مجلة المقتبس/العدد 77/اللغة الانتقادية

مجلة المقتبس/العدد 77/اللغة الانتقادية

مجلة المقتبس - العدد 77
اللغة الانتقادية
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 7 - 1912



2

حرف الشين

ويقولون أشغلني الأمر ص شغلني بغير ألف ويقولون الشفة بكسر الشين وتشديد الفاء ص بفتح الشين وتخفيف الفاء ويقولون شتان ما بينهما ص شتان ما هما وشتان ما عمرو وأخروه فأما إنشادهم:

لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر ابن حاتم

فإنما هو بيت مولد وليس بحجة عَلَى الفصحاء وبيت الأعشى يقضي عليه وهو قوله:

شتان ما يومي عَلَى كورها ... ويوم حيان أخي جابر

ويقولون دابة شموص بالصاد ص شموس بالسين وهي بينة الشماس إذا كانت تقمص عن الإسراج والركوب ويقولون أشرقت الشمس إذا طلعت وهو غلط وإنما يقال أرشقت إذا أضاءت وصفت وشرقت بغير ألف إذا طلعة.

قلت ولا فرق بينهما عند بعض أهل اللسان ويقولون شلت يده بضم الشين ص بفتح الشين قلت لا مانع من أن نقوله بالضم مبنياً للمفعول ومثله أشلت بالألف.

ويقولون أشحنت السفينة بالألف ص شحنت بغير ألف ويقولون في أذن الجارية شنف بضم الشين ص بفتحها ويقولون شويت اللحمة حتى اشتوى ص حتى انشوى وإنما المشتوي الرجل الذي يشوي قلت وقد دون الحرفان معاً في هذا المعنى.

ويقولون في يد فلان وفي رجله شقاق وذلك غلط إنما الشقاق داءٌ يكون في حوافر الفرس والدواب ص في يد فلان ورجله شقوق ويقولون لما يكون في الحائط وغيره من صدع شق بكسر الشين ص بالفتح فأما الشق بالكسر فهو نصف الشيءِ والشق أيضاً المشقة ويقولون شللت الثوب بالتشديد إذا خطته خياطة ضعيفة ص شللت أشله شلاً بالتخفيف.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون شخص شهق البصر بكسر الخاء وشهق الرجل بكسر الهاء ص فتحها.

قلت فأما في شهق فالكسر مدون في المعاجم مثل الفتح ويقولون شراع السفينة بضم الشين ص الكسر ويقولون الشجنة بفتح الشين ص بكسرها. قال شيخنا أبو المنصور هو اسم الرابطة من الخيل في البد من أولياء السلطان لضبط أهله وليس باسم الأمير أو القائد كما تذهب إليه العامة والنسبة إليه شجني وهذه الكلمة عربية صحيحة واشتقاقها من شجنت البلد بالخيل إذا ملأته بها ويقولون للذي تأمره بالشم شم بضم الشين ص بفتحها ويقولون شفعت الرسولين بثالث وهو خطأ ص شفعت الرسول بآخر لأن النفع في كلامهم بمعنى الاثنين ويقولون للمريض أشفاك الله وهو فساد للمعنى المقصود لأن معنى أشفاك ألقاك عَلَى شفى هلكة ص شفاك الله ويقولون للكساء الذي يطرح تحت السرج ويلقى طرفه إلى كفل الدابة (الكبش) وهو من تعريب المولدين ولم تعرف العرب ذلك ص الشليل ويقولون في تصغير الشيء (شوي) ص شيئي.

حرف الصاد

ويقولون سنجة الميزان بميم مكسورة ص صنجة الميزان بصاد مفتوحة وهو سماخ الأذن بالسين ص بالصاد ويقولون أصرفت الصبيان عن المكتب بالألف ص بغير ألف ويقولون امرأة صبورة ص صبور بغير هاءٍ ويقولون الصندوق بفتح الصاد ص بضمه.

قلت الفتح وارد ولكنه غير مشهور ويقولون بالسين أيضاً.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون رجل صعلوك بفتح الصاد ص ضمها ويقولون الصحرا مقصور ص مدها ويقولون الصفر عن النحاس بكسر الصاد ص بضمها.

قلت حكى الكسر أبو عبيدة وحده وهو غير معروف إنما هو الكسر بمعنى الخالي يقال مكان صفر من أهله أي خالٍ وهذا بالكسر لا غير والظاهر أن (الفيروز آبادي) أخطأ إذ ظن أنه يضم بمعنى الخالي والصفر يقع عَلَى النحاس الأحمر واللاطون وهو ما يسميه العراقيون (الشبه) والشبه أيضاً عربية وهو بالفارسية (برنج).

حرف الضاد

ويقولون فلان لا يملك ضراً ولا نفعاً ص ضراً بفتح الضاد لا بالضم.

قلت ويقال أنه يضم ويقولون بفلان أي ببدنه ضعف بالفتح ص ضعف بضم الضاد.

قلت الضعف في الرأي مفتوح وفي البدن مضموم ويقولون ذهب مال فلان ضياعاً بكسر الضاد ص بفتحها قلت بالكسر جمع ضائع.

ويقولون ضمر البطن بفتح الضاد وضم الميم ص فتح الضاد والميم قلت والأول وارد أيضاً.

ويقولون الضفدع بفتح الضاد والدال ص كسرهما قلت وصحح بعضهم فتحها وضم الضاد وفتح الدال.

والضبع بضم الباء وهو اسم للأنثى والذكر ضبعان والعامة تقول الضبع بتسكين الباء وإنما الضبع (بالتسكين) العضد ومنهم من يقول في الأنثى ضبيعة.

قلت وعن الصاحب في الأنثى ضبعة وضبعانة وقد جمعوا الأنثى والذكر عَلَى ضباع وهناك جموع أخرى. ويقولون قوى الله ضعفك وهذا دعاء عَلَى الشخص لا له ص قوى الله منك ما ضعف.

حرف الطاء

ويقولون طنفسة بضم الطاء والفاء ص طنفسة بكسرهما ويقولون امرأة طاهرة من الحيض وطالق من الطلاق بالهاءِ فيهما ص طالق وطاهر بغير هاء ويقولون طاطيت رأسي بالياء ص بألف مهموزة ويقولون الطيرة بإسكان الياء ص الطيرة بفتح الياء.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون أعوذ بالله من طوارق الليل والنهار وهو غلط لأن الطروق الإتيان بالليل خاصة ويقولون قرأت السبع الطوال (وهي سور القرآن الطويلة) بكسر الطاء ص بضمها وإنما الطول بالكسر اسم للحبل ويقولون طوبيك وطوباك ص طوبى لك.

قلت قيل أن طوباك لغة وعلى هذا ينزل قول القائل:

طوباك يا لينتي إياك طوباك

وهو فيما أذكر مولد وطوبى قيل أنها مصدر وقيل أنها تأنيث الأطيب وهو عند سيبويه اسم حامل للدعاء وذكر فيروز آبادي أنها جمع الطيبة وليس صحيح كما قال ابن سيدة وطيبى لغة بعض العرب وهنا قصة ممتعة تدل عَلَى شدة تمسك العرب العرباء بمصطلحاتهم ولغاتهم حتى كان وراءهم دافعاً فطرياً يحجرهم عن التفوه بما لا يعرفون. قال أبو عمرو ابن العلاء العالم المتوفى سنة أقرأ علي أعرابي بالحرم (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طيبى لها) قلت له طوبى هم قال طيبى فعدت فعاد فلما طال علي قلت طوطو قال طي طي فتأمل ويقولون عَلَى وجهه طلاوة بفتح الطاء وهي لغة ص بضمها.

حرف العين

ويقولون أعبث الرجل بألف ص يغير ألف ويقولون في العود والحائط عوج يكسر العين ص عوج يفتح العين قس كل ما ينتصب وإنما تكسر العين في قولهم في دينه عوج وفي الأرض أيضاً بالكسر ويقولون هي عصاتي بتاء قبل الياء ص هي عصاي وزعم الفراءُ أن أول لحن سمع في العراق (هي عصاتي) وقالوا هذه عجوزة بإثبات الهاء ص بغير هاءٍ ويقولون عرج (من العرج) الرجل بفتح الراء ص بكسرها ويقولون عرج بالسلم بكسر الراء ص فتحها لا غير ويقولون عمدت كذا إذا قصدته بكسر الميم ص فتحها وإنما يقال عمد بكسر الميم في قولك عمد البعير إذا اشتكى وعمد سنامه.

قلت العمد في البعير أن ينشدخ سنامه ويقال للمحب عميد ومعمود كم ذلك ويقولون عجم الزبيب وغيره بإسكان الجيم ص عجم الزبيب بفتح الجيم وإنما العجم بإسكان الجيم صغار الإبل ويقولون ماله دار ولا عقار بكسر العين ص بفتح العين والعقار النخال يقال أيضاً بيت كثير العقار (وقد يضم) إذا كان كثير المتاع ويقولون عفيت عنه بالياء ص بالواو ويقولون عبرت الرؤيا بالتشديد ص بتخفيفها.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون استكثر من الزاد خوف العوز بكسر العين ص بفتحها ويقولون رجل أعزب ص عزب ويقولون كثرت عيلة فلان ص كثرت عيالة والعيلة الفقر ومنهم من يقول عائلته وليس بشيءٍ ويقولون للمرأة أيام البناء عروس ص أن يقال للمرأة والرجل أيضاً عروس وفي أمثال العرب - كاد العروس أن يكون أميراً - قال الشاعر:

وهذي عروس بالميامة خالد

ويقولون في تصغير عين عوينة ص عيينة ويقولون عذع لغة عمرانية ص عبرانية وقال عايرت الميزان والمكيال وعاير ميزانك ومكيالك ولا تقل عيره وهم المعايرون ولا تقل المعيرون وقل عيرت فلاناً كذا ولا تقل بكذا قال ليلى:

وعيرتني داءً بأمك مثله ... وأي حصان لا يقال له هلا

ويقولون لجميع الأغاني عزف ص أن يقال لما فيها عود عزف وإذا لم يكن لم تقل لها عزف ويقولون لجميع أوكار الطائر عش ص إذا كان من عيدان مجموعة فهو عش وإن كان نقباً في جبل أو حائط فهو وكر.

حرف الغين

ويقولون هو منديل الغمر بإسكان الميم ص بفتح الميم. قلت والغمر الدسم ويقولون أغاظني الشيء وقد اغتظت يا هذا بألف ص بغير ألف.

قلت وبالألف موجودة يقال أغاظه وغايظه وغيظه أيضاً. ويقولون فلان كثير الغيبة بفتح الغين ص بكسرها ويقولون يغير عَلَى أهله وهو كثير الغيرة بكسر الغين ص يغال بألف وهو كثير الغير بفتح الغين.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون الغضارة بكسر الغين والغسول بضم الغين ص فتحهما ويقولون غربت الشمس بضم الراء ص فتحها ويقولون للمطر في أي وقت جاء غيث أو مطر ولا مفرق ص إن كان في إبانه فهو غيث وإن لم يكن فهو مطر. قلت الظاهر أن المطر اسم عام يقع عَلَى السحاب في جميع أوقاته أما الغيث فقد يقال أنه المطر الذي يغاث به البلاد في إبان الحاجة إليه.

حرف الفاءِ

ويقولون فقعت عينه وفقيتها ص فقأت عينه بالهمزة ويقولون فالّ مشدد اللام بغير ألف ص وهو الفأل مخفف مهموز. قلت فعله مهموز في الأصل أما الاسم فكثيراً ما يحذف الهمز منه. ويقولون فكاك الرقبة بكسر الفاء ص فتحها ويقولون فصح النصارى بفتح الفاء إذا أكلوا اللحم وأفطروا ص بالكسر.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون هي الفلكة (الفلكة تل صغير مستدير) بكسر الفاء ص فتحها والفص أيضاً مفتوح الفاء وكسره لغة رديئة.

قلت الشائع اليوم ضم فائه وهي لغة أيضاً إلا أن الأفصح الفتح ففاؤه إذاً مثلثة.

ويقولون الفلفل بكسر الفائين ص ضمهما. قلت وبكسرهما مدون أيضاً.

ويقولون فلسطين بفتح الفاء ص كسرها ويقولون فركت المرأة زوجها بفتح الراءِ ص بكسرها.

قلت إنما بالفتح شاذ وليس غلطاً. والفيء لا يكون إلا بعد الزوال وأما الظل فمن أول النهار إلى آخره والعامة تسمي ألفي ظلاً ولا تفرق ويقولون لبائع الفاكهة فاكهاني والعرب لا تلحق الألف والنون في النسبة إلا في أسماء مخصوصة زيد فيها للمبالغة كما قالوا للعظيم الرقبة رقباني وللكثيف اللحية لحياني ص فاكهي.

حرف القاف

ويقولون قتل فلان شر قتله بفتح القاف ص بكسر القاف والمراد الحالة لا المرة الواحدة فالحالة كالركبة والجلسة والأكلة والمرة الواحدة لا تكون إلا مفتوحة ويقولون قد أخذته قصراً بالصاد ص قسراً بالسين ويقولون قنع الرجل بفتح النون إذا رضي ص قنع بالكسر يقنع إذا رضي وقنع (بالفتح) إذا سأل.

قلت الفيروز آبادي فتح عين الفعل في الاثنين وهو خطأ عَلَى الظاهر فإنك تقول قنع قنوعاً إذا سأل بالفتح وقنع قناعة بالكسر إذا رضي.

ويقولون أقريت الضيف بألف ص بغير ألف. قلت قريت الضيف واقتريته أيضاً لا أقريته.

ويقولون قد قصر الصلاة بالتشديد ص قد قصر من الصلاة بتخفيف الصاد.

ويقولون قسطنطينية بتشديد الياء ص بتخفيفها وهي قوارة القميص بضم القاف والتخفيف وكذلك قياس كل ما كان فضله كالقصاصة والقراضة والعامة تفتح القاف وتشدد الواو.

قلت قوارة الثوب ما تقطعه مستديراً منه تقول قاره وقوره وكذلك أقتاره. ويقال للأنبوبة المبرية قلم لأنها قلمت أي قطعت فإذا لم تبر لم تسم قلماً بل يقال أنبوبة والعامة تسميها قلماً كيف كانت ويقولون للمسافرين الراجعين منهم والمارين (الذاهبين) قفل ص يقال قفل للراجعين خاصة.

قلت يعلق في الذهن من الشوارد أنهم يقولون للمسافر الذاهب قافل تفاؤلاً بقفوله أي رجوعه.

ويقولون القفاء ممدودة ويجمعونه عَلَى أقفية وهو غلط ص قفا مقصور وجمعه أقفاءٌ ممدود.

قلت لم يذكر بعض أهل اللسان جمعه عَلَى أقفية ولا لوح إلى مده كما في الرسالة ورسمه آخرون ممدوداً أثناء الكلام عليه بعد ذكره مقصوراً في العنوان والظاهر جواز جمعه في الكثرة عَلَى أقفية أيضاً أما مده فإما أن يكون قليلاً أو ضعيفاً مأخذه.

ويقولون هذا قوم أمرك بفتح القاف ص بكسرها ويقال ما فعلت هذا قط تريد به الماضي لأنه من قططت أي ما فعلته فيما انقطع من عمري ولا أفعله أبداً والعامة تقول في المستقبل لا أفعل هذا قط ولا افعله أبداً وهو غبط وقط هذه مشدودة الطاء فأما قط فهي اسم مبني عَلَى السكون مثل قد ومعناها حسب وربما استعملت العامة كل واحدة في معنى الأخرى.

حرف الكاف

ويقولون الكتان بكسر الكاف ص بالفتح ويقولون كافيت الرجل عَلَى ما فعله بالياءِ بغير همز ص مهموز ويقولون كلوه بالواو ص بالياءِ مكان الواو.

ويقولون أكببت الرجل لوجهه ص كبيته بغير ألف.

قلت لا يصح عند كثير من أهل اللسان أن تقول أكبه لوجهه كما تقول كبه لوجهه بمعنى ألقاه عليه فتعديه بهذا المعنى وإنما تقول أكب عَلَى الشيءِ أي لازمه وأقبل عليه وهو قاصره غير متعمد أو تقول كببته لوجهه فأكب لمطاوعة الفعل وهذا قاصر أيضاً وقيل أن هذا الحرف من النوادر التي يعدى ثلاثيها (كب) دون رباعيها (أكب) ومجد الذين الفيروزبادي أجاز أن يقال كبه وأكبه أيضاً أما في القرآن فلم يرد الأكبه وجاء في بعض الروايات (فأكبوا رواحلهم) فقيل أن الصواب (كبوا) فالقدر الذي لا نشك فيه أن كبه أفصح من أكبه إن لم نقل أن الثانية من الأغاليط.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون أكرة بألف ص بغير ألف (كرة). قلت إنها في القاموس لغاية فيها وكذلك هي في كثير من كتب الفلسفة القديمة. ويستعملون في الجمع (أكر) أكثر من (كرات).

وتول أكريت النهر أكريه وأكريت الدار أكريها والعامة تقلب هذا فيقولون أكريت النهر وكريت الدار ويقولون كفة الميزان بفتح الكاف ص بكسرها.

قلت قيل أن الفتح لغة وقال الأصمعي كل مستدير فهو كفة بالكسر ككفة الميزان وكل مستطيل فهو كفة بالضم ككفة الثوب وهي حاشيته. وكفة كل شيءٍ حاشيته.

ويقولون للإناءِ من الزجاج كأس وإن لم يكن فيها شراب ص إنها لا تسمى كأساً إلا إذا كان فيها شراب فإن لم يكن فيها فهو قدح وزجاجة وقد تسمى قدحاً وزجاجة وإن كان فيها شراب قال حسان:

بزجاجة رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكب مستعجل

ولم يسموها كأساً إلا وفيها شراب سموا الشراب كأساً قال الأعشى:

وكاس شربت عَلَى لذة ... وأُخرى تداويت منها بها

ويقولون اللهم صل عَلَى محمد وعلى آل محمد وعلى كافة أصحابه وهو غلط لأن كافة ما يكف الشيء في آخره كقولك جاء الناس طراً والصحيح أن يقال عَلَى آله وأصحابه كافة وفي العامة من يقول حدثني كافة الناس والصحيح حدثني الناس كافة ومنهم من يقول حدثني الكافة وهو غلط لأن كافة لا يدخلها ألف ولام.

حرف اللام

ويقولون لص بكسر اللام ص بفتح اللام. قلت الظاهر أن الأفصح الفتح قال بعضهم وبالضم لغة وفي القاموس ويثلث.

ويقولون لثة بتشديد الثاءِ وفتح اللام ص بكسر اللام وتخفيف الثاء وجمعها لثاث ويقولون لهوت عن الشيء إذا تركته ص لهيت بالياء لا بالواو وإنما هو بالواو من اللهو لا غير ويقولون لجيت إليه بالياء ص لجأت إليه بالهمزة ويقولون للشطرنج والنرد لعبة بكسر اللام ض بضم اللام ويقولون قد لبست عليه الأمر بتشديد الباء ص بالتخفيف.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون لمحت الشيء بكسر الميم ولهث الكلب بكسر الهاء وهو في ليان من العيش بكسر اللام ص فتحهن قلت الليان الرخاءُ والرفاهية. ويقولون لثمت فاهاً بفتح الثاء ولججت يا هذا بفتح الجيم ولحست الإناء بفتح الحاء ولعقت العسل بفتح العين ص كسرهن ويقولون اللحاق بكسر اللام ص فتحها وهي لحمة الثوب بفتح اللام والعامة تضمها أم لحمة النسب فبالضم ويقولون لسعته الحية والعقرب ولا يفرق ص لسعته لكل ما يضرب بذنبه كالزنبور والعقرب فأما ما يضرب بفيه كالحية يقال لها لذع ويقال لما يأخذ بأسنانه كالسبع والكلب نهش ويقولون فعلت هذا بعد اللتيا والتي بضم اللام ص فتحها لأن العرب إذا صغرت الذي والتي أقرت فتحه أوائلها وزادت ألفاً في أواخرها عوضاً عن ضم أولها (للتصغير) فقالوا في تصغير الذي والتي اللذيا واللتيا وفي ذاك وذلك وذيالك ويقولون لعل فلاناً قد قدم صلعله قد يقدم لأن لعل لترقب الآتي المستقبل.

ويقول بعض من يتفاصح مثل بغداد والبصرة (ما بين لابتيها مثل فلان) وهذا خطأ وإنما ذاك في المدينة لأنها بين لابتين واللابة الحربة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء.

حرف الميم

ويقولون حديث مستفاض ص مستفيض ويقولون حديث مقارب بفتح الراء ص بكسرها. قلت والمقارب من الحديث والدين والرأي وما أشبه ما كان بين الجيد والرديء والمقبول والمردود.

ويقولون مرأة بلا همز ص بالهمز والجمع مرأتي ويقولون ماء مالح ص ملح ويقولون سمك مالح ص مليح ومملوح ويقولون مغزل للذي تغزل به المرأة بفتح الميم ص بكسرها ويقولون ملحفة ومروحة ومطرقة بفتح الميم ص بكسرها ويقولون ميزر بفتح الميم وإطراح الهمز ص بكسر الميم وبالهمزة ويقولون للمقراض المقص بفتح الميم ص بكسرها ومنهم من يضمها فيقول المقص.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون المنارة والرقاة بكسر الميم ص فتحها والمريخ بمسر الميم والعامة تفتحها والمعدن بكسر الدال ومسست الشيء بالكسر (وبالفتح أيضاً). ويقولون المطران بكسر الميم ص بضمها قال ابن السكيت يقال أخذ في فؤادي مغص (بسكون الغين) ولا تقلبها بتحريك الغين ويقولون المروحة بفتح الميم ص بكسرها ولا تفتحها إلا أن تريد الموضع الذي تخترقه الرياح قال الشاعر:

كان راكبيها غصن بمروحة ... إذا تدلت به أو شارب ثمل

ويقولون للذي يستصبح عَلَى أبواب الملوك منيار ص منوار. لأنه من النوار أو من النار ويقولون الميضة لما يتوضأُ منه وفيه ص ميضأة ويقولون طريق مخوف ومرض ومخوف ص مرض مخيف وطريق مخوف ويقولون (المارستان) بكسر الراء ص بفتحها وبعضهم يتفاصح فيقول النمايارستان وهو أعجمي عرب.

ويقولون للشيءِ المبسوط مبرطح ص مفلطح ويقولون مهندز بالزاء ص بالسين لا غير قال شيخنا أبو المنصور وهو مشتق من الهنداز فصيرت الزاءُ سيناً لأنه ليس في كلام العرب زاءٌ بعد الدال والاسم الهندسة ويقولون الذي للفنون من العلوم متفنن ص مفنن وقد افتن أخذ من كل فن والمتفنن الضعيف وقد تفنن أخذ من الفن وهو ما لان وضعف من أعلى الغصن ويقولون ملاك الدين الورع بفتح الميم ص بكسرها ويقولون هذا شيء معيوب ومثبوت ص معيب ومثبت وشيءٌ مصلح ص مصلح. وقلت متعب والعامة تقول متعوب ورجل مبغوض ص مبغض ويقال خاتم مصاغ وشعر مقال وبيت مزار وفرس مقاد في الجميع أن تجعل موضع الألف واواً ويقول رجل مهيوب يهابه الناس ص مهيب وإنما الهيوب الجبان الذي يهاب من كل شيءٍ ويقولون فلان أعله الله فهو معلول وذلك خطأ وإنما يقال عله فهو معلول إذا سقاه العلل وهو الشرب الثاني ص أعله فهو معل ويقولون فلان قد جدر (بالتضعيف) فهو محدور لتكثير الفعل وتكريره وهو خطأ فإن الجدري داءٌ لا يتكرر ص جدر بالتخفيف ويقولون مقص ومقراض للحديدتين يقص بهما ويقرض ص المقصان والمقراضان.

وحكى شيخنا أبو المنصور اللغوي أن النضر مرض فدخل عليه الناس يعودونه فقال له رجل من القوم مسخ الله ما بك فقال لا تقل مسخ وقل مصخ ألم تسمع قول الأعشى:

وإذا الخمرة فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها فمصخ.

فقال الرجل لا بأس فيها بالسين فإنه قد يعاقب الصاد فيقوم مقامها فقال النضر فينبغي أن نقول لمن اسمه سليمان صليمان ونقول قال رصول الله.

ثم قال النضرة لا يكون إلا في أربعة مواضع إذا كانت مع الطاء كسطر وصطر ومع الخاء كسخر وصخر ومع القاف كسقب وصقب ومع الغين كصدع وسدغ فإذا تقدمت هذه الأحرف السين لم يجز ذلك فلا يجوز أن نقول خصر وخسر وقسب وقصب وطرس وطرص.

حرف النون

ويقولون أنعشه الله رفعه بالألف ص بغير ألف. قلت أنعش مثبت عند بعض اللغويين ولكن الجوهري يأباه.

ويقولون كأنجع فيه الدوآء بالألف ص نجع بغير ألف. قلت أنجع مضعفاً وأنجع أيضاً مدونان.

ويقولون قد نشوت في نعمه بالواو ص نشيت بالياء ويقولون مكان ندي بتشديد الياء ص ندٍ منقوص ويقولون نصحتك ص نصحت لك. قلت إنما نصحت لك أفصح وإلا فإن نصحتك موجودة وكثير استعمالها.

ويقولون النكس في المرض بفتح النون ص ضمها ويقولون أبو نواس بفتح النون وتشديد الواو ص ضم النون وتخفيف الواو ويقولون نثر كنانته ص باللام (نثل) ويقولون جاءَ نعي فلان بسكون العين ص كسر العين وتشديد الياء وإنما النعي بتسكين العين هو مصدر نعيته نعياً ويقولون نشقت ريحاً بفتح الشين ص بكسرها ويقولون مائة ونيف بتخفيف نيف ص تشديده. قلت قيل أنه قد خفف وقيل هو لحن عند الفصحاء ويقولون نبحت عليه الكلاب ص نبحته الكلاب.

حرف الواو

ويقولون أوعدت الرجل يريدون الخير ص بغير ألف ويقولون الوداع بكسر الواو ص بفتحها ويقولون أوعيت العلم إذا حفظته ص وعيته بغير ألف ويقولون في صدره عَلَى وغر بتحريك الغين ص إسكانها قلت ويحرك.

ويقولون للحمل وقر بفتح الواو ص بكسرها وإنما الوقر بفتح الواو الثقل.

الزائد من كلام ابن الجوزي

ويقولون الوقود يضم الواو يعنون الحطب ص بفتحها ويقولون هذا الإناء قد وسع الطعام بفتح السين ص كسرها ويقولون لدويبة اصغر من الضب الورن بالنون وهو خطأ باللام وجمعه الورلان وقرأت عَلَى شيخنا أبي المنصور قال لم يجتمع الراء مع اللام من لغة العرب إلا في حروف يسيرة إحداها وارول جبل معروف وجرل وهي الحجارة المجتمعة.

حرف الهاء.

ويقولون هجيب الرجل بالياء ص بالواو ويقولون الناس في هرج بفتح الراء ص بساكنها فأما الهرج بفتح الراءِ فهو أن يسدر البعير من شدة الحر وشدة الطلاء بالقطران.

الزائد من كلام ابن الجوزي.

ويقولون هاتم وهاتموه ص هاتوا وهاتوه ويقولون فيما يشيرون إليه هو ذا ص هاهو ذا.

قلت ويغلط كتاب العصر هنا كثيراً.

ويقولون هوى الشيء إذا هبط ص أن يقال هوى الشيء سواء كان هابطاً أو صاعداً قال الشاعر:

بينما كنا في ملاكة فالق ... اع سرعاً والعيس تهوي هوياً

خطرت خطرة عَلَى القلب من ذكر ... اك وهنك فيما استطعت مضياً

قلت للشوق إذ دعاني لبيك ... وللحاديين ردوا المطيا

قلت يقال أن الهوي بالفتح للصعود وللهبوط أم البيت فيشبه أن لا يكون شاهداً في المقام لأن الهوى في السير المضي فيه دون قيد إصعاد أو انحدار.

حرف الياء.

ويقولون نظرت شملة ويمنة ص يمنة وشامة ويقولون فلان لا يحلي ولا يمري ص لا يحلي ولا يمر ويقولون فلان ما يندى عَلَى أصحابه ص ما يتندى عَلَى أصحابه.

الزائد من كلام ابن الجوزي.

ويقولون مص يمص وشم يشم بالضم في المضارع ص بالفتح ويقولون يسوى ألفاً يساوي قلت يساوي أفصح ويسوى قليل.

ويقولون للمعرض عنهم هو يلهو هنا ص يلهى عنا بفتح الهاء يقال لهى عن الشيء يلهى إذا شغل عنه ويقولون الفأر يقرض بضم الراء ص بكسرها قال ابن دريد ليس في الكلام يقرض (بالضم) البتة.

باب يشتمل عَلَى ما وضعته العامة في غير موضعه وهو كلام من الخليل ابن

أحمد البصري.

فمن ذلك أشفار العين تذهب الناس إلى أنها الشعر النابت عَلَى حرف العين إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر والشعر هو الهدب.

فصل.

ومن ذلك الطرب يذهب الناس إلى أنه الفرح دون الجزع وليس كذلك وإنما الطرب خفة تصيب من شدة السرور أو من شدة الجزع ومن ذلك الرفقة يسمونها قافلة ذاهبة وراجعة ص أن تسمى قافلة إذا رجعت ومن ذلك الحشمة يضعها الناس موضع الاستحياء وليس كذلك إنما بمعنى الغضب ويقولون للمصيبة مأتم وكنا في مأتم يريدون بذلك المصيبة وإنما المأتم النساء الذين يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتم ص أن يقال كمنا في مناحة والحمام يذهبون إلى أنها الدواجن التي تستفرخ في البيوت خاصة ص الحمام ذوات الأطواق مثل الفواخت والقماري والقطا ويسمون الظل فيأ يذهبون بذلك إلى أنهما شيءٌ واحدٌ ص أن يكون الظل غدواً وعنياً من أول النهار إلى آخره والفيء لا يكون إلا بعد الزوال فلا يقال لما قبل الزوال فيء وإنما سمي بالعشي فيأ لأنه ظل فاء عن جانب إلى جانب أي رجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق والفيء الرجوع ويجعلون أيضاً الفقير والمسكين شيئاً واحداً فالفقير الذي لا يملك شيئاً والمسكين الذي له بلغة من العيش ويجعلون الخلف والكذب شيئاً واحداً فالخلف لما يستقبل وذلك أن تقول سأفعل كذا ولا تفعله والكذب فيما مضى وذلك أن تقول فعلت كذا ولم تفعله ويغلطون ويقولون قد احتسب له ابناً وبنتاً إذا ماتا صغيرين أو كبيرين إنما الصواب أن يقال احتسب ابنه وبنته إذا كاتا كبيرين فإن ماتا صغيرين قيل افترط فرطاً ويقولون فلان حسيب يعنون بذلك أنه جيد الآباء ما جدهم وذلك الغلط إنما الحسيب في نفس الرجل يقال رجل حسيب وإن لم يكن له آباء أشرف وأمجاد فإن كان مجد الآباء شريفهم قلت رجل شريف أو ماجد لا غير.

باب اللفيف

ويقولون اختفيت من كذا أي استترت وإنما الاختفاء إظهارك الشيءَ ص أن يقال في الاستتار استخفيف ويقولون آخر الداء الكي ص آخر الدواء الكي وقال آخرون آخر الطب الكي ويقولون شن عليه دره أي صهبا بشين معجمة ص بسين مهملة وإنما يقال شن عليهم الغارة بشين معجمة أي فرقها وذكلك شن الماء عَلَى شرابه إذا فرقه عليه فإن أراد أن يصبه عليه صباً سهلاً قال سن الماء عَلَى وجهه بسين مهملة ويقولون هزل الرجل والدابة بفتح الهاءِ ص هزل بضم الهاءِ وكسر الزاءِ في الرجل والدابة من الهزال وإنما يقال هزل بفتح الهاءِ والزاءِ في المزح خاصة ويقولون خمست القوم أخمسهم وعشرتهم أعشرهم بضم الميم من خمست وضم الشين من عشرت إذا صرت لهم خامساً وعاشراً وليس كذلك إنما الصواب أخمسهم بكسر الميم وأعشرهم بكسر الشين إلا الأربعة والسبعة والتسعة فإنك تقول فيها أربعتهم وأسبعهم بالفتح.

النجف محمد رضا الشبيبي.