مفاتيح العلوم/المقالة الأولى/الباب الخامس
الباب الخامس: في الشعر والعروض، وهو خمسة فصول
الفصل الأول
في علم جوامع العروض وذكر أسامي الأجناس
العروض، هو الجزء الأخير من النصف الأول من البيت، وهي مؤنثة، وبها سمي علم العروض، لأنه إن عرف نصف البيت سهل تقطيعه.
الضرب، هو الجزء الأخير من البيت.
السبب الخفيف، حرفان أولهما متحرك والثاني ساكن، مثل قد، وعلامته: ه.
والسبب الثقيل، حرفان متحركان، مثل أر، وعلامته وذلك أن علامة الحركة عند العروضيين خط كالألف، وعلامة الساكن حلقة كالهاء.
الوتد المجموع، ثلاثة أحرف، الأول والثاني متحركان، والثالث ساكن، مثل: لقد، وعلامته: ه.
الوتد المفروق، ثلاثة أحرف، الأول والثالث متحركان وبينهما ساكن، مثل: قال، وعلامته ه.
الفاصلة الصغرى أربعة أخرى، ثلاثة منها متحركة والرابع ساكن، مثل: ولقد، وعلامتها: ه.
والفاصلة الكبرى، خمسة أحرف، أربعة منها متحركة والخامس ساكنة، مثل: ضربكم، وعلامتها: ه.
البحر، هو الجنس من أجناس العروض، وهي خمسة عشر جنساً: الجنس الأول، هو الطويل، وهو ثلاثة أنواع: النوع الأول، مقبوض العروض مبسوط الضرب.
والثاني، مقبوضهما.
والثالث مقبوض العروض محذوف الضرب.
وبيت النوع الأول منه، وهو: فعولن مفاعلين فعولن مفـاعـلـن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعـيلـن
أبا منذر أفنيت فاستبق بـعـضـنـا حنانيك بعض الشر أهون من بعض
والجنس الثاني، المديد، وهو ستة أنواع: النوع الأول منها مجزوء سالم العروض والضرب.
والنوع الثاني، محذوف العروض مقصور الضرب.
والنوع الثالث، مجزوء محذوف العروض والضرب.
والنوع الرابع، مجزوء محذوف العروض، محذوف مقطوع الضرب.
والنوع الخامس، مجزوء محذوف مخبون العروض والضرب.
والنوع السادس، مجزوء العروض محذوفها مخبونها، وضربه مجزوء أبتر.
بيت النوع الأول، وهو: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن، مرتين.
بالبكر أنشروا لي كليبا يا لـبـكـر أين أين الـفـرار
الجنس الثالث، البسيط، وهو ستة أنواع: النوع الأول، السالم المخبون العروض والضرب.
والنوع الثاني، مخبون العروض مقطوع الضرب.
والنوع الثالث، المخلع، وهو أربعة أنواع: فأولها مجزوء العروض مزال الضرب.
والنوع الثاني من المخلع، وهو الرابع من البسيط، مجزوء العروض والضرب.
والنوع الثالث من المخلع، وهو الخامس من البسيط، مجزوء العروض مقطوع الضرب.
والنوع الرابع من المخلع، وهو السادس من البسيط المجزوء المقطوع.
وبيت النوع الأول من البسيط، وهو: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلـن مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن.
يا حارٌ لا أرمين منكم بداهـيةٍ لم يلقها سوقةٌ قبلي ولا ملـك
الجنس الرابع، الوافر، وهو ثلاثة أنواع: النوع الأول، مقطوف العروض والضرب.
والنوع الثاني، سالم مجزوء العروض والضرب.
والنوع الثالث، مجزوء العروض معصوب الضرب.
بيت النوع الأول، وهو: مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
الجنس الخامس، الكامل، وهو تسعة أنواع: النوع الأول منه، السالم العروض والضرب.
النوع الثاني، تام العروض مقطوع الضرب.
النوع الثالث، التام العروض الأحذ المضمر الضرب.
النوع الرابع، أحذ العروض والضرب.
النوع الخامس، أحذ العروض مضمر الضرب أحذه.
النوع السادس، المجزوء المرفل.
النوع السابع، المجزوء المذال.
النوع الثامن، المجزوء السالم.
النوع التاسع، المجزوء المقطوع الضرب.
وبيت الأول منه، وهو: متفاعلن، ست مرات.
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً وكما علمت شمائلي وتكرمـي
الجنس السادس: الهزج، وهو نوعان: النوع الأول، مجزوء العروض والضرب.
النوع الثاني، مجزوء العروض والضرب محذوفة.
وبيت النوع الأول، وهو مفاعلين، أربع مرات.
عذير لحي من عدوا ن كانوا حية الأرض
الجنس السابع، الرجز، وهو خمسة أنواع: النوع الأول، السالم.
النوع الثاني، سالم العرض مقطوع الضرب.
النوع الثالث، مجزوء العروض والضرب.
النوع الرابع، مشطور.
النوع الخامس، منهوك.
وبيت النوع الأول منه، وهو: مستفعلن مفعولات مستفعلـن مستفعلن مفعلات مفتعـلـن
أن ابن زيد لا زال مستعمـلاً للخير يفشي في مصره العرفا
الجنس الحادي عشر: الخفيف، وهو خمسة أنواع: النوع الأول، السالم العروض والضرب.
النوع الثاني، سالم العروض محذوف الضرب.
النوع الثالث، محذوف العروض والضرب.
النوع الرابع، مجزوء مخبون مقصور.
وبيت النوع الأول منه، وهو: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن، ومرتين.
حل أهلي ما بي درنا فبادو لي وحلت علوية بالسخال
الجنس الثاني عشر، المضارع، وهو نوع واحد.
مجزوء العروض والضرب، وبيته: مفاعلين فاع لاتن مرتين.
دعاني إلى سعـادا دواعي هوى سعادا
الجنس الثالث عشر، المقتضب، وهو نوع واحد مجزوء مطوى، كله وبيته: فاعلات، مفتعلن، مرتين.
أعرضت فلاح لها عارضتان كالبرد
الجنس الرابع عشر، المجتث، وهو نوع واحد، مجزوء العرض والضرب، وبيته: مستفعلن فاعلاتن، مرتين.
البطن منها خميصٌ والوجه مثل الهلال
الجنس الخامس عشر، المتقارب، وهو خمسة أنواع: الأول: سالم العروض.
والضرب الثاني: مقصور.
والضرب الثالث: محذوف.
الضرب الرابع: أبتر.
الضرب الخامس: مجزوء محذوف العروض والضرب.
وبيت النوع الأول منه، وهو: فعولن، ثماني مرات: فأما تـمـيم ابـن مـرٍّ فألفاهم القوم روبى نياما
الفصل الثاني
في ألقاب العلل والزحافات
السالم من الأنواع: ما كان على حاله في الدائرة.
المجزوء: ما يحذف منه جزءان.
المشطور: ما حذف نصفه.
المنهوك: ما حذف ثلثاه.
المذال: ما زيد على وتده حرف.
المرفل: ما زيد على وتده حرفان.
المسبغ: ما زيد على سببه حرف.
النقصان في الأعاريض والضروب، مما لا يجوز مثله في الحشو: ما حذفت آخره، مما يجوز قلبه قبله الزحاف، وأسكنت آخر متحركاته، فاسمه المقصور.
والمقطوع: ما يحذف آخره، وهو مما لا يجوز فيه الزحاف، ويسكن ما قبله.
المحذوف: ما يحذف منه سبب.
المقطوف: أن يسقط تن من مفاعلتن وتسكن اللام.
الأحذ: ما يحذف من آخر وتد.
المشعث: أن يحذف من وتد فاعلاتن حرف حتى يبقى فالاتن أو فاعاتن، فينقل إلى مفعولن.
المكسوف: أن تحذف تاء مفعولات فينقل إلى مفعولن.
والتشعيث: أن يحذف متحرك، أن يحذف ساكن ويسكن متحرك فكأنه إلقاء حرف وحركة.
التعويض: تعويض حرف اللين مما يحذف.
أصول الأفاعيل ثمانية: فعولن، مفعاعيلن، فاعلاتن، مفعولات، مفاعيلن، فاعلن، متفاعلن.
التسكين: يقع في هذه الأفعال.
ما سكن ثانية، فهو مضمر.
وما سكن خامسه، فهو معصوب، مشتق من العصابة.
وما سكن آخره، فهو الموقوف ما يحذف للزحاف وحده: ما حذف ثانيه، فهو مخبون.
وما حذف رابعه، فهو مطوي.
وما حذف خامسه، فهو مقبوض.
وما حذف سابعه، فهو مكفوف.
وما حذف ثانيه ورابعه، فهو مخبول.
وما حذف ثانيه وسابعه، فهو مشكل.
وإن أسكن الثاني وحذف، فهو المرقوص.
وإن أسكن الثاني وحذف الرابع، فهو المجزول، بالجيم.
وإن أسكن الخامس ثم حذف، فهو معقول، وكان قبل الحلف معصوباً.
فإن كان قبل الحذف معصوباً وحذف سابعه، فهو المنقوص.
المعاقبة في مفاعيلن مثلاً، إذا ألقيت الياء لم يجز إلقاء النون، فإن ألقيت النون لم يجز إلقاء الياء فكأنهما يتعاقبان، اشتق ذلك من العقبة في السفر.
المراقبة، في المضارع في مفاعيلن، معناها: أنه إذا أثبتت الياء سقطت النون فإن ثبتت النون، سقطت الياء، ولا يجوز اجتماعهما.
ما زوحف آخره لمعاقبة، نحو فاعلاتن، إذا حذفت نونها لمعاقبة ما بعدها فاسمه عجز، وما حذف أوله وآخره لمعاقبة ما قبله ومعا بعده فهو طرفان.
الخرم، بالخاء معجمة والراء غير معجمة، فهو إلغاء المتحرك في أول البيت، والخزم، معجمة الخاء والزاي: زيادة حرف أو حرفين أو أكثر في أول البيت.
مخروم الطويل، يسمى: الأثلم، فإن خرمت الطويل ثم قبضته، فهو أثرم.
ومخروم الوافر، فهو الأعضب.
ومخروم الهزج الأخرم، فإن قبضت مخروم الهزج، فهو أشتر، فإن كففته مع الخرم فأخرب.
وفي الوافر، إن كان مع الخرم معصوباً فهو أقصم، وإن كان مع الخرم منقوصاً فهو أعقص، وإن كان مع الخرم معقولاً فهو أجم.
الفصل الثالث
في ذكر القوافي
القافية: الكلمة الأخيرة من البيت.
الروي: الحرف الذي تبني عليه القصدة من القافية، مثل الميم من قوله: عفت الديار محلها فمقامها
الوصل: حرف بعد الروي: واو، أو ألف، أو ياء، أو هاء، مثل الهاء في مقامها.
الخروج: واو، أو ألف، أو ياء بعدها الإضمار إذا كانت وصلاً، مثل الألف في مقامها، التي بعد الهاء.
الردف: حرف لين قبل الروي، مثل ياء قيل وألف قال وواو قول، وهي مثل الألف التي قبل الميم في مقامها.
التأسيس: مثل ألف فاعل.
الرس: فتحة المتحرك قبل التأسيس.
الإشباع: حركة الحرف الذي بين التأسيس والروي.
الحذو: حركة الحرف الذي قبل الردف، مثل فتحة القاف في فمقامها.
التوجيه: الحرف الذي إلى جنب الروي قبله.
المجري: حركة حرف الروي، وليس في المقيد مجري.
النفاذ: حركة هاء الوصل التي للإضمار.
المتكاوس، من القوافي: ما كان فيه أربع حركات بين ساكنين مثل: فعلتن.
المتراكب: ما كان فيه ثلاث حركات بين ساكنين: مثل: مفاعلتن.
المتدارك: ما كان فيه متحركان بين ساكنين، مثل: مستفعلن.
المتواتر: ما فيه حرف متحرك بين ساكنين، مثل: مفاعيلن.
المترادف: ما فيه حرفان ساكنان، مثل: فاعلان.
المقيد، مثل قوله: قد جبر الدين الإله فجبر.
وهو الذي لا يتحرك روية، والمطلق خلافه.
الفصل الرابع
في اشتقاقات هذه الألقاب والمواضعات
الأثرم: المنكسر الثنية.
الحوض الأثلم: الذي فيه ثلمة.
الأقصم: المنكسر السن من نصفها.
الأعقص: التيس المائل القرن إلى وراء.
الأجم: الذي لا قرن له، الموقوص، الذي اندقت عنقه.
المجزول: المقطوع السنام.
الأحذ: مشتق من الحذو، وهو القطع السريع.
الأخرم: المقطوع الأنف.
الأخرب، من الخرب، وهو ثقب في الأذن.
الأشتر: المقطوع الجفن.
المخبول: الذي ذهبت يداه.
المسبغ، من السبوغ، وهو الكمال، ويقال: المسبغ، غير معجمة العين: صير سباعياً.
المذال، من الذيل.
المرفل: الثوب الذي يرفل فيه، وهو أن تجر أذياله.
المعاقبة، مشتقة من العقبة في الركوب.
المراقبة، مشتقة من مراقبة الكوكبين، وهو أن يغرب هذا عند طلوع هذا، كأنه كان يراقبه.
الخزم: مشتق من خزامة البعير.
القطف: قطف الثمرة من الشجرة.
القطع: قطع الثمر من الشجر.
المخبون: المعطوف، من خبنت الثوب، أي عطفته.
المكفوف، من كففت القميص، وقد كف القميص كفاً.
المشكول، من الشكال.
المعقول، من العقال.
المعصوب، من العصابة.
الرمل: نسج الحصيرن والرمل: الهرولة في السير.
الهزج: تحسين الصوت وترديده.
المخلع، والخليع: الذي خلعت يداه.
المنهوك: المضني، نهكته الحمى، أي أضنته.
المتكاوس، من القوافي: ما تزاحمت فيه الحركات، تكاوست الإبل، إذا تزاحمت.
الفصل الخامس
في نقد الشعر
التشبيه: تمثيل الشيء بالشيء، كقول امرىء القيس:
كأن قلوب الطير رطبـاً ويابـسـاً لدى وكرها العناب والخشف البالي
الاستعارة، في مثل قوله في وصف الليل: فقلت له لما تمطى بصلبـه وأردف أعجازاً وناء بكلكل
وليس لليل صلب ولا ردف ولا عجز ولا كلكل، ولكنه استعار هذه الألفاظ.
المجانسة: أن تجيء بكلمتين أو أكثر متشابهة الألفاظ مختلفة المعاني، كقول الراجز: وهوجلٍ قطعته بهوجل
المطابقة: المقابلة، اشتقت من طابقت الناقة، إذا وضعت رجلها في موطيء يدها في المشي، وشبه ذلك بمشي المقيد، وهو مثل قول الشاعر: ومن العجائب أن بيض سيوفنا تلد المنايا السود وهي ذكور
فالمطابقة: قوله: بيض وسود، وكذلك: الولادة والذكور، إلا أنها أخفى.
والمذهب الكلامي، مثل قول أبي تمام: فالمجد لا يرضى بأن ترضى بأن يرضى المؤمل منك إلا بالرضى
والإلتفات: الإنصراف عن المخاطبة إلى الإخبار، أو خلاف ذلك، كقول جرير: متى كان الخيام بذي طلوحٍ سقيت الغيث أيتها الخـيام
وكقوله: أتنسى يوم تصقل عارضيها بفرع بشامةٍ سقي البشـام
والإعتراض، كقول الجعدي: ألا زعمت بنو سعد بأنـي وقد كذبوا كبير السن فاني
وهو قوله: وقد كذبوا.
والرجوع، كقول بشار: نبئت فاضح أمه يغتابـنـي عند الأمير وهو علي أمير
والتجاهل، كقول القائل يهجو رجلاً: إن لم يكن لبن الدايات غيره عن فعل آبائه الغر الميامين
فربما غاب زوجٌ عن حليلته .....بعض سواس البراذين
الإعنات، هو أن يكلف شاعر نفسه ما ليس عليه.
التصريع: أن يكون في البيت الأول من القصيدة مصراع، وهو أن تكون في نصفه قافية، وقد تكون في غير الأول.
الترصيع: أن يسجع مقاطيع البيت، وكذلك التسميط، إلا أن الترصيع أكثر ما يقال في بيت أو بيتين، فأما القصيدة المسمطة فأن يكون أبياتها كلها كذلك.
الإتمام، مثل قول طرفة: فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمةٌ تهمي
عيوب الشعر الإقواء: اختلاف إعراب القوافي.
الإيطاء: اتفاق قافيتين في قصيدة.
السناد: اختلاف الردف، وهو مثل قوله: مصلتينا، وكذبا ومينا.
الإكفاء: أن تكون قافية على الطاء، وأخرى على الدال، أو على اللام والنون، ونحو ذلك من الحروف المتقاربة المخارج.
الإخلال، مثل قول القائل: أعاذل عاجل ما أشتهي أحب من الأكثر الرائث
وكان الواجب عاجل ما أشتهي مع القلة، أحب إلي من الأكثر الرائث.
والحشو: أن يحشي البيت بلفظ لا يحتاج إليه إلا لصحة الوزن، كقول المؤمل: فليتني كنت أعمى غير ذي بصرٍ وأنه لم يكن ما كان من نظري
وهو قوله: غير ذي بصر.
التذنيب، هو كا يقال لعبد الله في الشعر، عبد الإلاه.
والتعطيل، كقول دريد بن الصمة: وبلغ نميراً إن عرضت ابن عامر بأني أخٌ في النائبات وطـالـب
يعني: نمير بن عامر.
التضمين: أن تصل آخر البيت بأول البيت الذي يليه، كقول الشاعر: وما أدري إذا يممت أرضاً أريد الخير أيهما يلينـي
ألخير الذي أنا أبـتـغـيه أو الشر الذي هو يبتغيني