مضى الأمس والدنيا ستمضى سريعة
مضى الأمسُ والدنيا ستمضى سريعةً
مضى الأمسُ والدنيا ستمضى سريعةً
فليس لأيام الحياة بقاءُ
مضى الأمس لم أعرفك إلا رواية
لها من تهاويل الرياء طلاء
أأنت حبيبي أنت طالت شكايتي
وطال غرامٌ يائسٌ وعناء
تسافر من حلوان ظهرا لكي ترى
أليفا له هليوبوليس ثواء
وتمكث عندي لحظتين بلهفة
وتمضى كأن الوصل منك هواء
لقد ضاع من حظى رجاء عقدته
عليك وما في الناكثين رجاء
إذا صدّق الروح الصدوق حديثهم
أجابوا بوعد كاذب وأساءوا
يقاتلني فيكم فؤاد معذب
به من هواكم شقوةٌ وعناء
إذا رضته بالصبر عنكم تخايلت
له من سناكم أنجمٌ شفعاء
بكل لموح من صباكم بوارق
فصاح كأقباس الصباح وضاء
إذا قلت عينٌ كالعيون تمردت
سواحر منها أمرهنّ قضاء
وإن قلت خدّ كالخدود توهجت
بخديك في ليل الوصال ذكاء
وإن جال طرفي في ثناياك أشرقت
شوارق يعلوها سنا وبهاء
أتبسِمُ لي وحدي صدقت فما الذي
يكدّر روحاً أنت فيه صفاء
أغار فقلبي لن يخون وإنه
ليشهد أن الناس لي غرماء
جمالك ردّ القاهرين عصبةً
من الشر باءوا بالخسار وباءوا
إذا جئت من حلوان تنشد رؤيتي
تهاوت قلوب واستطار بلاء
جمالك لي وحدي وإني لشاعر
إذا قال حرفاً يسجد الشعراء
تكايدني بالصد عمدا عفا الهوى
عفا عنك روحي للحبيب فداء
نفرت نفور الظبى ضاع رشاده
وقد لاح صيّاد وغام نجاء