الباب التاسع

في ذكر ما اختص بهم ولم يوجد في غيرهم من فرق الإسلام

عدل

في ذكر بعض خرافاتهم

عدل

فمن ذلك إنكارهم كرامات الأولياء ، وإقامتهم حفلات العزاء والنياحة والجزع ، وتصوير الصور ، وضرب الصدور ، وما أشبه ذلك مما يصدر منهم في العشر الأولى من المحرم ، ويعتقدون أن ذلك مما يتقرب به إلى الله تعالى ، وتكَّفر به سيئاتهم وما يصدر عنهم من الذنوب السنة كلها ، وما دروا أن ذلك موجب لطردهم من رحمة الله تعالى ، كيف لا وفيه هتك لبيت النبوة واستهزاء بهم ؟ ولله در من قال :

هتكوا الحسينَ بكل عامٍ مرَّة........وتمثلوا بعــداوة وتصـوَّروا

ويلاه من تلك الفضيحة إنها........ تطوى وفي أيدي الروافض تنشر1

ومن ذلك أنهم يجعلون من الدقيق شَبَحَ إنسان ، ويملأون جوفه دِبْساً أو عسلاً ، ويسمونه باسم عمر ، ثم يمثلون حادث قتله ويشربون ما فيه من عسل بزعم أنه دم عمر . ويتشاءمون من يوم الاثنين، وكذا من عدد الأربعة لئلا يذهب الوهم إلى أن الخلفاء أربعة ، ويتغالون بعدد الاثني عشر ، ولكن خواصهم يظهرون عدم الاستحسان لمثل هذه الأمور ، فلا حاجة بنا لصرف المداد في ردها .

ومن ذلك مزيد أوهامهم وكثرة خطأهم باعتقاد أن كل مخالف عدوّ ، مع أن المخالف أعم من العدو مطلقاً ، فإنه إذا قصد شخصان مقصداً واحداً واختلفا في الطريق إليه كيف يحكم بكون أحدهما عدواً للآخر ، وأيضاً قد ثبت في كتب الشيعة أن أبا مخنف يروي عن الإمام الحسين في باب صلح الحسن مع معاوية أنه كان ينكر على هذا الصلح ، وكان يقول : « لو جدع أنفي كان أحب إلي مما فعله أخي » 2 ، فلو كانت المخالفة موجبة للعداوة يلزم أن يكون الإمام الحسين عدواً للحسن ، معاذ الله من ذلك الاعتقاد الفساد والكفر الصريح .

وكاعتقادهم عدم وجود المتنافيين في شيء في وقتين ، ولذا قالوا : إن الخلفاء الثلاثة ليسوا بمؤمنين ، بناء على أنهم كانوا كافرين فلا يليقون للإمامة 3 ، وهذا غلط ظاهر ، إذ عدم اجتماع المتنافيين مشروط باتحاد الزمان وغير ذلك من الوحدات الثماني المذكورة في المنطق .

وكاعتقادهم أن الفرع مشارك للأصل في الأحكام ، ولذا اعتقدوا العصمة بناء على أنهم خلفاء المعصوم ، واعتقدوا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بناء على أنهم نواب أفضل الأنبياء 4 ، مع أن النبي مبلّغ بالذات ، والعصمة من خواص المبلّغ ، ولا يلزم أن يكون نائب شخص مثله في جميع صفاته ، وإلا لزم مساواة التابع للمتبوع .

وكاعتقادهم أن من سمي بغيره فهو مثله في الحكم ، ولذا تراهم يسمون شخصاً بيزيد أو شمر5 فيهينونه ويظهرون لـه العداوة ، قال تعالى : { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} 6 والنار حارة وليس لها لفظها كذلك . وهم يتحاشون من التسمية بعبد الله وعبد الرحمن ، ويستحسنون التسمية بكلب التسمية بكلب علي وكلب حسين وما أشبه ذلك ، وقال قال : « إن أحسن الأسماء إلى تعالى عبد الله وعبد الرحمن » 7 .

وكتوهم بطلان ما لا دليل عليه ، كما أنكروا فضائل الصحابة بناء على عدم ثبوتها في كتبهم 8 ، مع أن الأمر غير تابع للعلم والجهل ، ولو تليت آيات الله لولوا : { وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ } 9 .

ومن ذلك مزيد تعصبهم كترجيحهم الرواية الضعيفة على القوية التي توافق مخالفهم 10 .

وكزعمهم أن من في قلبه حبُّ علي يدخل الجنة ولو كان يهودياً أو نصرانياً أو مشركاً ، وأن من يحب الصحابة يدخل النار لو كان صالحاً وفي قلبه محبة أهل البيت ، ولذا حكم رضي الدين اللغوي 11 أحد كبار الشيعة بكون زنينا بن إسحاق النصراني 12 من أهل الجنة بسبب مدحه الأمير وأهل البيت بقوله :

عَدِيُّ وتَيْمٌ لا أحـاول ذِكرَهم........ بسـوءٍ ولكنَّي محــبٌّ لهاشمِ

وما تعتريني فـي عليٍّ وأهـله........ إذا ذُكـروا في الله لَوْمـَةُ لأئم

يقولون ما بال النصارى تحبهم........وأهل النهي من عُرْبهم والأعاجم

فقلت لهم إني لأحسب حبَّهم........ سَرَى في قلوب الخلقِ حتى البهائم 13

وجميع فرق الشيعة يترضون على ابن فضلون اليهودي لقوله :

ربِّ هبْ لي من المعيشة سُؤلي........واعفُ عني بحقِ آل الرسول

واسقني شربـةً بكـف عليٍّ........ سيد الأوصيـاء بعْلِ البتولِ 14

مع أن حب آل البيت غاية الأمر أنه عبادة ، وقد اشترط لقبولها الإيمان لقوله تعالى : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } 15 وأيضاً إن نجاة الكفار ودخولهم الجنة عند الشيعة محال كما سبق في العقائد 16 ، وقوله تعالى : { وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه } 17 .

وكتعصبهم في تسمية أمة محمد : « الأمة الملعونة » 18 ، ولم يلتفتوا إلى قوله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } 19 ويلزم من ذلك أنهم ليسوا من أمة محمد ، وإلا يلزمهم لعن أنفسهم وإخراج أهل البيت من الأمة .

وكترجيحهم لعن عمر وسائر الصحابة والعياذ بالله تعالى على ذكر الله وسائر العبادات 20 ، وقد ثبت في كتبهم أن لعن الشيخين في كل صباح ومساء موجب لسبعين حسنة 21 من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 22 ، وقد قال تعالى : { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } 23

وكإنكارهم كون رقية وأم كلثوم زوجتي عثمان بنتي النبي ، وأن خديجة أمهما 24 ، مع أنه مخالف لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ } 25 ولما ذكر في ( نهج البلاغة ) من معاتبة الأمير لعثمان على تغييره سيرة الشيخين بقوله : « قد بلغت من صهره ما لم ينالا » 26 أي الشيخين ، وروى أبو جعفر الطوسي في ( التهذيب ) عن الإمام جعفر الصادق أنه كان يقول في دعائـه : « اللهم صل على رقيـة بنت نبيك ، اللهم صل على أم كلثوم بنت نبيك » 27 ، وروى الكليني أيضاً أن رسول الله تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد منها قبل مبعثه : « القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم ، وبعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة » 28 ، وأورد رواية أخرى أنه لم يولد لـه بعد المبعث إلا فاطمة وأن الطيب والطاهر ولدا قبل المبعث 29 .

وكقولهم إن أبا بكر وعمر وعثمان منافقون ، مع أن الأمير اقتدى بهم في الأوقات الخمسة زمن خلافتهم ، وقال تعالى : { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ} 30 .

وكقولهم إن الآيات المشعرة بمدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وأم المؤمنين كلها متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله 31 .

وكقولهم إن أهل السنة شرٌّ من اليهود والنصارى ، ذكر ذلك ابن المعلم وغيره 32 : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } 33 فياليت شعري أين ذهب إيمان أهل السنة بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر ، ومحبتهم لأهل البيت الطاهرين والأئمة الزاكين ، وصلاتهم وزكاتهم وحجهم وجهادهم ، وكيف يكون من أشرك بالله تعالى وكفر برسوله أرجح من هؤلاء ؟! وما أشبه قولهم بقول اليهود في عهد النبي إن الكافرين أهدى من المؤمنين ، قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً } 34 .

ومن تعصباتهم أن أهل السنة عندهم أنجس من اليهود والنصارى ، حتى لو أصاب البدن شيء منهم غسلوه ، مع أن المتلطخ بالغائط والعذرة عندهم ليس بنجس .

ومن تعصباتهم أنهم يرون أن الابتداء بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال أولى ، ويقولون : كل طعام لعن عليه الشيخان سبعين مرة كان فيه زيادة البركة 35 ، ولا يخفى على من له بصيرة أن هؤلاء لا إيمان لهم ولا دين ، بل هم زمرة الشياطين : { كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ } 36.



هامش

  1. [البيتان لعبد الغفار الأخرس في ديوانه (ص49) ضمن قصيدة من عشرين بيتا وهي في مدح أبي حنيفة والرد على إنكار الروافض فضله .]
  2. [تقدم تخريجها ص 184 ]
  3. [وهذه المسألة من مسلمات مذهب الإمامية . روى ابن بابويه عن المفضل ابن عمر عن أبي عبد الله قال : « إن الله تبارك وتعالى جعل علياً علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره ، فمن تبعه كان مؤمناً ، ومن جحده كان كافراً ومن شك فيه كان مشركاً » . ثواب الأعمال : ص 209 ؛ علل الشرائع : 1/89 . وزاد الطوسي في روايته : « ومن جاء بولايته دخل الجنة ومن أنكرها دخل النار » . الأمالي : ص 410 ؛ المجلسي ، بحار الأنوار : 69/133 .]
  4. [تقدم تحقيق هذه المسألة ص 144.]
  5. [تقدمت ترجمته ص 278 .]
  6. [ النجم : 23 ]
  7. [أخرجه من حديث ابن عمر بلفظ : « إن أحب أسمائكم إلى الله ... » فأورده . الصحيح ، كتاب الآداب ، باب النهي عن التكني بأبي القاسم : 3/1682 ؛ الترمذي ، السنن ، كتاب الأدب ، باب ما يستحب من الأسماء : 5/132 ؛ ابن ماجة ، السنن ، كتاب الأدب ، باب ما يستحب من الأسماء : 4/287 ؛ الإمام أحمد ، المسند : 2/128 .]
  8. [ورأيهم في الصحابة معروف ومشهور ، وقد تقدم الكلام عليه ص 13 . وقياس الإمامية في الصحبة هو متابعتهم لعلي رضي الله عنه في حروبه ، فمن تابعه في حروبه فهو من الصحابة ومن لم يتابعه أو اعتزل الفتنة فهو من أعدائه ، ويجب الحكم بردتهم وكفرهم كما قال ذلك حسين كاشف الغطاء في أصل الشيعة : ص 142 ]
  9. [ البقرة : 88 ]
  10. [والأخبار في كتبهم الموافقة لأهل السنة أكثر من أن تحصى ، وقد ألتزم شيخ الطائفة ( الطوسي ) برد جميع الأخبار الواردة عن أهل البيت في كتبهم وفسرها بالتقية لموافقتها لأهل السنة . فرد أكثر من خمس روايات الإمامية الفقهية عن أهل البيت بحجة التقية ، وهذا واضح لمن قرأ كتابيه : تهذيب الأحكام والاستبصار .]
  11. [هو رضي الدين هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب النحوي اللغوي ، كان فقيهاً متكلماً على مذهب الإمامية متعصباً من شيوخ ابن العلقمي ، مات سنة 610هـ . أعيان الشيعة : 10/262 .]
  12. [لم أقف على ترجمته .]
  13. [نسبه الفتال إلى رجل من النصارى ولم يصرح باسمه في روضة الواعظين : 1/167 ؛ وتبعه ابن شهرآشوب في المناقب : 4/132 .]
  14. [لم أقف عليها في فيما وقع تحت يدي من كتب الإمامية .]
  15. [ الأنبياء : 94 ]
  16. [ص 283 من هذا الكتاب .]
  17. [ الزلزلة : 8 ]
  18. [الرواية كما أخرجها الكليني وغيره عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله يقول : « ما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف ... » . الكافي : 7/1 ؛ ابن بابويه ، علل الشرائع : 1/244 .]
  19. [ آل عمران : 110 ]
  20. [وقد ألف علي بن عبد العال الكركي ( وهو من علمائهم المشهورين مات سنة 940هـ ) كتاباً في لعن الشيخين على وجه الخصوص والصحابة على وجه العموم سماه ( نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ) ، وهذا الكتاب مطبوع ومنشور ، ووصلت الوقاحة ببعض روافض هذا العصر أن نشره على شبكة الانترنيت نازعاً عن نفسه لباس التقية ، ومصرحاً بعقيدة أصحابه في وجوب لعن الصحابة وأنه من أشرف القربات .]
  21. [يشير الآلوسي إلى ما أخرجه العياشي عن زرارة عن أبي عبد الله أنه قال : « في تفسير قولـه تعالى : ]
  22. [ قال من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب له سبعين حسنة ومحا عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات » . تفسير العياشي : 1/387 . وقد صرح المجلسي بأنها الشيخين كما في بحار الأنوار : 30/223 .]
  23. [ العنكبوت : 45 ]
  24. [كذا ذكره الآلوسي ، بينما ذكر الإمامية أن رقية وزينب لم تكونا بنات النبي وإنما هما بنات لأخت خديجة ، وقد تزوج النبي خديجة وهي عذراء ، كما ذكر ذلك ابن شهر آشوب المازندراني ، وعزاه إلى الطوسي والمرتضى ، حيث قال : « إن النبي تزوج بها خديجة وكانت عـذراء وإن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة بنت أخت خديجة » . مناقب آل أبي طالب : 1/159.]
  25. [ الأحزاب : 59 ]
  26. [نهج البلاغة ( بشرح ابن أبي الحديد ) : 9/261 .]
  27. [تهذيب الأحكام : 3/120 ؛ المفيد ، المقنعة : ص 239 ؛ الفتال ، روضة الواعظين : 2/324 .]
  28. [الكافي : 1/439]
  29. [المصدر نفسه ]
  30. [ آل عمران : 179 ]
  31. [وليتهم اكتفوا بذلك بل خصوا الآيات الواردة في مدح الصحابة بعلي رضي الله عنه فقط ، رغم أن سياقها لا يدل على ذلك ، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما أورده قيس بن سليم في كتابه عن علي رضي الله عنه أنه قال في تفسير قوله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } [ التوبة : 100 ] سئل عنها رسول الله فقال : « إنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب أفضل الأوصياء » . كتاب قيس بن سليم : ص 643 ؛ ابن طاوس ، التحصين : ص 632 ؛ المجلسي ، بحار الأنوار : 31/410 . وأنت ترى أن هذه الآية فيها مدح للمهاجرين والأنصار ، ولم يقل أحد من الفريقين بأن علياً كان من الأنصار !! .]
  32. [من ذلك ما رواه حسين الأهوازي عن حمران بن أعين قال : « قلت : لأبي عبد الله إنهم يقولون : لا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوماً من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه ، فقال : أما يقرؤن قول الله تبارك { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 62 ] إنها جنة دون جنة ونار دون نار إنهم لا يساكنون أولياء الله ، وقال : بينهما والله منـزلة ولكن لا أستطيع أن أتكلم ، إن أمرهم لأضيق من الحلقة ، إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء » . الزهد : ص 95 . قال المجلسي في تعليقه على هذه الرواية وبيان ما خفي من معانيها رافعاً لستار التقية عن قلمه : « بيان قوله : ( إن أمرهم ) أي : المخالفين ، ( لأضيق مـن الحلقة ) أي : الأمر في الآخرة مضيق عليهم لا يعفى عنهم كما يعفى عن مذنبي الشيعة ، ولو قام القائم لبدأ بقتل هؤلاء قبل الكفار ، فقوله لا أستطيع أن أتكلم في تكفيرهم تقية ، والحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنـزلة بين الجنة والنار وهي الأعراف ، بل هم مخلدون في النار » . بحار الأنوار : 8/360 .]
  33. [ القلم : 7 ]
  34. [ النساء : 59 ]
  35. [تقدمت الروايات عند الإمامية في لعن الشيخين ، قال الكركي في اعتقاد قومه بالشيخين : « في نبذة يسيرة مما ورد من طرق أصحابنا الإمامية رضي الله عنهم مما هو صريح في لعن هؤلاء وإثبات كفرهم في شدة الظهور والوضوح كما يصرح وهو كثير جدا والغرض ههنا التعرض إليه لنستدل باليسير على الكثير » . ثم أورد أخبار كثيرة في لعن الشيخين . نفحات اللاهوت .]
  36. [ البقـرة : 167 ]