مجلة المقتبس/العدد 8/مطبوعات ومخطوطات
مجلة المقتبس/العدد 8/مطبوعات ومخطوطات
الموسيقى الشرقية
فن الموسيقى من الصنائع الجميلة التي تضعف في كل أمة بضعفها وتقوى بقوتها. ولقد كان العرب أيام حضارتهم يعنون بها كما يعنون بالشعر والأدب والتاريخ والفلسفة وعلوم الطبيعة وكان بعض العلماء في أمهات المدن لا يتحرجون من الغناء ولا يرون الضرب على العيدان والأوتار وسائر آلات الطرب حطة في قدرهم وثلماً لشرف وقارهم. ولما رغبت الأمة عن العلم أياً كان نوعه وزهدت في الضروري من المعارف دع عنك الكمالي أخذ معظم الناس يحتقرون الغناء والموسيقى ومن يتعاطاهما ولا ذنب بعد الجهل.
ولقد ألف الموسيقار الفاضل كامل أفندي الخلعي من مشاهير أرباب هذا الفن في مصر كتاب الموسيقى الشرقي فعرف القوم فائدة هذا الفن ومركزه من المجتمع وما إلى ذلك من وصف الألحان وآلات الطرب ورسومها ومشاهير المطربين والموسيقيين في مصر هذا العصر مشفوعة بصورهم فجاء كتابه غاية ما يكتب لمؤلف في فنه من الإجادة بحيث أصبح المرجع في كل شاردة ونادرة في هذه الصناعة الجميلة الشريفة.
أجاد المؤلف أثابه الله في وضع تأليفه كما أجاد في طبعه وإتقان صنعه فجاء في زهاء مائتي صحيفة كبيرة القطع على أجود ورق وألطف حرف وهو يباع بعشرين قرشاً مصرياً ويطلب من جميع المكاتب الشهيرة بالقطر فنثني على المؤلف لما عاناه من التعب في وضع مصنفه ونحث كل أديب على مقتناه فهو زينة المكاتب والقماطر ومن كتب العلم الحقيقي النافع.
نظام العالم والأمم
للعالم الأديب الشيخ طنطاوي جوهري طريقة تكاد تكون خاصة به من مزج العلوم الحديثة بالعلوم القديمة وتطبيق المعقولات على المنقولات وقد وضع فيها عدة كتب ومنها هذا الكتاب الذي جعله على خمسة أبواب الأول في الرياضيات وما يتبعها والثاني في الفلك وما يتصرف عليه والثالث في نظام الأرض وما إليه والرابع في عجائب النبات والخامس في نظام الحيوان. وفي جميع ذلك تقريب لهذه العلوم من أذهان القارئ ومزجها بما ورد في الكتاب الكريم وروي عن سلف الأمة العاملين. والكتاب في 426 صحيفة منصفة الق مطبوع طبعاً نظيفاً فنحث القراء على اقتنائه ونثني على همة مؤلفه.
أبدع ما نظم
جمع الفاضل الأديب يوسف أفندي سنو ديواناً في الأخلاق والحكم مما أثر من لطيف الشعر عن القدماء وضم إليه ما يناسبه من منظوماته ولاسيما ما اشتمل على اقتباس من القرآن وتحرى مع ذكر القصيدة اسم ناظمها وعصره وأجداده وبلاده نابذاً منها ما خالف الشرائع فجاء الكتاب في 235 صحيفة تشهد للناظم الجامع بالبراعة في الأدب والشعر والكتاب يطلب من مكتبته في شارع محمد علي بالقاهرة وثمنه أربعة قروش فنحث على مقتناه.
أسلوب الحكيم
في منهج الإنشاء القويم - للفاضل الشيخ أحمد الهاشمي وفيه موضوعات إنشائية شرعية أدبية وعظية علمية تاريخية اقتصادية طبية طبيعية سياسية زراعية صناعية تجارية جغرافية عمرانية قال في مقدمته: شرحت فيه مواضع الإنشاء العصرية مستنداً في شرحي إلى الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة النبوية وضمنته الجم الغفير من أمثال الحكماء وآداب البلغاء فوقع في 188 صحيفة صغيرة جيد الطبع.
كتب ورسائل وروايات
أهدانا العالم الأستاذ مرجليوث المستشرق الإنكليزي المشهور كراسة في المناظرة التي جرت بين متى بن يونس القنائي الفيلسوف وبين أبي سعيد السيرافي مشفوعة بترجمتيهما إلى الإنكليزية معلقاً عليها حواش تدل على بعد غور ناشرها في علوم العرب وآدابهم.
وأهدى إلينا العالم الفقيه الشيخ محمد بخيت المطيعي رسالة إزاحة الوهم وإزالة الاشتباه عن رسالتي الفونوغراف والسوكورتاه.
والكاتب المجيد سليم أفندي سركيس رواية تحت رايتين.
والأديب البارع نقولا أفندي حداد رواية أسرار مصر.
والأديب إبراهيم أفندي شحادة فرح مكسيم غوركي وثلاث من رواياته.
والأديب الشيخ محمد خالد حسن العمادي الصباغ رسالة تنبيه الغافلات من النساء المتبرجات.
والأديب أحمد أفندي شاكر رسالة مسامرة الوحيد.
والتقرير الثالث السنوي لجمعية تهذيب الشبيبة السورية في بيروت وكان الباقي في صندوقها لغاية يونيو الماضي 14. 258 قرشاً صحيحاً.
وأهدانا الأديب السيد إبراهيم الحسيني كتاب (لسان البيان ومنهل العرفان) وهو في أحوال المتصوفة.
وأهدانا الأديب محمد أفندي محمود الرافعي نسخة من مقامات بديع الزمان الهمذاني التي شرحها وصححها وطبعها على نفقته بالشكل الكامل وقد رخص ثمنها فجعله أربعة قروش.
وطبعت المطبعة اليمنية لأصحابها الأدباء مصطفى أفندي البابي الحلبي وأخويه بكري أفندي وعيسى أفندي كتاب (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق) وبهامشه (الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة) ورسالة (سبيل النجاة) ورسالة (جامع كرامات الأولياء) من تأليف صاحب الفضيلة الشيخ يوسف النبهاني.
وأهدينا (حواء الجديدة أو أيفون مونار) وهي موضوع اجتماعي في قصة غرامية للأديب البارع نقولا أفندي الحداد تطلب من المكاتب الكبرى بمصر وثمنها خمسة قروش.
الأقلام
مجلة عمومية تبحث في كل فن ومطلب لمنشئيها الكاتبين البارعين جورج أفندي طنوس ومحمود أفندي أبي حسين وهي تصدر مرة في الشهر ويشترك في تحريرها خيرة الشعراء والمنشئين وقد تصفحنا الأعداد الثلاثة التي صدرت منها فقرأنا فيها من الآداب المنثورة والمنظومة ما يستفاد منه ويستملح وقيمة اشتراكها 40 قرشاً صحيحاً في القطر و15 فرنكاً في الخارج فنرجو لها الثبات والنجاح.
المنهل الصافي
مجلة أدبية علمية تهذيبية لصاحبها ومحررها الكاتب البارع محمد أفندي نجيب الحارتي قسمها إلى أربعة أبواب باب الأدبيات وباب المقالات وباب تاريخ الشهر وباب المنتقيات تصفحنا الأعداد الثلاثة الصادرة منها فرأيناها تبحث في الأغراض المشار إليها وقيمة اشتراكها 30 قرشاً في مصر و10 فرنكات خارجها وهي شهرية تصدر في 32 صحيفة فنتمنى لها الفلاح والنجاح.
المنبر كلما زادت المنافسة بين أهل بلد أو قطر أو مملكة نجم عن ذلك فوائد كثيرة وكلما نافس أهل مملكة مملكة أخرى أو جنس جنساً آخر عاد من ذلك الخير على المنافِس والمنافَس. مثال ذلك الجرائد في هذا القطر فقد كان يصدر فيه منذ عشرين سنة جريدتان أو ثلاث وإداراتها لا تكاد تقوم بالضروري من نفقاتها فلما أنشئت جرائد أخرى قال الناس أن الجديد منها يسقط القديم ولكن لم يلبث الجديد أن خدم القديم بعد أن مهد السابق للاحق السبيل.
ومنذ ربع قرن لم يكن في مصر سوى جريدة يومية واحدة وهي الأهرام وكان قراؤها لا يتجاوزون الألفين فأصبح اليوم فيها اثنتا عشرة جريدة يومية وقراؤها يعدون بالألوف وهي الأهرام والمؤيد والمقطم واللواء والظاهر ومصر والوطن والجوائب المصرية والأمة والبصير والشرق والمنبر. صدر هذا المنبر في الشهر الماضي بالقاهرة لصاحبيه الكاتبين الفاضلين محمد أفندي مسعود وأحمد حافظ أفندي عوض وهما مشهوران بتحرير المؤيد أعواماً طويلة فجاء منبرهما في موضوعه وتنسيقه دليلاً على سلامة ذوقهما وبعد نظرهما في الأبحاث الاجتماعية والسياسية فنرحب به ونتمنى له انتشار الكلمة والتأثير الحسن في نفوس قرائه.