مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى/إنكلترا تتراجع


انكلترة تتراجع

وكانت معاهدة سيكس – بيكو التي وقعتها الحكومة البريطانية فرنسا في أيار عام ١٩١٦ تمنح فرنسا حق الاضطلاع بشؤون الساحل السوري وحق الافضلية في تنسيق شؤون الحكومة العربية المستقلة التي ستؤسس في القسم الجنوبي من ولاية حلب القديمة وسورية ودير الزور والموصل ، كما ان لانكلترا حق الأفضلية في شؤون العراق والبلقـاء وحق الاضطلاع بشؤون البصرة ومدينة حيفا ، أما في فلسطين فتشكل حكومة أممية.

ولما رأت الحكومة البريطانية أن من المتعذر عليها مخالفة هذه المعاهدة ، لم تشأ أن ترتبط مع الأمير بأي عهد من غير موافقة فرنسا وعن غير طريق مؤتمر الصلح الذي تقرر عقده في باريس في ١٨ كانون الثاني ١٩١٩

وكان الحلفاء إبان الحرب يغدقون الوعود على الشعوب التي يودون استمالتها اليهم، ويعدون المطالبين بالحرية والاستقلال فيها بمساعدتهم على تحقيق ذلك وبالسهر على حقوق بلادهم ، كل ذلك لاغرائها في ترك القتال ضدهم . وهذا ما حدث فعلا مع الملك حسين ، فاتفاق سيكس ـ بيكو وقع قبل العهود الموقعة الحسين وهي تتعارض معه وكان يجب أن تكون هي المعمول بها . ومن الغريب ان بعض الاتفاقات السرية بين الدول الكبيرة كانت خفية عن بقية حلفائها بدليل ان أميركا التي كانت تنادي دوما باتباع السياسة الواضحة المبنية على العدالة والحرية ، فانها لم تطلع من الحلفاء على العهود السرية المختلفة التي اتفقوا عليها وأبرموها ولم يستلفت الها نظر الرئيس ولسون