مجلة المقتبس/العدد 91/الكلية الصلاحية
مجلة المقتبس/العدد 91/الكلية الصلاحية
إن أمتنا الإسلامية العظيمة بعد أن سارت في ميدان الحضارة شوطا قصيا. وتبوأت من قصائد المجد مكانا عليا. سقطت عن تلك المنزلة. وفقدت ما كان لهامن العز والسطوة وليس العار في هذا السقوط ما دمنا نراه يكاد يكون ناموسا عاما في سائر الأمم ذات المجد القديم كالرومان واليونان. وإنما العار كل العار في إن تبقى الأمة الإسلامية وحدها ساقطة في حفرتها متمادية في غفلتها فلا تنهض وتنشط وترمم ما تداعى من بنيانها كما اخذ يفعل غيرها من الأمم القديمة. وقد قال بعض الحكماء: ليس الشرف في أن لا تقع بل الشرف انك إذا وقعت لا تلبث أن تنهض فلا يراك احد إلا واقفا ولما حصل الاحتكاك بين العالم الإسلامي والعالم المتمدن الغربي في وساط القرن الماضي أي بعد حرب القريم انتبه نفر من علماء الإسلام ورجاله العظام إلى حالة المسلمين وما هم عليه من الانحطاط والخمول. وجعلوا يقلبون وجوه الرأي في تشخيص مرضهم وماذا عساه يكون علاجه الناجع. وحكموا جميعا أن المسلمين إذا لم يعملوا حتى التخلص من هذا المرض بجد واهتمام قضى عليهم. واستاصل شأفتهم. وجعلهم طعمة لغيرهم. وكانوا يذكرون أسبابا جمة لهذا المرض. ولكنهم لم يكونوا يختلفون في إن معظما لسبب فيه يرجع إلى (عدم فهم الإسلام فهما صحيحا) أو (عدم العمل بقواعد الدين المبين) حتى أصبح هذا الدين كالعضو الأشل وأصبحت رجاله كأنهم لا وظيفة لهم في هذا الوجود. مع إن الإسلام وتعاليمه الطاهرة هي السبب في السعادتين الدنيوية والأخروية ورجال الدين يجب أن يكونوا هداة الأمة إلى مجامع مجدها. والممسكين بيدها في كل موطن من مواطن حياتها وكل شان من شؤون اجتماعها. من القران والحديث وأقوال السلف الصالح يستخرج منها الأحكام التي تقتضيها حالة العصر الحاضر غير رجال الدين؟ من لوضع التأليف في العلوم الإسلامية ونشر الرسائل في الموضوعات الأدبية والأخلاقية والحياة الإسلامية غير رجال الدين؟ من لمنابر الخطابة أيام الجمع يعظ ويرشد ويحذر ويبشر غير رجال الدين؟ من لمنصات الحكم في المحاكم الشرعية والحقوقية يقيم العدل ويصون المصالح غير رجال الدين؟ من للدفاع عن الحقوق العامة والخاصة على صفحات الجرائد وفي ساحات المحاكم غير رجال الدين؟ من للخطابة في النوادي والساحات العمومية ينشر الآداب والأخلاق والفضائل بين العامة غير رجال الدين؟ من لتعليم النشء الإسلامي وتربيته تربية دينية فاضلة واجتماعية صحيحة غير رجال الدين؟ وبالجملة من لوراثة الأنبياء في هداية الشعوب غير رجال الدين؟ أن في إصلاح رجال الدين إصلاحا للدين والدنيا. اصلاحا للمساجد. اصلاحا للمحاكم. اصلاحا للمدارس. اصلاحا للعائلة. اصلاحا للجيش إن تقصير الدين في فهم علوم الدين فهما منطبقا على حالة الحياة التي استجدت لهم في هذا العصر أدى إلى تشويه وجه العدل في المحاكم. وخنق روح العبادة في المساجد. وتوهين رابطة الألفة في العائلة. وتلو بث النفس بالجبن في ميادين الحروب ولا يمكن آن يفهم زجال الدين تعاليم الإسلام فهما صحيحا منطبقا على مصالحهم الحاضرة وملائمة لحالة عمرانهم الجديد ما لم يقرنوا بفهمها والاشتغال بها لفهم والاشتغال بعلوم التمدن الحديث. ولا ترانا بحاجة إلى الاستدلال على هذه القضية فقد حفيت أقلام علماء السلام وكلت السنة كبار رجاله في بيانها وإيضاحها منذ خمسين سنة إلى اليوم فمصطفى رشيد باشا العثماني. وخير الدين باشا التونسي. والشيخ جمال الدين الافغاني. والسيد احمد خان الهندي. والشيخ محمد عبده المصري. والشيخ عبد الرحمن الكوكبي السوري. واسماعيل بك غصبر نسكي التاتاري. والبرنس ميلكم خان الإيراني - كل هؤلاء اشتعلوا في هذه المسالة وبرهنوا على هذه القضية بما لا يحتمل الرد. ولا مساغ معه للجدال والنقض وإن تأسيس الخلدونية بتونس. وانشاء كلية عليكرة في الهند. وادخال العلوم الحديثة على الزهر وتأسيس دار العلوم ومدرسة القضاء الشرعي في مصر. كل ذلك يرمي إلى الغرض الذي ذكرناه من جعل علماء الدين الإسلامي قادرين على القيام بوظائفهم في خدمة تعاليم الإسلام فهما صحيحا. وتدبر طبيعة العمران الحديث تدبرا رجيحا ولم تال دولتنا العثمانية (أيدها الله) جهدا في تحقيق هذه لأمنية وتنفيذ هذه الرغيبة فسعى خيري بك شيخ الإسلام في تأسيس (مدارس دار الخلافة) في عاصمة السلطنة. وانشا (كلية المدنية) في مدينة سيدنا الرسول العظم ﷺ ولم يكن حضرة القائد الكبير احمد جمال باشا لتشغله مهام العسكرية عن خدمة هذه ألفكرة الشريفة فانه آمر بتأسيس كلية صلاح الدين الأيوبي في القدس الشريف لتكون حلقة منضمة إلى أخواتها من حلقات المعاهد الدينية التي لسست في العالم الإسلامي لتخريج علماء فضلاء مقتدرين على خدمة الإسلام. والاستفادة من تعاليمه الطاهرة في جميع المصالح والأحكام وبعد فليست هذه الكلية سوى اثر من آثار عناية حكومتنا بالعلوم الإسلامية وحرصها على ترقبة المسلمين ولم شعثهم عن طريق الدين. والرجوع إلى العمل بحكامه على ما القائد الكبير احمد جمال باشا أن يقف علماء الإسلام على أحوال هذا العصر واطرار عمر انه كما وقفوا على أسرار ألفقه الإسلامي وتفاصيل أحكامه - وهو يحب أيضاً السلطان صلاح الدين الأيوبي ويعجب بشجاعته وفرط غيرته على الإسلام والمسلمين فلما وقف على أمر المدرسة الصلاحية وقيل له أن السلطان صلاح الدين كان أسسها في القدس باسم أتباع الإمام الشافعي رضي الله عنهكما هو مسطور ومقروء على عتبة بابها اليوم وبلغه أنها قد تغيرت معالمها. وتحولت أوضاعها إلى غير ما أراده واقفها رحمة الله - وجد ألفرصة إذ ذاك سانحة لإظهار آثار حبه للأمرين معا: حبه العلماء الإسلام فيعيد إليهم هذه المدرسة باسم الكلية الصلاحية يتعلمون فيها ويتخرجون بواسطتها في مختلف العلوم والفنون - وحبه للسلطان صلاح الدين فيعبد مدرسته. ويحي ذكره. وما أجمل الأبطال يحيون ذكر الأبطال مر على الكلية الصلاحية سنة ونصف 333 نحو مئة طالب. واذ كان مشروعها في بدء أمره تكرر التغير والتبديل في بروغرامها وطرق التعليم فيها. امافي هذه السنة 334التي انتهت فكان عدد طلابها (15.) وكان بروغرامها اثبت. وطرق التدريس فيها اقصد واضمن وللكلية هيئة الإدارة وهيئة معلمين وكلهم يبلغون نحو بضعة عشر فاضلا. وبقية مأموريها وخدمتها يبلغون الثلاثين وهي مرتبطة مباشرة بمقام المشيخة الإسلامية الجليلة وبنظارة الأوقاف وطلابها اليوم ما بين الإثنتي عشرة والخامس والعشرين من أعمارهم ومعظمهم هؤلاء الكبار تركوها في المدة الأخيرة وتجندوا في الخدمة المقصورة والكلية تقبل من الطلاب كل سنة مئة طالب موزعين في قبول الكلية لهم - على ولايات السلطنة العثمانية والبلاد السلامية الأخرى بنسبة مقررة في تعليمات الكلية. وكلهم مجبرون على التزيي بلباس العلماء المعروف: عمامة بيضاء وجبة سوداء منطبقة على الكعبين: ويتلقون في الكلية العلوم الشرعية والحقوقية وألفنون المختلفة والالسنة المتنوعة. وينامون في الكلية ويأكلون فيها ويلبسون على حسابها. ولا يكلفون سيئا سوى الاجتهاد في دروسهم. والعمل بدينهم والإخلاص لدولتهم ووطنهم. والإطاعة لقانون كليتهم. ومدة التحصيل فيها عشر سنوات: سبعة منها للتعليم التالي (سلطاني) وثلاثة للتعليم العالي. وليس فيها تعليم ابتدائية طلابها يكلفون - وراء تحصيل العلوم والفنون - دراسة القران الكريم واستظهار طائفة من سوره. وتلاوته بالترتيل ورفع الصوت في اجتماعات خاصة بهذا الشأن. ويمرنون على التربية البدنية. والالعاب الرياضية. ويدربون على آداب السلوك والمعاشرة ومراعات النظام. في غرف الطعام وقاعات الحفل العام ولهم قاعة خطابة يتمرنون فيها على إلقاء الخطب والمحاضرات وقصائد الشعر - سواء كان ذلك من مقولهم أو من مقول غيرهم. كما يلقي الأساتذة شيئا من ذلك على مرأى ومسمع منهم فيزيدهم ذلك خبرة وحذقا. ويخرجون في الأحايين إلى ضواحي القدس وقراها ومشهور أماكنها مشيا على الأقدام ثلاث ساعات أو أكثر. ويحملون في ذلك الهواء الطلق على الوثب والقفز والجري وتلوية الشوي (أطراف الجسم) وتليين العضل وتقوية مجموع الجسم. وقد نصبت لهم في باحة الكلية أدوات ألعاب (جمنا ستيك) خاصة بذلك. لقد شهدتهم مرة في ضاحية القدس يتسابقون تحت نظر مديرهم ألفاضل وأساتذتهم في قطع واد من إحدى عدوتيه إلى العدوة الأخرى فكانوا يعدون عدو النعام من منحدر العدوة حتى يصلون إلى أسفل الوادي ثم يشتدون إلى العدوة القصوى ولا يزالون مصعدين في سند الجبل حتى يصلوا إلى نقطة معينة منه وقد تكررت هذه المسابقة بينهم في وقت واحد فكانت جامعة بين ألفكاهة والفائدة والتعب الشديد. وهكذا الأمم التي تريد أن تحيا في راحة يجب عليها أن تقضي شطرا من حياتها في تعب ويدرب ذو القابلية من طلاب الكلية على ممارسة الألحان وإلقاء الأناشيد بتغن وتطريب فيحدث ذلك في نفوس الطلاب راحة ونشاطا يعوض ما تكون خسرته أجسامهم بفرط الدرس والبحث وعناء القيام بالوظائف المدرسية المختلفة. ويكلف طلاب الكلية جميعهم كبارهم وصغارهم القيام سحرا لصلاة الصنج. ولم يكن يخول بينهم وبين هذه ألفريضة اليوم المطير. ولا يرد الزمهرير. وكأني انظر إلى صغارهم يتوضأون في السحرة القرة والدم يسيل من أشاجعهم وبراجمهم وسلامياتهم وهم يتضاحكون ويتحملون ذلك بتجلد وصبر ومباهات. وكنا نشجعهم على تحمل الأمر وننبههم إلى فائدته من الوجهتين الروحية والجسمية. وأنا لندعو لهذا المعهد بالتقدم والارتقاء. فان في ارتقائه ارتقاء للأمة إلى ذروة العز القعساء. منشى هذه الرسالة هو الشيخ عبد القادر المغربي كان من أساتذة كلية صلاح الدين فهو حجة فيما يصف ويقول ويؤخذ من تعليمات هذه الكلية الإسلامية إن هذا المعهد ربط مباشر بمقام المشيخة الإسلامية وبنظارة الأوقاف والغرض من الكلية تدريس العلوم الشرعية والحقوقية وألفنون المختلفة والألسنة المتنوعة وتخريج رجال أخصائيين في هذه العلوم يقتدرون عن الدفاع عن التعالم الدينية ويصلحون لمباشرة الوظائف العلمية والشرعية. ومدة التحصيل في الكلية عشر سنوات سبع منها (قسم تالي) وثلاث (قسم عالي) ولسان التعليم فيها اللغة العربية وتقبل كل سنة مئة طالب في الصنف الأول موزعة على الصورة الآتية: عشرة من لواء القدس وخمسون من سائر الولايات والأولوية العثمانية والأربعون من أقطار العالم الإسلامي. والخمسون طالبا الذين يؤخذون من العثمانيين يكونون بالمناوبة أما الطلاب الأربعون الذين يؤخذون من أطراف العالم الإسلامي فأمرهم بحسب ما يلي: أربعة من مصر واثنان من السودان والحبش واثنان من طرابلس الغرب وبنغازي ومن كل من تونس والجزائر وفارس وجنوبي افريقية واحد واحد وثلاثة من جاوة وفلبين وثلاثة من الصين وكاشغر وخمسة من الهند واثنان من أفغان وواحد من بلوجتان واثنان من إيران وستة من تركتان (أي بخارى وخيوه وطشقند وسمر قند وما يلي ذلك) وستة من قفقآسياو استرخان وقازان والقريم وبولونيا. وبفرض إناء التعليم في كل ساعة من ساعات التدريس في الكلية من عشرين إلى خمسين غرشا ويجوز للأساتذة أن يأكلوا ويناموا في الكلية ولا يؤخذ من الطلاب أجرة التعليم وهم فوق ذلك يأكلون ويكتسون على نفقة الكلية ولكن إذا ترك احد الطلاب العثمانيين الكلية من غير عذر شرعي ضمن ليرة ونصف ليرة عثمانية لقاء كل شهر لازم فيه غالكليه. وليس للكلية قسم نهاري بل كل الطلبة داخليون وعلى الأساتذة أن يؤلفوا كتبا في العلوم التي يدرسونها ولا يوجد فيها مؤلفات وافية بالحاجة وان يلقوا محاضرات على الطلاب في ألفنون المختلفة وتدعو الإدارة من شاءت لإلقاء محاضرات في العلوم التي اختصوا فيها وتمرن الطلاب على إلقاء الخطب ويدعى إلى القدس في كل سنة احد مشهوري العلماء في العالم الإسلام يلقي محاضرات في مسائل العلم التخصص به ويعقد لعده المحاضرات مجالس في المسجد الأقصى يشهدها طلاب الكلية وتستغرق شهرا من الزمن ويخصص للأستاذ الذي يدعى على هذه الصورة من الثلاثين إلى المائة والخمسين ليرة عثمانية لقاء نفقات وبزل ضيفا على الكلية وتقام سباحات للطلاب تحت رئاسة هيئة الإدارة خلال أشهر العطلة بقصد البحث والتقصي في المسائل العالية وألفنية. ولغة التدريس في الكلية هي اللغة العربية ومع هذا فيجوز أن يدرس مثل التاريخ العثماني ومجلة الأحكام العدلية وحقوق الدول والتاريخ السياسي باللغة التركية أو لغة أجنبية وكل إنسان أجنبي يدرس في الكلية يلقن بلغة أمته وتحصيل اللغات الشرقية والغربية في الكلية اختياري ويكون تدريسها بلغات أهلها على طريقة سهلة قريبة التنأول. أما العلوم التي تدرس في الصفوف العشرة في الكلية فهي التفسير والحديث ومصطلح الحديث وألفقه المعاملات وتاريخ على ألفقه وأصول ألفقه وعلى الكلام وتاريخ علم الكلام وعلم التصوف وعلم التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم المنطق وعلم الأخلاق وتاريخ الفلسفة وعلم ما وراء الطبيعة والعلوم الحقوقية كالحقوق الأساسية والإدارية وحقوق الدول وقانون الجزاء وأصول الجزاية ومجلة الأحكام العدلية وأحكام الأوقاف وقانون الأراضي والتجارة البحرية والتجارة البرية وعلم الاقتصاد وعلم المالية واللسان العربي الصرف والنحو واللغة وأصول الإلقاء والمنطق والبلاغة وآداب اللغة) واللسان التركي (صرف ونحو وقراءة وكتابة وأدبيات) والتاريخ والسيرة النبوية والتاريخ العام وتاريخ العرب والإسلام وتاريخ العرب والعثمانيين والتاريخ السياسي للعصر الحاضر وتاريخ الأديان السماوية والجغرافية العمومية والجغرافيا الإسلامية والعثمانية وألفلك ومن العلوم الرياضية (الحساب العملي والهندسة والجبر وأصول مسك الدفاتر والحساب النظري والمثلثات والميكانيك) ومن العلوم الطبيعية (الزراعة المحلية والحكمة الطبيعية والكيمياء والحيوان والنبات والمعادن وطبقات الأرض وحفظ الصحة والتداوي الابتدائي) وفن الخط والرسم ومن الالسنة الشرقية ألفارسي والارد والتاتاري ومن الألسنة الغربية والألماني وألفرنسي والإنكليزي والروسية يشترط في الطلاب الذين يقبلون في الصنف الأول أن تكون سن الطالب لا اقل من اثنتي عشرة سنة سالما من العاهات والأمراض غير محكوم بجنحة ولا جناية ولا معروف بسوء الأحوال وبيده شهادة من المكاتب الابتدائية ذات الخمسة والستة صفوف أو يكون تحصيلة بهذه الدرجة ويثبت ذلك بالامتحان وان يودع لدى إدارة الكلية سندا مصدقا من وليه أو من جمعية أو جماعة إسلامية أو معهد علمي يتضمن كفالة مالية يمكن بواسطتها تحصيل ما انفق عليه في الكلية إذا أراد تركها من دون عذر شرعي. وعلى طالب الدخول أن تكون بيده تذكرة نفوس أو تذكرة جوازباسابورطو شهادة المكتب الذي تخرج فيه وشهادة تلقيح الجدري وسند الكفالة المذكور وشهادة بحسن حالة تتضمن عدم الحكم عليه بجنحة أو جناية وعدم اشتهاره بسوء الحال وتكون مصدقة من مجلس إدارة بلدة أو معهد علمي مشهور. ومن لم يكن معه شهادة وأراد الدخول في الكلية يمتحن في القران الكريم والمبادىء الدينية واللغة العربية (قراءة وتكلما وترجمة) والحساب والتاريخ والجغرافية الخط. ومن أراد الدخول من طلاب القسم التالي من مدارس دار الخلافة العلية أو من مدرسة أخرى بدرجتها يقبل في الصنف الذي تكون دروسه معادلة للدروس التي تلقاها في صنفه بشرط أن يكون بيده تصديق من مدرسة وعلى الذين بيدهم تصديق من المكاتب السلطانية أو الإعدادية أن يعطوا امتحانا في الدروس التي لم يكونوا تلقوها في مكاتبهم والتي تدرس في الصف الأدنى من الصنف الذي يريدون الدخول فيه فيمتحنون باللغة العربية ومن يريدون الدخول في الكلية وهم محصلون في مدارس معادلة للمدارس السلطانية عليهم أن يعطوا امتحانا في جميع دروس الصنف الأدنى من الصنف الذي يريدون الدخول فيه ومن كان من طلاب الكلية الصلاحية وبيده شهادة من قسمها التالي أو كان من طلاب مدارس دار الخلافة أو مدرسة بدرجتها ذات ثمانية صفوف وبيده شهادة من شعبتها الثانية في قسمها التالي جاز له أن يدخل في الصنف الثامن أي في أول صفوف التعليم العالي من الكلية الصلاحية أما متخرجوا المكاتب السلطانية فيقبلون في الكلية بشرط أن يكونوا واقفين على اللغة العربية وأن يؤدوا امتحانا في جميع المواد التي لم تدرس في مكاتبهم والذين هم في المعلومات بدرجة هؤلاء المتخرجين يقبلون أيضاً بشرط أن يفحصوا في جميع المواد التي تدرس في القسم التالي من الكلية. وتبدأ مدة قيد الطلاب وقبولهم من أواسط آب إلى انتهاء أول أسبوع من أيلول وامتحانات الدخول في أول أسبوع من شهر أيلول وعلى الطلاب أن يعتقدوا أن العلوم والمعارف لا تجديهم نفعا ما لم تكن مستندة على تربية حسنة وأخلاق كريمة وأن يتخذوا الأمور الآتية دستورا للعمل: عليهم أن يعتنوا بتربية قواهم البدنية وألفكرية والأخلاقية ليصبحوا فيما بعد رجالا ذوي أبدان قوية وأفكار سليمة وأخلاق متينة وان يمثلوا رجلا مدنيا في عزيمته وبعد همته وحسن مسعاه. وان يتوخوا في جميع أعمالهم مراعاة تعاليم الدين المبين ويتواصوا بالصبر على خدمة الحقيقة وترقية شان الإنسانية ويتباعدوا جهدهم عن ارتكاب نقيضة أو رذيلة وان يكون همهم ألفذ حب الخير وممارسة ألفضيلة (ب) أن لا يجعلوا الله عرضة لإيمانهم وان يتجنبوا الحيلة والدسيسة والكذب ويكونوا أمناء موثوقين وأرباب شرف وأنفة في جميع اطوارهم. (ج) أن يثابروا على دروسهم وان يحترموا ويطيعوا رؤسائهم وأساتذتهم وآبائهم وأقاربهم وأن تبقى نفوسهم مشبعة بعاطفة الحنان والشفقة نحو رفاقهم (د) يجب عليهم أن يحافظوا داخل الكلية وخارجها على القيافة الخاصة بهم وان يجتنبوا في أعمالهم كل ما يخل بمسلكهم العلمي المحترم وبكرامة المعهد الإسلامي الذي ينتسبون إليه وأن يجتهدوا في أن يكونوا مثالا حسنا وقدوة صالحة لغيرهم. (هـ) أن يهتموا بالنهوض من النوم باكرا ويحافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها عند إسباغ الوضوء ويواظبوا على تلاوة القران ومدارسته جهرة بعد صلاتي ألفجر الصلاة وخاصة صلاة الجمعة فيسعون إليها وهم على أكمل سمت وأحسن زي هذه شذرة من تعاليم الكية الصلاحية وهي نافعة جدا في تخريج أكمل مثال من رجال الدين الإسلامي على ما تقتضيه حالة العصر والله الملهم والموفق.