مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب في الخواص/الباب الثاني


( الباب الثاني في علاج الوباء )

كل أرض وبئة يخاف منها الوباء فيأكل لحم الجمال مشويًا ويشرب الطيب الفائح يبرأ من الوباء وقيل من دخل بلدة فأكل من بصلها وخلها ثلاثة أيام يأمن من الوباء ومن سافر في الشتاء وخاف على نفسه البرد فيطلي بدنه بشحم الثعلب ومن دفن جلد الضبع في أسكفة باب داره لا يدخل في ذلك الدار كلب ما دام فيه مدفونًا وإن طلي بدن الكلب بشحم الضبع يجن ويموت والحمار إذا أكل سرقين الثعلب يموت ومن عجائب الخواص من قال عند استهلال الشهر برب هذا القمر لا آكل في هذا الشهر لحم الفرس ولا الهندبا يصير آمنا من الرمد ووجع الضرس وإن قال ذلك في رأس كل شهر يأمن جميع السنة من الوجع وكل سكران شرب ماء البصل والخل يصحو من سكره ومن عجائب الخواص أنّ البندق متى مضغ وطرح في الزيت ثم يجعل منه فتيلة يقع النوم على أصحاب المجلس ومن كان به سهر فليوضع على مسقط رأسه منارة من غير علمه أو قدح مملوء من الماء (خاصية) الفرس الكريم لا ينز على أمه ولا بنته وخاصية الحمار يموت إذا أكل سرقين الثعلب ويغشى عليه إذا علقت الخنفساء على ذنبه وخاصية البقر أن مسح يده على ثدي بقرة ثم عرض يده على السور يسكن وخاصية الإبل أنّ من شرب من لعابه الممزوج بشراب يجترىء على الناس ويقوي وخاصية الحية أن تموت ببصاق الآدمي إذا تفل في فيها بغتة وخاصية الفأرة متى قطع ذنبها ويخلى سبيلها تلدغ سائر الحيات حتى ينفرن خاصية الحشرات إذا وقعت في الزيت يمتن ومن طلى بدنه بدهن الجاوشير لا تلدغه الهوام.