مسند أحمد بن حنبل/بقية حديث وفد عبد القيس

ملاحظات: بقية حديث وفد عبد القيس(الحديث 15008)




15008 حدثنا يونس بن محمد، قال حدثني يحيى بن عبد الرحمن العصري، حدثنا شهاب بن عباد، أنه سمع بعض، وفد عبد القيس وهم يقولون قدمنا على رسول الله فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي أهذا الأشج وكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار قلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي وقد بسط النبي رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا هاهنا يا أشج فقال النبي واستوى قاعدا وقبض رجله هاهنا يا أشج فقعد عن يمين النبي فرحب به وألطفه وسأله عن بلاده وسمى له قرية قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا فقال إني قد وطئت بلادكم وفسح لي فيها قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيئا بكم أشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا قال فلما أن أصبحوا قال كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم قالوا خير إخوان ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا فأعجبت النبي وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا فعرضنا عليه ما تعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن ثم أقبل علينا بوجهه فقال هل معكم من أزوادكم شيء ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم فأقبل كل رجل منهم معه صرة من تمر فوضعوها على نطع بين يديه فأومأ بجريدة في يده كان يختصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال أتسمون هذا التعضوض قلنا نعم ثم أومأ إلى صرة أخرى فقال أتسمون هذا الصرفان قلنا نعم ثم أومأ إلى صرة فقال أتسمون هذا البرني قلنا نعم فقال رسول الله أما إنه خير تمركم وأنفعه لكم قال فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار معظم نخلنا وتمرنا البرني فقال الأشج يا رسول الله إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا فقال رسول الله لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم في سقاء يلاث على فيه فقال له الأشج بأبي وأمي يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وأومأ بكفيه فقال يا أشج إني إن رخصت لك في مثل هذه وقال بكفيه هكذا شربته في مثل هذه وفرج يديه وبسطها يعني أعظم منها حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فهزر ساقه بالسيف وكان في الوفد رجل من بني عضل يقال له الحارث قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت تمثله من الشعر في امرأة منهم فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف فقال الحارث لما سمعتها من رسول الله جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها الله تبارك وتعالى.