مرآة الحسناء (1872)/مقدمة


بسم اللّٰه الحي الصمَد.الرافع السماءِ بلا عَمَد

الحمد لله الذي ألبس الشعر جمالًا وجلالا.وجعل فيهِ البيان سحرًا حلالا.فطابت النفوس في جنات ازهاره.ورقصت الالباب بكؤُوس عقاره.اما بعد فيقول العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير فرنسيس ولد فتح الله مراش.هذا ما قصدتُ اثباتُه من الشعر الذي تمخضت عنهُ قريحة الشباب.ولقنتني اياهُ السنة الاسباب وقد رتبتهُ على حروف الهجاءِ.متجرّداً عن المدح والهجاءِ.فان المدحَ اطراءٌ ورياء.والقدح حسدٌ وعياء. فما احوجني الله الى بيع ماءِ المحيا في سوق الشعر. وابى الله ان اردَّ الدرَّ الى القعر.ولكنني قد مدحتُ بعض العلماءِ والاخلاَّءِ الكرام. تبياناً لفضل العلم وحفظ الذمام.وحال ذلك لم اذكر من الاسماءِ الا اليسير الخطير.مخافةَ ان يفرَّ القلبُ ويطير. فواغبنَ شاعرٍ سوَّد بالمدائح بياضَ القرطاس. وباع كرايم الشعر وذهبهُ في سوق الزجاج والنحاس. والله ان تلك الا تجارة خاسرة.وهمةٌ قاصرة.هذا وارجو من كل مطالع ان يسبل غطاءَ المغفرة والمعذرة على ما يراه من الهفوات والعيوب.فان العصمة للّٰه وحدهُ وهو غفار الذنوب