مجلة المقتبس/العدد 88/المجودون من المصنفين

مجلة المقتبس/العدد 88/المجودون من المصنفين

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 5 - 1914


التآليف في الأمم كالأشخاص منها العاطل والجيد والأجود والعاطل يقضى عليه لا يبقى لأنه ساقط بطبعه والجيد قد يدوم لفائدة قليلة فيه أما الأجود فباق بقاء الأيام وكلما ذكر اسم صاحبه حلا في الأفواه وتطلعت نحوه العيون كان الموجودون من المؤلفين في القرون الأولى للإسلام أكثر من المجودين في القرون الأخيرة لأن كانت أرقى عند العرب ومائدة العلم لا يجرأ على الأخذ منها طفيلي لأن الأمة تميز والنقد أشد والحرية أوسع.

فإنا إذا قلبنا صفحات التاريخ نجد في كل عصر العشرين والثلاثين من الرجال المبرزين وهؤلاء يجب أن يشاد بذكرهم كل حين لأن تآليفهم وحدها إذا بقيت للأمة تتناقلها الجيل بعد الجيل تكفيها في قيام أمرها إلا قليلا مما يحدث مع كرور الأيام فالعرب مثلا إذا اقتصروا على تأليف المجودين من المصنفين في علوم اللسان والدين فلا يستغنون عن أخذ سائر العلوم عن أحدث الأمم حضارة.

وها نحن أولاء نلم في هذه العجالة بأسماء بعض من اشتهروا من المجودين من علماء العرب على اختلاف العصور منذ بدأ التدوين عندهم فمنهم أبو بكر بن مجاهد العارف بالقراآت وعلوم القرآن وهو آخر من انتهت إليه الرئاسة بمدينة السلام توفي سنة 324 ومنهم الخليل بن أحمد 170 وهو أول من استخرج العروض وغاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس ومنهم صاحبه سيبويه قال ابن النديم وعمل كتابه الذي لم يسبقه إلى مثله أحد قبله ولم يلحق به بعده قرأت بخط أبي العباس ثعلب اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا منهم سيبويه والأصول والمسائل للخليل ومنهم أبو عبيدة 210 والأصمعي 210 وأبو حاتم السجستاني255 والمبرد 279 والزجاج 310 ومنهم ابن دريد 321 وأبو سعيد السيرافي 368 وأبو الحسن الرماني وأبو علي الفارسي 370 وال كسائي 197 والفراء 207 والمفضل الضبي وابن الأعرابي 331 وأبو عبيد القاسم بن سلام وابن السكيت 246 وابن قتيبة قال صاحب الفهرست أنه كثير التصنيف والتأليف وكتبه في الجيل مرغوب فيها وقال ابن خلكان أن كتبه كلها جيدة واو حنيفة الدينوري وابن خالويه 370 وابن جني 392 وابن إسحاق صاحب السيرة قال ابن النديم وكان يحمل عن اليهود والنصارى ويسميهم في كتبه أهل العلم الأول 150 وهشام الكلبي قال إسحاق الموصلي كنت إذا رأيت ثلاثة يرون ثلاثة يذبون علويه إذا رأى مخارقا وأبا نواس إذ رأى أبا العتاهية والزهري إذا رأى هشام 206 والوا قدي وهو الذي خلف بعد وفاته ستمائة فمطر كتباً كل قمطر منها حمل رجلين وكان له غلامان مملوكان يكتبان الليل والنهار وقبل ذلك بيع له كتب بألفي دينار 207 والمدائني 225 والبلاذري صاحب كتاب البلدان وأحد النقلة من الفارسي وأبو الفرج الأصفهاني 360 وعبد الله بن المقفع قال ابن النديم الكتب المجمع على جودتها عهد أزدشير كليلة ودمنة رسالة عمارة بن حمزة الماهانية اليتيمة لابن المقفع رسالة الحسن لأحمد بن يوسف الكاتب وسهل بن هرون وكان أبو عثمان الجاحظ يفضله ويصف براعته وفصاحته قدامه بن جعفر والمرزباني 378 والصابي والصاحب بن عباد وأبو زيد البلخي كان فاضلا في العلوم القديمة والحديثة تلاقي تصنيفاته وتأليفا ته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه وإسحق الموصلي وبشار بن برد وأبو نواس وابن الرومي والبحتري ومالك بن أنس والشافعي وأبو حنيفة وابن حنبل وأبو يوسف والمزني وداود بن علي وأبو عبد الله البخاري وابن جرير الطبري ويحيى النحوي ويعقوب ابن إسحق الكندي وأبو نصر الفارابي ومتى بن يونس ويحيى بن عدي وابن زرعه وبن بنو موسى بن شاكر وثابت بن قرة وإبراهيم بن سنان وعمر بن الفرخان ومحمد بن موسى الخوارزمي قال ابن النديم وكان منقطعاً إلى خزانة الحكمة للمأمون وهو من أصحاب علوم الهيئة وكان الناس قبل الرصد وبعده يعولون على زيجيه الأول والثاني ويعرفان بالسند هند وبنو الصباح محمد وإبراهيم والحسن قال في الفهرست والجميع من حذاق المنجمين بعلوم الهيئة والأحكام والبتاني صاحب الزيج وحنين بن إسحق العبادي والعباد نصارى الحيرة وقسطا بن لوقا البعلبكي ويوحنا بن ماسويه وإسحق بن حنين وأبو بكر الرازي وجابر بن حيان.

وابن وحشية وابن السيد البطليوسي قال ابن خلكان وهو مجيد في كل ما صنفه ك وكمال الدين بن يونس 639 قال ابن خلكان تبحر في جميع الفنون وجمع من العلوم ما لم يجمعه أحد وتفرد بعلم الرياضة وكان أهل الذمة يقرؤن عليه التوراة والإنجيل وشرح لهم هذين الكتابين شرحا يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله وكان في كل فن من الفنون كأنه لا يعرف سواه لقوته فيه وأحمد بن الطيب السر خسي قال ابن أبي أصيبعة كان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان مليح التصنيف والتأليف 286 وثابت بن قرة قال ابن أبي أصيبعة لم يكن في زمانه من يماثله في صناعة الطب ولا في غيره من جميع أجزاء الفلسفة وله تصانيف مشهورة بالجودة وكذلك جاء جماعة كثيرة من ذريته ومنهم أبو سعيد ابنه سنان وأبو الحسن ثابت بن سنان وأبو علي بن زرعة وعلي بن العباس المجوسي مصنف كتاب الملكي في الطب وأبو الفرج بن الطيب وأبو الحسن بن بطلان وابن الشبل البغدادي وابن رضوان وسعيد بن هبة الله وابن جزلة وأمين الدولة بن التلميذ والبديع الاصطرلابي وأبو الخير الحسن بن سوار وأبو الفرج بن هند والرئيس ابن سينا وأبو الريحان البيروني قال ابن العبري أنه مبحر في فنون الحكمة اليونانية والهندية وتخصص بأنواع الرياضيات وصنف فيها الكتب الجليلة ومصنفاته كثيرة متقنة محكمة غاية الإحكام أبو الفرج بن الطيب قال القفطي أنه أحيا من علوم الحكمة والمنطق ما دثر وأبان منها ما خفي وقد تلمذ له جماعة سادوا وأفادوا منهم المختار بن الحسن بن عبدون المعروف بابن بطلان قال ابن بطلان إن شيخنا أبو الفرج بن الطيب بقي عشرين سنة في تفسير ما بعد الطبيعة ومرض من الفكر فيه مرضة كان تلفظ نفسه فيها وهذا يدلك على شدة حرصه واجتهاده وطلب العلم لعينه.

وفخر الدين الرازي وابن جلجل والغافقي الأندلسي قال ابن أبي أصيبعة وكتابه في الأدوية المفردة لا نظير له في الجودة ولا شبيه له في معناه وأمية بن الصلت وابن باجة وأبو العلاء بن زهر وابن رشد وابن الرومية وابن الهيثم والمبشر بن فاتك وله تصانيف جليلة في المنطق وغيره من أجزاء الحكمة وهي مشهورة في ما بين الحكماء الخطيب التبريزي القطب الشيرازي الإمام القزويني والجوهري وابن سيده وابن الحاجب ونصير الدين الطوسي والغزالي وابن دقيق العيد والزمخشري وسيف الدين الآمدي والبيضاوي والماوردي وابن حزم وابن البيطار ومحي الدين بن عربي وابن مجلي الموصلي وابن فلوس المارديني وابن مسكويه والمسعودي وابن خلدون وابن الأثير وأبو الفدا وابن فضل الله وأفضل الدين الخونجي قال أبو الفرج بن العبري وفي هذا الزمان أي في النصف الأول من القرن السابع كانت جماعة من تلامذة الإمام فخر الدين الرازي سادات فضلاء أصحاب تصانيف جليلة في المنطق والحكمة كزين الدين الكشي وقطب الدين المصري بخراسان وافضل الدين الخونجي بمصر وشمس الدين الخسروشاهي بدمشق وأثير الدين الأبهري بالروم وتاج الدين الأرموي وسراج الدين الأرموي بقونية وعبد المنعم الجلياني وابن الصلاح وموفق الدين بن المطران وشرف الدين بن الرحبي وعبد اللطيف البغدادي والصاحب أمين الدولة السامري وابن حيان البستي ابن عبد ربه بديع الهمداني الحسن بن رشيق القيرواني قال ياقوت كان شاعراً أديباً نحوياً لغوياً حاذقاً عروضياً كثير التصنيف حسن التأليف وكان بينه وبين ابن شرف الأديب مناقضات ومحاقدات وصنف في الرد عليه عدة تصانيف وأبو هلال العسكري وابن جني ذكر الضبي في بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس أن أبا علي القالي صاحب الأمالي المشهورة لما هاجر من بغداد إلى قرطبة في سنة 330 كان الأمير أبو العاصي الحكم بن عبد الرحمن من أحب ملوك الأندلس للعلم وأكثرهم اشتغالاً به وحرصاً عليه فتلقاه بالجميل وحظي عنده وقربه وبالغ في إكرامه ويقال أنه هو قد كتب إليه ورغبه في الوفود عليه واستوطن قرطبة ونشر علمه بها وكان الحكم المستنصر قبل ولايته الأمور وبعد أن صارت إليه يبعثه على التأليف وينشطه بواسع العطاء ويشرح صدره بالإفراط في الإكرام.

وذكر أيضاً في ترجمة حسان بن ملك بن أبي عبدة الوزير أحد أئمة اللغة والآداب ومن أهل بيت جلالة ووزارة نقلاً عن ابن حزم أنه عمل على مثال كتاب أبي السري سهل بن أبي غالب الذي ألف في أيام الرشيد كتاباً سماه بكتاب ربيعة وعقيل قال أبومحمد ابن حزم وهو من أصلح ما ألف في هذا المعنى وفيه من أشعاره ثلثمائة بيت وكان سبب تأليفه إياه أنه دخل على المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر وبين يديه كتاب أبي السري بعجب به فخرج من عنده وعمل هذا الكتاب وفرغ منه تأليفاً ونسخاً وتصويراً وجابه في مثل ذلك اليوم من الجمعة الأخرى وأراه إياه فسر به ووصله عليه وروي أيضاً في ترجمة صاعد بن الحسن الربعي وكان عالماً باللغة والآداب والأخبار أنه كان سريع الجواب حسن الشعر طيب المعاشرة فكه المجالسة ممتعاً فأكرمه المنصور - أبو عامر الأندلسي في المئة الرابعة - وزاد في الإحسان إليه والإفضال عليه وكان مع ذلك محسناً للسؤال حاذقاً في استخراج الأموال طبناً بلطائف الشكر دخل على المنصور أبي عامر يوماً في مجلس أنس وقد كان تقدم فاتخذ قميصاً من رقاع الخرائط التي وصلت إليه فيها صلاته ولابسه تحت ثيابه فلما خلا المجلس ووجد فرصة لما أراد تجرد وبقي في القميص المتخذ من الخرائط فقال له ما هذا فقال له هذه رقاع صلات مولانا اتخذتها شعاراً وبكى وأتبع ذلك من الشكر ما استوفاه فأعجب ذلك المنصور وقال له لك عندي مزيد وكان قد حظي عنده بما ألف له من الكتب علي بن الحسين الأصبهاني الشريف المرتضى القاضي الجرجاني علي بن عبيدة الريحاني أبو حيان التوحيدي صاحب المقابسات ابن الجوزي ابن قيم الجوزية ابن تيمية ابن العميد ابن القفطي القلقشندي والنويري وإبراهيم بن الحصري صاحب زهر الآداب قال ياقوت وله تآليف جيدة في ملح الشعر والخبر أبو علي الفارسي أبو حنيفة الدينوري أبو العلاء المعري وابن النديم والجاحظ والحريري ابن الصائغ أبو بكر بن زهر القاضي أبو الفرج المعافي قال ابن خلكان كان فقيهاً أديباً شاعراً عالماً بكل فن وله عدة تصانيف ممتعة في الأدب وغيره وكتاب الجليس الأنيس تصنيفه أيضاً 390 واصل بن عطاء ياقوت الحموي يحيى بن أكثم ابن السكيت ابن عبد البر وابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة وابن الأنباري عبد القاهر الجرجاني أبو إسحق الأسفراييني قال ابن خلكان أخذ عنه العلم والأصول عامة شيوخ نيسابور وأقر له بالعلم أهل العراق وخراسان وله التصانيف الجليلة 418 أبو إسحق الشيرازي قال ابن خلكان أنه صنف التصانيف المباركة المفيدة 496 أبو حامد الأسفراييني 406 وابن زيدون والصلاح الصفدي أبو الفضل الميداني صاحب كتاب الأمثال 518 القاضي الفاضل الثعالبي صاحب اليتيمة القاضي عياض قال ابن خلكان صنف التصانيف المفيدة قال وبالجملة فكل تواليفه بديعة القاضي الباقلاني أبو الحسين البصري له التصانيف النائقة في أصول الفقه وانتفع الناس بكتبه الحاكم النيسابوري قال ابن خلكان إمام أهل الحديث في عصره والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبقه إلى مثلها 405 وابن دريد صاحب الجمهرة وأبو بكر الأنباري 328 أبو عبد الله المرزباني صاحب التصانيف المشهورة 378 المسبحي - بالباء لا بالياء - صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنفات420 لسان الدين بن الخطيب أبو العباس القرطبي انتفع الناس بكتبه وأجاد فيها عيسى بن دينار الأندلسي صاحب كتاب الهداية الذي يقوا فيه ابن حزم أنه أرفع كتب جمعت في معناها على مذهب مالك وابن القاسم وأجمعها المعاني الفقهية مالك بن علي الفهري صاحب القصي أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد صاحب التفسير الذي قال فيه ابن حزم أنه الكتاب الذي أقطع قطعاً لا استثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره وإن تآليفه قواعد الإسلام لا نظير لها ومن الأندلسيين أيضاً القاضي منذر بن سعيد وأبو محمد قاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الملك بن أيمن ويوسف بن عبد البر وأبو الوليد الفرضي وابن سعيد المؤرخ والقاضي محمد بن لبابة والقاسم بن محمد المعروف بصاحب الوثائق وإسماعيل بن القاسم وابن القوطية وابن التياني وأحمد بن فرج وأبو الحسن الكاتب وأحمد بن محمد بن موسى الرازي وحسين بن عاصم وإسحق بن سلمة الليثي وأبو مروان بن حيان صاحب التاريخ الكبير في أخبار أهل الأندلس نحو عشرة أسفار قال ابن حزم هو أجل كتاب ألف في هذا المعنى وله كتاب المتين في التاريخ وهو في ستين مجلدة محمد بن عاصم قال ابن حزم وأما الطب فكتب الوزير يحيى بن إسحق وهي كتب حسان رفيعة وكتب محمد بن الحسن المذحجي المعروف بابن الكتاني وهي كتب رفيعة حسان وكتب التصريف لأبي القاسم خلف بن عياش الزهراوي ولئن قلنا أنه لم يؤلف في الطب أجمع منه ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع لنصدقن وفي الفلسفة كتب سعيد بن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار وأبي عبد الله محمد بن الحسن المذحجي وفي الأزياج مسلمة وابن السمح وأحمد بن نصر ومحمد بن عطية الغرناطي الحميدي والباجي وابن بشكوال ابن بسام صاحب الذخيرة أبو القاسم صاعد بن أحمد الطيطلي عريب بن سعيد القرطبي أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري صاحب كتاب المسهب في فضائل المغرب لم يصنف في الأندلس مثل كتابه أبو عبد الله بن أبي الخصال الشقوري صاحب سراج الأدب وأبو عبيد البكري صاحب كتاب اللآلي وابن السيد البطليوسي وابن عصفور الإشبيلي النحوي وابن الطراوة والسهيلي وابن خروف وأبو عبيد البكري الأونبي صاحب كتابي معجم ما استعجم والمسالك والممالك وأبو علي الشلوبين وابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان المقدم في علم الفلسفة أبو عمر الداني ابن جبير صاحب الرحلة أبو علي القالي صاحب الأمالي قال الضبي وكانت كتبه على غاية التقيد والضبط والإتقان وقد ألف في علمه الذي اختص به اللغة والأدب تواليف مشهورة تدل على سعة روايته وكثرة إشرافه وقالوا لئن كان كتاب أبي العباس المبرد أي الكامل أكثر نحواً وخبراً فإن كتاب أبي علي - النوادر - أكثر لغةً وشعراً ومن كتبه في اللغة البارع كاد يحتوي على لغة العرب وكتابه في المقصور والممدود والمهموز لم يؤلف في بابه مثله توفي أبو علي سنة 356 0