مسند أحمد بن حنبل/مسند الشاميين/27

ملاحظات: مسند الشاميين (الحديث 17086 - 17113)




حديث شرحبيل ابن حسنة عن النبي

عدل

17086 حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، قال حدثنا قتادة، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، قال لما وقع الطاعون بالشام خطب عمرو بن العاص الناس فقال إن هذا الطاعون رجس فتفرقوا عنه في هذه الشعاب وفي هذه الأودية فبلغ ذلك شرحبيل ابن حسنة قال فغضب فجاء وهو يجر ثوبه معلق نعله بيده وقال صحبت رسول الله وعمرو أضل من حمار أهله ولكنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم ووفاة الصالحين قبلكم.

17087 حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن شرحبيل ابن شفعة، قال وقع الطاعون فقال عمرو بن العاص إنه رجس فتفرقوا عنه فبلغ ذلك شرحبيل ابن حسنة فقال لقد صحبت رسول الله وعمرو أضل من بعير أهله إنه دعوة نبيكم ورحمة ربكم وموت الصالحين قبلكم فاجتمعوا له ولا تفرقوا عنه فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال صدق.

17088 حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال يزيد بن خمير أخبرني قال سمعت شرحبيل ابن شفعة، يحدث عن عمرو بن العاص، أن الطاعون، وقع فقال عمرو بن العاص إنه رجس فتفرقوا عنه وقال شرحبيل ابن حسنة إني قد صحبت رسول الله وعمرو أضل من جمل أهله وربما قال شعبة أضل من بعير أهله وأنه قال إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم فاجتمعوا ولا تفرقوا عنه قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال صدق.

17089 حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم حدثنا ثابت، حدثنا عاصم، عن أبي منيب، أن عمرو بن العاص، قال في الطاعون في آخر خطبة خطب الناس فقال إن هذا رجس مثل السيل من ينكبه أخطأه ومثل النار من ينكبها أخطأته ومن أقام أحرقته وآذته فقال شرحبيل ابن حسنة إن هذا رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم.

حديث عبد الرحمن ابن حسنة رضي الله عنه

عدل

17090 حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، قال كنا عند النبي في سفر فنزلنا أرضا كثيرة الضباب قال فأصبنا منها وذبحنا قال فبينا القدور تغلي بها إذ خرج علينا رسول الله فقال إن أمة من بني إسرائيل فقدت وإني أخاف أن تكون هي فأكفئوها فأكفأناها.

17091 حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، قال خرج علينا رسول الله وفي يده كهيئة الدرقة قال فوضعها ثم جلس فبال إليه النبي فقال بعض القوم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة قال فسمعه النبي فقال ويحك أما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم شيء من البول قرضوه بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره.

17092 حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، وحدثنا وكيع، قال حدثني الأعمش المعنى، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، قال وكيع الجهني قال غزونا مع رسول الله فأصابتنا مجاعة فنزلنا بأرض كثيرة الضباب فاتخذنا منها فطبخنا في قدورنا فسألنا النبي فقال أمة فقدت أو مسخت شك يحيى والله أعلم فأمرنا فأكفأنا القدور قال وكيع مسخت فأخشى أن تكون هذه فأكفأناها وإنا لجياع.

17093 حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، قال كنت أنا وعمرو بن العاص، جالسين قال فخرج علينا رسول الله ومعه درقة أو شبهها فاستتر بها فبال جالسا قال فقلنا أيبول رسول الله كما تبول المرأة قال فجاءنا فقال أوما علمتم ما أصاب صاحب بني إسرائيل كان الرجل منهم إذا أصابه الشيء من البول قرضه فنهاهم عن ذلك فعذب في قبره.

حديث عمرو بن العاص عن النبي

عدل

17094 حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، قال سمعت أبا صالح، عن عمرو بن العاص، قال نهانا رسول الله أن ندخل على المغيبات.

17095 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا موسى، عن أبيه، عن أبي قيس، مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص، قال قال رسول الله إن فصلا ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.

17096 حدثنا عبد الرحمن، حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، قال سمعت عمرو بن العاص، يقول بعث إلي رسول الله فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فأتيته وهو يتوضأ فصعد في النظر ثم طأطأه فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة قال قلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا موسى سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول فذكره وقال صعد في النظر.

17097 حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل، من أهل مصر يحدث عن عمرو بن العاص، أنه قال أسر محمد بن أبي بكر فأبى قال فجعل عمرو يسأله يعجبه أن يدعي أمانا قال فقال عمرو قال رسول الله يجير على المسلمين أدناهم.

17098 حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا حدثنا شعبة، أخبرنا عمرو بن دينار، عن رجل، من أهل مصر يحدث أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال سمعت رسول الله يقول تقتله الفئة الباغية.

17099 حدثنا بهز، حدثنا شعبة، قال أخبرني الحكم، قال سمعت ذكوان أبا صالح، يحدث عن مولى، لعمرو بن العاص أن عمرو بن العاص، أرسله إلى علي يستأذنه على امرأته أسماء بنت عميس فأذن له فتكلما في حاجة فلما خرج المولى سأله عن ذلك فقال عمرو نهانا رسول الله أن نستأذن على النساء إلا بإذن أزواجهن.

17100 حدثنا روح، قال حدثنا مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي مرة، مولى أم هانئ أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص فقرب إليهما طعاما فقال كل قال إني صائم قال عمرو كل فهذه الأيام التي كان رسول الله يأمرنا بفطرها وينهى عن صيامها قال مالك وهي أيام التشريق.

17101 حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني سعيد بن كثير، أن جعفر بن المطلب، أخبره أن عبد الله بن عمرو بن العاص دخل على عمرو بن العاص فدعاه إلى الغداء فقال إني صائم ثم الثانية كذلك ثم الثالثة كذلك فقال لا إلا أن تكون سمعته من رسول الله فقال إني سمعته من رسول الله .

17102 حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، قال حدثنا أبو جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، قال بينا نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فقال بينما نحن مع رسول الله في هذا الشعب إذ قال انظروا هل ترون شيئا فقلنا نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين فقال رسول الله لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان.

17103 حدثنا يزيد، حدثنا موسى، قال سمعت أبي يقول، حدثني أبو قيس، مولى عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص، كان يسرد الصوم وقلما كان يصيب من العشاء أول الليل أكثر ما كان يصيب من السحر قال وسمعته يقول سمعت رسول الله يقول إن فصلا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.

17104 حدثنا عبد الله بن يزيد، قال حدثنا موسى، قال سمعت أبي يقول، كنت عند عمرو بن العاص بالإسكندرية فذكروا ما هم فيه من العيش فقال رجل من الصحابة لقد توفي رسول الله وما شبع أهله من الخبز الغليث قال موسى يعني الشعير والسلت إذا خلطا.

17105 حدثنا عبد الله بن يزيد، قال حدثنا موسى، قال سمعت أبي يقول، سمعت عمرو بن العاص، يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدي نبيكم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها.

17106 حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس، مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم قال هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

17107 حدثنا أبو اليمان، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الله بن الحارث، قال سمعت عمرو بن العاص، يقول سمعت رسول الله يقول بينا أنا في منامي أتتني الملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي فعمدت به إلى الشام ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام.

17108 حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال أخبرنا أبو حفص، وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية، قال قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص، قال سمعت رسول الله يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه.

17109 حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد، مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن حبيب بن أبي أوس، قال حدثني عمرو بن العاص، من فيه قال لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني فقلت لهم تعلمون والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا كبيرا منكرا وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه قالوا وما رأيت قال رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرف فلن يأتينا منهم إلا خير فقالوا إن هذا الرأي قال فقلت لهم فاجمعوا له ما نهدي له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا فخرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأصحابي هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك شيئا قال قلت نعم أيها الملك قد أهديت لك أدما كثيرا قال ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له أيها الملك إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا قال فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أن قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه ثم قلت أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه فقال له أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله قال قلت أيها الملك أكذاك هو فقال ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال قلت فبايعني له على الإسلام قال نعم فبسط يده وبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله لأسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت أين يا أبا سليمان قال والله لقد استقام المنسم وإن الرجل لنبي أذهب والله أسلم فحتى متى قال قلت والله ما جئت إلا لأسلم قال فقدمنا على رسول الله فقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر وما تأخر قال فقال رسول الله يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها قال فبايعته ثم انصرفت قال ابن إسحاق وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما.

17110 حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله يقول تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية دحضت في بولك أونحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا.

17111 قال حدثنا إبراهيم بن خالد، قال حدثنا رباح، عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن جعفر بن المطلب، وكان، رجلا من رهط عمرو بن العاص قال دعا أعرابيا إلى طعام وذلك بعد النحر بيوم فقال الأعرابي إني صائم فقال له إن عمرو بن العاص دعا رجلا إلى طعام في هذا اليوم فقال إني صائم فقال عمرو إن رسول الله نهى عن صوم هذا اليوم.

17112 حدثنا علي بن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، قال أخبرنا ابن لهيعة، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن عبد الرحمن بن شماسة، حدثه قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله لم تبكي أجزعا على الموت فقال لا والله ولكن مما بعد فقال له قد كنت على خير فجعل يذكره صحبة رسول الله وفتوحه الشام فقال عمرو تركت أفضل من ذلك كله شهادة أن لا إله إلا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق إلا قد عرفت نفسي فيه كنت أول شيء كافرا فكنت أشد الناس على رسول الله فلو مت حينئذ وجبت لي النار فلما بايعت رسول الله كنت أشد الناس حياء منه فما ملأت عيني من رسول الله ولا راجعته فيما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه فلو مت يومئذ قال الناس هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير فمات فرجي له الجنة ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري علي أم لي فإذا مت فلا تبكين علي ولا تتبعني مادحا ولا نارا وشدوا علي إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنا فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا فإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها أستأنس بكم.

17113 حدثنا عفان، حدثنا الأسود بن شيبان، قال حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب، قال جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فلما رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو قال يا أبا عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله يدنيك ويستعملك قال أي بني قد كان ذلك وسأخبرك عن ذلك إني والله ما أدري أحبا ذلك كان أم تألفا يتألفني ولكني أشهد على رجلين أنه قد فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد فلما حدثه وضع يده موضع الغلال من ذقنه وقال اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك وكانت تلك هجيراه حتى مات.