مجلة المقتبس/العدد 7/سير العلم

مجلة المقتبس/العدد 7/سير العلم

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 8 - 1906



التعليم في مصر والسودان

لا تزال مصر في مؤخرة الأمم بعدد متعلميها وكثرة أمييها والسودان في مؤخرة المؤخرة. فحيا الله يوماً نرى أهل هذين القطرين يقبلون على تعليم أولادهم إقبال الممالك الصغرى في الغرب على تعليم بنيهم. فترى سويسرا والبلجيك وهولندا والدنمرك والسويد ونروج واليونان ورومانيا وبلغاريا والصرب وكل منها هي دون مصر والسودان بعدد سكانها وغناها الطبيعي أرقى من هذين القطرين في التعليم بل الفرق بين التعليم وعدد المتعلمين هنا وبين التعليم والمتعلمين هناك كالفرق بين الشرق والغرب.

ويؤخذ من تقرير اللورد كرومر عن مصر سنة 1905م أن عدد التلامذة الذين حضروا مدارس الحكومة سنة 1905 هم 7410 في الكتاتيب و1478 في دار تخريج المعلمين للكتاتيب و7175 في المدارس الابتدائية العالية و561 في المدارس الصناعية و1345 في المدارس الثانوية و743 في المدارس الفنية ومجموعهم 18182 أنفقت معارف مصر عليهم 276 ألف جنيه مصري.

أما في السودان فكان عدد المتعلمين في مدارس الحكومة آخر السنة الماضية 1533 صبياً منهم 392 في كلية غوردون و299 في المدارس الابتدائية العليا و29 في كليتي المعلمين في أم درمان وسواكن و723 في المدارس الابتدائية الأهلية.

وقال في كلامه على التعليم الثانوي بمصر أن عدد الناجحين 177 تلميذاً أو 40 في المائة ممن تقدموا للامتحان - والامتحان بالإنكليزية أو الفرنسية - منهم 117 من المسلمين و60 من المسيحيين فيظهر من ذلك أن 66 في المائة كانوا مسلمين أي اقل قليلاً مما كانوا عليه سنة 1904 وقل عدد الناجحين من المسلمين في امتحان الشهادة الابتدائية فإن عدد الناجحين في هذا الامتحان بلغ 1173 تلميذاً منهم 717 أو 61 في المائة من المسلمين يقابلهم 66 في المائة سنة 1904 قال وهذه النسبة ليست مما يوجب الرضى والسرور لاسيما إذا تذكرنا أن المسلمين 93 في المائة من مجموع سكان القطر.

وكان عدد المدارس الخصوصية التي تقدم منها تلامذة للامتحان 99 مدرسة منها 50 يديرها المسلمون و27 الأقباط و21 يديرها المرسلون و1 اليهود. قال فلوان ما يبذل من المال والهمة على المدارس الخصوصية التي على الطراز الأوربي يوجه إلى التعليم الأهلي باللغة العربية وهو على غاية الانحطاط لنتج عن ذلك فائدة عظيمة للبلاد عموماً.

وتكلم على الكتاتيب التي قامت بهمة الأفراد في إحدى عشرة مديرية من مديريات مصر فقال أنها أنشأت حتى الآن 758 كتاباً جديداً وهي تبني 187 كتاباً آخر ورممت 366 كتاباً وبلغ عدد الكتاتيب التي هي تحت مراقبة الحكومة 4859 كتاباً منها 2565 كتاباً منحتها الحكومة إعانات قدرها 13164 ج م وقد بلغ عدد المتعلمين فيها 136083 و9611 بنتاً وعدد المعلمين 6295 والمعلمات 32 وتحت إدارة نظارة المعارف 109 كتاتيب أخرى يتعلم فيها 5777 صبياً و833 بنتاً وبلغ عدد كتاتيب البنات وفي جملتها الكتاتيب التي تحت مراقبة الحكومة 2053 وعدد تلميذاتها 12006.

وفي بولاق مصر مدرسة للصناعة فيها 423 تلميذاً منهم 285 مسلماً وفي المنصورة مدرسة صناعية فيها 68 تلميذاً. ولا يزال عدد من يدخلون دار المعلمين الناصرية يزداد - وفيها يتعلم المعلمون العلوم باللغة العربية - فقد بلغوا 210 في السنة الماضية وفي المدرسة السنية لمعلمات المدارس الابتدائية 18 معلمة وفي مدرسة بولاق لمعلمات الكتاتيب 39 وفي مدرسة عبد العزيز لمعلمي الكتاتيب 106 وفي مدرسة الفيوم 62 ودار التعليم في درب الجماميز 69 معلماً.

وفي مدرسة الزراعة الآن 70 تلميذاً منهم 39 من المصريين والباقون من أمم مختلفة. قال اللورد ومما يسوءني ذكره أن 22 تلميذاً من التلامذة المصريين مسلمون وفي مدرسة الهندسة 57 تلميذاً ومجموع تلامذة مدرسة الحقوق 273 منهم من يدرسها بالفرنسية ومنهم بالإنكليزية وفي مدرسة الطب 116 تلميذاً اثنان منهم في القسم الصيدلي وفي مدرسة البيطرة 32 تلميذاً وعدد تلامذة مدرسة العميان بمصر 27 وتلامذة العميان بالإسكندرية 17 وفي كلية فكتوريا في الإسكندرية 175 تلميذاً المسيحيون منهم 78 واليهود 61 والمسلمون 36.

الاختراعات في أميركا

تكاد تكون الولايات المتحدة مستأثرة بالاختراعات والاكتشافات في الغرب لهذا العهد فإن ما يخترعه أبناؤها ويكتشفونه يدل على أن قوة الإبداع والإيجاد وقف عليهم ومه أن حكومة تلك البلاد تتصعب كألمانيا في إعطاء البراءات للمخترعين المكتشفين ما لم يثبت لديها ثبوت الشمس أن صاحب البراءة ابتدع ما لم يسبق إليه حقيقة فقد أحصيت البراءات التي منحتها الحكومة الأميركية سنة 1855 فكانت 2000 براءة ولم تبرح ترتقي سنة عن سنة حتى كانت سنة 1903 - 31700 براءة.

النساء العالمات

ألفت في لندن إحدى بنات أحد الماليين مجمعاً للنساء العالمات في العالم ونشرت هذه الآونة تأليفاً سيصبح فيما بعد مجلة تصدر في أوقات تعين لها جاء فيه اثنان وثلاثون خبراً ومبحثاً وقطعة شعرية موقعاً عليها من نساء عالمات من إنكلترا وأميركا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا ورومانيا وكل منهن تكتب بلغتها فكان للإنكليزية الحظ الأوفر وتلتها الفرنسية فالإيطالية ولا يقصر هذا المجمع النسائي أعماله على نشر مقالات الجنس اللطيف في الغرب وأشعارهن بل يتخذ له مركز في عواصم العالم المهمة يكون فيها ما يلزم للمشتركات من أنواع الراحة وضروب المسليات المباحة وخزائن كتب وقاعات اجتماع وقاعات طعام وقد دعون في لندن وبرلين كبار رجال السياسة فلبوا دعوتهم وكان في تلك الاجتماعات غناءٌ ومعارض صناعية من أشغالهن يبعنها بواسطة مكتب تجاري أقمنه لهذا الغرض وكلما تزايدت أعمال هذا المجمع زادت فائدته للمشتغلات بالعلم والصناعة من بنات العقول في الغرب. فمتى يكون للشرق يا ترى مجتمعات كهذه للرجال ثم للنساء.

البنات اليابانيات

نالت شهادة الطب من الدرجة الأولى من كلية ماربورغ الألمانية الآنسة ايادا ماتا من مدينة كوموتو اليابانية. وليست هذه هي المرة الأولى التي نال فيها اليابانيات أرقى شهادات العلم وأثبتن ذكاءهن وبعد نظرهن في المطالب العالية فإن كليات نيويورك وشيكاغو وسان فرنسيسكو غاصة باليابانيات ممن يدهشن العالم بفهمهن وعلمهن. وإمبراطورة اليابان هارو كوف هي من أشد أنصار النساء وتعليمهن لتحريرهن من رق الجهل فقد بعثت منذ جلست على عرش الإمبراطورية بكثير من البنات على نفقتها إلى كليات أوربا وأميركا. بدأت بذلك سنة 1871 ولا تزال ترسل كل سنة طائفة من البنات تطلبهن إلى حضرتها قبل ذهابهن وتلقي عليهن المواعظ الحسنة وتحثهن على أن يكتبن لها كل ثلاثة أشهر على الأقل بما تلقينه من أساتذتهن ويطلعنها على نتائج دروسهن وأبحاثهن ويشرحن لها ما أحدث في نفوسهن اختلاطهن بالحياة الأميركية. وليت شعري متى يكون للشرق الأدنى بعض ما للشرق الأقصى من العناية بتعليم البنات وتهذيبهن.

مكتبة نفيسة

حزن العلم لضياع مكتبة المثري الأميركي الشهير المستر سوترو في زلزال سان فرنسيسكو الأخير فلم يكن فيها أقل من 225 ألف مجلد ومعظمها من كتب العلم والصنائع والأدب القديمة ونسخ مخطوطة بخط مؤلفيها ولاسيما كتب من طبع غوتنبرغ مخترع الطباعة وهذه الخزانة هي أنفس مكتبة في أميركا الشمالية فلا عجب إذا تأسف العلماء لفقدها ولا تأسفهم على ما ضاع في ذلك الزلزال من المكاتب الخاصة والعامة والعروض والأموال.

مكاتب فرنسا

وضعت إحدى الصحف اليومية الباريسية مقالة افتتاحية في خزائن كتب فرنسا وما تم فيها من الارتقاء في مائة سنة فقالت كان عددها سنة 1873، 733 مكتبة فيها 838000 تأليف فصارت في السنين الأخيرة 2911 مكتبة فيها 4166417 مصنفاً وذلك عدا مكاتب المدارس وعددها أربعون ألف خزانة كتب. قالت أن رغبة الناس انصرفت في العهد الأخير إلى مطالعة الصحف وبعض المجلات حتى عد فريق من أرباب النظر تلك المطبوعات الدورية أعداء الكتب والرسائل. وقال آخر أن المجلات والجرائد تعين على انتشار الكتب والرغبة فيها والصحف أكبر مساعد على خدمة العلم بما امتازت به من الأساليب فإنها تكتب بحسب الأحوال والدواعي فتبعث المطالع على النظر فيها رغم أنفه. ثم ذكرت أن فرنسا متخلفة عن ألمانيا من حيث انتظام مكاتبها ووفرة عددها كما أن هذه متخلفة عن إنكلترا وأوربا كلها متخلفة عن الولايات المتحدة وما مكاتبها إذا نسبت لمكاتب العالم الجديد إلا أكواخ. ومن لأوربا بكريم يشبه كارنجي المثري الشهير الذي يبذل من ماله كل سنة خمسة أو ستة ملايين ريال أميركي لإصلاح خزائن الكتب في بلاده وهو يقول أن المكتبة مدرسة في الحقيقة وقيمتها مؤدب ومرشد.

نفقات الجيوش قدر أحد الصحافيين في أميركا ما أنفقته الدول منذ خمس وثلاثين سنة على تسليح جيوشها فكان معدله السنوي ثمانية عشر ملياراً منت الفرنكات ذهب أكثرها هباءً منثوراً وأن ميزانية الدول جمعاء تضاعفت منذ ذاك العهد.

اعتصابات العملة

كثر إضراب العملة عن العمل في السنين الأخيرة فقدرت إحدى المجلات الاشتراكية ما حدث من الاعتصابات منذ ست سنين فكانت 4270 اعتصاباً والمعتصبون 1119050 عاملاً منهم من نالوا مطالبهم ومنهم لم ينالوا سوى جزءٍ منها ومنهم من أخفقوا.

السخاء الأميركي

رأى أحد علماء الألمان أن ما لفت أنظاره في أميركا هو سخاء أفرادها فهم ينفقون الملايين على إنشاء الكتاتيب والمدارس والكليات حتى أن أحدهم وهب أربعة ملايين ريال لإنشاء كلية شيكاغو وحدها.

نقل الأبنية

في أميركا ينقلون البناء الهائل من أساسه ويجعلونه في مكان آخر دون أن يطرأ عليه ما يخربه ويكون ذلك في الأبنية غير الشامخة وقد نقل الألمان هذه الآونة منارة مدينة ويتمبرغ بالقرب من همبورغ وكان وزنها نحو ستين طناً وعلوها 38 متراً ودامت النقلة 32 دقيقة وكلفت عدا ثمن الأخشاب 8350 فرنكاً فتأخرت المنارة عن محلها عشرة أمتار وكبر بذلك مدخل السفن في الميناء.