤول إلى الحادثات الطبيعية والكيماوية. وكل مباحثه تدل على ما ينبغي للعالم أن يعده عما قريب للمستقبل من عدد العلم ليتأتى له أن يحسن البحث العلمي. والحياة العلمية كالحياة الاجتماعية كلما تعاقبت القرون يكثر فيها تعاور الأيدي والاشتراك.