مجلة المقتبس/العدد 72/أخبار وأفكار

مجلة المقتبس/العدد 72/أخبار وأفكار

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 2 - 1912



بحر الصحراء

اقترح بعض العلماء منذ 29 سنة أن يسعى بتحويل صحراء أفريقية إلى بحر داخلي قائلاً أن هذه الصحراء الرملية ليست سوى سطح قديم من بحر جف وهو عَلَى طول ألفي كيلومتر فوق مستوى المحيط الأتلانتيكي وقد زيف بعضهم هذا الاقتراح وعده رابع المستحيلات إلا أن أحد العلماء عاد فجدد اليوم هذه النغمة مبيناً منافع هذا المشروع وأن الوصول إليه لا يقتضي له صعوبات ميكانيكية مهمة فتمتد بذلك المياه عَلَى محيط من الأرض يوازي نصف مساحة البحر المتوسط فتخصب بالبحر وهوائه تلك الأصقاع الأفريقية الواسعة لأن إجدابها ناشئٌ من قلة المياه ويسقط ألوف من البشر عَلَى ما يتبلغون به في أرض ليس فيها اليوم إلا الشقاء والجوع ويجود هواء البلاد الواقعة في شمالي أفريقية فتصبح مثل بلاد الناتال من هذه الوجهة. وقد ردوا هذا الفكر في العالم العلمي قائلين أن التغيير في مناخ أفريقية يؤثر في مناخ شمالي أوربا الذي يوشك أن يكون كمناخ القطب الشمالي وبذلك تتعذر الحياة فيه وتغرق إنكلترا وبلجيكا والدانيمرك في الثلوج أشهراً وربما حدثت من ذلك كوائن وأحداث جوية وأرضية ليست في البال. فحتام تحيل مدينة الغرب البحر براً والبر بحراً.

المحسن كارنيجي

ضاقت الولايات المتحدة عَلَى رحبها عن استيعاب حسنات المحسنين من أبنائها عَلَى العلم والإنسانية وأخر ما جادت به يد المستر كارنيجي المثري الشهير 125 مليون فرنك لنشر التعليم في الولايات المتحدة هذا عَلَى حين كان حتى اليوم الباسط يده بالعطاء عَلَى كل مشروع خيري وعلمي حتى بلغت عطاياه 1129 مليوناً في حين بلغت هبات روكفلر الغني الأميركي 813 مليون فرنك فقط ومازال كارنيجي يتوسل بكل ما يمكن من الذرائع ليرد للأمة ما كسبه من خيرها ويود لو قضى نحبه وهو لا يملك ريالاً واحداً قائلاً: من أعظم الجنايات أن يموت المرء غنياً.

آثار في السامرة

تتوفر في كلية هارفرد الأميركية عَلَى الحفر في فلسطين برئاسة الأستاذ ليون للبحث عن الآثار وآخر ما ظفر به أحد أساتذة هذه البعثة الأثرية نموذجات من الخط العبراني أقدم كثيراً مما عرف من نوعها حتى الآن وهي عبارة عن 75 قطعة تشير كل منها إلى جودة الخمر والزيت المحفوظ في أوان منوعة الحجم ويرد تاريخها إلى ستة قرون قبل المسيح وقد وجدت في قصر الملك أشاب من بلاد السامرة (نابلس) والخط المرسوم بالحمرة وبالقلم هو فينيقي ويختلف كل الاختلاف عن الحروف المربعة المعروفة في النسخ الخطية من التوراة. ويرى رئيس هذه البعثة أن هذا النموذج مستند مهم في حل المسألة التي طالما جرى الجدال فيها في أصل اللف باء العبرية وأصلها الفينيقي.

الأولاد المهملون

عرفت أميركا منذ زمن طويل أن الشبيبة وقوة الشعب من أكبر العوامل في الغنى المادي إن لم تكن أكبرها وغنه ليس أصعب من فقد قوى الشباب بإهمال آداب الأولاد إهمالاً كثيراً ما يجئ به منهم مجرمون جانون ولذلك أنشأَت دوراً لإصلاح النفوس بحسب قواعد علم النفس الحديث.

فقد دلت سجلات دار الإصلاح في ميشلفيل من ولاية أيوفا وما وضعته من إحصاء أعمالها أن عدداً عظيماً من البنات نكبن منذ حداثتهن باجتراح الرذيلة وكن لولا دخولهن تلك الدار من أليفات السجون فأصبحن بعد مغادرتهن هذا المعهد ينظمن حياتهن فيكون منها فائدة حسنة فقد ذكرت إحداهن أن أباها كان شريباً خميراً اعتاد أن ينزع عنها ثيابها ويجعلها عَلَى منضدة ليرقصها أمام رفاقه في السكر ويسقها ويسليها فتخلقت بالطبع بأخلاق محيطها وبدت فيها هذه الأخلاق عَلَى أتمها عندما تبنتها إحدى السر الشريفة فلم يروا أبداً من وضعها في الدار الإصلاح تقضي فيها سنتين اعتدلت في خلالها أخلاقها وميولها بحيث استطاعت بعد خروجها من هناك وعمرها خمس عشر سنة أن تجد لها عملاً شريفاً فتعلمت الاستملاءَ السريع وهاهي اليوم امرأة شريفة متزوجة.

وقصة فتاة زنجية قصة فقالت أن نفسها كانت حدثتها أن تقتل من تبنوها ونزعت من قلبها كل خلق شريف وبعد بضع سنين من دخولها دار الإصلاح تغيرت بالمرة ولما غادرتها ذهبت تدرس في كلية العبيد وهاهي اليوم تخص حياتها وفكرها لنشر الدعوة إلى المدنية بين بنات جنسها.

وقد وردت في هذه الدار جملة تلامذتها القدماء رئيسة أمينات المال في إحدى المصارف الكبرى ومحامية مشهورة بأنها من نساء السياسة المنظورين إليهن ولولا دخولها في هذا المعهد لما استطاعت تلك الأمينة ولا تلك المحامية أن تتوقيا محيط اجتراح الجرائم الذي قضتا فيه شبيهتهما ولكانت كلتاهما سقطتا في الطبقة السافلة من ساكنات المدن العظمى.

وطريقة هذه الدار مبهمة معقدة للغاية لا تستند إلى تعليم خاص ساذج ولا إلى عمل خاص معين بل هي عبارة عن تغيير عادات الطفل وخلقه بالطرق المنظمة العلمية ويتوخى هذا المعهد في فرقة البنات أن يثير فيهن حاسة الزينة لينبه فيهن الشعور الشريف فيعلمهن أن يكن معجبات بألبستهن وأن يخترن النظافة فيها وأن يقمعن أنفسهن ويكن لائقات أديبات وترعي في ذلك الأذواق الخاصة فتمنى فيهن ويعنى بها.

كل يوم يقرع جرس هذه الدار عند الساعة الخامسة صباحاً تستيقظ البنات في الساعة السادسة يقضى عليهن أن يجتمعن لابسات لباساً نظيفاً ليتناولن طعام الفطور ثم يعمدون إلى سررهن فيرتبنها بأيديهن وفي الساعة السابعة بعد إنشاد أنشودتين لطيفتين يبدأ الدرس العام فينقسمن إذ ذاك إلى قسمين منهن يدرس دروساً نظرية والآخر يتعلم دروساً عملية من مثل الطبخ والغسيل في الحديقة ومعمل النجارة وتتبدل حقل التعليم بعد الظهر وتناول طعام العشاء الساعة الخامسة إلا ربعاً وفي الصيف يتنزهن في الخلاء زفي الشتاء يخصصن ساعات من وقت الدرس والتلميذات تطلق لهن حريتهن من الساعة السابعة إلى الساعة الثامنة فيعملن ما أردن وفي الساعة الثامنة يذهبن للنوم وفي كل قبة من القباب التي تتألف منها أبنية المدرسة يكون خمسون ابنة تحت إدارة امرأة يدعونها بأُمهن وتكون بمساكنهن أشبه بمنازل الأسرات لا بمساكن مدارس وإن تلك المعاهد ما حوت من اللطف والسذاجة الساكنة لتبتعد جداً عن الشبه بالسجون ولا يفارق الأولاد هذه الدار قبل سن الحادية والعشرين إلا البنات بحيث يؤمن عليهن بما يتهيأ لهن من الدرس ولاسيما بما لقن من حسن السيرة والأخرق والنظام أن يجرين في المستقبل عَلَى حياة منظمة وكثيرات منهم بعد تخرجهن في هذه الدار يستخدمن خادمات في بيوت خاصة وكثيرات يستخدمن في محال تجارية ويكن مربيات ومشتغلات بالفنون النفيسة. وشعار هذه الدار أن تنبه في تلميذاتها العواطف الشريفة التي كانت أطفئت جذوتها بالإهمال الذي كان أَليفهن بين ذويهن.

أولادهم أولادنا

ولو كلن الغرب يكيل لأبنائه بمثل الكيل الذي يكيل به لأبنائنا في الشرق لقلت الفروق ومشى البشر خطوات مهمة نحو الإخاء العام والسلام الشامل هكذا شان مرسليهم في مدارسهم في الشرق وهكذا شان حكوماتهم في البلاد التي امتلكوها في آسيا وافريقية وجزر المحيطين. وإنا لنلوم الكلية الأميركية في بيروت كلما توفر العناية بأبناء البلاد فقد عزلتهم في مكان خاص ووضعت لهم أساتذة خصوصيين يعلمونهم غير التعالم التي يعلمونها أبناء البلاد كان العلم كالطعام في بيت شحيح يطعم من أنواعه ما طاب له ويمنع عن خدمته وإجراءه الأطايب ويقتصر فيه عَلَى الرخيص نفعهم أو لم ينفعهم وهكذا رأينا إنكلترا التي تحكم الهند منذ نحو قرنين وحياتها متوقفة عَلَى غنى تلك البلاد وتعليم أبنائها لا تفكر في تعليمهم وترقيتهم كما تفكر في ترقية اقل إنكليزي ولو كان خلاسياً أي دمه من هنود وبريطانيين فقد قدروا أن في بلاد الهند 300 ألف من عرق إنكليزي أو أوربي ليس بينهم سوى عشرة في المئة خرجوا من درجة الأمية فهل من اللائق أن يتركوا بدون تعليم كما يترك الوطنيون أم كيف السبيل؟ وإبذ قد لاحظوا أن الكاثوليك وهؤلاء الأوربيين يعلمهم مرسلوهم ولكن البرتستانت محرومون ممن يسهر عَلَى تربية أبنائهم فرأت الكنائس البرتستانتية أن تجمع ربع مليون جنيه لإقامة مدارس خاصة بأبناء البرتستانت من الإنكليز الهنود وتعيين أساتذة أكفاء بحيث يكون أبناؤهم مثال التربية الإنكليزية ويصبحون مادة قوة مهمة لإنكلترا في بلاد هي خمس العالم بسكانها.

العقوبة الجسمية

من أغرب الأمم في عاداتها وأخلاقها الأمة الإنكليزية فهي عَلَى ما بلغته من درجات الحضارة لا تفتأُ أن تحافظ عَلَى عاداتها الضارة في القرون الوسطى وتسعى إلى تعديلها وإصلاحها مع الزمن من ذلك أن لعقوبات الجسدية في مدارس لندِرا لا تزال مستعملة حتى اليوم فحذفت هذه العادة المضرة من مدارس أوربا ولكن مدارس لندرا حسنتها حتى أن لبعض المدارس الراقية هناك أسواطاً ميكانيكية تضرب المذنب بشدة أو بغير شدة بحسب الذنب الذي اجترحه. ويضيفون إلى هذا السوط الضارب آلة فوتوغراف تردد بعض آيات من التوراة وبعض النصائح الأدبية بصوت عال وذلك ليعلموا المضروب ويخفوا صراخه من آلامه.

حصاد البشر

بينا نسمع علماء الاجتماع ينادون بمضار الحروب وينددون بها نشاهد رجال السياسة يصمون آذانهم عن سماع أقوالهم ويرسلون إلى ساحات القتال بأقوى الرجال وأنشطهم يهلكون بعضهم بأيدي الآخر. وآخر ما ذكرته مجلة الاجتماع الدولية قولها من مقالة أن فكر الحرية وحده تجعل الشعوب ولية أمرها فقط ولما فنيت رومية في فكر الاستيلاء والغلبة أضاعت عظمتها فامتد ظل الحروب المشئومة عَلَى الإنسانية وأصبح القحط في الرجال وذلك لأن حصاد البشر كان رديئاً. وضعف رومية بالحروب كان الحجة الأولى لغارات البربر. ومن العادات أن أحسن الرجال إذا أرسلوا إلى الموت يخلفهم المتوسطون الفاسدون. ومهما كانت الأسباب الداعية إلى الحرب فإن نتائجها تبذير في البشر فإن ماجنتا وورث وسيدان واينا وليبتسيك وواترلو التي جرت فيها تلك المعارك التي تشيب لها نواصي الأطفال ليست إلا مجموع عظام إنساني. وليت شعري من يعيد علينا أولئك الشبان والرجال الذين استوفوا نصيباً وافراً من الجمال فقضوا في ساحات النزال. وأنت خبير بما يقتضي قتل المرء أخاه من العدد والنفقة حتى قال فرانكين أن نفقات الحرب لا تؤدى خلال الحرب بل بعد أن تغمد السيوف في أغمادها. وإنا لنرى الأقوياء وأرباب النشاط من الناس في جهاد الحياة السلمي يتدبرون ويعملون وليسوا لتحصيل القوت في حاجة إلى الحرب يؤرثون نيرانها. وإنا لنرى إنكلترا التي بذلت في خارج بلادها قواها لا تستطيع أن تشاهد نصف أبنائها إذ قد سقطوا كلهم في الهند وزولولاند وكمبودج والترنسفال وغيرها وقد أفنت المستعمرات جميع أبناء الطيبين من الفلاحين وأهل الطبقة الوسطى أي العنصر القوي في الأمة. أما أميركا فلم تقو إلا في ظل السلم. وبعد فإن الحرب مهما كان من أسبابها المشروعة فنتائجها سيئة دع عنك إنها تثير في العالم الهواء الشريرة ولا يجب أن يعمد إلى الحرب إلا في أحوال خاصة لا مناص منها.

الفحم الحجري

يقول أحد رجال الإنكليز أن إسراف إنكلترا في الفحم الحجري من بلادها يدعو إلى نفاذه بعد 175 سنة. وقالت إحدى المجلات الألمانية أن أميركا التي تصدر ما يربو عَلَى نصف مليون طن من الفحم الحجري قد بدأت تشعر بنقص ولا بد أن يكون حظها كحظ إنكلترا بعد قرنين وكذلك الحال في شمالي إنكلترا فإن آبار الفحم الحجري ستغلق هناك في سنة 2100م كما أنه ينفذ في أواسط فرنسا وبوهيميا نحو نصف القرن الحادي والعشرين وسيدوم استخراج الفحم الحجري من شمال فرنسا وحوض سارابروك في ألمانيا ما بعد 400 أو 500 سنة وسيكون حظ البلجيك ووستفاليا وسيلزيا العليا أحسن من ذلك فسيطول تعدين فحمها أكثر وسيطول عمر معدن سيلزيا البروسي ألف سنة أخرى فلا خوف عَلَى المدنية من ثم اليوم بنضوب الفحم الحجري ولعل العلم يوصل إلى اختراع مادة تقوم مقامه في إجماء المداخن في المعامل والسفن والبيوت وغير ذلك.

زراعة اللؤلؤ

يزرع اليابانيون وبعبارة أخرى اليابانيات اللؤلؤ في جون آغو من بلادهم فتنمو أصدافه في خلال بضع سنين ويعنى بها المربيات عناية خاصة فيدخلن في الصدفة لؤلؤات صغيرة من البحر أو عرق اللؤلؤ تكون بمثابة بزرة للؤلؤة التي يراد استنباتها وما يزرع من اللؤلؤ عَلَى هذه الصورية يشبه من حيث اللون والصفا اللؤلؤ الطبيعي الذي يأتي من ذوات الأصداف.

قطران الطرق

بدأَت أميركا تدهن بعض طرقها بالقطران فشاعت هذه الطريقة في أوربا ومنها انتقلت إلى مصر وقد ثبت مؤخراً أن هذا القطران يضع الأشجار المغروسة بجانبه بما ينبعث منه من الغبار فجربوا فعل الغبار بشجر الدردار والجوز فاحترقت أوراقها وورق الجميز (جرمشق) انتفخ وتشقق وضعف ورق الاس والرند والورد.

الخطر السود

تحاذر أوربا وأميركا من الخطر الأصفر أي نهضة الصين واليابان وزحفهما عَلَى بلاد الغرب لفتحها كما فعل المغول ودمروا المدنية في هذا الشرق الأقرب وفي الشرق الأوسط. وتحاذر ألمانيا اليوم من الخطر الأسود وهو أن فرنسا التي تقل نفوسها وألمانيا التي يتناسل أبنائها كثيراً لا بد أن تنتبه ذات يوم وتجند من أبناء مستعمراتها في شمالي أفريقية أناساً خلقوا للطعان أكثر مما خلقوا للعيش من زراعتهم وكدحهم فتستطيع فرنسا أن تجند من السنغاليين وغيرهم مليون جندي وتسوقهم بما تنشئه من الخطوط الحديدية العسكرية ثم تقلهم في بواخرها إلى مرسيليا أو بوردو في مدة لا تتجاوز الأسبوع فإذا فعلت فرنسا ذلك أوجست ألمانيا خفية من جارتها أكثر مما توجس هذه من تلك وقد جربت فرنسا عَلَى عهد نابوليون وغيره استخدام طوابير من الجند الأسود في حروبها.

الصحافة الألمانية

اشتهرت الصحافة الإنكليزية بوفرة أخبارها واتساع مادتها وتحريها الصدق في الجملة في مرواياتها وقد نشر أحدهم في المجلة الكبرى الأفرنسية مقالة في وصف الصحافة الألمانية قال فيها أنها عَلَى وجه العام محتشمة كثيرة موارد الأخبار نافعة للصناعة والمالية بما تنشره من الأخبار الاقتصادية الدقيقة ويبلغ عدد الصحف التي تصدرها ألمانيا اليوم 4000 صحيفة كان فيها سنة 1905 - 2159 محلاً للطبع منها 1307 لها صحيفة خاصة والصحافة الألمانية تامة الأدوات من حيث الأمور النافعة في الصناعة وافرة الأخبار بحيث فيها 200 شركة تقدم للصحف ما يلزمها من المقالات الافتتاحية والأخبار والانتقادات والحوادث والنكات. وللإعلانات في الصحافة الألمانية مكان رفيع كما لها في فرنسا.

والصحافي الألماني أقل اعتباراً في قومه من الصحافي الإنكليزي أو الإفرنسي وكم نشأ في إنكلترا وفرنسا كبار رجال السياسة من مقاعد التحرير أما ألمانيا فلا تجوَّز أن يكون النائب مثلاً صحافياً وإذا كانت مقالات الصحف تنشر مغفلة من التواقيع مثل الصحافة الإنكليزية وخلافاً للصحافة الإفرنسية امتنع كثير من أرباب الأقدار في السياسة أن يستخدموا الصحافة في مآربهم ومع هذا لا يمنع أن يكون للصحافة الألمانية مكانة مهمة في حياة الأمة أما الحكومة فلا تنظر إلى الصحافة إلا بأنها ضرر لا بد منه وتحاول أن تنال معاضدتها ولاسيما في المسائل السياسية الخارجية وإذا لم تكن الصحافة الألمانية معادية للحكومة فهي تحرص عَلَى رضاها لتعطيها هذه الأخبار بسرعة ولئن كانت جريدة نوردتش ألمان زيتونغ هي لسان حال ألمانيا فإن كثيراً من الصحف الألمان تنطق أيضاً بلسان حكومتها من هذا القبيل.

المستشفيات

في ظل المعابد قامت عَلَى أوائل الأُسرات الأولى من فراعنة مصر بعض الملاجئ ليأوي إليها المرضى يطبهم الكهنة بالعزائم والرقى وهذه كانت المستشفيات الأولى التي عرفت فأصبحت هذه الأماكن المقدسة مدارس حقيقية للتداوي ثم أضيفت إليها حجر لتكون مستوصفات وقد كان معبد سيرابيس في منفيس مشهوراً من هذه الوجهة وزاره اسكندر الكبير لاستشارة أطبائه. وكان في أرض يونان لكل بيت غني غرفة أو غرفتان تحوي ما يلزم لمعالجة الأحباب من العقاقير وكان في يونان أيضاً مستشفيات تطب الغرباء ويهرع إليها الناس من القاصية يستشفون وكذلك كان في رومية مستشفيات وكان الأطباء يطبون الأغنياء بالاشتراك السنوي كما كان في رومية مستشفيات للجند فدثرت عندما غار برابرة الشمال عَلَى بلادهم ولم تعد إلى الانتفاع منها إلا بعد انتشار النصرانية فأُنشئت رهبنات تعنى بشفاء المرضى وتمريضهم ومن أقدم المستشفيات مستشفى سالرن في إيطاليا ومستشفى مونبليه في فرنسا الذي أنشئ سنة 1195 - قالته إحدى المجلات الإيطالية.

رمال تتغنى

للرمل في جزيرة كاياواي من أرخبيل هاواي وفي صحراء كولورادو خاصية غريبة إذا أثاره الريح فإنك تسمع له صوتاً يتغنى أو يطن وإذا قبضت عَلَى حفنة من الرمل وعركته بين يديك تسمع له صوتاً كصوت البومة وإذا وضعت منه في كيس وهززته بقوة تسمع له عواء كعواء الكلب وإذا فحصت الرمل بالنظارة المكبرة تجده مدوراً وهو يجري واحدة عَلَى الأخرى بأقل مس وبهذه الخاصية يمكننا أن نفسر السهولة التي تقذف بها إلى بعيد وتطوف المسافات. وينسبون الأصوات التي تنشأ عن هذه الرمال إلى قشرة رقيقة من النار تغطي وجه الرملة فإذا نقل هذا الرمل من هذه الصحراء يبطل صداه وغناؤُه.

وقاية الخشب

اخترع مهندس من بودابست طريقة لمنع العفن من أن يلحق عمد التلغراف وخشب السكك الحديدية وخشب الحوائط وبالجملة كل خشب يمس الأرض دائماً وسماها وهذا الاختراع عبارة عن تحضير التربة عَلَى طريقة كيماوية بحيث تسلم كل السلامة من المواد الضارة بالخشب فيصب في الثقب أو المنفذ سائل معقم يهلك الحشرات والحلمات الطفيلية وبهذه الطريقة يستغنى في الخشب عن طليه بالقطران.