مسند أحمد بن حنبل/مسند الكوفيين/26

ملاحظات: مسند الكوفيين (الحديث 18157 - 18167)




حديث المسور بن مخرمة الزهري ومروان بن الحكم رضي الله تعالى عنهما

عدل

18157 حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثنا عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة، أخبره أن عمرو ابن عوف الأنصاري وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان قد شهد بدرا مع النبي أخبره أن النبي بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان النبي صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فذكر الحديث يعني مثل حديث معمر حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة قال سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين وكان النبي بعثه على البحرين فوافوا مع رسول الله صلاة الصبح فلما انصرف رسول الله تعرضوا فلما رآهم تبسم وقال لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال قالوا أجل يا رسول الله قال قال أبشروا وأملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم.

18158 حدثنا روح، قال ثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن المسور بن مخرمة، أخبره قال وثنا إسحاق يعني ابن الطباع، قال أخبرني مالك، عن هشام، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة، أن سبيعة الأسلمية، نفست بعد وفاة زوجها بليال فقال لها رسول الله قد حللت فانكحي.

18159 حدثنا حماد بن أسامة، أخبرنا هشام، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة، أن سبيعة الأسلمية، توفي عنها زوجها وهي حامل فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت فلما تعلت من نفاسها خطبت فاستأذنت النبي في النكاح فأذن لها أن تنكح فنكحت حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر عن المسور بن مخرمة قال وضعت سبيعة فذكر الحديث.

18160 حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان، قالا قلد رسول الله الهدي وأشعره بذي الحليفة وأحرم منها بالعمرة حلق بالحديبية في عمرته وأمر أصحابه بذلك ونحر بالحديبية قبل أن يحلق وأمر أصحابه بذلك.

18161 حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عوف بن الحارث، وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة، حدثته أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها فقالت عائشة رضي الله عنها أوقال هذا قالوا نعم قالت هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير كلمة أبدا فاستشفع عبد الله بن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فذكر الحديث وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة إلا كلمته وقبلت منه ويقولان لها إن رسول الله قد نهى عما قد علمت من الهجر إنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن الطفيل بن الحارث وكان رجلا من أزد شنوءة وكان أخا لعائشة لأمها أم رومان فذكر الحديث فاستعان عليها بالمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث فاستأذنا عليها فأذنت لهما فكلماها وناشداها الله والقرابة وقول رسول الله لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة زوج النبي لأمها أن عائشة حدثته فذكر الحديث.

18162 حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان، والمسور بن مخرمة، يزيد أحدهما على صاحبه خرج رسول الله عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم منها وقال سفيان مرة من عمرة ولم يسم المسور وبعث عينا له بين يديه فسار رسول الله حتى إذا.

18163 حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث يعني ابن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك، أنه سمع مروان، بالموسم يقول إن رسول الله قطع في مجن والبعير أفضل من المجن.

18164 حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث يعني ابن سعد، قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال سمعت رسول الله وهو على المنبر يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم قال لا آذن ثم قال لا آذن فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.

18165 حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال أهدي لرسول الله أقبية مزررة بالذهب فقسمها في أصحابه فقال مخرمة يا مسور اذهب بنا إلى رسول الله فإنه قد ذكر لي أنه قسم أقبية فانطلقنا فقال ادخل فادعه لي قال فدخلت فدعوته إليه فخرج إلي وعليه قباء منها قال خبأت لك هذا يا مخرمة قال فنظر إليه فقال رضي فأعطاه إياه.

18166 حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله زمان الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي أشيروا علي أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين وإن نجوا وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك محزونين وإن يحنون تكن عنقا قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر الله ورسوله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجئ نقاتل أحدا ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي فروحوا إذا قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله قال الزهري في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك بركت بها راحلته فقال النبي حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء فقال النبي ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكي إلى رسول الله العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه قال فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانوا عيبة نصح لرسول الله من أهل تهامة وقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب فأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا وإلا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره قال يحيى عن ابن المبارك حتى تنفرد قال فإن شاءوا ماددناهم مدة قال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم نعرضه عليكم فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال قد سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قوم ألستم بالوالد قالوا بلى قال أولست بالولد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي ومن أطاعني قالوا بلى فقال إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا ائته فأتاه قال فجعل يكلم النبي فقال له نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى وجوها وأرى أوباشا من الناس خلقا أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر رضي الله عنه امصص بظر اللات نحن نفر عنه وندعه فقال من ذا قالوا أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وجعل يكلم النبي وكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي ومعه السيف وعليه المغفر وكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي ضرب يده بنصل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله فرفع عروة يده فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي غدر أولست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق النبي بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف على النبي وأصحابه قال النبي هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت قال فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فلم أر أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي فبينا هو يكلمه إذ جاءه سهيل بن عمرو قال معمر وأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي سهل من أمركم قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو وقال ابن المبارك ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله ما نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها فقال النبي على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف وقال يحيى عن ابن المبارك يرصف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال رسول الله إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لا نصالحك على شيء أبدا فقال النبي فأجزه لي قال ما أنا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه لك فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر رضي الله تعالى عنه فأتيت النبي فقلت ألست نبي الله قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى قال أفأخبرتك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومتطوف به قال فأتيت أبا بكر رضي الله تعالى عنه فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه عز وجل وهو ناصره فاستمسك وقال يحيى بن سعيد بغرزه وقال تطوف بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلى الحق قلت أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى قال أفأخبرك أنه يأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومتطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر هديه ودعا حالقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} حتى بلغ بعصم الكوافر قال فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم وقال يحيى عن ابن المبارك فقدم عليه أبو بصير بن أسيد الثقفي مسلما مهاجرا فاستأجر الأخنس بن شريق رجلا كافرا من بني عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله يسأله الوفاء فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فيه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال ويتفلت أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي إليهم فأنزل الله عز وجل {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} حتى بلغ {حمية الجاهلية} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا بسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال ثنا عبد الله بن المبارك حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قال خرج رسول الله زمن الحديبية في بضع عشرة مائة فذكر الحديث قال ومن هاهنا ملصق بحديث الزهري عن القاسم بن محمد قال وقال أبو بصير للعامري ومعه سيفه إني أرى سيفك هذا يا أخا بني عامر جيدا قال نعم أجل قال أرني أنظر إليه قال فأنطاه إياه فاستله أبو بصير ثم ضرب العامري حتى قتله وفر المولى يجمز قبل رسول الله فدخل زعموا على رسول الله وهو في المسجد يطن الحصا من شدة سعيه فقال له رسول الله حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فذكر نحوا من حديث عبد الرزاق قال فلما رأى ذلك كفار قريش ركب نفر منهم إلى رسول الله فقالوا إنها لا تغني مدتك شيئا ونحن نقتل وتنهب أموالنا وإنا نسألك أن تدخل هؤلاء الذين أسلموا منا في صلحك وتمنعهم وتحجز عنا قتالهم ففعل ذلك رسول الله وأنزل الله عز وجل {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} فقرأ حتى بلغ {حمية الجاهلية}.

18167 حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر، وجعفر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور، قال بعث حسن بن حسن إلى المسور يخطب بنتا له قال له توافيني في العتمة فلقيه فحمد الله المسور فقال ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم ولكن رسول الله قال فاطمة شجنة مني يبسطني ما بسطها ويقبضني ما قبضها وإنه ينقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي وتحتك ابنتها ولو زوجتك قبضها ذلك فذهب عاذرا له.