محا رسم دار بالصريمة مسبل

محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ

​محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ​ المؤلف الأخطل


محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمةِ مُسْبِلٌ
نضوحٌ وريحٌ تعتريهِ جفولُ
فغَيّرَ آياتِ الحبيبِ معَ البِلى
بوارحُ تطوي تربها وسيولُ
ديارٌ لأروى والرَّبابِ، ومَن يكُنْ
لَهُ عِنْدَ أرْوى والرَّبابِ تُبولُ
يَبِتْ وهوَ مَشْحوذٌ عليهِ، ولا يُرى
إلى بيضتي وكرِ الأنوقِ سبيلُ
وما خفتُ بينَ الحيّ، حتى رأيتهم
لهُمْ بأعالي الجأبَتَيْنِ حُمولُ
فبانوا بأروى، يومَ ذلك، كأنّها
مِنَ الأُدْمِ غَنّاءُ البُغامِ خَذولُ
مُبِنّةُ غارٍ، أيْنما تَنْحُ شمْسُهُ
لحالٍ، فَقَرْنُ الشّمْسِ فيهِ ظَليلُ
لها منْ وراقٍ ناعمٍ ما يكنها
مرفّ ترعاهُ الضحى وربولُ
وكم قتلتْ أروى، بلا ترةٍ لها
وأرْوى لفُرَّاغِ الرّجالِ قَتولُ
فلو كان مبكى ساعةٍ لبكيتها
ولكنّ شرَّ الغانيات طويلُ
ظَلِلْتُ، كأنّي شارِبٌ أزَليّةً
ركودَ الحميا في العظامِ شمولُ
صَريعُ فِلَسْطينيّةٍ، راعَهُ بها
من الغَورِ عنْ طولِ الفراقِ، حَليلُ
أبَوْا أنْ يُقيلوا، إذْ توقَّدَ ومُهُمْ
وقد جعلتْ عفرُ الظباء تقيلُ
وأشْرَفَ حِرباءُ الظّهيرَةِ يَصْطلي
وهُنَّ على عيدانِهنَّ جُذول
أجَدُّوا نجاءً، غيّبَتْهُمْ عَشِيّةً
خمائلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ
وكنتُ صحيح القلب حتى أصابني
مِنَ اللاَّمِعاتِ المُبرِقاتِ خُبولُ
من المائلاتِ الغيدِ وهناً، وإنها
على صرْمِهِ أوْ وَصْلِهِ لَغَفُولُ
وكُنَّ على أحيالهِنَّ يصِدْنَني
وهُنَّ بلايا للرِّجالِ وغُولُ
وإنَّ امرءاً لا ينْتهي عَنْ غَوايَةٍ
إذا ما اشْتَهَتْها نَفْسُهُ لجَهُولُ