معاوية بن أبي سفيان - أتاني أمر

أتاني أمر

أَتَانِـيَ أَمْـرٌ فيـه للنّـاسِ غُمّـةٌ *** وفيـه بُكـاءٌ للعُيُـونِ طَـويـلُ

وفيـه فَنَـاءٌ شامِـلٌ وخَـزَايـةٌ *** وفيه اجتـداعٌ للأُنـوفِ أصيـلُ

مُصَـابُ أَميـرِ المؤمنيـنَ وَهَـدَّةٌ *** تكـادُ لَهَا صُـمُّ الجبـالِ تَـزولُ

فَلِلّهِ عَيْنَـا مَنْ رأى مِثْـلَ هَـالكٍ *** أُصِيبَ بلا ذنـبٍ ، وذاكَ جليـلُ

تَداعَـتْ عَلَيْـهِ بالمدِينـةِ عُصْبَـةٌ *** فَريقانِ منـها : قاتِـلٌ وخـذولُ

دعاهمْ، فَصَمُّـوا عنه عندَ جوابِـهِ *** وذاكُمْ عَلى ما في النفـوسِ دَليـلُ

نَدِمْتُ عَلَى ما كانَ من تَبَعِي الهَوَى *** وقَصْرِيَ فيـه : حَسْـرَةٌ وعويـلُ

سَأَنْعَى أبا عَمْـروٍ بِكـلّ مُثَقّـفٍ *** وبِيـضٍ لها فِي الدّارعيـنَ صَليـلُ

تَرَكْتُكَ للقـومِ الذينَ هُـمُ هُـمُ *** شجاكَ، فمـاذا بعـدَ ذاكَ أقـولُ

فَلَسْتُ مُقيـماً ما حَيِيِـتُ ببلـدةٍ *** أَجُرُّ بـها ذَيْلِـي ، وأنـت قتيـلُ

فلا نومَ حتّى تُشْجَرَ الخيـلُ بالقنـا *** ويُشْفَى من القـومِ الغُـواةِ غَليـلُ

ونَطْحَنَهُمْ طَحْنَ الرّحَـى بِثفالـها *** وذاكَ بـما أَسْـدَوا إليـكَ قليـلُ

مـوَدّةُ بَيْنِنَـا فَأمّـا التـي فيـها *** فليس إليـها مـا حَييـتَ سبيـلُ

سَأُلْقِحُـها حَرْبـاً عَوانـاً مُلِحّـةً *** وإنّي بـها مـنْ عامنـا لكفيـلُ