مجلة المقتبس/العدد 67/أخبار وأفكار
مجلة المقتبس/العدد 67/أخبار وأفكار
بدائع الصنائع والمرأة المسلمة في العصور المتقدمة
تكلمتم في الجزء العاشر من المجلد الخامس على كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع وبينتم فضل الكتاب وما له من المكانة عند المشتغلين بفقه الإمام الأعظم فأحببت أن أتحف قراء المجلة بترجمة المؤلف وترجمة أستاذه وبنت أستاذه زوجته فاطمة الفاضلة فإنها أنموذج مما كانت عليه الأمة الإسلامية من العناية بتربية النساء.
قال الفاضل محمد عبد الحي اللكنوي الهندي في طبقاته المسماة بالفوائد البهية في تراجم الحنفية في صفحة 158: محمد بن أحمد بن أبي أحمد أبو بكر علاء الدين السمرقندي صاحب تحفة الفقهاء أستاذ صاحب البدائع شيخ كبير فاضل جليل القدر تفقه على أبي المعين ميمون المحكولي على صدر الإسلام أبي اليسر البزدوي وكانت ابنته فاطمة الفقيهة العلامة زوجة علاء الدين أبي بكر صاحب البدائع وكانت تفقهت على أبيها (وحفظت تحفته) وكان زوجها يخطئُ فترده إلى الصواب وكانت الفتوى تأتي فتخرج وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها.
وقال في الكتاب الموسوم بمدينة العلوم (وهو من البقية الباقية من نفائس مخطوطات مكتبة المدرسة العثمانية بحلب) كتاب التحفة للشيخ الإمام محمد بن أحمد بن أبي أحمد علاء الدين السمرقندي وهو الذي تزوج الكاساني ابنته فاطمة وشرح تحفته وفاطمة هذه كانت تنقل المذهب نقلاً جيداً وربما ترد فتوى زوجها الكاساني ويرجع هو إلى قولها وكانت الفتوى أولاً تخرج عليها وعليها خطها وخط أبيها السمرقندي ثم كانت تخرج بخطهما وخط زوجها الكاساني وكانت في يدي فاطمة سواران (باعتهما) وعملت بالثمن الفطور كل ليلة بالحلاوى واستمر ذلك إلى اليوم ولهذا سميت تلك المدرسة بالحلاوية (لم يزل هذا اسمها وهي من آثار نور الدين الشهيد عمرها سنة 554).
وقال في الفوائد البهية أيضاً في صفحة 53: أبو بكر بن مسعود بن أحمد علاء الدين ملك العلماء الكاساني صاحب البدائع شرح تحفة الفقهاء أخذ العلم عن علاء الدين محمد السمرقندي صاحب التحفة عن صدر الإسلام أبي اليسر البزدوي وعن أبي المعين ميمون المكولي وعن مجد الأئمة السرخسي وله كتاب السلطان المبين في أصول الدين وتفقه عليه ابنه محمود وأحمد بن محمود الغنزوي صاحب المقدمة العزنوية مات في عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودفن بظاهر حلب عند قبر زوجته فاطمة ابنة صاحب التحفة الفقهية العالمة والدعاء عند قبرهما مستجاب قال الجامع قال علي القارئ أنه مصنف البدائع الكتاب الكامل الجليل والسلطان المبين قيل وسماه المعتمد ومن شعره:
سبقت العالمين إلى المعالي ... بصائب فكرة وعلو همه
ولاح بحكمتي نور الهدى في ... ليال بالضلالة مدلهمه
يريد الجاهلون ليطفؤوه ... ويأبى الله إلا أن يتمه
وتفقه علي أحمد بن محمد السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه وزوجه شيخه ابنته فاطمة وقيل أن سبب تزويجها أنها كانت من حسان النساء وكانت حفظت التحفة لأبيها وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم ولما صنف صاحب الترجمة البدائع وهو شرح التحفة وعرضها على شيخه ازداد به فرحاً وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك فقالوا في عصره شرح تحفته وتزوج ابنته وأرسل صاحب البدائع رسولاً من ملك بلاد الروم إلى نور الدين محمود بحلب وكان قبل ذلك قدم الرضا السرخسي صاحب المحيط إلى صاحب فولاه نور الدين الحلاوية وأتقن عزله فولاه نور الدين الحلاوية فتلقاه الفقهاء بالقبول. وقال ابن العديم سمعت ضياء الدين الحنفي قال حضرت الكاساني عند موته فشرع في قراءة سورة إبراهيم حتى بلغ قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) فخرجت روحه ودفن عند زوجته داخل مقام الخليل بظاهر حلب والدعاء عند قبريهما مستجاب ويعرف عند الزوار في حلب بقبر المرأة وزوجها انتهى قلت إن الأشعار التي نسبها إليه وقد نسبها حسن جلبي في حواشي التلويح إلى الحكيم عمر الخيام والله أعلم. ونسبته إلى الكاساني بالكاف ثم الألف ثم النون بلدة وراء الشاش ذكره السمعاني وقد يقال في نسبته الكاشاني بالمعجمة بدل المهملة وفي مشتبه النسبة للذهني قاسان بلد كبير بتركستان خلف سيحون وأهلها يقولون كاسان وكانت من محاسن الدنيا خربت باستيلاء الترك عليها ومنها العلامة علاء الدين الكاساني من أئمة الحنفية بدمشق (صوابه بحلب) أيام الملك نور الدين انتهى.
قال العلامة ابن عابدين في حاشيته على الدر المختار في أوائل باب الطهارة ما نصه: هذا الكتاب (أي البدائع) جليل الشأن لم أر له نظيراً في كتبنا.
وقد أكثر العلامة المذكور في حاشيته من النقل عنه والمتتبع لها يرى أنه حينما يأتي بالنقل عنه يكون قد آّن بالإتيان بما فيه فصل الخطاب في المسائل المختلف فيها.
فكتاب يلقب المؤرخون صاحبه بملك العلماء ويشهد فيه العلامة ابن عابدين هذه الشهادة ويكون عمدته في حاشيته التي عليها المعول في عصرنا هذا يدل دلالة واضحة على عظم فضل مؤلفه وجلالة قدره وغزارة مادته ومع هذا الفضل والعلم الزاخر كانت زوجته فاطمة ربما ردت فتواه ورجع هو إلى قولها ولا ريب أنه لم تقدم على ذلك إلا حينما آنست من نفسها أنها ضاهته في العلم وبلغت مبلغه في الفضل.
وحسبنا هذا دليلاً على ما وصلت إليه المرأة المسلمة من الرقي في تلك العصور وقايس أيها القارئ بين أمثال هذه الفاضلة وبين المرأة المسلمة في عصرنا هذا وقل لي رعاك الله هل يوجد اليوم في مشارق الأرض ومغاربها امرأة مسلمة حازت من العلياء هذه الدرجة وقل لهؤلاء العلماء القائلين بتحريم تعليم المرأة الكتابة أكان صاحب التحفة السمرقندي الذي هذب ابنته فاطمة وعلمها ما علمها جاهلاً بالحكم الذي يعلمه هؤلاء.
فهل لنا أن نأخذ من ترجمة هذه الفاضلة درس عظة يوقظنا من سباتنا ويبعثنا من أجداث خمولنا ويرشدنا إلى النهوض إلى تعليم بناتنا واجباتهم الدينية وحوائجهم الدنيوية لنحيى في الدنيا حياة طيبة ونعيش في الآخرة عيشة راضية.
حلب // محمد راغب طباع
(تنبيه) علم مما تقدم أن بدائع الصنائع هو شرح لتحفة الفقهاء لكن المتصفح للكتاب لا يرى فيه المتن البتة وذلك لأنه شرح على طريقة المتقدمين أي أنه أتى إلى كل بحث من أبحاث التحفة فوسع دائرته وجعله فصلاً ومزج المتن مع الشرح مزجاً لا يمكن التفرقة بينهما إلا لمن يرى التحفة على حدتها فالكتاب عبارة عن فصول متتابعة.
تجدد إيطاليا
كتب أحدهم في المجلة مقالة تحت هذا العنوان قال فيها ما محصله: كلما خرقوا جانباً من جبال الألب ينزل على إيطاليا ينبوع من الخصب والمال وبينا تجد العجز مستحكماً في ميزانيات ألمانيا وإنكلترا وفرنسا ترى ميزانية إيطاليا يزيد دخلها على خرجها فزادت تجارة إيطاليا الخارجية منذ أواخر القرن التاسع عشر بقوة عجيبة لم تضاهها به التجارة الألمانية ولا تجارة الولايات المتحدة. نمت تجارة أميركا 85 في المئة وألمانيا 84 في المئة وفرنسا 50 وإنكلترا 40 أما إيطاليا فقد زادت 99 في المئة. ومدينة ميلان معهد المقدمين من الماليين كما هي معهد دعاة الاشتراكية المتحمسين ولكنهم يراعون النظام في حركاتهم ومطالبهم وما قط أهرقوا دماً حراماً واغتصبوا مالاً حراماً فالاشتراكيون على جرأتهم والماليون كذلك ويكفي أن مدينتي تورين وميلان قد أقدمتا على صنع السيارات (الأتومبيل) قبل فرنسا وربحتا أرباحاً طائلة.
وبعد فإن إيطاليا مخصبة برجالها كما هي مخصبة بالأعمال والواردات ومعدل نفوسها أكثر من ألمانيا ففي كل كيلو متر من بلادها 117 ساكناً على حين لا يوجد في كل كيلو متر من ألمانيا سوى 104 أشخاص. وينسب الاجتماعيون نفوس الشعب الإيطالي المتزايد لاعتياد البكور في الزواج فقد تجد عروساً في الخامسة عشرة من عمرها وأمَّاً في السادسة عشرة في كل خطورة تسيرها في البلاد يغلب على العامل الإيطالي القناعة والعمل والاقتصاد وهو مولع بحب الأسرة فإذا ابتعد عنها فإنما يبتعد ليكون عوناً لها ولا يغادر المهاجر الإيطالي بيته إلا ليوطد دعائمه وهو أبداً يحلم بالعودة إليه.
العامل الإيطالي مثال القناعة والتوفير والصبر أعطه من الأجر ما يموت مثله العامل الإنكليزي. وتراه مع ذلك وتراه مع ذلك يقتصد من أجرته جانباً في صندوق التوفير نعم إن أجرة اليد العاملة في إيطاليا رخيصة ولكن الوقود فيها قليل فتكاد لا تجد في تلك البلاد الخصبة فحماً حجرياً وليست ميناء جين دون مرسيليا بتجارتها فإذا كانت مارسيليا ثغر فرنسا تدخلها البضائع تنقل منها إلى غيرها فإن جين مصرف مهم لداخلية إيطاليا فقد وقف عليها سنة 1910 - 13 ألف سفينة في حين وقف على مارسيليا 17 ألفاً وكان حظ جين سبعة ملايين طن من البضائع وحظ مارسيليا ثمانية واعتصاب العملة غير مألوف كما هو مألوف في مارسيليا لأن العملة يعرفون أن مصلحتهم مرتبطة بمصلحة معلميهم ولذلك يحلون بينهم كل إشكال يقع بالحسنى.
قال ولقد أوشكت إيطاليا أن تموت مرتين وما لاقته من الشدائد لا يخلو من عبرة فقد ماتت للمرة الأولى عندما داهمها برابرة الشمال وجعلوا أعزة أهلها أذلة وذلك لأنها نقضت عهد وطنيتها وأفسدت أخلاق ساكنيها وأهملت زراعتها وأضعفت جيشها فأعادت البابوية الحياة إلى رومية وبدلاً من تأليه قيصر ثارت تذكر اسم الله ثم جاء دور النهضة والت بالمفننين والشاعرين ورجال الحرب والسياسة من أبنائها. وتراجع عمران رومية للمرة الثانية بما حدث من الغوائل بين البابا والإمبراطور حتى إذا كانت الثورة الفرنسوية انتفضت إيطاليا كما انتفض العصفور بلله القطر. وفي أواسط القرن التاسع عشر نشأت تلك الثورة الوطنية التي كان من نتائجها وصول إيطاليا إلى ما وصلت إليه. كانت إيطاليا منذ ستين سنة منقسمة إلى ممالك حقيرة كلحم على وضم فمن مقاطعة صقلية إلى رومان إلى اميليا إلى طوسكانيا إلى بيمون ومن كان يرجو أن يداً صناع تقدر على عجن هذه الأجزاء المنحلة لتوحيدها وإرجاعها إلى الحياة وكم من إيطالي عظيم مات وهو يفكر في هذا الأمر الجلل ويرسم هذه الخطة العجيبة.
ولقد تهيأ لإيطاليا مثل غاريبالدي الذي قاد فتيانها ومازيني الذي كانت حظوته من الشعب سلاحاً أقوى من كلا سلاح وكافور رجل السياسة الذي أحيا الزراعة كما لمَّ شعث الجيش وأقام نصاب العدل والحق كما فاوض أوربا فجعل إيطاليا وطناً.
وهكذا بني بناء الوحدة الإيطالية بسرعة ومواد متينة على أرض لا تتزعزع فتوطدت دعائم هذا البناء منذ خمسين سنة وعادت رومية عاصمة إيطاليا الجديدة وميلان وتورين ونابل هي مدن العمل النافع الرافع. ولا بسبيزيا وجين هما ولا مراء ثغران تنبعث منهما الحياة القوية فإيطاليا مملوءة بماض وهي كذلك في المستقبل ترى فيها بقايا العاديات كما تجد فيها المجددات والمبتدعات وأن أرواح عظماء رجالها المفننين أمثال ميشيل آنج وليوناردي فتسي لتسر بما ترى الآن من معامل لومبارديا المائة الكهربائية العجيبة والمناطيد الطيارة السابحة في الفضاء. كم من آمال تحققت في إيطاليا ففيها أرادت مملكة القياصرة ثم البابوية أن تلقي السلام في العالم وفيها نشأت الخطط الشريفة في الأبنية الاجتماعية والإلهامات الصناعية العجيبة وكل ما ينهض بالأمم ويعلي مقامها قد بدأ في صور بديعة لطيفة فإيطاليا من ثم معمل الكمال والخيال.
المقعدون والصناعة
في كل مجتمع أفراد مصابون بعاهات تمنعهم عن تعاطي كثير من الأعمال فما هي الوسائل التي يجب على المجتمع أن يقوم بها نحوهم؟ يجيب الإنسان لأول وهلة أنه يجب عليه أن يعلمهم حرفة يحترفون بها وهذا ما قامت به المدرسة الخيرية في مدينة نيويورك من المساعدة للانتفاع من المقعدين فقد رأت بعد البحث العميق أن صنعة الصياغة أوفق ما يكون لهؤلاء المنكودي الحظ لأسباب أهمها أن هذه الحرفة لا تتطلب كثيراً القوة الجسدية وفي استطاعة الصانع أن يعمل طول النهار دون أن يضطر إلى الوقوف وطلب صناع ماهرين في هذه الصنعة متواصل ولا يخشى عليها من تهافت المهاجرين الأقوياء فيفسدونها على أهلها فيفسدونها على أهلها كما أفسدوا كثيراً من الصناعات البسيطة إذ هذه الحرفة تحتاج إلى مهارة لا تتأتى إلا بصرف وقت غير قصير في تعلمها. فلهذه الغاية أنشأت تلك المدرسة صفاً للمقعدين يتعلمون فيه هذه الحرفة تحت رعاية صانع ماهر وهم الآن يصلحون ما يدفع إليهم من العقود المجوهرات المنتثرة بالأجرة عدا عما يصيغونه ويبيعونه على حسابهم والمدرسة ستجد لهم محال في المعامل متى أتموا تعليمهم.
نادي السجناء
كثير من الأحداث الذين يدخلون السجون لجرائم ارتكبوها ثم يخرجون منها عازمين على أن يكونوا مستقيمين في مسلكهم ولكنهم لا يجدون عملاً ساعة خروجهم ينتج لهم منه ما يقوم بأودهم االناس تحجم عن استخدامهم لعدم الثقة بهم فيجبرون على ارتكاب جرائم أخرى طلباً للرزق فيزجون في أعماق السجون. فلمساعدة أمثال هؤلاء الأحداث أسس في بركلن أحد أحياء مدينة نيويورك نادٍ يأوون إليه ريثما يحصل الواحد منهم على عمل يقتات منه فعندها يترك النادي. والآن يوجد كثير ممن ساعدهم هذا النادي يقومون بأعمال مفيدة وهم يمدونه بما لديهم من الوسائل.
طهارة اللبن
قال أحد فلاسفة العصر حقق لي طهارة اللبن الذي يتناوله الطفل أؤكد لك سلامته وما زال علماء العالم منذ أمد بعيد يبحثون عن الوسائل لحفظ اللبن من الجراثيم المتعددة الأنواع التي تضر بصحة البالغين فضلاً عن الأطفال فلهذه الغاية اخترع وعاءٌ مؤلف من وعاءين الواحد ضمن الآخر الأول من المعدن والثاني من الخشب وبينهما فسحة لوضع الجليد لكي يحفظ اللبن رطباً والوعآن محكمان يمر من الوعاء الداخلي أنبوب يفرغ إلى وعاء آخر خارج الاثنين ذو نمر كل نمرة تشير إلى كذا من الوزن فلا يتكلف البائع إلا لفتح أنبوب يفرغ إلى الوعاء المعير ويضع فيه قدر ما يطلب الزبون ثم يغلقه ويفتح أنبوباً آخر يفضي إلى أبريق الزبون فبهذه الواسطة يكون قد حفظ اللبن من الفساد بالحر ولم يدخل إليه شيء من الجراثيم وقت المناولة.
الراحة في السفر
قد فتح حديثاً في مدينة بونس آيرس عاصمة الجمهورية الفضية نزل يسع 3200 نزيل وهو زل حسن البناء والفرش ذو طابقين وفيه إدارة خصوصية لبيع طاقات السفر في السكك الحديدية فالنازل فيه لا يحتاج إلى الخروج منه إلا إذا كان يريد السفر في داخل البلاد لابتياع البطاقة وشحن أثقاله.
إصلاح زي المرأة
أهمل النساء في ملابسهن مقتضيات الصحة وراعين شروط الجمال فعمدن إلى المشد التماساً لدقة الخصر وبروز الصدر وارتدين بروداً لا تدفع تأثيرات الطقس إلى غير ذلك مما أنهك الأجسام وأعدها لعوادي الضعف والوهن والنشاء لاهيات بالمظاهر الخلابة عما وراءها من النحول والسقم ولما استفحل شر هذا الداء تألفت في ألمانيا جمعية نسائية غرضها إصلاح الأزياء عل ما تقتضيه شروط الصحة وانضم إليها كثيرات من علية نساء الألمان وأصدرن مجلة وضعن فيها رسوم الأزياء الصحية ودعت الأديبات فيها إلى خلع الأزياء الجديدة وفي مقدمة أولئك الكاتبات ملكة رومانيا.
وسرت الحركة إلى فرنسا فاهتمت مجلاتها بهذا الإصلاح ونشرت فيه الفصول الضافية وحرضت الجمعيات النسائية في فرانسا على اقتفاء أثر الجمعية الألمانية.
وانتشرت هذه الفكرة في بلاد الإنكليز فكانت الملكة أول من أبرزت الفكر إلى حيز العمل فأصدرت منشوراً نسائياً لنساء الشرفاء صرحت فيه أنها لا تقبل في البلاط إلا من ارتدين بأكسية واسعة عينتها لهن وأنكرت الترف والفخفخة على نساء الأغنياء.
وعسى أن تنهض نساء الشرق إلى مجاراة أخواتهن في البلاد الراقية.
السكر الآسيوي
يصطنعون في الشرق أنواعاً من السكر غير معروفة في الغرب منها ما يصنع في نيبون ويدعى سكر الرز ويسميه الأهلون ميزيام أي السكر السائل لأنه غير جامد تماماً ولذلك لا يمكن تداوله في التجارة وإنما يرسلون منه زجاجات محكمة السد تحتوي الواحدة منها من 500 غرام تباع بنحو ثمانية غروش وتلك الزجاجات تحفظ السكر من الفساد ولكنها إذا استمرت مفتوحة هنيهة خثر السكر وتفه طعمه والتجار يستعملونه لإلصاق الغلافات وطوابع البريد ويصطنع الصينيون نوعاً آخر من الجاروس فيستخرجون عصارة النبات ويضعونها أياماً في أوعية صغيرة معرضة لحرارة الشمس فتتبخر المياه ويرسب في قعر الوعاء مقدار من السكر ينشرونه على مائدة.