مجلة المقتبس/العدد 73/نقد كتاب البنين

مجلة المقتبس/العدد 73/نقد كتاب البنين

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 3 - 1912



لا تتجاوز عدد الكتب التي عربت في سورية منذ انتشار حرية المطبوعات عدد الأنامل وكتاب البنين تأليف بول دومر من رجال السياسة الفرنسوية هو من أنفع الكتب ولذلك أحسن عبد الغني أفندي العريسي أحد صاحبي جريدة المفيدة في نقله إلى هذا اللسان العربي وقد قدمه إلى رفيق بك العظم فقدم له صديقنا هذا مقدمة في علم الأخلاق عند العرب وذكر ما كتب فيه علماؤهم وعرب فيه حديثاً إلى لغتهم أجاد فيه كل الإجادة.

والكتاب تأليف رجل جرب الأمور فقال عن تجربة أكثر مما يقول عن علم نظري قسمه إلى أبواب الباب الأول في الإدارة والملكة والواجب والإقدام والسعي والعمل وتهذيب الأخلاق والعدل والإخاء والحرية والتسامح وتهذيب العقل وتأثير الأخلاق في الجسم الباب الثاني في ذوي القربى والأرحام والمحبة والوداد والزواج والبنين والسعادة والثراء ونقص الأنفس الباب الثالث في الديمقراطية والدستور والواجبات الوطنية والمساواة في الحقوق وأنواع الحرية والتعليم والتعاون وتدارك البؤس الباب الرابع في حب الوطن والسفسطائيين وهذه الأمة وقوى الوطن والحرب والجنس البشري.

لا نعلم الطريقة التي جرى عليها المعرب لأن الكتاب الأصلي غير موجود لدينا لنقابل بين الأصل والفرع ولم نره منذ أن عربنا عنه يوم صدور مقالة في السنة الأولى للمقتبس عَلَى سبيل النموذج ثم رأينا مجلة أنيس الجليس في الإسكندرية قد عربته أو أكثره ونشرته تباعاً والغالب أنها لم تنشره عَلَى حدة وقد لاحظنا المعرب قد التزم التعريب بالمعنى إلا في مواطن اضطر فيها إلى متابعة الأصل فجاء عَلَى تعريبه بعض الجمل شيء من الاضطراب.

مثال ذلك تعريبه (ص135) لأبيات فيكتور هوغو يقوله:

عهدنا إ لو ضمنا عمرنا ... ما حبا العمر لسن الأربعين

عهدنا إذ يبسم الدهر لنا ... عن ثغور ملؤها عطف ولين

عهد أيام كان بها الشتا ... ء علينا كربيع الياسمين

وكذلك تعريبه أبيات هوغو أيضاً (ص141)

إلهي لا تصب جسمي بسوء ... ولا قومي بشر مستطير

ومنّ عَلَى أحبائي بلطفٍ ... وآبائي وإخواني بخير ولا ترزأ بمكروه عدوي ... ولو أنحي بمكروه عسير

ولا تجعل بلا زهر ربيعاً ... ولا قفص الطيور بلا طيور

ولا تدع الفقير بغير نحل ... ولا بيت الفتاة بلا صغير

وأسقم من هذا تعريب بيتين لنادو (ص122)

ألا أيها الطفل الودود ألا ارحل ... فأنت من الأوهام حلم تلذ لي

زعمت بحب للأميمة صادقاً ... وما حبكم للأمهات بأمثل

ومثله في (ص58)

خدموا بني أوطانهم فقضوا ... شهداء فيها للوفاء وحبا

فذروا الزهور عَلَى رموسهم ... فلقد حكوا بوفاهم العربا

وأنت ترى الضعف بادياً في هذه الأبيات وكان عَلَى المعرب أن يعرب المعنى ويكتفي به أو يدفع المعرّب بالحرف إلى شاعر كبير يعربه له بنظم سلس لا غبار عليه فإن الشعر كالموسيقى والخطاب العام والتصوير لا يستحب فيه إلا المفرط في الإجادة كما قال لابروبير العالم الفرنسوي في مقدمة كتاب الأخلاق.

ثم أن المعرب أقحم عبارات في متن الكتاب ليست منه كما فعل في صفحة 101 فوقف موقف المؤلف وعدد الكتب التي يجدر بالفتى العربي أن يتلمسها ثم أقحم جملة فيمن وقع اختياره عليهم من رجال العصر الحاضر ومن الشعراء الغابرين والمعاصرين ومن المؤرخين القدماء والمحدثين فهذا الإقحام غير محمود خصوصاً والقارئ يجب أن يرى ما يقول المؤلف فقط أما المعرب فإذا كان له فكر خاص فما عليه إلا أن يؤلف رسالة خاصة في الموضوع تكون أوقع في النفس لأنها تعرب عما خصصت له إذ ربما تغير حكمه الذي أصدره اليوم غداً أو بعد غدٍ وهذا لا يجوز في كتاب الخلاق يتداوله الناس الجيل بعد الجيل.

وقد رأينا الكلام مخطوماً (ص262) عند كلام المؤلف عَلَى العرب ودنيتهم اكتفى المترجم بوضع بعض أصفار دلالة فيما نحسب عَلَى أن هناك جُملاً لم ينقلها وكان الأولى أن تعرب بالحرف ليطلع عليها القارئ وإذا رأى المعرب أن المؤلف خرج حقيقة عن الصدد يذيل عليه مما يعلم في أسفل الصحيفة فإنة الأمانة تقتضي بأن ننقل الكتاب برمته وإلا فيسمى تعريباًَ له مسخاً أو كما يسميه الإفرنج.

وقد رأيانا المعرب يتوكأ عَلَى العويص في الأحايين فيستعمل الفصح الجديرة بالاستعمال لتتلقفها ألسنة الطلاب وأقلامهم فيدمجوها في تضاعيف منشآتهم ولذلك جعل في آخر الكتاب جدولاً للألفاظ اللغوية وتفسيرها بما يرادفها. ومع حرصنا عَلَى نشر الفصح كنا نفضل لو عري هذا المعرَّب من كل ما يشوش ذهن القارئ ويحصره في الاستفادة من الفكر الجديد.

فبدلاً من أن يعمد الفتى أو الفتاة إلى المعجم ليرى فيه تفسير ما ورد (ص157) من معنى جلجلان القلب يكتفي المعرب بأن يقول حبة القلب أو سويداؤه وما نخال أحداً من البلغاء القدماء استعمل هذه اللفظة المتنافرة الحروف مثل مشمخر ومستشزرات وسجنجل التي نص عليها علماء البيان وحرضوا عَلَى إطراحها في الاستعمال لمنافاتها الفصاحة ولأن في اللغة ما يقوم مقامها.

وقد وقعت للمعرب ألفاظ كررها في الاستعمال مثل تلابيب جمع تلبيب وهو جمع الثياب فاستعملها في استعارة غير لطيفة كقوله (ص30) (التي كتب لمن أخذ بتلابيبها السعادة) وقوله (ص204) قائم بين أسرته بتلابيب التهذيب والعلم) وص237 (أخذت بتلابيب الترقي).

وسقط المعرب عَلَى بعض الاستعمالات البعيدة أو المنافية لروح الفصاحة واللغة مثل قوله (ص32): (لا تجدي لأعصابك) والأحسن تجدي أعصابك. وفي (ص33) (فلا يدع في أعماله للصدفة محالاً) والأولى أن يقال للاتفاق لأن الصدفة لم يرد بهذا المعنى ولذلك خطأوا من قال: في صدف الدهر صدف الدر وفي ص34 لكان بوسعها والأولى أن يقال لكان في وسعها وقد ورد هذا الاستعمال في عدة محال من الكتاب وفي الصفحة نفسها (يفضي إلى فتن مستطيرة ومحن معقودة) وما نظن الصفة الثانية مما سبق استعماله وفي ص37 (تمسك منه مواس الخير) (عمل يخلص عنك لمنفعة الناس) (يدأبون فيها ويلوون عليها) (فيسعى في مصلحة ذرارية) ولفظ مصلحة وقعت للكاتب غير ما مرة وهي من استعمالات جرائد مصر.

وفي ص38 (أصبحوا بمكان الظنة والتهمة) ولعله يريد الظنة (لا يحرجون أن يحرجوا في أمرهم ويبرم بهم) (فعَلَى المرءِ متى جبه الواجب مصلحته أن ينأى عنها) 48 (حبابه أن يستنيم له الوجدان) 50 (فإن الواجبات تتضارب كثيراً مع بعضها) والأولى بعضها مع بعض 51 (فمن كان يستمسك بحذافيره يستمسك بالأثرة الحسنة) 54 (أي رجل كب عَلَى عمله) الأولى أكبَّ ولعله من غلط الطبع الذي وقع كثيراً في الرسم والحركات مثل تشرأب إليها النفوس) والأولى تشرئب ومنها (أن يناوئ كل مكروه ومرزئية ومخوفة) 56 (أخذه رابط الروع) 58 (يجدر أن يكتب عَلَى صفائح ضرائحهم) 65 (فقد أربي فيها رجال القول وأصبحوا بمكان ثقة من البلاغة حتى امتدحوا منذ قرون مدحاً عرفوا كنهه أيام الخور) 66 (لا تدخله سآمة من دؤُب ولا إعياء من لغوب) والإعياء واللغوب يكاد يكون واحداً وإن كان اللغوب أشد الإعياء وفي الصحيح اللغوب التعب والإعياء ومثله في النهاية والغريبين وما ساق اليها إلا التقفية ومثله (بدرت منه بادرت نزاع إلى البطالة) ومثله 124 (فتق بعائدة من عطف وإحسان من رحمة) 96 (حتى يساهمه بديئة بدءٍ) لعله بادئ بدءٍ أو بدأة ذي بدءٍ 70 (لعملوا وأقدموا حزماً. فإن طيب الحياة ورغد العيش ليس لمن كان غنياً منكم. . . فاعملوا كداً كداً لأنفسيكم ولذويكم ولأمتكم فتروحوا النفس وتسروا الخاطر) جميل ركيكة ولاسيما أقدموا حزباً واعملوا كداً كداً.

71 (ومن ثم تطمئن نفسه فلا يستشير ميازين الجو) 72 (وهكذا الحال في النهامة) 78 (فإلى من نزغته نفسه إلى أن يتزيى بما هو ليس من أهله) 80 (ومن الضرورة أن تلحق بهذه المعالي مداني نستنكف منها ونعرض عنها إلا وهي الخلاطة والخلاعة. . .) (فعَلَى الفتيان أن يجزموا فيحترسوا من الخلود إلى هذه الملذات) (لأن من اعتار أن يأكل مطاعم توابلت لا يستلذ بعدها بمطاعم غيرها) 83 (لكنها رواحة للنفس) 87 (واتخذ كل عضوٍ من بني الإنسان أخاً لك توده عَلَى السواء فلا تضمر لأحد منهم وحراً ولا لأية أمة وغراً ولا داعي له ولا سبباً).

88 (نارت نائرتها فحاصت ولا بت حول الأمم) 96 (فالعقيدة أمر خاص بالوجدان يجرح ولو بخفيف المسيس) 99 (ويقدموا بيقظة انتبهاهم عَلَى مستقبلهم) 100 (ينبغي للمرء أن ينظر فيها نعماً حتى يتشرب عقله بها) 103 (إن العمل خير علاج لكرائه الحياة) 108 (فالرياضة واجبة لسداد الجسم نسعى إليها بهمة لا تفتر ولا تستنحر).

110 (ةالممرضات اللاتي يلازمن المصاح فإنهم يتعرضون للأمراض المعدية والأوبئة المشؤومة ولا تلحق بهم أذية. . . فمن لم يفتأ عن أن يتداعى المرض ويتوجع نحو إلى المصائب وحواضر النوائب ويحاذر من طوارئ الخطار) 115 (غاب عني هذا الرجل بضعة سنين) 117 (فالأمم العظام والملل الشداد).

119 (يطالب اليوم بعبادة الناس الذي نسل منهم. . . ولم يسلسل آباءه إلى أجداده) 121 (واجب يتحتم علينا منذ نستمد الحياة منها) (وتكآدا (كابدا) الخطار لدواعي صحتك وصليا بالشاق في شؤون تربيتك) 122 (المودة تضمد جروحات المصائب) الأولى جراح أو جروح.

123 (سلاماً ورحمة أيها الأبوين! فقد قضيتما الحياة عَلَى القناعة في بيت حقير) (أما داخليني حماسك) حماستك.

125 (ولا ترأفن بنفسك عن محامد) لعله تربأن 126 (دينوا أبويكم أيها الناشئون كما داناكم بحب خالص) (سنة مطلق حكمها شديد وطأها (وطؤُها) وودوا فإن الوداد سحية رقيقة الجانب يوقع بها كل ناشئٍ ويواقع أمرها).

129 (فيحدوا عنه أكاذيب العواطف) (فإن الصبر ليأزر وإن الكراهة مع تداول الأيام لتزول) 130 (وليكن من الود والعقل إتحاد يسبلك أيها الفتى جنبات الصواب).

131 (عَلَى الرجل أن يأوي يؤوي المرأة تحت جناحه) 132 (وليس بقصد من إبداع الحياة إيجاد بنين فقط بل تربيتهم وتمكينهم من القيام حقه في شؤون الحياة وجعلهم رجالاً رجالاً).

132 (إن المرء لا يصدر عن الزواج إلا رجاءَ أن يلقى عن أكتاده مهام الأسرة) 137 (لم يكن أمهات أو كن إلا أنهن اضطررنا إلى. . . انحطت انحطاطاً ليس بعده من انحطاط) 138 (وعَلَى المرأة الفرنسية) (إلا وأن الانتظام بين المصاريف (النفقات) والأرباح لأمر تطلبه رفاهية الحياة) 139 (فتصبح مثل سافل أمرها عرضة لكل المثالب والمعايب).

143 (أحاجتهم للسعي أشحذوا وأحضأوا نيران شجاعتهم) 147 (لو لم يثبت ذلك بالبرهان أو بدءٍ) (نوجع أعلاق قلوبهم إلى أمهاتهم ونجعل كعبة ثقتهن فيهن لأن للام تأثيراً عليهم أقوى من تأثيرنا لرقة عواطفها) 148 (وإن في البنين زروح عظمة تناصب النساء مناصبة تفيدهم وتروضهم عَلَى أعمال الإرادة تحت ظل الأم بدون أن يتفيل حزمهم) 149 (وتأهل فأبا البنين يودهم وليس للثراء ولا للفقر يد عَلَى السعادة) (فإن قلت ذات يده عن حوز طيب الحياة فقد شقت عليه حياته وتعاظمته أوقاته. . . لأنه ما دام قاصراً عَلَى تنمية مورده مادام الفقر يدقعه ويذهب من جميل أنسه بأسرته).

150 (بيد أن الثراء وإن لم تكن به السعادة أداة ذات بال للسعي ببغيته، ولا بدع، سواد الناس، لأن من الحكمة أن يدأب المرء) (إن لا سعي له ولا عمل للحصول عَلَى المال مساق (مسوق) بالطبع مع الذين) 151 (بل عليه أن يكون في كل الأحوال بسيطاً في حياته قائماً (؟) أسرته) (يقنع بما بين يديه ويوافق مورده ومعاشه عَلَى الدقة وتقدير المنزلة فإن من كان مورده مساناة (مسانهة) خمسة آلاف ليرة ومصرفه (نفقته) خمسة آلاف ومئتين وخمسين ليرة كان فقيراً يتدرج إلى السآمة والمشكلات).

152 (إن من يقطع عن الناس شوابك العلاق علائق الذات والأسرة) 153 (واعلم أن للعلائق والتعارف مع الناس سيئات أكثر من حسنات) (واقتلوا أوقات فراغكم في المنزل) من التعبيرات الإفرنجية الأولى إبدالها باصرفوا واقطعوا وما شكل ذلك 154 (ولا تهاملوا في زخرفة الأثاث فيقولن أحدكم إني معيل لا قدرة لي عليه ففي سعة (وسع) كل الناس فقيرهم أو غنيهم أن) (أو تكلف في زينتها أو تماجن في صنعتها).

155 (تزبد المشرة وتزن الجسم والأخلاق) لعلها تعدل الجسم.

158 (إذا ضربنا صفحاً عن بلاد الروس المختلفة أصولها المجهولة سكانها في ذلكم العهد) (مضى عَلَى ذلك التاريخ ثلاثون ربيعاً) الأولى سنة لأن الربيع بهذا المعنى لم يرد في شيء من كلام العرب (بيد أن الأنفس فيها مازالت تزداد بذلك الحين ولكن في التناقض عن بقية الأمم) (ثم دهي الأمة الفرنسوية سنة 1871 فقد ولايتين الإلزاس واللورين تبلغ مساحتهما 15 مليوناً ونصفاً من الكيلومتر المربع) الصواب 14 ألفاً وخمسمائة كيلومتر مربع 160 (الأنفس تزداد لدى جميع الأمم ودمنا عَلَى موقف الجمود) (والإنكليز الذين لم يكن لهم في ذلك العهد إلا ثلثي ما للأمة من الأنفس).

161 (هذا إذا أخذنا بلاد الغال والإيقوس (إيكوسيا) وتركنا بلاد إيرلاندة عَلَى معزل) 163 (نقطع دابر الأمل من) استعارة غير حسنة (عرضة للاحتقار وموضع الصغار) (لا مرية إن ستلهم مادتنا الشعوب وتستلحم عنصرنا شعوب) 164 (ولقد كان في استطاعتهم ألا يجيبوا سنة الوجود) (وأظن إن كان في الأعصر الخالية قبل وضع التاريخ رجال سفسطة).

165 (إلا أن هذا لا يكون طباب (ما يطبب به) لقص الأنفس فإن طبابه في الحمية الوطنية) (زُلقت عَلَى أحادير الانحطاط وأشفاءِ الموت).

168 (مبادئ لا يجوز لأحد أن ينكر عليها) 170 (تنقل هذه الصلاحية إلى أحد) والصلاحية كلمة لم يسبق للبلغاء استعمالها وهي من مواضع الأتراك تسربت إلينا من المترجمات والصحف والأولى استعمال اختصاص أو سلطة (فالديمقراطية والأريستوقراطية عرقنا في قلوب العالم) (كبرياء المتنفذين) ليس في اللغة تنفذ 171 (إن كل المظالم ثقيلة عَلَى النفس مكروهة لدى النفس) 173 (فاستدعى ذلك إلى توحيد القوى) والأولى دعا ذلك ومثله ص262 (يستنفع منها أكثر من ذلك) والصواب ينتفع فإن السين الطلب غير مقبولة كل حين.

174 (كما وأنه لا يخلو) كما أنه (عَلَى ما يظن البعض بل سارت في بلاد أوربة أبعد من ذلك فازدادت المصلحة العامة إلى درجة ألزمت الحكومة لتكثير الدوائر. . . مما يعود بالنفع عَلَى عموم أبناء الوطن والأحسن) بعضهم بدل البعض واضطرت الحكومة إلى تكثير بدلاً من ألزمت ويعود بالنفع عَلَى عامة أبناء الوطن بدلاً من عموم.

176 (لا تكون فيه الحقوق مضمونة مصانة) مصونة.

177 (فحكومتنا أصبحت بالتالي حكومة ديموقراطية) فبالتالي استعمال إفرنجي (فهي لا تضرب خناقاً عَلَى الحياة ولا تقف دون ترقي الأمة) 180 (جرحات الديموغجية) والأولى تعريبها هكذا نضار مماشاة العامة عَلَى أهوائهم أو خدمة العامة أو ما شاكل ذلك 181 (يتحمل تبعات أعمالها ودركات أمورها ويسئل عن مصيرها) (فيقرع صفاتهن أن تواقعوا إلى الوهدة ويشنع عَلَى زكمة السوء) فسر زكمة السوء بأبناء غير صالحين ويقرع صفاتهم ينتقصهم ويعيبهم وتواقعوا إلى وقعوا وراء بعضهم والجملة بدون شرح لا يفهمها إلا الحريري والمعري عَلَى تكلف في وصفها.

186 (رضاء مجلس الأعيان) والصواب بدون همز 187 (ومن ثم يصح لهم أن يحلوا غويص عويص الأمور السياسية بسكينة روع ويهتموا قبل كل أمر في مصلحة بلادهم حتى إذا حفظت هذه المصلحة التفت كل منهم إلى مصلحة حزبه وقد ينبغي حتى في مصلحة الحزب أن يكون. .) (فالواجب في الأمور السياسية مهما كان صلباً متلبساً متضارباً).

190 لأن الوائف والمناصب هيكل لجسم هذه الأمة المتمدنة الممدنة أو المتحضرة (فإذا عرض له قرح طرأَ الداء).

191 (في مسألة تعيين أولياء الأمر وأن يقبلوا عَلَى وجدناهم يستشيرون بتلك القضية قبل العزيمة).

197 (لأن في ذلك مسيساً لحرية السعي) 198 (حجز النساء عن التعاطي في المعامل) 204 (أخذت من قلوبهم شطراً كبيراً يعلق في حبها).

215 (أتى عَلَى حاضر تكدر صفوه وجابه مستقبلاً خفي كنهه) 220 (رجعوا فيها ودايموا النظر ولا تخثروا) (ولو كانت ملؤ ألفاظة خشونة وأعمالها غلطة) 222 (ناقع القلب من أقدامهم مبرود الغليل من شجاعتهم) 224 (متى اعتقد الأغيار) جمع غير هي من استعمالات الأعاجم فيقولون بار أي المحب وأغيار أي العدو ومنهم سرت إلى بعض كتابنا (فاستفرغ العقل وهز القلب ورق دمك ولا تضن بقطرة منه صيانة لحياة الأمة وتعهداً لمصلحة الوطن) 225 (وكلما كان الاستمساك شديداً متراصاً كانت الأمة عَلَى عظمة وسؤدد) 226 (من جري ما بث به السفسطائيون) (فأدودا بهم تحت أيدي البرابرة أيداءَ هود اليم منحيهم الله أكتافهم فألبسوهم قناع القهر وطوقوهم طوق الذال وتوطوءهم بحر القتل) (نستدفع ما يقعر العنصر فإنا لا تزال أمة مستبصرة باقية النسيم غير نازعة إلى الموت).

230 (مرارة سخريته من هؤلاء السفسطائيين) والمرارة هنا مثل عقاب مر لم تألفها لغة العرب العذبة (في الأجيال الآتية) أي القرون والجيل غير القرن (الأوان خير أمة أخرجت للناس أمة تشربت الوطنية حتى الكفاف) 231 (بغير تشدق ولا جدل ولا حلجة إذا نادهم منادي الوطن) 223 (إقليم مرمعمعان تنازع يوآزر العزيمة ويستنب خفض العيش ورغد الحياة) 234 (ثم لاحت بين ظلامة هذه الأعصر بارقة عقل وشارقة عدل) (ثم تماسكت الأمة فرتقت الفتق ورأفت الخرق) 235 (لكن النائرة قد نارت والفائرة قد فارت).

238 (فأصبحت والألمان يفوقها بعشرين مليوناً عَلَى حين أن أرض الأمتين متساوية في المساحة والإنكليز بثلاثة ملايين عَلَى أن ربوعهم لا تكاد تعادل نصف ربوعنا).

240 (يدفعانها إلى أن تنهض من أغمض الهوات إلى أعَلَى الدرجات) (وادأبوا أيها البنون في مصلحة الوطن ومجد الأمة).

241 (قلبوا الطرف أيها الفتيان عَلَى موقع أمتكم من الأرض تجدونها عَلَى أجمل بقعة وأخطر قطعة) (بحيث أصبح من الواجب أن تضطلع لعبئهم وتحفظ الموازنة بينهم).

243 (تبذل النكيثة النفس والقوة حتى تصير قوة الجيش في البر إلى تناهيها) (عظيم الإجلاد عظيم التجاليد) فسرها بالضخم القوي (فإن من الضرورة أن يعتزم المرء عَلَى أمر الجندية فيرتاض عليها قبل أن يسلك في نظمها) (عن طيبة نفس وبسطة ذراع).

244 (إنه لقسم لو تعلمون جميل فينبغي لكل عضو في الأمة أن يؤلي عَلَى نفسه ذلك الإيلاء حين ينخرط في سلك الجندية) والإيلاء والانخراط هنا من أبشع الألفاظ 245 (الأنشودة التي تردد نأمتها في الفضاء) النأمة النغمة والصوت ويقولون أسكت الله تعالى نأمته أي أماته فالأولى عدم استعمالها في هذا المقام (تغرورق عيناه وتصطك شفتاه) وفسر شظاياه بعظام سافه 246 (ولا تذهلن إن الوطن أُمك) والأحرى أن يقول أبوك لأن الوطن مؤنث بالإفرنسية مذكر بالعربية.

247 (كونوا جنداً غلاظاً مستبسلين) والجمل شداداً بدل غلاظاً.

249 (بثبات قلب ورسوخه وطمأنينة) 250 (وبعد فقد وجبت عَلَى الأمة وراء أن تسعى أقصى مجهودها وراء أن تجعل الوطن عَلَى قوة وهمة).

251 (فكان ذلك مثلاً مراً استفادت منه حق الاستفادة) (حاجة الأمم الاقتحام عَلَى الحروب العادلة فبرهن بحجج عديدة وأمثلة كثيرة عَلَى وجوبها).

253 (ذلك مثل يجب عَلَى كل امرئ أن يحذو حذوه ويتحكك تحككه أيام الفت والمشاغب).

254 (والسعي وراء منفعتهم كما يفعل المرء وراء أن يجعل أمته) ولفظة الوراء هنا من استعمالات المولدة المبتذلة لا يريدها من يحب تقدم اللغة إلى الأمام.

256 (تسكن وسط أفريقية وجبال آسيا من كان عليه من سكان الأميركان) (تمدن الشرق الأدنى الذي ناهض تمدن اليونان والرومان زمناً طويلاً عَلَى الجهد وامتد من جنوب آسيا وغربها إلى ردم سد حملايا المصمت ما لا فرجة فيه) 257 (فاعتراها ما اعتراها لما تحك بها تمدن آخر أكثر كمالاً من تمدنها).

258 (وكان حب الوطن والإقدام مزدرعين عَلَى حد السواء في قلوب الذين ينهضون بأمتهم) جملة لم تشم ريح العربية 259 (لاسيما قد بينت العلماء ذلك التاريخ في هذه الأيام عَلَى أحسن بيان) أي أَحسن بيان.

261 (حتى ماتت تلك الأمة المجيدة القوية في الهون) 264 (حتى كاد العنصر الأسود في أفريقية وعنصر الزنوج في أمريكا لا يبلان من عَلَى الانحطاط).

هذا ما علقناه من هفوات الكتاب وهناك بعض أمور طفيفة لا يكاد ينجو منها كاتب في هذا العصر والعصمة لله وحده بيد أن هذه الهنات لا تقدح في فائدة هذا السفر البديع ولا تحط من مكانته فهو حري بالكبار والصغار أن يقتنوه ويتدارسوه ويتدبروا معانيه ومغازيه. ونثني عَلَى حمية صديقنا المعرب الذي أَخرج بتعريبه كتاب دومر زكاة فضله في وقت قل فيه جداً من يخرجون زكوات عقولهم كما ندر من يخرجون زكوات أموالهم.