محمد بن سعيد أرعني أدنا

مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً

​مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً​ المؤلف أبو تمام


مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً
فما بأذنِكَ عنْ أكرومةٍ صممُ
لم تسقَ بعدَ الهوى ماءً على ظمأٍ
كَماءِ فافِيةٍ يَسْقِيكَها فَهِمُ
منْ كل بيتٍ يكادُ الميتُ يفهمُه
حُسْناً ويَحسُدُه القِرطَاسُ والقَلَمُ
مالي ومالكَ شبهٌ حينَ أنشدُه
إلا زهيرٌ وقدْ أصغى له هرمُ
بكلِّ سالكةٍ للفكرِ مالكةٍ
كأنَّهُ مستهامٌ أوْ بهِ لممُ
لآلِ سَهْلٍ أكُفٌّ كُلَّما اجتُدِيَتْ
فَعَلْنَ في المَحْلِ مالاتَفعلُ الديَمُ
قَوْمٌ تراهُمْ غَيارَى دُونَ مَجْدِهمُ
حتى كأنَّ المَعَالي عِنْدَهمْ حُرَمُ
إنَّ الزمانَ انثنى عني بغمتِه
وصدرُ حسرتِهِ يغلي ويضطرمُ
ما زالَ يَخضَعُ مُذْ أورقْتَ لي عِدّةً
فكيفَ يَصنعُ لو قد أَثمَرتْ” نَعَمُ”
فأيقظِ الفعلَ يقضِ القولُ نومتهُ
وقد حكى سوءُ ظنٍّ أنَّ ذا حلمُ!
ولا تَقُلْ قِدَمٌ أزرَى بحاجتِه
ليسَ العُلا طَللاً يُزرِي بهِ القِدَمُ!